تويت
ماهو الفرق بين عالمية دولة الإمام المهدي عليه السلام وعولمة الغرب بعدسقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة بين القطبين الاشتراكي والرأسماليالمتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي ظهر في الأفق نظام القطبالواحد أو العولمة .وتعودلفظة عولمة في أصلها إلى الكلمة الإنجليزية (Global), والتي تعني عالمي أودولي أو كروي. أما المصطلح الإنجليزي: (Globalization). فمعناه الكوكبة أوالكونية أو العولمة. ولكن كانت الغلبة للعولمة على حساب الكوكبة والكونية لشيوعاستخدامها . ([1])وهذاالنظام كان من أهم أهدافه إلغاء جميع الحدود بين الدول وجعل العالم كالقريةالصغيرة من خلال نظام سياسي واقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي وكل ما يشمل حياةالأفراد والجماعات ومن تداعيات تلك المرحل صريح الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت (حرب الخليجالأولى) يجب على العالم أما أن يكون مهنا أو علينا . وفعلاًدأب النظام الرأسمالي بالسيطرة على مقدار العالم من خلال عدة أمور 1. السيطرة على جميع الأماكن الحساسة في العالم منخلال سياسة المكيال بمكيالين آو الاحتواء أو التهميش أو التدخل بالشؤون الداخليةأو الحصار أو الحرب . وكل ذلك من أجل السيطرة على مقدرات الشعوب وطاقاتهم لخدمةمصالحهم فقط . 2. السيطرة على اقتصاد العالم من خلال شركات عملاقةلا تخضع لقوانين وجنسيات محددة تتحرك من خلالها في جميع العالم وتحكم سيطرتها .3. العمل على إلغاء الهوية لكل بلدان العالم وجعلجميع البلدان تحمل هويتها هي . من خلال تزيف عادات وتقاليد الشعوب ودثر تراثهموتراث آبائهم وتاريخهم وبث عادات والتقاليد التي يؤمنون بها . واستبدال ثقافةالشعوب بثقافة جديد منحطة تتوافق وسياستهم العامة4. بث روح الغلبة للأقوياء والأغنياء فقط على حسابالفقراء والمعوزين والطبقة العمالية الكادحة . 5. تعطيل قانون العدالة الاجتماعية والإنسانيةوتفعيل قانون الغاب والهيمنة للمال والسلطة .6. الاهتمام بالصالح المادية فقط بعيدا عن مصلحةالشعوب الإنسانية .أماايجابيات العولمة على المسار العام هو بث ثقافة إقامة النظام العام والواحد للعالمبين المجتمعات الإنسانية بعد ما كان هذا الأمر شبه مستحيل لان القومية والقبليةوالعنصرية هي السائدة في ثقافة الشعوب وهذا ما سوف يساعد في تلقي تلك الشعوبلنظرية عالمية دولة الإمام عليه السلام . أمادولة الإمام عليه السلام فإنها تعمل على رفع الظلم وبث روح العدالة الاجتماعيةوالاهتمام بالجانب الإنساني والحفاظ على الهوية لكل شعب بل العمل على توضيف كلالطاقات من أجل رفع روح المحبة والتسامح والتعاون بين شعوب العالم بما يخدمالمصلحة العليا للكل وتذويب الجانب الطبقي بين الأفراد والاهتمام بالجانب العلميالذي يحقق الأمن والأمان والتقدم التقني والمدني والعمراني بما يتلاءم ودولة العدلالإلهي . والأهم من هذا وذاك ربط الفرد بربه الذي خلقه . ونستخلصمما تقدم أن العولمة تعمل على تحقيق مصالح أناس قليلون على حساب أناس كثيرون وبكلالسبل وإلغاء جميع الحدود التي تحفظ على قيمة الإنسان في البعد المعنوي والمادي أيأنها تستولي على كل شيء من أجل أهدافها ومصالحها . من خلال السيطرة على العالم تحتعنوان العولمة أو القرية الواحدةأمادولة الإمام فهي تعطي كل شيء من أجل تحقيق العدل والأمن والأمان على المستوىالمعنوي والمادي للشعوب والحفاظ على كرامة الإنسان وهويته وعاداته وتقاليده وموروثهالاجتماعي والحضاري بما يتلاءم والذوق الإسلامي الرفيع .. وهذا ما يطلبه كل فردللوصول إلى درجات الكمال العام في بعده الروحي والمادي وكل هذا بفضل وجود رعاية إلهيةعلى البعد التشريعي والتنفيذي
[1]- عبد الجليل كاظم, مجلةالمستقبل العربي, عدد 275, ص 59.
حسين منجل العكيلي
تعليق