تويت
لوعدنا أدراجنا من جديد وتأملنا ذلك الجمع المؤمن والمكثف الحاضر في المجالس الحسينية وعرضناه على مضمون ذلك الحديث لوجدنا فيها علاقات كثيرة وواسعة قد شملها قد تحققت ببركات تلك الشعائر التي تصب في أطار الشريعة وتجسد منهاجها الاجتماعي الذي رسمته السماء والتي ناشدت به عبادها على مر العصور ,ومن نتائج ذلك الحضور أيضا تقوية أواصر الأخوة التي يناشد بها الإسلام وزيارة الأقارب والأرحام ولقاء الجيران والإطلاع على أحوالهم المعشية والصحية وصحبة الأخوان وتوضيف فضيلة الصدقات بما يواكب ووصايا الإسلام بين الغني والفقير ومساعدة المرضى والمعاقين والأيتام والأرامل ....... الخ
ومن جانب آخر تسلط الضوء على الطاقات الكامنة التي يحملها
1ـ الكــافـي /ج 35 ص 156
الأفراد من خلال مشاركاتهم الواسعة (وخاصة الشباب المثقفين) في تلاوة القرآن والأدعية المأثورة وقراءة التعزية والخطابة وصياغة الشعر الهادف وإلقاءه بين الحاضرين وبذلك تضفي وتعزز جميع تلك الأعمال على روح الإسلام الصحيح بين الحاضرين وتعطيهم دروسا كثيرة في المبادىء والقيم والثبات والأخوة والتضحية المستمدة من أحداث واقعة الطف التي تبني في ضمير الأمة عقيدة راسخة لا تلين ولا تتزعزع مهما تمر بها من ويلات ونكبات ,لأن رسوخ تلك القيم يعطي الفرد قوة تزداد كلما ضاقت بهم الأمور وتعسرت .......
عن أبي جعفر(عليه السلام) :ـ
قال (اجتمعوا وتذاكروا تحف بكم الملائكة رحم الله من أحيا امرنا...)(1) .
وتلك المظاهر الاجتماعية لم تكن حصرا على مكان دون آخر بل تمتد إلى كل الأماكن التي يوجد بها من وصلتهم ثقافة الطف الخالدة وآمنوا بها ووقفوا على منافعها لا تقيدهم القومية ولا المذهبية (المسيحية والهندوسية والآزيدية والصابئة وغيرها الكثير) .
حتى انك ترى التزاور بين أفراد وجماعات تلك المناطق مع بعضهم أو مع أفراد المناطق الأخرى متواصل طيلة تلك الأيام وفي كل الأوقات والأماكن وكأنهم في حركة دءوبة لم تنقطع ولم يقف ذلك العمل الاجتماعي عند هذا الحد بل يتخطى كل الحواجز حتى أنك تسمع من خلال المساجد أثناء الصلاة أو التعزية طلب المساعدة لبعض المحتاجين من الأخوة المؤمنين على مختلف حاجاتهم المادية مثل الحصول على المال لفاقة أو لمرض أو
1ـ وسـائل الشـيعة / ج 12 ص 22
لتجهيز متوفى أو مشايعته إلى مثواه الأخير أو بناء مسجد أو حسينية حتى يصل الأمر من الحاضرين طلب الدعاء لبعضهم البعض أو أمواتهم أو الراقدين أو المرضى بالشفاء من الله تعالى.
وهذا منتهى حب الخير للناس ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم وبدوره ينعكس على المجتمع وتنظيم أموره العامة في كافة المجالات وعلى الأفراد من خلال تذويب حب الأنا الموجود في نفوسهم ...
عن أبي عبد الله(عليه السلام):ـ أنه أوصى بعض شيعته فقال: أما والله إنكم لعلى دين الله إلى إن قال (عليه السلام) رحم الله امرأ أحيا أمرنا فقيل وما إحياء أمركم يا أبن رسول الله(ص) فقال تذكرونه عند أهل العلم والدين واللب)(1) .
عن خثيمه قال : دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودعه فقال(يا خثيمه أبلغ من ترى من موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم فقيرهم وقويهم على ضعيفهم وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)(2) .
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال للفضيل تجلسون وتتحدثون, فقال نعم جعلي فداك فقال إن تلك المجالس أحبها فأحيوا امرنا يافضيل .فرحم الله من أحيا امرنا يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده ثم ذكر مثله)(3) .
وعلى ضوء ما قرأنا تسير مواكب العزاء التي تظم في مكوناتها براعم ما زالت في عمر الزهور تسير مع الناس تصدح حناجرها
1ـ مسـتدرك الوسـائل /ج 14 ص 334 3 ـ وسـائل الشـيعة / ج 14 ص 506
2 ـ وسائل الشيعة / ج 14 ص 578
بالقصائد تشارك الكبار عزاءهم في مصيبة سيدهم ومولاهم الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) وأهل بينه الميامين وأصحابه المنتجبين في الأزقة والمساجد والحسينيات يعلنون للعالم ولائهم لأهل بيت النبوة(عليهم السلام) وسائرين على خطاهم ملتزمين بما يأمرون,وينتهون بما ينهون,عدو لمن عاداهم,وأولياء لمن والاهم شعارهم واحد تردده أصواتهم وتلهج به ألسنتهم وتعشقه قلوبهم (يا حســـين). قصيدة أنشدها جموع السائرين صغيرهم قبل كبيرهم لا فرق بين الرجل والمرأة يتدافعون في الحصول على الثواب ولا يبالون بما تؤول أليه حالهم من تعب في الحال أو المال أو الوقت .لأن حب الحسين(عليه السلام)قد جمعهم ووحد أفكارهم وأهدافهم ,حتى وصل الحال بهم إلى عشق الهدف والذوبان فيه والعمل بكل مكوناته الرسالية حتى تحقيق النصر .لذلك تراهم ينذرون أنفسهم لخدمة بعضهم البعض بالمال والجهد وبالتالي هم جميعا في خدمة القضية المركزية وصاحبها ,لأنهم كلهم مشاركون في ذلك الكرنفال الاجتماعي الذي يحمل عنوان عاشوراء . وفي آخر المطاف يجمعهم سقف واحد يتلاقحون الأفكار التي من خلالها يخدمون إمامهم وقضيته وينشدون الأشعار التي تحمل جميع معاني البطولة والتضحية والفداء والأقدام والثبات التي سطرها أبو عبد الله وأهل بيته(عليهم السلام) وأصحابه في ملحمة الطف ,بعدها تعد ولائم الطعام التي يجتمع عليها المشاركون في العزاء ومن كل المستويات (شبيه يوم الحج) تلك النعمة التي لم تحصل على مر التاريخ حتى في الحاضر والماضي الناس يبذلون أموالهم في هذه الأيام خدمةً لأحياء تلك الشعيرة حتى تراهم يتسابقون في ذلك الميدان إلى درجة التنافس في تقديم الأفضل فيما بينهم على البذل والعطاء في سبيل الله تعالى وثوابا للإمام الحسين وأهل بيته(عليه السلام) وأصحابه لا لأجل الجاه والسمعة والرياء .لأن التفاعل مع قضية الإمام أنساهم تلك الذات وتعزيزا لخدمة معزي الإمام وأهل بيته (عليهم السلام) في هذه الأيام وطلب المشاركة معه ولو بالنزر القليل وإظهار ما يكن من حب وولاء له وحب مواليه الذين يشاركون بالتعزية أيام عاشوراء وتوفير أفضل الخدمات لهم من مأكل ومشرب وراحة مجتمعين متحابين أخوة في الله وكل ذلك يقوي الآصرة الاجتماعية التي تجمعهم في إحياء هذه المناسبة الجليلة .
ومن جانب آخر تسلط الضوء على الطاقات الكامنة التي يحملها
1ـ الكــافـي /ج 35 ص 156
الأفراد من خلال مشاركاتهم الواسعة (وخاصة الشباب المثقفين) في تلاوة القرآن والأدعية المأثورة وقراءة التعزية والخطابة وصياغة الشعر الهادف وإلقاءه بين الحاضرين وبذلك تضفي وتعزز جميع تلك الأعمال على روح الإسلام الصحيح بين الحاضرين وتعطيهم دروسا كثيرة في المبادىء والقيم والثبات والأخوة والتضحية المستمدة من أحداث واقعة الطف التي تبني في ضمير الأمة عقيدة راسخة لا تلين ولا تتزعزع مهما تمر بها من ويلات ونكبات ,لأن رسوخ تلك القيم يعطي الفرد قوة تزداد كلما ضاقت بهم الأمور وتعسرت .......
عن أبي جعفر(عليه السلام) :ـ
قال (اجتمعوا وتذاكروا تحف بكم الملائكة رحم الله من أحيا امرنا...)(1) .
وتلك المظاهر الاجتماعية لم تكن حصرا على مكان دون آخر بل تمتد إلى كل الأماكن التي يوجد بها من وصلتهم ثقافة الطف الخالدة وآمنوا بها ووقفوا على منافعها لا تقيدهم القومية ولا المذهبية (المسيحية والهندوسية والآزيدية والصابئة وغيرها الكثير) .
حتى انك ترى التزاور بين أفراد وجماعات تلك المناطق مع بعضهم أو مع أفراد المناطق الأخرى متواصل طيلة تلك الأيام وفي كل الأوقات والأماكن وكأنهم في حركة دءوبة لم تنقطع ولم يقف ذلك العمل الاجتماعي عند هذا الحد بل يتخطى كل الحواجز حتى أنك تسمع من خلال المساجد أثناء الصلاة أو التعزية طلب المساعدة لبعض المحتاجين من الأخوة المؤمنين على مختلف حاجاتهم المادية مثل الحصول على المال لفاقة أو لمرض أو
1ـ وسـائل الشـيعة / ج 12 ص 22
لتجهيز متوفى أو مشايعته إلى مثواه الأخير أو بناء مسجد أو حسينية حتى يصل الأمر من الحاضرين طلب الدعاء لبعضهم البعض أو أمواتهم أو الراقدين أو المرضى بالشفاء من الله تعالى.
وهذا منتهى حب الخير للناس ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم وبدوره ينعكس على المجتمع وتنظيم أموره العامة في كافة المجالات وعلى الأفراد من خلال تذويب حب الأنا الموجود في نفوسهم ...
عن أبي عبد الله(عليه السلام):ـ أنه أوصى بعض شيعته فقال: أما والله إنكم لعلى دين الله إلى إن قال (عليه السلام) رحم الله امرأ أحيا أمرنا فقيل وما إحياء أمركم يا أبن رسول الله(ص) فقال تذكرونه عند أهل العلم والدين واللب)(1) .
عن خثيمه قال : دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودعه فقال(يا خثيمه أبلغ من ترى من موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم فقيرهم وقويهم على ضعيفهم وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)(2) .
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال للفضيل تجلسون وتتحدثون, فقال نعم جعلي فداك فقال إن تلك المجالس أحبها فأحيوا امرنا يافضيل .فرحم الله من أحيا امرنا يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده ثم ذكر مثله)(3) .
وعلى ضوء ما قرأنا تسير مواكب العزاء التي تظم في مكوناتها براعم ما زالت في عمر الزهور تسير مع الناس تصدح حناجرها
1ـ مسـتدرك الوسـائل /ج 14 ص 334 3 ـ وسـائل الشـيعة / ج 14 ص 506
2 ـ وسائل الشيعة / ج 14 ص 578
بالقصائد تشارك الكبار عزاءهم في مصيبة سيدهم ومولاهم الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) وأهل بينه الميامين وأصحابه المنتجبين في الأزقة والمساجد والحسينيات يعلنون للعالم ولائهم لأهل بيت النبوة(عليهم السلام) وسائرين على خطاهم ملتزمين بما يأمرون,وينتهون بما ينهون,عدو لمن عاداهم,وأولياء لمن والاهم شعارهم واحد تردده أصواتهم وتلهج به ألسنتهم وتعشقه قلوبهم (يا حســـين). قصيدة أنشدها جموع السائرين صغيرهم قبل كبيرهم لا فرق بين الرجل والمرأة يتدافعون في الحصول على الثواب ولا يبالون بما تؤول أليه حالهم من تعب في الحال أو المال أو الوقت .لأن حب الحسين(عليه السلام)قد جمعهم ووحد أفكارهم وأهدافهم ,حتى وصل الحال بهم إلى عشق الهدف والذوبان فيه والعمل بكل مكوناته الرسالية حتى تحقيق النصر .لذلك تراهم ينذرون أنفسهم لخدمة بعضهم البعض بالمال والجهد وبالتالي هم جميعا في خدمة القضية المركزية وصاحبها ,لأنهم كلهم مشاركون في ذلك الكرنفال الاجتماعي الذي يحمل عنوان عاشوراء . وفي آخر المطاف يجمعهم سقف واحد يتلاقحون الأفكار التي من خلالها يخدمون إمامهم وقضيته وينشدون الأشعار التي تحمل جميع معاني البطولة والتضحية والفداء والأقدام والثبات التي سطرها أبو عبد الله وأهل بيته(عليهم السلام) وأصحابه في ملحمة الطف ,بعدها تعد ولائم الطعام التي يجتمع عليها المشاركون في العزاء ومن كل المستويات (شبيه يوم الحج) تلك النعمة التي لم تحصل على مر التاريخ حتى في الحاضر والماضي الناس يبذلون أموالهم في هذه الأيام خدمةً لأحياء تلك الشعيرة حتى تراهم يتسابقون في ذلك الميدان إلى درجة التنافس في تقديم الأفضل فيما بينهم على البذل والعطاء في سبيل الله تعالى وثوابا للإمام الحسين وأهل بيته(عليه السلام) وأصحابه لا لأجل الجاه والسمعة والرياء .لأن التفاعل مع قضية الإمام أنساهم تلك الذات وتعزيزا لخدمة معزي الإمام وأهل بيته (عليهم السلام) في هذه الأيام وطلب المشاركة معه ولو بالنزر القليل وإظهار ما يكن من حب وولاء له وحب مواليه الذين يشاركون بالتعزية أيام عاشوراء وتوفير أفضل الخدمات لهم من مأكل ومشرب وراحة مجتمعين متحابين أخوة في الله وكل ذلك يقوي الآصرة الاجتماعية التي تجمعهم في إحياء هذه المناسبة الجليلة .
حسين منجل العكيلي
تعليق