إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البعد السياسي للشعائر الحسينية - الجزء الاول / كتابي اضواء على الشعائر الحسينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البعد السياسي للشعائر الحسينية - الجزء الاول / كتابي اضواء على الشعائر الحسينية

    السياسة: هي تنظيم أمور دنيــا الناس على أحسن وأرفه وجه ومصداق هذا التعريف هو وصف الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن الكريم .قال تعـالى:]ويضـع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم(([1]).والسياسة بهذا التفسير هي من صميم الإسلام وأسس الدين الحنيف الذي شرعه الله تعالى وجاء به الرسول محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)التي يجب على كل فرد من المسلمين العمل لتطبيقها على العالم كله بمختلف الوسائل وسبل التثبيت. تحقيقاً لقوله تعالى(شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذين أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين)([2]) . ومن خلال مسيرة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)في تاريخ الأمة رَسمَ لها المنهاج السياسي العام والواضح لإدارة أي دولة وفي أي زمن لأنه كان يتمتع بصفات القائد المثالي والملهم الذي أعده الله تعالى إلى مثل هذه المهمة بعد أن اصطفاه من عامة البشر لخوض غمار الحياة وتنظيم مسيرها لذلك تراه كان يشرف شخصياً على كافة مفاصل الأعمال من إدارة شؤون الرعية. وتوزيع المئونة بينهم وكذلك يقضي في مشاكلهم بالعدل ولا تلومه في الله لومت لائم ويشرف مباشرةً على إعداد الجيش وتدريب منتسبيه وتعيين قادة الجيش وتوزيع السرايا والكتائب في المعركة وإرسال الكمائن لإعاقة جيش العدو وأقامت الحدود الشرعية على المخالفين. وإصدار الأوامر والنواهي للرعية فيما تخص حياتهم اليومية وزيارة مرضى المسلمين وتشيّع جنائزهم وتوزيع الأموال على الفقراء والمساكين والمحتاجين وباقي فئات المجتمع من بيت المال وعقد المعاهدات والاتفاقات مع البعيد والقريب بشتى انتماءاتهم العرقية والمذهبية .......الخ كل هذه الأعمال وأعمال أخرى يطول الحديث بها كانت مهمتها تأسيس دوله وفق المنهج الرسالي في القرآن الكريم حتى تكون مثال الدولة التي خطط لها الله تعالى لتكون مشروعه الذي أراده في الأرض علماً بأن الأمة التي بُعث أليها الرسول الكريم (صلى اله عليه وآله وسلم)كانت تحكمها العصبية القبلية التي كانت سائدة في عموم الجزيرة العربية ، والهمجية والجاهلية المقيتة والتخلف العلمي والظلم والاعتداء وسلب ممتلكات الغير ....الخ وكانوا أناس يعيشون في الصحراء تغلب على طباعهم أعراف توارثوها من آبائهم وأجدادهم .قال تعالى]قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا (([3]) . قال الإمام العسكري(u) : وصف الله هؤلاء المتبعين لخطوات الشيطان فقال(وإذا قيل لهم) تعالوا إلى ما أنزل الله في كتابه من وصف محمد(صلى عليه وآله وسلم) وحلية علي (u) ووصف فضائلهم وذكر مناقبه وإلى الرسول . وتعالوا إلى الرسول لتقبلوا منه ما يأمركم به . قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا من الدين والمذهب: فاقتدوا بآبائهم في مخالفة رسول الله(صلى اله عيه وآله وسلم)ونابذة علي ولي الله. قال الله عز وجل]أو لو كان آباءهم لا يعقلون(([4])مبنية على عقائد فاسدة تعطي القوي الفاسق السلطة على الفقير المؤمن .وقد أباحت للقوي سرقة ممتلكات الضعيف وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق(ويعد كل ذلك من أبرز سمات الشجاعة).ولكن الرسول الكريم(صلى اله عيه واله وسلم)ومن خلال خلافته على الأمة جعلها من أرقى الأمم حضارة من حيث التنظيم والإدارة والقانون والاجتماع حتى وصل صيتها إلى الآفاق وهزت عروش أكبر إمبراطوريات العالم آنذاك مثل روما وفارس . بعدما كانت تعيش في ظلام دامس .ولكن بعد أن ألتحق الرسول الأكرم(صلى اله عيه وآله وسلم)إلى الرفيق الأعلى أخذت خيوط الجاهلية بالظهور من جديد عند حادثة السـقيفة . قال تعالى]وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقبكم ومن ينقلب على عقبيّه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين(([5]). وعادت سياسة الغاب تعيد أدراجها للأمة حتى وصل الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان(عليه اللعنة) بولايته للشام الذي أورثها الخليفة الثاني إلى بني أمية والذي خاطبه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(u) في إحدى مراسلاته إليه حيث قال فيها(ومتى كنتم يا معاوية ساسة الرعية وولاة أمر الأمة)([6]) أما الأسس التي وضعها الإسلام لسياسة الأمة فهي كثيرة منها ما قال الإمام(u) لعامله على مصر مالك الأشتر(فأصطف لولاته أعمالك أهل الورع والسياسة)([7]). وقال أيضاً(خير السياسات العدل)([8]). وقال أيضاً: عن أبي عبد الله(u) قال كان أمير المؤمنين(u) بالعقل أستخرج غور الحكمة وبالحكمة أستخرج غور العقل وبحسن السياسة يكون الأدب الصالح قال وكان يقول التفكر حياة قلب البصيرة كما يمشي الماشي في الظلمات بالنور بحسن التخلص وقلة التربص ولِأمر جنودك أفضلهم في نفسك حلماً وأجمعهم للعلم وحسن السياسة وصالح الأخلاق ممن يبطئ عن الغضب ويشرع إلى العذر ويراقب الضعيف ولا يلح على القوي ممن لا يثيره العنف ولا يقعد به الضعف وألصق بأهل العفة والدين والسوايق الحسنة . ثم بأهل الشجاعة منهم . فإنهم جماع الكرم وشعبة من العز ودليل على حسن الظن بالله والأيمان به ثم تفقد من أمورهم ما يتفقده الوالد من ولده ولا يعظمن في نفسه شيء أعطيتهم إياه ولا تحقرن لهم لطفاً تلطفهم به فإنه يرفق بهم كل ما كان منك إليهم وإن قل ..)([9])ومن هذا المنطلق تكون أسس السياسة في الإسلام مبنية على :- 1. العدل الكامل والكرامة الإنسانية 2. العفو بجنب الصمود والقـــوة على هذا الأساس الذي رسمه القرآن والسنة سار أبو الأحرار الإمام الحسين(u)لتطبيق سياسته التي هي سياسة جده رسول الل ه(صلى الله عليه واله وسلم) وأبيه علي بن أبي طالب(u)أثناء خلافته في الكوفة قال الإمام الحسين(عليه السلام) إني لم أخرج أشراً ولا بطِراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت أطلب الصلاح في أمة جدي محمد أريد أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وسيرة أبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق وهو أحكم الحاكمين)([10])من مكة المكرمة متوجهاً صوب العراق وعند المسير التقى بأقوام كثيرة كانوا سائرين أو ساكنين على الطريق فأرسل إليهم من يطلب منهم النصرة له ولكن الذين استجابوا لطلب الإمام كانوا لا يُعدَونَ على أصابع اليد الواحدة . مثل الصحابي الجليل زهير أبن القين . ولكن الإمام لم يطلب النصرة بالجور ولم يرغم أحد على البيعة أليه والالتحاق بركابه لأن ذلك يعد مخالفاً لسياسته ودستوره التي تعلمها من أسلافه الكرام ولا هي ضمن دستور القرآن]أدفع بالتي هي أحسن(([11])وقوله(ولو كنت فضاً غليض القلب لنفضوا من حولك)([12]) حتى وصل العراق عندها أستقبله الحـر بن يزيد الرياحي مع ألف فارس ، فما كان من الإمام وأصحابه إلا استقبالهم بأحسن صوره وتقديم الطعام والشراب لهم ولجيادهم مع العلم أنهم أعداء يريدون النيل منه ومن أصحابه ولكنه (u) باعتباره الإمام المعصوم المفترض الطاعة وبالنص الإلهي يطبق أحكام الشريعة ويتخلق بأخلاق السماء .عاملهم أحسن معاملة مما ترك ذلك الفعل أثره في نفس الحـر بن يزيد الرياحي فألتحق يوم العاشر من محرم الحرام مع ركب الإمام الحسين(u) طالباً قبول الاعتذار منه. وعندما طلب الصحابي الجليل زهير بن القين (رحمه الله)من الإمام الحسين(u)منازلة جيش الحر في ذلك الموقع بعدما عرفوا نية أبن زياد(عليه اللعنة)بقتالهم ,مبرراً ذلك العمل بأن تلك الكتيبة أقل عدة وعدد بالنسبة إلى جيش بن زياد(عليه اللعنة) ولكن الإمام الحسين (u) رفض أن يبدأ القوم بقتال (وهذا منتهى درجات الكمال والأخلاقي للفرد المؤمن

    [1] - سورة الأعـراف / آيـة157

    [2] - سورة الشـورى / آيـة 13

    [3]- سورة البـقـرة / آيـة 170
    [4]- تفسير الإمام العسكري(ع) ج 1 ص 582

    [5] - سورة ال عمـران /آيـة 144
    [6] - نهـــج البـلاغـة /
    [7] - دعـائم الإسلام / ج1 ص 361
    [8] - مستدرك الوسائل / ج13 ص 149
    [9]- الفقـه السياسـي ص 38
    [10] - المناقـب ج 4 ص 149

    [11] - سورة المؤمنين /آية 96

    [12] - سورة ال عمران /آية 159



  • #2
    بارك الله فيك
    جـــــــــــــــــــــــــــــ الله خير الجزاء ـــــــــــــــــــــــــــــزاك

    تعليق


    • #3
      بارك الله بك
      أبا الفضل عشقي الازلي
      sigpic

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم موفق بحق آل محمد
        sigpic
        إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
        ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
        ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
        لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

        تعليق


        • #5
          حسين منجل العكيلي

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X