إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البعد الاجتماعي للشعائر الحسينية - الجزء الاول/ كتابي اضواء على الشعائر الحسينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البعد الاجتماعي للشعائر الحسينية - الجزء الاول/ كتابي اضواء على الشعائر الحسينية

    عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :
    رحم الله عبدا أحيا ذكرنا ،قلت إحياء ذكركم ،قال التلاقي والتذاكر عند أهل الثبات)(1) .
    إن للشعائر الحسينية أبعادا اجتماعية إسلامية واضحة من خلال المشاركة الواسعة في تلك الشعائر من قبل الناس في شتى أصقاع الأرض . ومن أسباب تعلق الإنسان بتلك الشعائر أو غيرها التي ترتبط بالدين هو إن الله تعالى خلق الإنسان وأبدع صورته وأجبل في فطرته أن يكون اجتماعيا (أي أنه يشترك مع الناس في الحياة) وقد تبلورت تلك الفكرة من خلال خلافة البشرية التي تقوم أساسا على مفهوم(الحياة المشتركة بين الناس) فالسماء لم تبدع الإنسان (الفرد) بل الإنسان(النوع)وإن كان الفرد بصفته يمارس أفعالا ومواقف اجتماعية .وهذا يعني أن (الفرد) من جانب لا ينسلخ من(النوع) الإنساني .
    كما لا ينسلخ من الفعل الاجتماعي .وهذان الجانبان، الانتساب إلى النوع وممارسة الفعل الاجتماعي هما المجسدان لمفهوم(الحياة المشتركة بين الناس) .
    والواقع أن التعامل الاجتماعي يعرض ضرورته على البشرية جميعا. لأن تحرير التجربة العبادية ،تتطلب استمرارية التناسل البشري وهذا لا يتم إلا من خلال(العلاقة)بين الرجل والمرأة وبينهما, كما أن نشأة الذرية تتطلب صياغة العلاقة بين الأطراف المعنية بذلك فضلا عما إن إشباع الحاجات الأولية والثانوية تتطلب عنصر العلاقات كضرورة أي أن العلاقات هنا تظل مطبوعة بما يطلق عليها في المصطلح الاجتماعي ممارسة (أدوار)معطاة وليس ممارسة أدوار (مكتسبة) .ومن هذا المنطق نصل إلى حقيقة إن المفاهيم الاجتماعية التي تصلح لبناء المجتمع
    1ـ وسـائل الشـيعة / ج 12 ص 20
    يجب أن تكون وفق أرادة الله ومشيئته لأنه يعرف الأصلح لبناء المجتمع.
    أما الأدوار المكتسبة فتتمثل في (العلاقات) التي تطالب بها التوصيات الإسلامية لعلاقات الصداقة والقرابة والتعاون والتكييف إلى... الخ.
    إذن العلاقات المعطاة والمكتسبة في ضوء المهمة العبادية وخضوعها لعملية الاختيار هي المجسد لدلالة ما هو اجتماعي في حياة الإنسان . والأمر كذلك إذا تجاوزنا دائرة(العلاقات) إلى دائرة(الظواهر) ...
    فالظواهر سواء كانت شائعة أو نادرة وكانت إيجابية أو سلبية. وكانت موجودة فعلا أو قوة حينئذ ترد تجسيدا لما هو(اجتماعي) من حياة الإنسان، فيما سبق قلنا أن نفس البناء الاجتماعي أو الجهاز القيمي لجماعة أو مجتمع أو أمة من الناس تتأثر إيجابا أو سلبا بدور أي ظاهرة كالإيمان أو الكفر أو الاستواء أو الانحراف أو الغنى أو الفقر ...الخ. فضلا عن إشاعة أيّة ظاهرة أو أمكان إشاعتها بل حتى مع عدم إشاعتها كما لو كانت في مستوى فرد واحد مثلا . تعد تحديا لمبادئ السماء .من حيث كونها جهازا قيّميّاً للجماعة أو المجتمع أو الأمة الإسلامية .
    ومن جانب آخر هناك مجموعة من المبادئ التي تجعل(التعايش) بين البشر متحققا .
    أولا: التكييف الفطري .بمعنى أن السماء التي أبدعت الكائن البشري ركّبت فيه نزعة (الحاجة إلى الاجتماع) .حتى يتحقق مفهوم الممارسة العبادية في الحياة أو ممارسة الخلافة في الأرض.
    ثانيا : نزعة الخير . إن القرآن الكريم يشير إلى فطرية(الأيمان) حيث يشير إلى إن الكفر والفسوق والعصيان كرهه الله تعالى إلى البشر وحبب أليهم الأيمان وزينه في قلوبهم وهذا المبدأ من الواقع , أي الخيّرية في الفطرة في الإنسان تحمله أيضا على أن يتعايش مع أخيه الإنسان الآخر .
    ثالثا: إلهاميه الخير والشر .هذا المبدأ ذكر في الآية القرآنية الكريمة التي تشير إلى أنه تعالى ألهم النفس فجورها وتقواها ، يعني أن البشر (يرث) جهازا(قيميا) يستطيع من خلاله أن يميز بين ما هو خيرا أو شرا .حتى لم يقترن بتنشئته اجتماعية هادفة لأن المعرفة أو الثقافة الفطرية لمفهوم الخير وتمييز ذلك عن الشر يفرض على البشر أن يتعايشوا فيما بينهم انطلاقا من فرضية وجود الحد الأدنى من القيم التي تحمل على التعايش .
    رابعا: القيم الثقافية. وهي التي يتقبلها الأفراد تلقائيا من خلال تنشئتهم (الاجتماعية) حيث تحملهم على أن يتعايشوا فيما بينهم انطلاقا من قناعتهم بفوائد التعايش(1) .
    أما نشأة القيم الاجتماعية في الحياة المشتركة للبشر فأنها بدأت مع أول خليفة خلقه الله تعالى وجبل فطرته على مفهوم التوحيد الخالص لله وتفرعاته التي تدخل في صميم بناء القيم وتنظيم شؤونها الحياتية لاستعمار الأرض وبنائها وفق الضوابط التكاملية الموصلة على الهدف المنشود الذي من أجله وجدت الخليقة على هذه الأرض .
    والثاني هو إرسال الأنبياء والرسل بالرسالات والكتب السماوية التي تنظم حياة الناس وتعلمهم أسباب وجودهم وخلقهم على هذه الأرض ولماذا خلقوا ومن أين جاءوا وإلى أين يعودون وعم يسألون . وعلى هذا الأساس نصل إلى حقيقة مفادها أن الإنسان خلق إلى غاية لا تتم إلا من خلال عدة محاور تصب في بنائها .لذلك ترى
    1ـ كتــاب علــم الاجتمـــاع / د :محمـــود البســتاني
    السماء قد تكفلت بشيء كثير في تعزيز ذلك الجانب المهم في بناء المشروع الكبير .
    أما القسم الآخر المرتبط في صقل وتفعيل التعايش الاجتماعي فهو التجربة الحضارية التي مرت بها الأمة الإسلامية بشكل خاص والإنسان بشكل عام على مر العصور والثقافات التي أستورثها من أسلافه حتى وصل به الأمر على الحضارة الإسلامية حيث وصلت حياة الناس إلى مستوى كبير من التقدم المدني والحضاري في جوانبه الثقافية والاقتصادية والزراعية والإدارية (وخير دليل ما وصلت أله حضارة فارس وحضارة اليونان وبلاد وادي الرافدين وبلاد وادي النيل) .
    أما في زمن ظهور الدولة الإسلامية فأنها عززت في نفوس الناس كثير من المبادئ السامية وصححت كثير من المفاهيم المغلوطة التي توارثها الناس من الأمم السابقة .
    وأنتجت قوانين ومفاهيم جديدة ذات طابع مفتوح وغير مقيد يحد من تطور الإنسان والاستفادة من تجارب الماضين أو من يعيش معها في دائرة الحياة المشتركة حتى لو لم يؤمنوا بالقضايا التي نؤمن بها ولكن ضمن ضوابط لا تخرج عن الأطر الإسلامية التي جاء بها الإسلام الحنيف وأعطت المساحة الواسعة للمبدعين الخلص من أهل الدين والتقوى والورع أن يجدوا ما هو ملائم مع كل حدث وما هو يخدم القضايا المركزية التي ترفع من شأن الأمة ومسيرتها التقدمية ووضع الحلول المناسبة مع الأزمات التي تمر بها ومعالجة القضايا التي تعكر صفوا انتشارها أو محولة طمس هويتها الحقيقة ومحاربة البدع التي تخل بالقيم والمبادئ والأخلاق التي جاء بها الإسلام وما أعدّه الأئمة الأطهار(عليهم السلام)خلال مسيرتها التي أرادها الله تعالى لذلك ترى الإنتاج الضخم الذي أفرزته الشعائر الحسينية في تكوين النواة الصحيحة في بناء مجتمع متعايش تسوده كثير من القيم الإنسانية ..
    لو تأملنا جليا فيما تقدم من البحث الاجتماعي الذي جاء به الدين الإسلامي الحنيف وعكسناه على مفردات الشعائر الحسينية التي تجمع الناس أيام عاشوراء على مختلف انتماءاتهم ومستوياتهم العلمية والثقافية ضمن منهج واضح للجميع يرتبط بالقيم والمبادئ الإسلامية وبأسلوب شامل يغترف منه كل حسب طاقته لأنه يسع الجميع دون استثناء الصغير والكبير المتعلم صاحب الشهادات العليا والإنسان البسيط في التعلم (كل يعمل على شاكلته) داخل دائرة الفيض الإلهي وتحت رعاية السماء لأن تلك الشعائر لها توجه واضح للعيان يصب في بحر الشريعة المقدسة وضمن الأطر والضوابط التي حددتها من حيث أصلها وفرعها راجعة أليه سبحانه ووفق المنهج الذي أًجبل عليه الناس عند الصنعة الأولى حيث أوجد عنده حب الأيمان ونبذ الكفر وحب الخير وكره الشر وهذا كله متبلور في تلك الشعائر التي أنتجتها واقعة الطف يوم عاشوراء من خلال ما تتضمنه من مفردات تأسس مجتمع إسلامي رفيع المستوى يحمل أرقى السمات التي سعى لتحقيقها الدين الإسلامي الحنيف ومن تلك الأمور ما مفاده.
    إن في كل عام تمر أيام عاشوراء في شهر محرم الحرام لها خصوصية تتفرد بها عن باقي أيام السنة .لذلك ترى المجتمع المسلم يسوده طابع الحزن ويهيئ نفسه وبكل أفراده ومكوناته الاجتماعية والمؤسسات المدنية(الأسر , المساجد ،الحسينيات ،الجمعيات ,الأحزاب ,النقابات ، الهيئات)(في حال كون الحكومة والمجتمع يسيران وفق منهج واحد كما في الجمهورية الإسلامية الإيرانية) . لأحياء تلك الأيام بما يتناسب وتلك الفاجعة وإظهار الحزن الحقيقي الموجود في نفوس الأفراد والجماعات بحيث ينعكس على كل تصرفاتهم اليومية في العمل وعند لقاء بعضهم البعض أومن خلال لبس السواد الذي يتحد فيه الناس من حيث الملبس . نسائهم ورجالهم صغارهم وكبارهم .كلهم يشتركون في قضية واحدة وهي قضية الإمام الحسين(عليه السلام) ويتعدى الحزن والسواد المظهر والجوهر الإنسان ,حتى يرتسم على جدران المنازل والأبنية على شكل واوشحة وأعلام مكتوب عليها شعارات تعظم ثورة الإمام وأهدافه وتنطق بأقواله (سلام الله عليه) تملأ الأزقة والأحياء الحزينة .وهي تعزي الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته (عليهم السلام) في ذلك المصاب الجلل الذي عجزت الأقلام سرد تفاصيله كاملة وحمل آلامه عبر القرون إلى الناس ووصف فجاعت ذلك الموقف ولم يقف الحزن عند هذا الحد بل أخذ مظاهر أخرى من خلال نشر الرايات التي تشير إلى الرايات التي كان يحملها أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) على أسطح الدور والمباني والمساجد والحسينيات المنتشرة في المدن .


  • #2
    بارك الله بك
    أبا الفضل عشقي الازلي
    sigpic

    تعليق


    • #3
      جعلــــــــــــ الله في ميزان حسناتك ــــــــــــــه
      أن شاء الله علي شفيعك

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة شيعة ونبقى شيعة مشاهدة المشاركة
        جعلــــــــــــ الله في ميزان حسناتك ــــــــــــــه
        أن شاء الله علي شفيعك
        شكراً لمروركم الكريم وأدخلنا الله وإياكم من الداخلين في شفاعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محبه العباس مشاهدة المشاركة
          بارك الله بك
          شكرا لمروركم الكريم وقبل الله منا ومنكم

          تعليق


          • #6
            بارك الله بك
            (السلام على المعذب في قعرالسجون وظلم المطامير)اللهم أرزقني شفاعة المولى+ الحسين+ (عليه السلام)

            تعليق


            • #7
              حسين منجل العكيلي

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X