تويت
ثم تبعتها أختها أم كلثوم بنت أمير المؤمنين(عليهم السلام) وخطبت في أهل الكوفة عن أحداث اليوم الدامي في واقعة الطف وذكرتهم بوعودهم التي قطعوها مع الإمام الحسين(عليه السلام) قبل قدومه أليهم من المدينة المنورة وكذلك بينت لهم العاقبة السئية التي سوف يصلون أليها نتيجة قتلهم الإمام الحسين(عليه السلام) أبن بنت نبيهم (ص) .حيث قالت فيها....
(ياأهل الكوفة سؤاة لكم ما لكم خذلتم حسيناَ وقتلتموه وأنتهبتم أمواله وورثتموه ,وسبيتم نساءه ونكبتموه فتباَ لكم وسحقاَ. ويلكم أتدرون أي دواة دهتكم وأي وزر على ظهوركم حملتم وأي دماء سفكتموها وأي كريمة أصبتموها وأي صبية سلبتموها وأي أموال أنهبتموها قتلتم خير الرجالات بعد النبي ونزعتم الرحمة من قلوبكم.ألا حزب الله هم الفائزون وحزب الشيطان هم الخاسرون )(2)..
وبالتالي تركت تلك الخطبة الصدى الواضح على حركة الناس داخل الكوفة مما أضطر أبن زياد(علية لعائن الله) أن يأمر جلاوزته من جيش الشيطان أن يفرقوا الناس عن موكب السبايا . بعدها أدخلوا أهل بيت النبوة إلى خربة قرب قصر الأمارة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
1 ـ بــحار الأنــوار / ج 45 ص 180
2 ـ بــحار الأنــوار /ج 45 ص 113
وهاتان الخطبتان والتي لحقتهما تعتبر أول بوادر الحملة الإعلامية بعد الثورة الحسينية ضد الحكم الأموي .وبيان ما ارتكبوه في حق الإمام الحسين وأهل بيته(عليهم السلام) وأصحابه في يوم الطف الدامي .والإعلام بشكل عام يعتمد على عدة طرق لتوصيل الرسالة المكلف بإيصالها إلى الجهة المعنية بذلك بشكل ناجح وصحيح وتتمتع بحيادية وصدق في نقل الصورة والصوت إلى الجمهور ومن تلك الطرق المسموع والمرئي في ذلك الزمان هي منابر صلاة الجمعة والجماعة مواسم الحج وفي الأسواق الكبيرة وهناك جانب آخر كانت تعمل به الجهات المسئولة في الدولة هو إرسال المنادين يحملون معهم طبول خاصة يقرعون عليها وينادون الناس بالأومر المكلفين به وقد تطور الإعلام في الفترة المتأخرة بشكل كبير وواضح حتى أصبح من الأركان المهمة في صياغة الحدث في الشارع وخاصة في أثناء الحروب لأنه أصبح بمثابة سلاح يفتك في عضد الجيش المقابل ويفتت معنوياتة من خلال بث تهويل الحدث وإعطائه مساحة كبيرة عن حجمه الطبيعي مما يسبب الإرباك في صفوف الأعداء ولم يقتصر الإعلام الحديث على الجانب الكلاسيكي القديم فقط وإنما اخذ عدة اتجاهات تتوافق مع العصر والحدث منها المسموع ومنها المقروء ومنها المرئي ومنها الإشاعة ومنها الصورة ومنها المسرح ومنها الصحف والمجلات والكتب . ولكن على الرغم من كثرة تلك الأمور تبقى الحقيقة هي سيدة الموقف في كل زمان ومكان وهي التي تبقى عالقة في أذهان الناس على مر الدهور والعصور مهما تغيرت. وما يهمنا هنا هو تسليط الضوء على الجانب الإعلامي الذي قام به أهل بيت النبوة في واقعة الطف والدور الذي قام به الإمام علي بن الحسين وعمته الحوراء زينب (عليهم السلام)الذين اعتمدواعلى أفضل الطرق والسبل الإعلامية آنذاك لتوصيل أهداف الثورة ونقل ما دار من صراع بين أهل الحق وأهل والباطل إلى كافة أرجاء المعمورة وحسب متطلبات كل مرحلة عاشوا فيها وللأجيال اللاحقة .حتى أنهم رسموا سياسة إعلامية مستقبلية لديمومة بقاء ثورة الطف وأهدافها عالقة في أذهان ونفوس الناس رغم ما سوف يحدث أليهم من تقدم حضاري ومدني في حياتهم اليومية وبعد المسافة بينهم وبين أحداث الطف.وقد تعددت الطرق بتعدد الأدوار إليهم والظروف المحيطة بهم من الحكومات التي كانوا يعيشون معها .
ومن هذا المنطلق سجل التاريخ لهم الأقوال والأفعال بأحرف من نور تحقيقا للنصر النهائي على كافة القوى الأستكبارية والمتجبرة والطغاة في العالم أجمع وأقامة دولة العدل الإلهي ببركة انتصار الدم على السيف ووجودهم وقيادتهم الحكيمة للأمة وخاصة تفعيلهم للجانب الإعلامي المكثف الذي بذلوه منذ تاريخ مولد الإمام الحسين(عليه السلام) كما أشرنا سابقا وإلى يوم يبعثون . ولولا ذلك الأمر لما استطاعت تلك الثورة من تحقيق أهدافها الدينية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية والفكرية والعقائدية لذلك ترى السيدة زينب(عليها السلام) قد تألقت مع ابن أخيها الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) في تأدية ذلك الدور البطولي في أكثر من موطن ,وأول تلك المواطن هي الكوفة التي أخرجت خطبتها في مجلس أبن زياد(عليه العنة) المخدرات من خدورهن ,لتعلن على الملأ فداحة الجريمة وأبعادها الخطيرة على الإسلام والإنسانية وعلى بناءها الماضي والحاضر والمستقبل ,وكذلك بينت لهم أهداف خروج الإمام الحسين(عليه السلام) إلى الكوفة وعدم مبايعته إلى يزيد(عليه العنة) وكذلك بينت للأمة أهداف بني أمية (عليهم اللعنة)مما ترك ذلك الحديث أثره على الشارع العام وبكافة مستوياته الفكرية وانتماءاته العرقية والمذهبية حتى أنه كان الشرارة الأولى التي أوقدت جميع الثورات التي حدثت في الكوفة بعد مقتل الإمام الحسين(عليه السلام) ...
وعندما أراد أبن زياد(عليه اللعنة) الانتصار لنفسه ولأعماله وإلى أميره الفاسق يزيد أنتهض من مجلسه في قصر الأمارة في الكوفة وبادر بالحديث حيث قال ما نصه( الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم) .
عندها أجابته الحوراء زينب(عليها السلام)وعلى مسمع من الحاضرين حيث قالت
الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)وطهرنا تطهيرا . أنما يفتضح الفاسق والكاذب والفاجر وهو غيرنا )
فأجابها اللعين بن زياد: ( كيف وجدت صنع الله بأهل بيتك) .
قالت الحوراء(عليها السلام):ما رأيت إلا جميلا .هؤلاء قوم كتب عليهم القتال فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم .فنظر لمن الفلج يومئذثكلتك أمك يا أبن مرجانة)(1)
ويروى إن أبن زياد بعد تلك الحادثة استشاط غضباَ من خطبتها حتى أنه أراد أن يقتل الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) ولكنها منعته من ذلك مما سبب ذلك الموقف في نفوس الحاضرين والسامعين ,عندها أمر أبن زياد جلاوزته الإسراع بخروج السبايا من الكوفة إلى الشام حتى لا تقع فتنة لا تحمد عقباها تكون فيها نهاية حكمه وحكم أسياده ومن الجدير بالذكر أنها وقعت حادثة في مجلس أبن زياد أودت بحياة الصحابي الجليل عبد الله أبن عفيف الأزدي(رض) .تقول الرواية: إن ابن زياد(عليه اللعنة) صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال في بعض كلامه :الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه وقتل الكذاب أبن الكذاب فما زاد على هذا الكلام شيء حتى قام أليه عبد الله بن عفيف الأزدي وكان من خيار الشيعة وزهادها وكانت عينه اليسرى في يوم الجمل والأخرى في يوم صفين وكان يلازم المسجد الأعظم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
1 ـ بـحـار الأنــوار /ج 45 ص 115
فيصلي فيه إلى الليل فقال ياأبن مرجانة أن الكذاب أبن الكذاب أنت وأبوك ومن أستعملك وأبوه يا عدوا الله أتقتلون أبناء الأنبياء وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين .قال :فغضب ابن زياد ثم قال من هذا المتكلم فقال أنا المتكلم يا عدو الله تقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنهم الرجس وتزعم أنك على دين الإسلام .وآغوثاه أين أولاد المهجرين والأنصار لينتقمون من طاغيتك اللعين بن اللعين على لسان محمد رسول رب العالمين ,قال فزداد غضب أبن زياد حتى انتفخت أوداجه وقال عليّ به فبادر أليه الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله فقال أبن زياد أذهبوا إلى هذا الأعمى أعمى الأزد أعمى الله قلبه كما أعمى الله عينيه وأتوني به وخرج جلاوزته في طلبه حتى دارت بينهم معركة أستشهد على أثرها عبد الله بن عفيف رحمه الله(1) .
(ياأهل الكوفة سؤاة لكم ما لكم خذلتم حسيناَ وقتلتموه وأنتهبتم أمواله وورثتموه ,وسبيتم نساءه ونكبتموه فتباَ لكم وسحقاَ. ويلكم أتدرون أي دواة دهتكم وأي وزر على ظهوركم حملتم وأي دماء سفكتموها وأي كريمة أصبتموها وأي صبية سلبتموها وأي أموال أنهبتموها قتلتم خير الرجالات بعد النبي ونزعتم الرحمة من قلوبكم.ألا حزب الله هم الفائزون وحزب الشيطان هم الخاسرون )(2)..
وبالتالي تركت تلك الخطبة الصدى الواضح على حركة الناس داخل الكوفة مما أضطر أبن زياد(علية لعائن الله) أن يأمر جلاوزته من جيش الشيطان أن يفرقوا الناس عن موكب السبايا . بعدها أدخلوا أهل بيت النبوة إلى خربة قرب قصر الأمارة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
1 ـ بــحار الأنــوار / ج 45 ص 180
2 ـ بــحار الأنــوار /ج 45 ص 113
وهاتان الخطبتان والتي لحقتهما تعتبر أول بوادر الحملة الإعلامية بعد الثورة الحسينية ضد الحكم الأموي .وبيان ما ارتكبوه في حق الإمام الحسين وأهل بيته(عليهم السلام) وأصحابه في يوم الطف الدامي .والإعلام بشكل عام يعتمد على عدة طرق لتوصيل الرسالة المكلف بإيصالها إلى الجهة المعنية بذلك بشكل ناجح وصحيح وتتمتع بحيادية وصدق في نقل الصورة والصوت إلى الجمهور ومن تلك الطرق المسموع والمرئي في ذلك الزمان هي منابر صلاة الجمعة والجماعة مواسم الحج وفي الأسواق الكبيرة وهناك جانب آخر كانت تعمل به الجهات المسئولة في الدولة هو إرسال المنادين يحملون معهم طبول خاصة يقرعون عليها وينادون الناس بالأومر المكلفين به وقد تطور الإعلام في الفترة المتأخرة بشكل كبير وواضح حتى أصبح من الأركان المهمة في صياغة الحدث في الشارع وخاصة في أثناء الحروب لأنه أصبح بمثابة سلاح يفتك في عضد الجيش المقابل ويفتت معنوياتة من خلال بث تهويل الحدث وإعطائه مساحة كبيرة عن حجمه الطبيعي مما يسبب الإرباك في صفوف الأعداء ولم يقتصر الإعلام الحديث على الجانب الكلاسيكي القديم فقط وإنما اخذ عدة اتجاهات تتوافق مع العصر والحدث منها المسموع ومنها المقروء ومنها المرئي ومنها الإشاعة ومنها الصورة ومنها المسرح ومنها الصحف والمجلات والكتب . ولكن على الرغم من كثرة تلك الأمور تبقى الحقيقة هي سيدة الموقف في كل زمان ومكان وهي التي تبقى عالقة في أذهان الناس على مر الدهور والعصور مهما تغيرت. وما يهمنا هنا هو تسليط الضوء على الجانب الإعلامي الذي قام به أهل بيت النبوة في واقعة الطف والدور الذي قام به الإمام علي بن الحسين وعمته الحوراء زينب (عليهم السلام)الذين اعتمدواعلى أفضل الطرق والسبل الإعلامية آنذاك لتوصيل أهداف الثورة ونقل ما دار من صراع بين أهل الحق وأهل والباطل إلى كافة أرجاء المعمورة وحسب متطلبات كل مرحلة عاشوا فيها وللأجيال اللاحقة .حتى أنهم رسموا سياسة إعلامية مستقبلية لديمومة بقاء ثورة الطف وأهدافها عالقة في أذهان ونفوس الناس رغم ما سوف يحدث أليهم من تقدم حضاري ومدني في حياتهم اليومية وبعد المسافة بينهم وبين أحداث الطف.وقد تعددت الطرق بتعدد الأدوار إليهم والظروف المحيطة بهم من الحكومات التي كانوا يعيشون معها .
ومن هذا المنطلق سجل التاريخ لهم الأقوال والأفعال بأحرف من نور تحقيقا للنصر النهائي على كافة القوى الأستكبارية والمتجبرة والطغاة في العالم أجمع وأقامة دولة العدل الإلهي ببركة انتصار الدم على السيف ووجودهم وقيادتهم الحكيمة للأمة وخاصة تفعيلهم للجانب الإعلامي المكثف الذي بذلوه منذ تاريخ مولد الإمام الحسين(عليه السلام) كما أشرنا سابقا وإلى يوم يبعثون . ولولا ذلك الأمر لما استطاعت تلك الثورة من تحقيق أهدافها الدينية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية والفكرية والعقائدية لذلك ترى السيدة زينب(عليها السلام) قد تألقت مع ابن أخيها الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) في تأدية ذلك الدور البطولي في أكثر من موطن ,وأول تلك المواطن هي الكوفة التي أخرجت خطبتها في مجلس أبن زياد(عليه العنة) المخدرات من خدورهن ,لتعلن على الملأ فداحة الجريمة وأبعادها الخطيرة على الإسلام والإنسانية وعلى بناءها الماضي والحاضر والمستقبل ,وكذلك بينت لهم أهداف خروج الإمام الحسين(عليه السلام) إلى الكوفة وعدم مبايعته إلى يزيد(عليه العنة) وكذلك بينت للأمة أهداف بني أمية (عليهم اللعنة)مما ترك ذلك الحديث أثره على الشارع العام وبكافة مستوياته الفكرية وانتماءاته العرقية والمذهبية حتى أنه كان الشرارة الأولى التي أوقدت جميع الثورات التي حدثت في الكوفة بعد مقتل الإمام الحسين(عليه السلام) ...
وعندما أراد أبن زياد(عليه اللعنة) الانتصار لنفسه ولأعماله وإلى أميره الفاسق يزيد أنتهض من مجلسه في قصر الأمارة في الكوفة وبادر بالحديث حيث قال ما نصه( الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم) .
عندها أجابته الحوراء زينب(عليها السلام)وعلى مسمع من الحاضرين حيث قالت
الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)وطهرنا تطهيرا . أنما يفتضح الفاسق والكاذب والفاجر وهو غيرنا ) فأجابها اللعين بن زياد: ( كيف وجدت صنع الله بأهل بيتك) .
قالت الحوراء(عليها السلام):ما رأيت إلا جميلا .هؤلاء قوم كتب عليهم القتال فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم .فنظر لمن الفلج يومئذثكلتك أمك يا أبن مرجانة)(1)
ويروى إن أبن زياد بعد تلك الحادثة استشاط غضباَ من خطبتها حتى أنه أراد أن يقتل الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) ولكنها منعته من ذلك مما سبب ذلك الموقف في نفوس الحاضرين والسامعين ,عندها أمر أبن زياد جلاوزته الإسراع بخروج السبايا من الكوفة إلى الشام حتى لا تقع فتنة لا تحمد عقباها تكون فيها نهاية حكمه وحكم أسياده ومن الجدير بالذكر أنها وقعت حادثة في مجلس أبن زياد أودت بحياة الصحابي الجليل عبد الله أبن عفيف الأزدي(رض) .تقول الرواية: إن ابن زياد(عليه اللعنة) صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال في بعض كلامه :الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه وقتل الكذاب أبن الكذاب فما زاد على هذا الكلام شيء حتى قام أليه عبد الله بن عفيف الأزدي وكان من خيار الشيعة وزهادها وكانت عينه اليسرى في يوم الجمل والأخرى في يوم صفين وكان يلازم المسجد الأعظم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
1 ـ بـحـار الأنــوار /ج 45 ص 115
فيصلي فيه إلى الليل فقال ياأبن مرجانة أن الكذاب أبن الكذاب أنت وأبوك ومن أستعملك وأبوه يا عدوا الله أتقتلون أبناء الأنبياء وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين .قال :فغضب ابن زياد ثم قال من هذا المتكلم فقال أنا المتكلم يا عدو الله تقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنهم الرجس وتزعم أنك على دين الإسلام .وآغوثاه أين أولاد المهجرين والأنصار لينتقمون من طاغيتك اللعين بن اللعين على لسان محمد رسول رب العالمين ,قال فزداد غضب أبن زياد حتى انتفخت أوداجه وقال عليّ به فبادر أليه الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله فقال أبن زياد أذهبوا إلى هذا الأعمى أعمى الأزد أعمى الله قلبه كما أعمى الله عينيه وأتوني به وخرج جلاوزته في طلبه حتى دارت بينهم معركة أستشهد على أثرها عبد الله بن عفيف رحمه الله(1) .
رأس بنت محمد ووصيــه للناظرين على قناة يرفــع
والمسلمون بمنظر ومسـمع لا منكر منهم ولا متفجــع
كحلت بمنظرك العيون عماية وأصم رزؤك كل أذان تسمع
ما روضة إلا تمنت أنهــا لك حفرة ولحظ قبرك مفجع
أيقظت أجفانا وكنت لها كرى وأنمت عينا لم تكن بك تهجع
والمسلمون بمنظر ومسـمع لا منكر منهم ولا متفجــع
كحلت بمنظرك العيون عماية وأصم رزؤك كل أذان تسمع
ما روضة إلا تمنت أنهــا لك حفرة ولحظ قبرك مفجع
أيقظت أجفانا وكنت لها كرى وأنمت عينا لم تكن بك تهجع
حسين منجل العكيلي
تعليق