إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البعد السياسي للشعائر الحسينية - الجزء الثاني/ كتابي اضواء على الشعائر الحسينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البعد السياسي للشعائر الحسينية - الجزء الثاني/ كتابي اضواء على الشعائر الحسينية

    وهكذا ترى الإمام يوم العاشر من محرم يوصي أصحابه بأن لا يجهزوا على جريح ولا على امرأة ولا على طفل صغير ولا على شيخ كبير ولا يقتلوا الأسير عند القتال ولا يبدأو القوم بقتال حتى تستبين نية القوم في ذلك . بعدها ركب الإمام الحسين(u) صهوة جواده وتوسط ميدان المعركة وعرفهم بنفسه ونسبه وقربه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم وعظهم وذَكرهم بالكتب التي أرسلوها أليه عندما كان في مدينة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا فيها أقدم يا أبن رسول الله إنا لك جندُ مجندة. ولكن لم يجبه أحـد وكأن على رؤوسهم الطير ثم نصحهم تارة وزجرهم تارة أخرى وعرفهم بما يحل بهم بعد مقتله . حتى وصل الأمربه البكاء على تلك الحثـالة الفاسدة التي شوهت وجه التاريخ شفقةً منه عليهم . أنهم يدخلون النار بسببه , وكل تلك الأعمال أنفة الذكر جاءت وفق المنهج الصحيح للقرآن والإنسانية التي من خلالها يؤسس أسلوب كان غائب عن اطلاع الكثير من الناس على مرور الأحقاب المتقدمة واللاحقة حتى يبين للأمة أسلوب التعامل مع الرعية وكيفية إدارة شؤونها بما يحفظ لها حقوقها ويعلمها واجباتها اتجاه بناء دولة تحفظ فيها كل مقومات العيش بكرامة والمساوات وحب الآخرين وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة التي منشئها دائماً الأنا وتهميش الآخرين وسلب حقوقهم المشروعة التي كفلتها لهم كل الشرائع الدينية والوضعية التي تنسجم مع العقل . قال تعالى]وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون(([1]).ومن هذاالمنطلق تجسدت تلك الأمور إلى أعمال مارسها الإمام الحسين(u) خلال مسيرته وعند استشهاده حتى أصبحت دستور تحت عنوان شعائر تحمل في طياتها أبعاد عديدة منها البعد السياسي الذي ينبع من روح الإيمان بالعقيدة الصحيحة التي تربى عليها والواقع الذي ينشد في حقيقته إصلاح كيان الفرد والمجتمع في كافة المجالات الحياتية والأخروية وفق منهج سياسي إلهي خطهُ الله تعالى يتضمن كل متطلبات ذلك المشروع الكبير لأنه خالق كل شيء ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وبان ذلك واضحاً في أقوال الإمام الحسين(u) وأفعاله التي جسدها عند المسير وأثناءه ليقيم الحجة الدامغة على تلك الثلة الفاسدة التي خرجت من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت . وكذلك للأجيال اللاحقة ويبين لهم مشروعه الإصلاحي . وهذا يكون تكملةً لما بدأه في المدينة المنورة عندما طلب منه الوليد والي المدينة المعين من قبل معاوية (عليه العنة) البيعة إلى(أمير الفاسقين يزيد بن معاوية(عليهم اللعن الدائم)حيث أجابه الإمام الحسين(u) وبكل حزم وقوة (إن مثلـي لايبايع مثـله) . وهنا كان الإمام(u) في هذا القول (تفسير محتملوالله أعلم) لم يكن يقصد التفضيل من حيث الذات (الجنس)(وإن كانت ذات الإمام أفضل وأطهر وأرفع منزلة من أن تقاس بذات أل بني أمية قاطبة الذين أختلط لحمهم ودمهم بالحرام وأصبح قطعة متجانسة يصعب فكها) بل أراد الإمام بقوله ذاك أن يعطي المعنى الآخر. وهو تجسيد لمفهوم الحق مقابل مفهوم الباطل ، وهذا ظهر جلياً في الحديث الذي سبق هذا القول عندما قال الإمام(u).(إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وبنا فتح الله وبنا ختم الله ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون آينا أحق بالخلافة والبيعة)([2]). ومن خلال هذا التعريف وما لحقه خَطَ الإمام الحسين(u) للأمة المعيار الحقيقي لمثل هذه المهمة من حياتها في كل وقت وقد بَيَّنَ الإمام من خلال تعريفه نفسه وتعريف الخصم من هو الأجدر بالخلافة التي جعلها الله تعالى لأوليائه الصالحين حتى يكونواحججه على عباده في كل زمان وفق صفات يحملونها ويؤمنون فيها ويعملون على تطبيقها . وبذلك القول رفض الإمام(u) بيعة يزيد بن معاوية(عليه اللعنة) حتى يغلق الباب أمام المتشرذمين والمستكبرين والظلمة والفسقة والطغاة والجهلة من أن يستلموا قيادة الأمة الإسلامية ويعطي الناس درساً بذلك الخصوص وهو مجابهة الطغاة ومقاومتهم وعدم الرضوخ لحكمهم . وبذلك أعلن ثورته التي كان يعد لها من زمن استيلاء معاوية(اللعين) على قيادة الأمة ومن سبقه مقتدياً بسيرة أخيه وأبيه وجده وذلك لأسباب عديدة منها إن معاوية ومن سبقه كان خطره لا يقل أهمية من خطر أبنه العاق يزيد (اللعين) لأنه كان يتصف بصفات أكثر عدائية للإسلام وأهل البيت (عليهم السلام) من أسلافه آل أمية تلك الشجرة الملعونة في القرآن . كان معاوية (اللعين) في زمن توليه على بلاد الشام في زمن عمر بن الخطاب بعد وفاة أخيه يعمل على فصل تلك البقعة عن الأمة الإسلامية بكل طاقته من خلال عدم الالتزام بالأحكام الشرعية التي نص عليها الإسلام بل عمل على تحريف كثير من تلك الأحكام أو تسويفها من خلال القفز عليها أو الاستهزاء بمضامينها الفكرية والتربوية والعقائدية تحت ظل خلافة الخلفاء الثلاثة وخاصةً في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عثمان لأنه كان يتصلبه من النسب فعمد على تأسيس دولة مستقلة عن دولة المركز وأخذَ يتصرف بكل شؤونها المادية والاجتماعية والسياسية بحيث أصبح قراره هو الأوحد الذي يجب على الرعية أتباعه وأخذ يستولي على كثير من قطائع الأرض العائدة للناس وكذلك لبيت المسلمين دون رادع من السلطة المركزية الحاكمة آنذاك التي كانت مستغرقة في أمور أخرى لا نرغب التصدي لها . حتى وصل الأمر بالخلافة إلى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(u) . عمد الإمام (u) على عزل معاوية عن ولاية الشام ولكن الأخير لم يستجيب لذلك الأمر وأعلن تمرده على ولي أمر الأمة الشرعي بجميع المقاييس حتى التي هو يتظاهر العمل بها والتي تمنع الخروج على ولي الأمر أو عدم إطاعته . ولكن الرجل كان يدعي شيء ويعمل بخلافة حتى أنه حرف الكثير من السنة النبوية وتحريفها حسب ما يصب في مصلحته في قيادات الناس , بل عمل على تجهيز جيش جرار منفصل عن جيش المركزوجاء به إلى العراق لمحاربة جيش الإمام علي (u) في معركة صفين وبعد الهزيمة التي حلت بجيش معاوية عمد الماكر عمر بن العاص اللعين إلى رفع المصاحف على الرماح وبتلك الحيلة أستطاع معاوية وأبن العاص النجاة من الموت والعودة بجيشهم إلى الشام. ولم يقف عند هذا الحد بل أخذ يتربص بالإمام علي(u) الفرص حتى استشهاد الإمام أمير المؤمنين (u) ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان على يد اللعين عبد الرحمن أبن ملجم المرادي عندها جهز جيشه وأنطلق نحوالكوفة بعدما وصلت له الأخبار بأن الأمة بايعت الإمام الحسن أبن علي أبن أبي طالب(u) . وبعد خذلان الأمة إلى الإمام الحسن بالنصرة إلا القليل جداً ممن حافض على عهد البيعة للإمام من أصحابه الخلص الذين معه في الكوفة أضطر الإمام الحسن(u) إلى عقد معاهدة الصلح مع معاوية وفق شروط عديدة تم الاتفاق عليها ولكن اللعين معاوية بن أبي سفيان سرعان ماتخلى عن تلك الشروط بعدما أستقر الحال لحكمه على البلاد من خلال سياسة القتل والبطش و الإقصاء والمطاردة لمعارضيه من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)والتابعين لهم ممن أمتحن الله قلوبهم للأيمان حتى وصل الأمر إلى قتل الإمام الحسن(u) بالسم من قبل معاوية (عليه العن الدائم) لكي تكون الخلافة من بعده إلى ولده العاق يزيد وحتى تخلوا الأرض من معارض لحكمه الظالم والمنحرف عن جادة الإسلام. ولكن الإمام الحسين(u) كان على دراية كافية لما يخطط له معاوية لذلك أخذ يجتمع بالناس في مواطن كثيرة أثناء الحج والعمرة وكذلك في مناسبات أخرى في المدينة وخارج المدينة وعن طريق المراسلات التي كان يرسلها إلى بعض المدن الإسلامية مثل الكوفة والبصرة واليمن والبحرين ويبين للناس مخاطر سياسة معاوية على كيان الأمة حاضرها ومستقبلها وما أدخله على تشريعاتها من بدع وانحرافات وكذلك دسه هو وجلاوزته من الأحاديث الكثيرة التي تنافي مبادئ الإسلام واستخدامه سياسة المكر والخديعة والحيلة للوصول إلى أهدافه المريضة وأهداف أسياده الذين كانوا يرسمون سياسته عن طريق صديقه الحميم (مستر جون) سيرجون الصليبي لتمزيق فكرووحدة الأمة وتضيع تراثها الإسلامي من خلال زرع الأحاديث الإسرائيلية التي تتنافى مع الإسلام في متون كتب الحديث والرواية والسيرة التي تحمل بين طياتها منهاج وتاريخ الأمة الإسلامية وأضاف سيرته وسيرة آبائه وأجداده وكذلك أبنائه وعكس سيرةالرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) بما يضفي على تصرفاتهم وسياساتهم وأخلاقهم شرعية . علماً إن تصرفاتهم تلك هي عكس سيرةالرسول والقرآن الكريم في محكم آياته . قال تعالى ] أنما وليكم ورسوله والذين آمنواالذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ]([3]) . وقال تعالى] وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب(([4]) .
    [1] - سورة الحشــر /آيـة 21

    [2] -اللهو ف ص 23

    [3] - سورة المـائـدة / آيـة55

    [4] - سورة الحشـر / آيـة 7



  • #2
    ​بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم موفق بحق آل محمد
      sigpic
      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

      تعليق


      • #4
        جزيت خيراااا
        (السلام على المعذب في قعرالسجون وظلم المطامير)اللهم أرزقني شفاعة المولى+ الحسين+ (عليه السلام)

        تعليق


        • #5
          @@@@@ شكرا لمروركم القيّم الكريم @@@@

          تعليق


          • #6
            حسين منجل العكيلي

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X