تويت
وبذلك كانت الحوراء زينب (عليها السلام) أول من وضع ألبنة الأساسية الأولى في مسيرة ثقافة الطف مع أبن أخيها علي بن الحسين(عليه السلام) عندما ألقى خطبته في مجلس يزيد اللعين التي غيرت مسرى التاريخ وأوجعت مواضع العدو وهزت أركان بنيانه لما تتمتع به من كمال جوانبها الفنية التي يتطلبها ذلك الموقف من عناصر الإيقاع والتصوير بما يواكبها من أدوات التقابل والتماثل والسرد والحوار والتكرار والتوكيد ...الخ
قال الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين(عليه السلام) :ـ
(أٌعطينا ستا وفضلنا بسبع .أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد الرسول(ص) ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة .فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي أنا أبن مكة ومنى أنا أبن زمزم والصفا أنا أبن من حمل الركن بأطراف الرداء أنا أبن خير من أنذر وارتدى أنا أبن خير من أنتعل واحتفى أنا أبن من خير من طاف وسعى أنا أبن خير من حج ولبى.)([1]) .
والتي كانت تحمل في مضمونها جوانب عديدة أنصب أولها على التعريف بنفسه وحسبه ونسبه وفق المنهاج الرسالي حيث أبتدئها بوصف صوري لحقيقة أهل البيت ومكانتهم من صاحب الرسالة وفضلهم على الناس في ذلك بأن النبي الكريم (ص)من تلك العائلة الكريمة التي ينحدرون منها حتى يبين للناس حقيقة قد أخفيت عليهم من قبل إعلام يزيد اللعين الذي وصفهم بأنهم خوارج من أقوام الديلم وبذلك يفسد عليهم ذلك واستهل في مقدمة الخطبة بالتعريف بشخصية الرسول(ص) وما يحمل من صفات أخلاقية ونفسية وكمالية روحية جعلته جديرا بالرسالة الإلهية حيث أنتخبه الله رسولا منه للناس كافة وكرمه وجعل له درجة رفيعة لا يصل أليها أحد من البشر مهما جد وأجتهد .ثم توالت الكلمات التي تكشف عن العصمة اللغوية التي كان يتمتع بها الإمام السجاد(عليه السلام) كشف من خلالها أكاذيب يزيد وأبيه معاوية التي كان يقولها للناس بعبارات وصياغات بلاغية رفيعة المستوى ترسم صورة حقيقية لقضية ما جرى في واقعة الطف وعرض الأهداف التي خرج من أجلها أبو عبد الله الحسين(عليه السلام) بحيث ترك انطباعا واضحا في نفوس الحاضرين الذين أجهشوا بالبكاء لما سمعوا من قول الإمام علي أبن الحسين(عليه السلام) وهو يصف لهم حقيقة الرسالة التي يحملونها والأهداف التي ينشدونها في تحقيق دين الله تعالى . وبتلك الكلمات ذات البعد الأدبي والتفصيلي ارتسمت للأجيال الأمة جوانب ثقافية عديدة لم تكن موجودة سابقا استلهمها أصحابها من ذلك المعين الذي فاضت به قرائحهم وأسقته جوانحهم بدم زاكي على أرض الطفوف حتى أصبح شعارات ترددها أفواه الملايين في جميع الأوقات والأزمان إيمانا منهم بتلك القضية وثانيا لما تحمل من جوانب لا تعد ولا تحصى تمس وجدان الإنسان . ومنها البعد الثقافي الصحيح الذي يصقل وموهبة الفرد للوصول إلى بناء الإنسان الذي أراده الله جل وعلا خليفة له في أرضه . ومن تلك الفنون فن الخطابة التي كانت العرب تتصف به منذ عصر الجاهلية ولكن الشعائر الحسينية قد رسمت خط آخر لتلك الخطابة من جانب الإلقاء المتصل بالانفعال مع الحدث واختيار الكلمات وفق منهج جديد وضعه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بما يوافق وأسلوب القرآن من حيث الطرح والمعالجة . من هذا المنطلق كان واجب الخطيب الحسيني أن يتعلم هذا المنهج ويسير عليه حتى يستطيع أن يتصدى لموضوع الخطابة الحسينية بكل جوانبه الفكرية وموضوعاته التي تصب في محور الهدف الذي جاءت من أجله عاشوراء مثل العقائد والفقه والتفسير والأصول والفلسفة والتاريخ والاجتماع والأدب والسياسة ومواكبة التقدم الأدبي والعام في زمانه حتى يستطيع من خلال ذلك كله أعطاء الصورة الكاملة لما تحمله أبعاد ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) لأن ثقافة عاشوراء هي الأساس في البناء العقائدي والفكري الإسلامي وترسخه في ضمير الأمة من خلال ما جاء به الإمام الحسين(عليه السلام) وشهداء كربلاء وسبايا أهل البيت (عليهم السلام) وأليها يعزى انبثاق تلك الملحمة وديمومة ذكرها.
[1] - بحـــار الأنـــوار / ج 45 ص 137 .
قال الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين(عليه السلام) :ـ
(أٌعطينا ستا وفضلنا بسبع .أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد الرسول(ص) ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة .فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي أنا أبن مكة ومنى أنا أبن زمزم والصفا أنا أبن من حمل الركن بأطراف الرداء أنا أبن خير من أنذر وارتدى أنا أبن خير من أنتعل واحتفى أنا أبن من خير من طاف وسعى أنا أبن خير من حج ولبى.)([1]) .
والتي كانت تحمل في مضمونها جوانب عديدة أنصب أولها على التعريف بنفسه وحسبه ونسبه وفق المنهاج الرسالي حيث أبتدئها بوصف صوري لحقيقة أهل البيت ومكانتهم من صاحب الرسالة وفضلهم على الناس في ذلك بأن النبي الكريم (ص)من تلك العائلة الكريمة التي ينحدرون منها حتى يبين للناس حقيقة قد أخفيت عليهم من قبل إعلام يزيد اللعين الذي وصفهم بأنهم خوارج من أقوام الديلم وبذلك يفسد عليهم ذلك واستهل في مقدمة الخطبة بالتعريف بشخصية الرسول(ص) وما يحمل من صفات أخلاقية ونفسية وكمالية روحية جعلته جديرا بالرسالة الإلهية حيث أنتخبه الله رسولا منه للناس كافة وكرمه وجعل له درجة رفيعة لا يصل أليها أحد من البشر مهما جد وأجتهد .ثم توالت الكلمات التي تكشف عن العصمة اللغوية التي كان يتمتع بها الإمام السجاد(عليه السلام) كشف من خلالها أكاذيب يزيد وأبيه معاوية التي كان يقولها للناس بعبارات وصياغات بلاغية رفيعة المستوى ترسم صورة حقيقية لقضية ما جرى في واقعة الطف وعرض الأهداف التي خرج من أجلها أبو عبد الله الحسين(عليه السلام) بحيث ترك انطباعا واضحا في نفوس الحاضرين الذين أجهشوا بالبكاء لما سمعوا من قول الإمام علي أبن الحسين(عليه السلام) وهو يصف لهم حقيقة الرسالة التي يحملونها والأهداف التي ينشدونها في تحقيق دين الله تعالى . وبتلك الكلمات ذات البعد الأدبي والتفصيلي ارتسمت للأجيال الأمة جوانب ثقافية عديدة لم تكن موجودة سابقا استلهمها أصحابها من ذلك المعين الذي فاضت به قرائحهم وأسقته جوانحهم بدم زاكي على أرض الطفوف حتى أصبح شعارات ترددها أفواه الملايين في جميع الأوقات والأزمان إيمانا منهم بتلك القضية وثانيا لما تحمل من جوانب لا تعد ولا تحصى تمس وجدان الإنسان . ومنها البعد الثقافي الصحيح الذي يصقل وموهبة الفرد للوصول إلى بناء الإنسان الذي أراده الله جل وعلا خليفة له في أرضه . ومن تلك الفنون فن الخطابة التي كانت العرب تتصف به منذ عصر الجاهلية ولكن الشعائر الحسينية قد رسمت خط آخر لتلك الخطابة من جانب الإلقاء المتصل بالانفعال مع الحدث واختيار الكلمات وفق منهج جديد وضعه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بما يوافق وأسلوب القرآن من حيث الطرح والمعالجة . من هذا المنطلق كان واجب الخطيب الحسيني أن يتعلم هذا المنهج ويسير عليه حتى يستطيع أن يتصدى لموضوع الخطابة الحسينية بكل جوانبه الفكرية وموضوعاته التي تصب في محور الهدف الذي جاءت من أجله عاشوراء مثل العقائد والفقه والتفسير والأصول والفلسفة والتاريخ والاجتماع والأدب والسياسة ومواكبة التقدم الأدبي والعام في زمانه حتى يستطيع من خلال ذلك كله أعطاء الصورة الكاملة لما تحمله أبعاد ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) لأن ثقافة عاشوراء هي الأساس في البناء العقائدي والفكري الإسلامي وترسخه في ضمير الأمة من خلال ما جاء به الإمام الحسين(عليه السلام) وشهداء كربلاء وسبايا أهل البيت (عليهم السلام) وأليها يعزى انبثاق تلك الملحمة وديمومة ذكرها.
[1] - بحـــار الأنـــوار / ج 45 ص 137 .
حسين منجل العكيلي
تعليق