إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نص المفيد وجمع من المؤرخين في الهجوم على بيت الزهراء(عليها الاسلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نص المفيد وجمع من المؤرخين في الهجوم على بيت الزهراء(عليها الاسلام)

    المفيد في الأمالي :
    10 - أبو عبد الله المفيد ، أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو الحسين العباس بن المغيرة ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي ، قال : حدثنا سعيد بن عفير ، قال : حدثني ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد ، عن أبي هلال ، عن مروان بن عثمان . قال : لما بايع الناس أبا بكر دخل علي ( عليه السلام ) ، والزبير ، والمقداد بيت فاطمة ( عليها السلام ) ، وأبوا أن يخرجوا .
    فقال عمر بن الخطاب : أضرموا عليهم البيت نارا ، فخرج الزبير ومعه سيفه .
    فقال أبو بكر : عليكم بالكلب ، فقصدوا نحوه ، فزلت قدمه ، وسقط إلى الأرض ، ووقع السيف من يده .
    فقال أبو بكر : اضربوا به الحجر ، فضرب بسيفه الحجر حتى انكسر ، وخرج علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) نحو العالية ، فلقيه ثابت بن قيس بن شماس ، فقال : ما شأنك يا أبا الحسن .
    فقال أرادوا أن يحرقوا علي بيتي وأبو بكر على المنبر يبايع له ، ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره . فقال له ثابت : ولا تفارق كفي يدك حتى أقتل دونك ، فانطلقا جميعا حتى عادا إلى المدينة ، وإذا فاطمة ( عليها السلام ) واقفة على بابها وقد خلت دارها من أحد من القوم وهي تقول : لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم ، تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، وصنعتم بنا ما صنعتم ولم تروا لنا حقا

    11 - قال الشيخ المفيد رحمه الله تعالى : " لما اجتمع من اجتمع إلى دار فاطمة ( عليها السلام ) من بني هاشم وغيرهم للتحيز عن أبي بكر ، وإظهار الخلاف عليه ، أنفذ عمر بن الخطاب قنفذا ، وقال له : أخرجهم من البيت ، فإن خرجوا ، وإلا فاجمع الأحطاب على بابه ، وأعلمهم : أنهم إن لم يخرجوا للبيعة أضرمت البيت عليهم نارا . ثم قام بنفسه في جماعة ، منهم المغيرة بن شعبة الثقفي ، وسالم مولى أبي حذيفة ، حتى صاروا إلى باب علي ( عليه السلام ) ، فنادى : يا فاطمة بنت رسول الله ، أخرجي من اعتصم ببيتك ليبايع ، ويدخل فيما دخل فيه المسلمون ، وإلا والله أضرمت عليهم نارا . . في حديث مشهور ( 2 ) .

    12 - لقد نسب الكنجي إلى المفيد وابن قتيبة قولهما بسقوط الجنين محسن ، قال الكنجي عن الشيخ المفيد : " . . وزاد على الجمهور : أن فاطمة ( عليها السلام ) أسقطت بعد النبي ذكرا . وكان سماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) محسنا . وهذا شئ لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة " ( 1 ) . ولكن ما نذكره في هذه الفصول يدل على عدم صحة وعدم دقة عبارته الأخيرة ، فهو موجود في عشرات المصادر والمراجع .


    13 - وقال الشيخ المفيد : " ولم يحضر دفن رسول الله كثير من الناس لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة . وفات أكثرهم الصلاة عليه . وأصبحت فاطمة تنادي : واسوء صباحاه . فسمعها الخليفة الثاني فقال لها : " إن صباحك لصباح سوء " ( 2 ) .

    14 - وقال المفيد : قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس قال : محمد بن عبد الجبار عن القاسم بن محمد الرازي عن علي بن الهرمزان عن علي بن الحسين بن علي ، عن أبيه الحسين ( عليه السلام ) قال : لما مرضت فاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصت إلى علي ( عليه السلام ) أن يكتم أمرها ، ويخفي خبرها ، ولا يؤذن أحد بمرضها ، ففعل ذلك وكان يمرضها بنفسه ، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رحمها الله على استسرار بذلك كما وصت به . فلما حضرتها الوفاة وصت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يتولى أمرها ويدفنها ليلا ويعفي قبرها . فتولى ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ودفنها وعفى موضع قبرها . . ( 1 ) .

    15 - وروى المفيد ، والعياشي عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن جده ، قال : " ما أتى على علي ( عليه السلام ) يوم قط أعظم من يومين أتياه ، فأما أول يوم ، فاليوم الذي قبض فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وأما اليوم الثاني ، فوالله ، إني لجالس في سقيفة بني ساعدة ، عن يمين أبي بكر ، والناس يبايعونه ، إذ قال له عمر : يا هذا ، لم تصنع شيئا إذا لم يبايعك علي ، فابعث إليه حتى يأتيك فيبايعك . قال : فبعث قنفذا ، فقال له : أجب خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . . " .
    إلى أن تقول الرواية : " . . فقال عمر : قم إلى الرجل . فقام أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وخالد بن الوليد ، والمغيرة بن شعبة ، وأبو عبيدة الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وقمت معهم . وظنت فاطمة ( عليها السلام ) : أنه لا تدخل بيتها إلا بإذنها ، فأجافت الباب وأغلقته . فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره - وكان من سعف - فدخلوا على علي ( عليه السلام ) ، وأخرجوه ملببا " ( 1 ) .

    16 - وقال محمد بن جرير بن رستم الطبري : " حدث الواقدي قال : حدثنا ابن أبي حنيفة ، عن داود بن الحصين قال : غضب رجال من المهاجرين والأنصار في بيعة أبي بكر . وقالوا : عن غير مشورة ولا رضى منا ، وغضب علي والزبير ، ودخلا بيت فاطمة ، وتخلفا عن البيعة ، فجاءهم عمر في عصابة فيهم أسد بن حصين ، وسلمة بن أسلم بن جريش الأشهلي ، فصاح عمر : أخرجوا ، أو لنحرقنها عليكم . فأبوا أن يخرجوا ، فصاحت بهم فاطمة وناشدتهم الله ، فأمر عمر سلمة بن أسلم ، فدخل عليهما ، وأخذ سيف أحدهما فضرب به الجدار حتى كسره . ثم أخرجهما يسوقهما حتى بايعا .

    17 - قال : وأخبرني إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الله ابن أعين ، عن حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، قال : بعثني أبي إلى جندب بن عبد الله البجلي ، أسأله عما حضر من أبي بكر وعمر مع علي(عليه السلام) ، حيث دعواه إلى البيعة . قال : أخذاها من علي . قال : فكتب إليه : لست أسألك عن رأيك . أكتب لي بما حضرت وشاهدت . فكتب : بعثا إلى علي فجيئ به ملببا ، فلما حضر ، قالا له : بايع . قال : فإن لم أفعل ؟ قالا : إذا تقتل . قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول الله . قالا : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسول الله فلا . ثم قالا له : بايع . قال : فإن لم أفعل . قالا : إذا تقتل ، وصغرا لك . قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول الله : قالا : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسول الله ، فلا . قال : فرجع يومئذ ولم يبايع ، الخ . . . " ( 1 ) .

    18 - وقال عماد الدين الطبري . وهو من علماء القرن السابع ما ترجمته : " . . وفي هذه الأثناء وصل عمر مع أهل العناد والنفاق ، وقال : يا ابن أبي طالب ، افتح الباب ، وإلا أحرقت باب بيتك عليك . قالت فاطمة : يا عمر ، اتق الله في حرم رسول الله ، لا تدخل ، فإنه عليك حرام .
    فأصر عمر ، ودخل البيت مع أصحابه المنافقين ، فصاحت فاطمة : يا أبتاه ما لقينا من أبي بكر وعمر بعدك . فأخذ عمر سيفه ، وهو في قرابه وضربها به على جنبها . وضربها قنفذ بالسوط على متنها ، فصاحت فاطمة (عليها السلام): يا أبتاه ما لقي أهل بيتك من أبي بكر وعمر بعدك " ( 1 ) .

    19 - وقال : وهو يتحدث عن دفن فاطمة ( عليها السلام ) من دون علم الخليفة وأن عمر غضب ، وبادر إلى ضرب المقداد حين أخبره بالأمر ، فقال له المقداد : " لقد ذهبت بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الدنيا ، وكان الدم يخرج من ظهرها وجنبها بسبب ضربك لها بالسيف والسوط " .
    إلى أن قال : ثم جاؤا إلى علي فوجدوه جالسا على باب منزله ، وحوله أصحابه ، فقال له عمر : يا ابن أبي طالب ، لا تتركون حسدكم القديم ، بالأمس غسلت رسول الله في غيابنا ، واليوم تصلي على فاطمة دوننا . فقال له عقيل رحمه الله : " وأنتم - والله - لأشد الناس حسدا ، وأقدم عداوة لرسول الله ، وأهل بيته ، ضربتموها بالأمس ، وخرجت من الدنيا وظهرها بدم ، وهي غير راضية عنكما "

    20 - وقال المقدس الأردبيلي ( المتوفي سنة 993 ه‍ . ) وهو يتحدث عن عمر ، ما ترجمته : " . . بأمر منه حملوا الحطب إلى بيت الزهراء ليحرقوه ، وقد رأوا وعلموا أن فاطمة ( عليها السلام ) كانت جالسة خلف الباب وقد أمر عمر بضربها ، وقد ضربها عمر نفسه على بطنها ، وضربها غلامه بالسوط على كتفها ، وكان ذلك سبب سقط جنينها ، وبقي أثر ذلك بعد ذلك ، ثم مرضت بسبب ذلك وماتت . وقد كان ذلك كله بأمر منه . ولا ينكر أهل السنة ذلك . لكن بعضهم حاول أن يجيب عنه - كالقوشجي - فكانت أجوبة باردة وواهية " ( 1 ) .

    21 - قال الخواجوئي المازندراني : " وفي رواية الكلبي عن ابن عباس . وفي حديث الزهري : عن أبي إسحاق إبراهيم الثقفي ، عن زائدة بن قدامة : أنه خرج عمر في نحو من ستين رجلا ، فاستأذن الدخول عليهم ، فلم يؤذن له ، فشغب ، وأجلب . فخرج إليه الزبير مصلتا سيفا ، ففر الثاني من بين يديه حسب عادته ، وتبعه الزبير ، فعثر بصخرة في طريقه ، فسقط لوجهه ، فنادى عمر : " دونكم الكلب . فأحاطوا به ، وأخذ سلمة بن أسلم سيفه ، فضربه على صخرة فكسره . فسيق إليه الزبير سوقا عنيفا ، إلى أبي بكر ، حتى بايع كرها .
    وعاد إلى الباب واستأذن . فقالت فاطمة : عليك بالله إن كنت ( تؤمن ظ ) بالله أن تدخل على بيتي ، فإني حاسرة . فلم يلتفت إلى مقالها ، وهجم . فصاحت : يا أبه . ما لقينا بعدك من أبي بكر وعمر . وتبعه أعوانه ، فطالب أمير المؤمنين ( عليه السلام) بالخروج ، فلم يمتنع عليه ، لما تقدم من وصية رسول الله ، وضن بالمسلمين عن الفتنة .
    إلى أن قال : وخرج معهم ، وخرجت الطاهرة في إثره ، وهي تقول لزفر : يا ابن السوداء ، لأسرع ما أدخلت الذل على بيت رسول الله . قال : ولم تبق من بني هاشم امرأة إلا خرجت معها . فلما رآها أبو بكر مقبلة هاب ذلك ، فقام قائما ، وقال : ما أخرجك يا بنت رسول الله ؟ ! فقالت : أخرجتني أنت ، وهذا ابن السوداء معك . فقال الأول : يا بنت رسول الله ، لا تقولي هذا ، فإنه كان لأبيك حبيبا . قالت : لو كان حبيبا ما أدخل الذل بيته ، الخ . . . ( 1 ) " .

    22 - وقال الخواجوئي المازندراني أيضا : " . . . ورووا : أن لفاطمة بيتا ، ولها إلى المسجد بابا ، فقال أبوبكر : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : لا يجوز الباب إلى المسجد . فأمر بقلع باب بيتها ، حتى يتركوا البيت ، أو يسد الباب ، ثم إنه ندم على كشف بيتها وقال : ليتني تركت بيت فاطمة ولم أكشفه ، الخ . . . " ( 2 ) .
    ونقول : إن ندمه المذكور ليس لأجل هذا الكشف ، بل على اقتحام بيتها يوم البيعة ، ويشير إلى ذلك قوله في ذيل هذا الكلام :
    ولو كان أغلق علي حرب .

    23 - وذكر الطبرسي حديث الهجوم فقال في جملة رواية مفصلة : فقام عثمان وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما فبايعوا ، وانصرف علي وبنو هاشم إلى منزل علي ( عليه السلام ) ومعهم الزبير . قال : فذهب إليهم عمر في جماعة ممن بايع ، فيهم أسيد بن الحضير وسلمة بن سلامة ، فألفوهم مجتمعين ، فقال لهم : بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس ، فوثب الزبير إلى سيفه فقال ( لهم ) عمر : عليكم بالكلب ( العقور ) فاكفونا شره ، فبادر سلمة بن سلامة فانتزع السيف من يده ، فأخذه عمر فضرب به الأرض فكسره . وأحدقوا بمن كان هناك من بني هاشم ومضوا بجماعتهم إلى أبي بكر ، فلما حضروا قالوا : بايعوا أبا بكر ، فقد بايعه ( 2 ) ، الخ . . .

    24 - وفي نص آخر ذكره الطبرسي أيضا يقول عن عمر : فعرف أن جماعة في بيوت مستترون ، ( قال ) فكان يقصدهم في جمع
    كثير ، ويكسبهم ، ويحضرهم ( في ) المسجد ، فيبايعون . حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فطالبه بالخروج فأبى ، فدعا عمر بحطب ونار وقال : والذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لأحرقنه على ما فيه . فقيل له : إن فيه فاطمة ( عليها السلام ) بنت رسول الله ، وفيه الحسن والحسين ولدي رسول الله وآثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيه ، وأنكر الناس ذلك من قوله .
    فلما عرف إنكارهم قال : ما بالكم ، أتروني فعلت ذلك ؟ إنما أردت التهويل ، فراسلهم علي ( عليه السلام ) : أن ليس إلى خروجي حيلة ، لأني في جمع كتاب الله عز وجل الذي قد نبذتموه وألهتكم الدنيا عنه ، وقد حلفت أن لا أخرج من بيتي ولا أضع ردائي على عاتقي حتى أجمع القرآن .
    قال : وخرجت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إليهم فوقفت خلف الباب ثم قالت : لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم ، تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم فيما بينكم ( و ) لم تؤمرونا ولم تروا لنا حقا ، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم ، والله ، الخ . . ( 1 ) .

    25 - ذكر المجلسي رحمه الله تعالى عهدا كان كتبه الخليفة الثاني إلى معاوية يحكي فيه له ما جرى لهم مع الزهراء ، وقد جاء فيه قوله : فأتيت داره مستيشرا ( 2 ) لإخراجه منها ، فقالت الأمة فضة - وقد قلت لها قولي لعلي : يخرج إلى بيعة أبي بكر فقد اجتمع عليه المسلمون فقالت - إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشغول . فقلت : خلي عنك هذا وقولي له يخرج وإلا دخلنا عليه وأخرجناه كرها . فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب ، فقالت : أيها الضالون المكذبون ، ماذا تقولون ؟ وأي شئ تريدون ؟ . فقلت : يا فاطمة ! فقالت فاطمة : ما تشاء يا عمر ؟ ! فقلت : ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب وجلس من وراء الحجاب ؟ . فقالت لي : طغيانك - يا شقي - أخرجني وألزمك الحجة ، وكل ضال غوي . فقلت : دعي عنك الأباطيل وأساطير النساء وقولي لعلي يخرج . فقالت : لا حب ولا كرامة ( 1 ) ، أبحزب الشيطان تخوفني يا عمر ؟ ! وكان حزب الشيطان ضعيفا . فقلت : إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها نارا على أهل هذا البيت ، وأحرق من فيه ، أو يقاد علي إلى البيعة ، وأخذت سوط قنفذ فضربت ( 1 ) وقلت لخالد بن الوليد : أنت ورجالنا هلموا في جمع الحطب ، فقلت : إني مضرمها . فقالت : يا عدو الله وعدو رسوله وعدو أمير المؤمنين . فضربت فاطمة يديها ( 2 ) من الباب تمنعني من فتحه ، فرمته فتصعب علي ، فضربت كفيها بالسوط فآلمها ، فسمعت لها زفيرا وبكاء ، فكدت أن ألين ، وأنقلب عن الباب ، فذكرت أحقاد علي وولوعه في دماء صناديد العرب .
    إلى أن قال : فركلت ( 3 ) الباب ، وقد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه ، وسمعتها وقد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها ، وقالت : يا أبتاه ! يا رسول الله ! هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك ، آه يا فضة ! إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل . وسمعتها تمخض ( 4 ) وهي مستندة إلى الجدار ، فدفعت الباب ودخلت ، فأقبلت إلي بوجه أغشى بصري ، فصفقت صفقة ( 5 ) على خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض ، وخرج علي ، فلما أحسست به أسرعت إلى خارج الدار وقلت لخالد وقنفذ ومن معهما : نجوت من أمر عظيم .
    وفي رواية أخرى : قد جنيت جناية عظيمة لا آمن على نفسي . وهذا علي قد برز من البيت ، وما لي ولكم جميعا به طاقة . فخرج علي وقد ضربت يديها إلى ناصيتها لتكشف عنها وتستغيث بالله العظيم ما نزل بها ، فأسبل علي عليها ملاءتها ( 1 ) وقال لها : يا بنت رسول الله ! إن الله بعث أباك رحمة للعالمين ، إلى أن قال : فكوني يا سيدة النساء رحمة على هذا الخلق المنكوس ولا تكوني عذابا ، واشتد بها المخاض . ودخلت البيت فأسقطت سقطا سماه علي محسنا . وجمعت جمعا كثيرا ، لا مكاثرة لعلي ، ولكن ليشتد بهم قلبي وجئت - وهو محاصر - فاستخرجته من داره . . إلى أن قال : وأبو بكر يقول : ويلك يا عمر ، ما الذي صنعت بفاطمة ( 2 )

    26 - الأشناني ، عن جده ، عن محمد بن عمار ، عن موسى بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ( 3 ) ، عن سلمة ، عن أبي الطفيل ، عن علي بن أبي طالب : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال له : يا علي إن لك كنزا في الجنة وأنت ذو قرنينها ، فلا تتبع النظرة في الصلاة . . . قال الصدوق : " قد سمعت بعض المشايخ يذكر أن هذا الكنز هو ولده المحسن ، وهو السقط الذي ألقته فاطمة لما ضغطت بين البابين . واحتج في ذلك بما روي في السقط من أنه يكون محبنطئا على باب الجنة ، فيقال له : ادخل ، فيقول : لا ، حتى يدخل أبواي قبلي " ( 1 )

    27 - وقال ابن طاووس في وصيته لولده : " وقد ذكرت لك في الطرائف ، كيف أرادوا أن يحرقوا بالنار بيت فاطمة ومن فيه . وفيه العباس ، وجدك علي ، والحسن ، والحسين وغيرهم من الأخيار " ( 2 ) . وقد ذكرنا بعضا من كلام ابن طاووس في فصل سابق .
    28 - قال المجلسي الأول في شرحه لكتاب : من لا يحضره الفقيه ، حين وصل إلى موضوع استشهاد فاطمة ( عليها السلام ) : " وشهادتها صلوات الله عليها كانت من ضرب عمر . . . الباب على بطنها عند إرادة أمير المؤمنين لبيعة أبي بكر . . وضرب قنفذ غلام عمر السوط عليها بإذنه . والحكاية مشهورة عند العامة والخاصة . ومفصله في كتاب لسليم بن قيس الهلالي . وسقط بالضرب غلام كان اسمه " محسن " . وهو مذكور في إرشاد المفيد ( رضى الله عنه ) " ( 3 )

    29 - وقال المجلسي الثاني : " . . وفي رواية أخرى : ضربها عمر بالسوط ، فماتت حين ماتت ، وأن في عضدها مثل الدملج من ضربته . . إلى أن قال : لم تدعهم يذهبوا بعلي ( عليه السلام ) حتى عصروها وراء الباب ، فألقت ما في بطنها من سماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " محسنا " حتى ماتت ( عليها السلام ) مما أصابها " .
    وفي رواية أخرى : أن المغيرة بن شعبة . . . بأمر عمر دفع الباب على بطنها حتى ألقت محسنا ، فأخرج علي ( عليه السلام ) إلى المسجد " ( 1 ) .

    30 - وقال المجلسي الثاني معلقا على الحديث الصحيح المروي : عن أبي الحسن : إن فاطمة صديقة شهيدة ، ما لفظه : " ثم إن هذا الخبر يدل على أن فاطمة صلوات الله عليها كانت شهيدة ، وهو من المتواترات . وكان سبب ذلك : أنهم لما غصبوا الخلافة ، وبايعهم أكثر الناس بعثوا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ليحضر للبيعة ، فأبى . فبعث عمر بنار ليحرق على أهل البيت بيتهم . وأرادوا الدخول عليه قهرا . فمنعتهم فاطمة عند الباب ، فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة ، فكسر جنبيها ، وأسقطت لذلك جنينا كان سماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " محسنا " . فمرضت لذلك ، وتوفيت صلوات الله عليها في ذلك المرض ، فقد روى الطبري والواقدي في تاريخيهما : أن عمر بن الخطاب جاء إلى علي في عصابة فيهم أسيد بن حضير ، وسلمة بن أسلم ، فقال : أخرجوا أو لأحرقنها عليكم .

    31 - وقال المجلسي عن عمر بن الخطاب : " قد استفاض في رواياتنا ، بل في رواياتهم أيضا : أنه روع فاطمة ( عليها السلام ) حتى ألقت ما في بطنها . وقد سبق في الروايات المتواترة ، وسيأتي : أن إيذاءها صلوات الله عليها إيذاء للرسول وآذيا ( 2 ) عليا ( عليه السلام ) .
    وقد تواتر في روايات الفريقين قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من آذى عليا فقد آذاني . وقد قال الله تعالى : * ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة ، وأعد لهم عذابا مهينا ) * . . ( 3 ) .

    32 - وقال المجلسي رحمه الله ، وهو يشرح بعض الأدعية : " إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي ( عليه السلام ) ، وفاطمة ( عليها السلام ) من الايذاء . وأرادا إحراق بيت علي ( عليه السلام ) بالنار . وقاداه قهرا كالجمل المخشوش ، وضغطا فاطمة ( عليها السلام ) في بابها حتى سقطت بمحسن ، وأمرت أن تدفن ليلا لئلا يحضر الأول والثاني جنازتها وغير ذلك " ( 4 ) .
    33 - كما أن بعض المحدثين والمؤرخين من قدماء أصحابنا ، قد عد من ألقابها ( عليه السلام ) لقب : " الشهيدة " ( 5 ) .ثم فسر ذلك فقال : " شهيدة إذ ضربوا باب دارها على بطنها ، حتى هلك ابنها الجنين ، الذي سماه رسول الله ( ص ) " المحسن " " ( 1 ) .
    34 - ويقول البعض : إنه لما أوقف علي ( عليه السلام ) تكلم فقال : " أيتها الغدرة الفجرة ، فاستعدوا للمسألة جوابا ، ولظلمكم لنا أهل البيت احتسابا ( 2 ) أو تضرب الزهراء نهرا ( 2 ) ، ويؤخذ منا حقنا قهرا وجبرا " . إلى أن قال ( عليه السلام ) : " . . . فقد عز على علي بن أبي طالب أن يسود متن فاطمة ضربا ، وقد عرف مقامه ، وشوهدت أيامه " ( 4 )

    35 - ويقول الكاشاني : " . . ثم إن عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين ، وأتى بهم إلى منزل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فوافوا بابه مغلقا ، فصاحوا : أخرج يا علي ، فإن خليفة رسول الله يدعوك . فلم يفتح لهم الباب . فأتوا بحطب فوضعوه على الباب ، وجاؤا بالنار ليضرموه . فصاح عمر ، وقال : والله ، لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار . فلما عرفت فاطمة ( عليها السلام ) أنهم يحرقون منزلها قامت وفتحت الباب . فدفعوها ( فدفعها ) القوم قبل أن تتوارى عنهم ، فاختبت فاطمة ( عليها السلام ) وراء الباب . ثم إنهم تواثبوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو جالس على فراشه ، واجتمعوا عليه ، حتى أخرجوه سحبا من داره ، ملببا بثوبه ، يجرونه إلى المسجد . فحالت فاطمة بينهم وبين بعلها ، وقالت : والله ، لا أدعكم تجرون ابن عمي ظلما . ويلكم ، ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا أهل البيت . وقد أوصاكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) باتباعنا ، ومودتنا ، والتمسك بنا ، فقال الله تعالى : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 1 ) . قال : فتركه أكثر القوم لأجلها ، فأمر عمر قنفذ لعنه الله أن يضربها بسوطه ، فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها وجنبها إلى أن أنهكها ، وأثر في جسمها الشريف . وكان ذلك الضرب أقوى سبب في إسقاط جنينها . وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سماه محسنا الخ . . " ( 2 ) .

    36 - وقال محمد بن أحمد بن الحسن الديلمي : " حتى كسر سيف الزبير ، واستخف بسلمان ، وضرب عمار ، وأوذي علي ، وهجم دار فاطمة " ( 3 ) .

    37 - وقال : " قال بعضهم : أتى به والحبل في عنقه فقالوا : بايع ، وإلا ضرب عنقك " ( 4 ) .

    38 - وقال : " روي أنه ( عليه السلام ) ما خرج من بيته حتى أحرق بابه ، وجر إلى البيعة كرها ( 1 ) " .

    39 - وروي أن عمر قال لعلي : بايع . قال : فإن لم ( كذا ) . قال : ضربنا عنقك . ودون هذا إكراه شرعا ، وعقلا " ( 2 ) .

    40 - ذكر صاحب كتاب الدولتين : أن عمر أخذ نارا وراح إلى بيت فاطمة ، فخرجت فاطمة ، فقال : قولي لعلي والعباس أن يخرجا ، وإلا أحرق البيت " . ولا شك أنه إذا أكره كان الإكراه مجيزا للفعل . . الخ " ( 3 ) .

    41 - وقال السيد تاج الدين بن علي بن أحمد الحسيني العاملي : " فلما نظر ( عليه السلام ) إلى قلة العدد وخذلة الناصر جلس في منزله ، فجمع عمر بن الخطاب جماعة وأتى بهم إلى منزل علي (عليه السلام) ، فوجدوا الباب مغلقا ، فلم يجبهم أحد ، فاستدعى عمر بحطب وقال : والله لئن لم تفتحوا لنحرقنه بالنار . فلما سمعت فاطمة عليها السلام ذلك خرجت وفتحت الباب ، فدفعه عمر فاختفت هي من وراء الباب ، فعصرها بالباب فكان ذلك سبب إسقاطها ، ونقل أنه سبب موتها . ودخلوا فوثبوا على أمير المؤمنين عليه السلام فأخرجوه عنفا ، فحالت فاطمة عليها السلام بينهم وبينه وقالت : والله لا أدعكم تخرجون بابن عمي ظلما ، ويلكم ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا ، فأمر عمر بن الخطاب قنفذا فضربها بسوط حتى أثر في جسمها " ( 1 ) .


    42 - وقال الطريحي المعاصر للمجلسي رحمه الله ، لأنه توفي سنة 1085 ه‍ . " . . فيا إخواني ، إذا رجعنا إلى أنفسنا ، وتركنا عبادة الهوى ، ومتابعة من ضل وغوى : أترى تكون فاطمة ( عليها السلام ) راضية حين عصرها خالد بن الوليد ، فأسقطت محسنا . وضربها قنفذ مولى أبي بكر ، فأثر فيها الضرب . أفتراها تكون راضية حين سحب زوجها ، وابن عمها وأبو السبطين الخ . . " ( 2 ) .

    43 - وفي كتاب : مؤتمر علماء بغداد : " إن أبا بكر بعد ما أخذ البيعة لنفسه من الناس بالإرهاب والسيف ، والتهديد ، والقوة أرسل عمر وقنفذا ، وخالد بن الوليد ، وأبا عبيدة الجراح ، وجماعة أخرى من المنافقين إلى دار علي وفاطمة ( عليها السلام ) . وجمع عمر الحطب على باب بيت فاطمة ( ذلك الباب الذي طالما وقف عليه رسول الله وقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وما كان يدخله إلا بعد الاستئذان ) وأحرق الباب بالنار .
    ولما جاءت فاطمة خلف الباب لترد عمر وحزبه ، عصر عمر فاطمة بين الحائط والباب عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها ، ونبت مسمار الباب في صدرها . وصاحت فاطمة : يا أبتاه يا رسول الله ، أنظر ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب ، وابن أبي قحافة . فالتفت عمر إلى من حوله ، وقال : اضربوا فاطمة . فانهالت السياط على حبيبة رسول الله وبضعته حتى أدموا جسمها . وبقيت آثار العصرة القاسية ، والصدمة المريرة تنخر في جسم فاطمة ، فأصبحت مريضة عليلة ، حزينة حتى فارقت الحياة بعد أبيها بأيام . ففاطمة بيت النبوة . فاطمة قتلت بسبب عمر بن الخطاب الخ " ( 1 ) .

    44 - وقال الحسني : " وفي رواية أخرى : أنهم لما أرادوا الدخول إلى بيتها ، وإخراج علي منه ، أرادت أن تحول بينهم وبين ذلك ، ضربها قنفذ على وجهها ، وأصاب عينها " ( 2 ) .

    45 - قال الحسني : " . . وفي رواية ثالثة : أنها وقفت خلف الباب لتمنعهم من دخوله ، فاندفعوا نحو الباب ، ودفعوه نحوها ، وكانت حاملا ، فأسقطت ولدا كان رسول الله قد سماه محسنا " ( 3 ) .

    كأنه يريد أن يبرئ المهاجمين من تبعة قتل المحسن ، حيث يوحي للقارئ ، أنه قتل نتيجة التدافع على الباب . وهذا ما تدفعه الروايات المتواترة الدالة على تعمد قتله بعصرها بين الباب والحائط من قبل أحدهم . وقد تقدمت .
    46 - ويروي ابن حمزة الزيدي بسنده عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن محمد بن ركانة قوله : " فجاء عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد ، وعياش بن ربيعة إلى باب فاطمة ، فقالوا : والله ، لتخرجن إلى البيعة . وقال عمر : والله ، لأحرقن عليكم البيت . فصاحت فاطمة : يا رسول الله ، ما لقينا بعدك . فخرج عليهم الزبير مصلتا بالسيف ، فحمل عليهم ، فلما بصر به عياش ، قال لعمر : اتق الكلب . وألقى عليه عياش كساء له حتى احتضنه ، وانتزع السيف من يده ، فقصد به حجرا فكسره " ( 1 ) .

    47 - " وروى أيضا بسنده عن عبد الله بن عمر العمري ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : كنت في من جمع الحطب إلى باب علي . قال عمر : والله ، لئن لم يخرج علي بن أبي طالب لأحرقن البيت بمن فيه ( 2 ) .

    48 - وروى أيضا بسنده إلى محمد بن عبد الرحمن بن السائب بن زيد ، عن أبيه ، قال : شهدت عمر بن الخطاب يوم أراد أن يحرق على فاطمة بيتها ، فقال : إن أبوا أن يخرجوا فيبايعوا أحرقت عليهم البيت . فقلت لعمر : إن في البيت فاطمة أفتحرقها ؟ قال : سنلتقي ، أنا وفاطمة ( 1 ) .

    49 - وقد صرح ابن حمزة الزيدي بأن بيت الزهراء قد تعرض لهجومات متعددة . وبذلك جمع بين الروايات المختلفة ، التي تقول واحدة منها : إن عليا قعد عن البيعة ، وفر إليه طلحة والزبير ، ولم يخرجوا من البيت حتى جاء عمر ، وأراد إحراق البيت عليهم . وأخرى تقول : إن أبا بكر خرج إلى المسجد يصلي ، فأمر أبو بكر خالد بن الوليد بالصلاة إلي جنبه ثم قتله حين نطق أبي بكر بالتسليم من صلاته . وثالثة تقول : إنه أتي بعلي ملببا ، فبايع مكرها . فأجاب ابن حمزة بقوله : " إن ذلك كان في أوقات مختلفة ، وليس بين ذلك تناقض ، ولا تدافع " ( 2 )

    50 - " رووا عن ابن عبد الرحمن قال : سمعت شريكا يقول : ما لهم ولفاطمة ( عليها السلام ) ؟ ! والله ما جهزت جيشا ، ولا جمعت جمعا . والله ، لقد آذيا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قبره ( 1 ) " .

    51 - وفي كتاب معاوية إلى محمد بن أبي بكر : " فلما اختار الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ما عنده ، وأتم له ما وعده ، وأظهر دعوته ، وأبلج حجته ، وقبضه إليه صلوات الله عليه ، فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه ، وخالفه على أمره . على ذلك اتفقا واتسقا . ثم إنهما دعواه إلى بيعتهما ، فأبطأ عنهما ، وتلكأ عليهما ، فهما به الهموم ، وأرادا به العظيم " ( 2 ) .

    52 - وقال المسعودي : " . . فانصرف عنهم ، فأقام أمير المؤمنين ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله . فوجهوا إلى منزله ، فهجموا عليه ، وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كرها ، وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا ، وأخذوه بالبيعة فامتنع ، وقال : لا أفعل . فقالوا : نقتلك . فقال : إن تقتلوني ، فإني عبد الله ، وأخو رسوله . وبسطوا يده ، فقبضها ، وعسر عليهم فتحها ، فمسحوا عليها وهي مضمومة " ( 3 ) .

    53 - ونقل نصر بن مزاحم ، عن محمد بن عبيد الله ، عن الجرجاني : أن عمروا . قال لمعاوية في صفين : " خل بينهم وبين الماء ، فإن عليا لم يكن ليظمأ وأنت ريان ، وفي يده أعنة الخيل ، وهو ينظر إلى الفرات حتى يشرب أو يموت ، وأنت تعلم : أنه الشجاع المطرق ومعه أهل العراق ، وأهل الحجاز . وقد سمعته أنا وأنت ، وهو يقول : لو استمكنت من أربعين رجلا يوم فتش البيت ، يعني بيت فاطمة " ( 1 ) .
    54 - وقد قال أبو بكر في مرض موته أنه ندم على ثلاث خصال فعلهن ، ليته لم يفعلهن فذكرها ، وكان منها قوله : " ليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله ، وأدخله الرجال ، ولو كان أغلق على حرب " . أو " ليتني لم أكشف بيت فاطمة وتركته ، وأن الخ . . . " ( 2 ) .

    قد علق المجلسي على هذا فقال : " . . يدل على ما روي من إقدامه على بيت فاطمة ( عليها السلام ) عند اجتماع علي ( عليه السلام ) ، والزبير ، وغيرهما فيه ، وعلى أنه كان يرى الفضل لغيره لا لنفسه " ( 1 ) .
    والملفت للنظر هنا : أن أبا عبيد القاسم بن سلام قد ذكر هذه القضية ، ولكنه لم يصرح بهذه الخصلة ، بل اكتفى بالقول : " فأما التي فعلتها ووددت أني لم أفعلها ، فوددت أني لم أكن فعلت كذا وكذا - لخلة ذكرها . قال أبو عبيد : لا أريد ذكرها - ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر الخ . . . ( 2 ) . فلماذا كره أبو عبيد القاسم بن سلام ذكر هذه الفقرة بالذات ، دون سائر الفقرات ؟ ! سؤال يعرف جوابه كل من عرف سياسات هؤلاء الناس ، وحقيقة نواياهم ، وتوجهاتهم ، ومكرهم وحبائلهم .

    .................................................. ..............

    كتاب مأساة الزهراء (عليها السلام) ج2
    السيد جعفر مرتضى ص(169-195)




  • #2
    اللهم العن مغتصبي حق الزهراء عليها السلام
    بارك الله فيك اختي الفاضلة وجعلها في ميزان حسناتك
    حسين منجل العكيلي

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم موفقة بحق المظلومة
      sigpic
      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك

        تعليق


        • #5

          بسم
          الله الرحمن الرحيم

          اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ

          السلام عليكم ورحمة
          الله وبركاته

          لعن الله ظالميك يامولاتي يا فاطمة الزهراء(عليها السلام)
          شيعية ونبقى شيعة


          احسن الله اليك باأنتقائك هذا الطرح الولائي
          جزيت خيرا ووفقك
          الله

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركة
            اللهم العن مغتصبي حق الزهراء عليها السلام
            بارك الله فيك اختي الفاضلة وجعلها في ميزان حسناتك
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صلِ على محمد وآله وسلم
            السلام عليكم ورحمــــــــة الله وبركاته :
            الاخ الفاضل بارك الله فيك ودمت سالماً ان شاء الله
            شكراً على المرور الراااااااائع

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم موفقة بحق المظلومة
              بسم الله الرحمن الرحيم
              اللهم صلِ على محمد وآله وسلم
              السلام عليكم ورحمــــــــة الله وبركاته :
              جزاك الله خيراً على مرورك الروعة

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة نورالحسن مشاهدة المشاركة
                بارك الله فيك
                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صلِ على محمد وآله وسلم
                السلام عليكم ورحمــــــــة الله وبركاته :
                بارك الله فيك وجعلك من أنصار الحجة

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سهاد مشاهدة المشاركة

                  بسم
                  الله الرحمن الرحيم

                  اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ

                  السلام عليكم ورحمة
                  الله وبركاته

                  لعن الله ظالميك يامولاتي يا فاطمة الزهراء(عليها السلام)
                  شيعية ونبقى شيعة


                  احسن الله اليك باأنتقائك هذا الطرح الولائي
                  جزيت خيرا ووفقك
                  الله
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صلِ على محمد وآله وسلم
                  السلام عليكم ورحمــــــــة الله وبركاته :
                  جزاك الله خيراً على ردك الرائع دمتي بأمان الله وحفظه عزيزتي الغالية

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X