إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البعد الاعلامـي للشعائر الحسينية - الجزء السادس/ كتابي اضواء على الشعائر الحسينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البعد الاعلامـي للشعائر الحسينية - الجزء السادس/ كتابي اضواء على الشعائر الحسينية

    ثم توجهه الركب إلى المدينة المنورة بعدا أستكمل الإمام وعمته كل مستلزمات ترسيخأ حداث الطف وأهداف ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) وما تؤول إليه أمور الناس بعد بيعتهم إلى يزيد(اللعين) .
    وأول عمل قام به الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) عند قدومه إلى المدينة أرسل ناعيا ينعى الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه قبل دخول عائلة الإمام أليها وهذا يدخل في الجانب الإعلامي للثورة ونشر الخبر بين سكانها وفعلا لم يبقى بيت في المدينة إلا ودخله خبر مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه عندها هرع الناس من كل صوب لاستقبالا لإمام علي بن الحسين وعمته وباقي أفراد العائلة (عليهم السلام) وأصبح ذلك اليوم شبيها بيوم وفاة الرسول (ص) . عندها سخر الإمام وعمته وباقي الأسرة الهاشمية كل إمكاناتهم الذاتية والعلمية في خدمة مسيرة إعلام ثورة الطف المباركة وتجسد ذلك من خلال عقد مجالس العزاء و الإرشاد ورفع الوعي لدى الأفراد هناك ولم يقتصر ذلك على الإمام السجاد(عليه السلام) فقط بل كانت تشارك به عمته وباقي النسوة مثل سكينة بنت الإمام الحسين(عليهما السلام) والرباب وأم البنين حتى أنه يروى إن جلاوزة يزيد(عليه اللعنة) أشاروا عليه أن يخرج السيدة زينب من المدينة إذا كان له حاجة فيها وهذا يكشف مدى الخطر الذي كانت تشكله عليه هناك وعلى حكمه الفاسد ولم يكتفي الإمام السجاد (عليه السلام)بهذا المقدار من المواجهة بل فعل جانب آخر وهو ثقافة البكاء على طريقة (نبي الله يعقوب عليه السلام على ولده يوسف)الذي أستخدمه خلال مسيرة ثلاثين عاما قضاها في المدينة يحيّ من خلاله مآثر فاجعة كربلاء المقدسة وما حدث على الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه من قتل وسلب ونهب وسبي وحرق المخيم وتشريد الأطفال في صحراء كربلاء ( يذكر أصحاب السيّر إن الإمام كان يسير في سوق المدينة ذات يوم فطرق سمعه صوت أحد القصابين يقول لأحد غلمانه هل سقيت الكبش ماء قبل ذبحه فرد الغلام نعم يا سيدي .التفت الإمام السجاد(عليه السلام) إلى القصاب وقال له انتم معاشر القصابين تسقون الكبش ماء قبل ذبحه فأجاب نعم يا سيدي عندها توجهه الإمام صوب كربلاء وقال أبي الكبش يسقى الماء قبل ذبحه وأنت ذبحت على ارض الطف عطشانا)هكذا ترى الإمام قد وضف كل ما يرى ويسمع لثورة الإمام الحسين(عليه السلام) .
    ثم أخذ منهجية أخرى للرسالة يكمل بها ما بدئه أخوه وأبوه وجده وهو سلاح الدعاء والعلاقة مع الله جل وعلا ومن خلاله قد أنتج للأمة تراثا كبيرا وزاخرا قل نظيره على مر التاريخ تحت عنوان{الصحيفة السجادية}.ورسالة تعنى بحقوق الإنسان سميت برسالة الحقوق . وبسيرة إنسانية وأخلاقية وعرفانية وقف الأعداء أجلالاً لها قبل الأصدقاء .وكل ذلك كان يصب في قضية واحدة وهو نشر الرسالة وإظهار معالمها الحقيقية للناس ومن هو صاحب الحق في نشرها وخير دليل على ذلك ما حدث في موسم الحج مع هشام بن عبد الملك وما أنتجته من مدلولات واقعية وعلى المستوى الرفيع الذي وصلت أليه معرفة الأمة لأهل البيت ومعرفة مكانتهم الربانية والعلمية والاجتماعية وهذا ما دفع الفرزدق للرد على ذلك اللعين الأموي الجاحد .وكذلك في قضية الإمام الحسين(عليه السلام) وفك الملابسات التي أحدثها بنوا أمية في عقول السذج من الناس الذين التبس لديهم الحق بالباطل . وكذلكما تبعه من دور عمته العقيلة زينب الكبرى(عليها السلام) من خلال عقد الجلسات لنساء المدينة وشرح آثار فاجعة الطف على الجانب العقائدي والاجتماعي والسياسي وحتى التكويني على سيرة أمها الزهراء(عليها السلام) بعد حادثة السقيفة المشئوم .للأمة حاضرها ومستقبلها وكذلك توصيل أهداف ثورة الطف حتى تعي الأمة ما لها وما عليها في بناء مستقبلها العقائدي والفكري والسياسي وحتى تترسخ تلك الأمور في ضمير الأمة الخالد ...
    ومن بعدهم سار بقية الأئمة الأطهار (عليهم السلام) على أحياء الجانب الإعلامي لثورة الطف بشتى الوسائل الممكنة ومن خلال حث أصحابهم على أحياء ذكر مصيبة الإمام الحسين(عليه السلام) في كل وقت وزمان وخاصة أيام عاشوراء دون ملل أو كلل وشرحوا للناس أبعاد تلك الثورة وما لها من أثر في حفظ الدين من الانزلاق خلف الشهوات الأموية والانحرافات اليهودية والنصرانية لذلك تراهم قد وضفوا كل إمكاناتهم العلمية والمادية والمعنوية لذلك لأن في ذلك أحياء للدين وحسب فهمهم للقرآن والسنة استطاعوا أيجاد صيغ تتلاءم مع ذوق الإسلام الحنيف وتصب في خدمة القضية الحسينية ومن تلك الأمور حث المسلمين منهم والموالين بالخصوص على زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه وبشكل دوري ومنظم وحسب أيام وأشهر السنة فأنك ترى فيكتب الرواة كثير من الروايات التي تحث المؤمنين على زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في مناسبات شتى وقد وعدوا عامليها بالثواب الجزيل الدنيوي والأخروي. وقد رسموا منهجا تربويا وعقائديا وفكريا وأخلاقيا وثقافيا وروحيا لتلك الزيارات لما تحمل في طياتها من مناجاة لله تعالى وطلب المغفرة والتوبة وقبول الأعمال والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام) وكذلك تحمل في طياتها قوة ربط بين الزائر والإمام وكذلك تحمل أعلى معاني الإنسانية والأخلاقية وجمال الألفاظ ووضوح المعاني البيانية ووعدت العاملين فيها الأجر الكبير والثواب ألا متناهي وهذا ما أكدته الروايات ..
    عن معاوية بن وهب قال استأذنت على أبي عبد الله(عليه السلام) فقيل لي أدخل .فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول يامن خصنا بالكرامة وخصنا بالوصية ووعدنا الشفاعة وأعطانا علم ما مضى وما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي ألينا أغفر لي ولإخواني ولزوار قبر أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) الذين أنفقوا أموالهم واشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاء لما عندك في صلتنا وسرورا أدخلوه على نبيك صلواتك عليه وعلى آله وإجابة منهم لأمرنا وغيظا أدخلوه على عدونا أرادوا بذلك رضاك فكافهم عنا بالرضوان وأكلأهم بالليل والنهار وأخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف وأصحبهم وأكفهم شر كل جبار عنيد وكل ضعيف من خلقك أو شديد وشر شياطين الأنس والجن وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وأقربائهم .اللهم إن أعدائنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص ألينا وخلافا منهم على ذلك من خالفنا .فأرحم تلك الوجوه التي قد غيرتها الشمس وأرحم تلك الخدود التي تقلبت على حفرة أبي عبد الله (عليه السلام) وأرحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا وأرحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وأرحم الصرخة التي كانت لنا اللهم إني أستودعك تلك الأنفس والأبدان حتى نوافيهم على الحوض يوم العطش فمازال وهو ساجد يدعوا بهذا الدعاء فلما انصرف قلت جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا والله لقد تمنيت أن كنت زرته ولم أحج فقال لي ما أقربك منه فما الذي يمنعك من إتيانه ثم قال يا معاوية لم تدع ذلك قلت جعلت فداك لم أدر أن الأمر يبلغ هذا كله .قال يا معاوية من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض)(1).
    عن بشير الدهان قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ربما فاتني الحج فأعرف عند قبر الحسين(عليه السلام) فقال أحسنت يا بشير أيما مؤمن أتى قبر الحسين(عليه السلام)عارف بحقه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات مقبولات وعشرين حجة وعمرة مع نبي مرسل أو إمام عدل ومن أته يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل .قال قلت له كيف لي بمثل الموقف قال فنظر لي شبه المغضب ثم قال لي يا بشير إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين(عليه السلام) يوم عرفة وأغتسل من الفرات ثم توجه أليه كتب الله له بكل خطوة حجة بمناسكها ولا أعلمه إلا قال وغزوة ..... )(2).
    تلك الزيارات على أشهر السنة بحيث لا يخلوا شهر منها, بحيث تجد إن لكل وقت أو شهر عنوان زيارة تحمل بين طياتها مفردات كلامية تتناسب وطبيعة تلك الزيارة مع مراعاة الزيارة(ما يسمى بأدب الزيارة) ومن جانب آخر شجعوا الشعراء الموالين لهم على كتابة القصائد الشعرية التي تحكي قصة واقعة الطف بكل ما تحمل من مآسي وآلام ولوعة وبكل فاصلها التي دارت البعد والقرب للزائر وكذلك رسم الطريقة المثلى لإلقاء تلك ومن خلال تلك الروايات والزيارات والأدعية والوصايا والتوجيهات والنصائح التي قالوها لشيعتهم ومواليهم ومن يصله الكلام من المسلمين الباحثين عن الحقيقة حتى تبقى مكونات واقعة 1ـ الكــافـي / ج 4 ص 582
    2 ـ الكـافـي / ج 4 ص 580

    الطف وأهدافها خالدة في حياة الأمة على مر العصور والدهور وعبر الأجيال يتبادلها جيلا بعد جيل لما لها من دروس وعبر تصنع لهم غد مشرقا وحياة كريمة في كنف راية الحق وفي دولة العدل اللاهي ...
    عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال للفضيل تجلسون وتتحدثون فقال نعم جعلت فداك فقال إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر )(1) .
    أصابها أمر اللعين فأصــبحـا أحاديـث من يسري بكل سبيل

    ترى جسدا قد غيرت الموت لونه ونضح دم قـد سـال كل مسيل

    فتى كان أحيــا من فتاة حييـة أقـطع من ذي شفرتين صقيل

    أيركـ ب أسـماء الهـماليج آمن اقد طالبته مـذحـج بذحـول

    تطيـف حوالـيه مـراد وكلـهم على رقبة مـن سـائل ومسئول

    فإن انتـم لـم تثـأروا بأخـيكم فكونوا بغايا أرضـيت بقلـيل
    وفي آمالي الصدوق بسنده عن أبي عمود قال :قال الإمام الرضا(عليه السلام) (المحرم شهر أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فأستحلت دماؤنا وهتكت فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا
    1 ـ بـحـار الأنـوار / ج 44 ص 283
    ...إلى إن قال ....فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فأن البكاء عليه تحط الذنوب العظام)(1).
    ويروى إن الإمام الرضا(عليه السلام) كثيرا ما كان يحي يذكر جده الإمام الحسين(عليه السلام) في المحافل العامة والخاصة .ويذكر يوما جاءه الشاعر المجاهد دعبل الخزاعي بقصيدة يذكر فيها الإمام الحسين(علية السلام) فما كن من الإمام الرضا(عليه السلام) إلا أن ضرب مخمرا في غرفته وجمع الهاشميات خلف ذلك الحاجز وجلس هو ودعبل في الجانب الآخر وطلب من دعبل أن يلقي قصيدته تلك .ويذكر أن الإمام الرضا(عليه السلام) قد فاضت عينه من الدمع مع أهل بيته في ذلك المجلس مما أضطر دعبل أن يقف عن الاستمرار في ألقاء القصيدة ولكن الإمام أصر عليه أن يكمل القصيدة ومن الأبيات التي جاءت بها.
    أفاطم لو خلت الحسين مجدلا وقد مات عطشان بشط فــرات أذن للطمت الخد فاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجنات (2)
    أذن هذه الأحاديث وغيرها الكثير ممن أفاضت به أمهات الكتب والتي توصي جميع المسلمين بل جميع الناس بأحياء ذكرى مصيبة الإمام الحسين(عليه السلام) لما لها من الأثر الكبير والواضح على حياة الفرد والمجتمع فيحال الدنيا من حيث صفاء نفسه وارتباطها بعالم الغيب وتنظيم سلوكه اليومي مع باقي أقرانه في المجتمع وترسيخ المبادئ الإسلامية الصحيحة في قلبه .وكذلك تصبغ في فكره عقائد صحيحة خالية من الشرك والوثنية وعبادة الهوى والشيطان والطاغوت من خلال التزامه بمضامين أحاديث أهل بيت النبوة وجعلها سلوكه اليومي وخاصة ما جاء على لسان الإمام الحسين(عليه السلام) خلال مسيرة واقعة الطف
    1ـ بـحار الأنـوار / ج 44 ص 283
    2 ـ مقتل الخوارزمي / ج2 ص 130والدمعة الساكبة ص77
    من خطب ومقالات وتوجيهات ومواعظ وإرشادات تضمن له دوره في بناء دولة وفق صياغة رسالة الإسلام وتوجيهات القرآن الكريم تحفظ له كرامته وعزته وحريته التي وهبه الله أياها ومن جانب آخر فأن لأحياء ذكرى مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) أثر أخروي متمثل بما يحصل عليه الفرد من ثواب وفير وقرب من المولى في دار الجنان عند اللقاء وهذا ما بينته الأحاديث آنفة الذكر التي جاءت على لسان الأئمة(عليهم السلام) . ونتيجة كل هذا وذاك فأنه يصب في تفعيل الدور الإعلامي للثورة المباركة للإمام الحسين (عليه السلام) وترسيخها في حياة الناس ونفوسهم حتى تجعلهم على جادة الصواب وهو طريق الإسلام الصحيح الهادف .. وفعلا استطاعت تلك الأمور ترسيخ أحداث الثورة وأهدافها في ضمير الأمة على مر العصور وأصبحت مفرداتها أساسا متقدما في سلوكه اليومي ومعتقداته التي لا يتنازل عنها حتى لو قطعوه أرباً أربا وهذا ما نلاحظه خلال التاريخ القديم والحديث مما يحدث على أتباع أهل البت(عليهم السلام) من تقتيل وحبس وبأبشع صورة .وتحولت تلك الخطب والأحاديث والروايات والزيارات والأدعية إلى شعائر تجسد واقعة الطف بشكلها النظري والعملي على أرض الواقع من خلال مآتم العزاء والمحاضرات والخطب ومواكب اللطم وضرب الزنجيل (السلاسل) والتطبير وقراءة قصائد الشعر وكتابة الكتب وطباعتها ونشرها بين أفراد المجتمع والتي تعرف القارئ بفلسفة الطف حتى أخذت تلك الشعائر مساحة واسعة في حياة الأمة اليومية والشهرية والسنوية من خلال الإحياء المستمر من قبل الملايين لتلك الشعائر وهم يمارسونها وهم على درجة رفيعة من الإيمان بقضيتها التي هي قضينهم الأساسية .حتى تبلورت تلك الأمور في نفوسهم وأصبحت شعارات ترددها أفواههم في كل زمان ومكان وعلى كل لسان جيلا بعد جيل تحيي الحياة في كل مفاصل الوجود الذي أراد له الطغاة والمتجبرون الخارجون عن جنس الإنسانية أن تموت . ومن هذا المنطلق أصبحت الشعائر الحسينية هي المجسد الحقيقي لأقوال الأئمة وأفعالهم وهي بذلك تستكمل جانبا آخر من مدرسة الطف وهو الجانب الإعلامي للثورة والذي أصبح للأمة تراث حضاريا تحتفل به كل عام حتى توصل من خلاله صوت الإمام الحسين(عليه السلام) يوم العاشر من محرم الحرام (ألا من ناصر ينصرنا) إلى كل فرد على هذه البسيطة وبذلك تكون النصرة واجبة على الجميع دون استثناء وإلا تبوء مقعده من النار لأن الحسين(عليه السلام) هو داعيا لله تعالى .
    أما تاريخ إحياء الشعائر الحسينية فقد أختلف فيه المؤرخون فمنهم من اعتبره من بداية خلق آدم (ع) وبعضهم أعتبره من بداية التنوع الذي بدأ لتلك الشعائر . حيث يقول المؤرخ حسن الأمين إن مجرد الاحتفال شيء وتطوره شيء آخر .فأول احتفال بذكرى مقتل الحسين(عليه السلام) هو احتفال التوابين على قبر الإمام .وهذا في العهد الأموي إذ كانت تقام مراسيم هذه الذكرى في بيوت الأئمة(عليهم السلام) بشكل خاص وأهم شيء في الاحتفالات التي كان يؤكد عليها الأئمة(عليهم السلام) هو زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) .
    وقد أشار الأمين إلى أن الاحتفالات في شكلها العلني بدأت حينما أصبح للشيعة دولة وبالتحديد مع البويهيين في منتصف القرن الرابع للهجرة فكان كلما يضعف الحكم الشيعي ينعكس ذلك سلبا على إحياء عاشوراء ففي عهد البويهيين كان يعرف الأثر الشيعي التجاري في بغداد في اليوم العاشر من محرم فقط في هذا اليوم . أما تطور طرق الأحياء واتخاذ الأيام العشرة الأول من محرم كفترة إحياء. فقد بدأ مع الحكم الصفوي ( الصفويين).
    ومن جانب آخر فأن إحياء أي مناسبة هو شكل من أشكال التعبير يتخذ مظاهر شتى .فعاشوراء بيننا وبينها أكثر من 1360 عاما هجريا .من هنا كان الزمن عاملا مساهما في تحويل مجرى الإحياء الثابت (وإن ببطء) من خلال الاقتباس من الموروث الشعبي القديم أو من خلال استيراد بعض أشكال التعبير وفرعنتها ولذلك سوف نعرض بعض تلك المراسيم وتاريخ ظهورها على الساحة وبشكل مختصر....
    1ـ مجالس العزاء والشعر الشعبي :
    يعتبر السيد جعفر مرتضى إن الحزن على الإمام الحسين(عليه السلام) بدأ حسب الروايات منذ آدم(ع). وكان النبي (ص) يجمع الناس للبكاء على الحسين(عليه السلام) ،وهذا ثابت في النصوص التي أشرنا أليها سابقا ولا يمكن النقاش فيها . وأشار الشيخ علي سليم إلى أنه كان بداية إحياء عاشوراء شعرا ثم تدريجا صار هناك خطيب وناع ينعى الإمام الحسين(عليه السلام) وبالتالي واحد يقرأ الشعر وآخر يقرأ السيرة ثم أصبح واحد يقرأ الشعر والسيرة .
    2ـ مواكب العزاء والإضرابات :
    أعتبر الدكتور إبراهيم الحيدري في كتابه تراجيديا كربلاء إن المعلومات التاريخية التي أتفق عليها اغلب المؤرخين .أن أول موكب عزاء عام أقيم رسميا كان في زمن معز الدولة البويهي عام 963م حيث قامت أول الاحتفالات العلنية يوم عاشورا في شوارع بغداد .
    3ـ مواكب اللطم :
    وتتكون هذه المواكب من مجموعة أو مجموعات من الرجال تقوم بلطم صدورها بالأيدي كطقس ديني شعبي مواساة للإمام الحسين وأهل بيته في مأساتهم(عليهم السلام) بيد أن مواكب اللطم هذه أخذت تتطور لا بالأيدي بل بالسلاسل الحديدية أو ما يسمى بالزنجيل وقد ذكر أبن الجوزي إن اللطم جرى يوم عاشوراء في المشهد وذلك بحدود منتصف القرن الخامس للهجرة /الحادي عشر الميلادي. وهي أول إشارة لذكر اللطم يوم عاشوراء في العراق تاريخا في العاشر من محرم(252هـ /963م)جرت ولأول مرة احتفالات فريدة في بغداد في ذكرى استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) حيث أغلقت الأسواق وسارت النادبات في شوارع بغداد وقد سودت وجوههن .

    4ـ موكب التطبيـــر :
    إن التطبير كما يذكر الدكتور إبراهيم الحيدري هو جرح الرؤؤس الحليقة بالقامات بضربات ليست عميقة .
    5ـ المسرح العاشورائي :
    بدأ المسرح العاشورائي في عهد الصفويين وقد جرى أول العروض في شيراز يوم عاشوراء عام 1011هـ /1602م .


  • #2
    السلام عليكم موفق بحق آل محمد
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #3
      بارك الله بك
      (السلام على المعذب في قعرالسجون وظلم المطامير)اللهم أرزقني شفاعة المولى+ الحسين+ (عليه السلام)

      تعليق


      • #4
        احســــــــــــــــ بارك الله فيك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــنتم
        وجعلك من السباقين لكتابة الخير الذي يفيد المجتمع الاسلامي
        جميل ما كتبته في رقم 1 و3

        تعليق


        • #5
          [quote=شيعة ونبقى شيعة;308112]
          احســــــــــــــــ بارك الله فيك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــنتم
          وجعلك من السباقين لكتابة الخير الذي يفيد المجتمع الاسلامي
          جميل ما كتبته في رقم 1 و3
          شكراً أخت شيعة ونبقى شيعة على مروركم الكريم مع باقي أعضاء المنتدى كل ما طرح من الجزء الأول وإلى السادس موضوع واحد في الكتاب واختصار للإطالة قمت بتجزئته إلى ستة أجزاء

          تعليق


          • #6
            حسين منجل العكيلي

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X