تويت
أقسام النفس في القرآن الكريم :ـ
أولا :ـ النفس الأمارة بالسوء
وَمَا أُبَرِّىء نَفْسِي إِنَّ أَلنَّفْسَ لأَمَّارةُ بِالسُوءِ إَلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبى غَفُرُ رَّحِيمُ)([1]) .
والأمارة بالسوء هي التي تمشي على وجهها تابعة لهواها.
ثانيا :ـ النفس اللوامة: قال تعالى (لا أُقسِمُ بِيَوْمِ ألقِّيمَةِ .وَلاأُقْسِمٌ بِالنَفْسِ اَللوَّامَةِ)([2]) .
والمراد بالنفس اللوامة ,نفس المؤمن التي تلومه في الدنيا على المعصية والتثاقل في الطاعة وتنفعه يوم القيامة([3])
ثالثاـ النفس المطمئنة: قال تعالى (يَا أَيَّتُها أَلنَّفْسُ اَلْمُطمَئِنَّةُ.أرْجِعِي إِلى رَبِّكِ رَاضِيَةُ مَّرْضِيَّةُ. فَادْخُلِي فِي عِبَدِي .وَادْخُلِي جَنْتِي)([4])
والنفس المطمئنة هي التي تسكن إلى ربها وترضى بما رضي به فترى نفسها عبدا لا يملك لنفسه شيئا من خير أو شر أو نفع أو ضرر ويرى الدنيا دار مجاز ,وما يستقبله فيها من غنى أو فقر أو أي نفع وضر ابتلاء وامتحان إلهيا فلا يدعوه تواتر النعم عليه إلى الطغيان وإكثار الفساد والعلو والاستكبار,ولا يوقعه الفقر والفقدان في الكفر وترك الشكر.بل هو في مستقر من العبودية .لا ينحرف عن صراطه المستقيم بإفراط أو تفريط ..)([5])
أنواع النفوس والأرواح في الروايات :ـ
في حديث كميل بن زياد قال :سألت مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: أريد أن تعرّفني نفسي .
قال: يا كميل أي الأنفس تريد؟
قلت:يا مولاي وهل هي إلا نفس واحدة ؟
فقاليا كميل إنما هي أربع:النامية النباتية .والحسية الحيوانية .والناطقة القدسية,والكلية الإلهية.ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصتان .
فالنامية النباتية :لها خمس قوى ماسكة وجاذبة وهاضمة ودافعة ومربية ,ولها خاصتان: الزيادة والنقصان,وانبعاثها من الكبد وهي أشبه الأشياء بالحيوان .
والحيوانية الحسية: ولها خمس قوى :سمع وبصر وشم وذوق ولمس .ولها خاصتان :الرضا والغضب ,وانبعاثها من القلب,وهي أشبه الأشياء بنفس السباع .
والناطقة القدسية: ولها خمس قوى :فكر وذكر وعلم وحلم ونباهه ,وليس لها انبعاث ,وهي أشبه الأشياء بنفس الملائكة ,ولها خاصتان النزاهة والحكمة .
والكلية الإلهية:ولها خمس قوى :بقاء في فناء ,ونعيم في شقاء وغز في ذل ,وفقر في غنى ,وصبر في بلاء .ولها خاصتان الحلم والكرم وهذه مبدأها من الله وتعود أليه لقوله تعالى(وَنَفْختُ فِيِهِ مِن رُوحِي)([6]) .وأما عودها فقوله تعالى( يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية )والعقل وسط الكل لكيلا يقول أحدكم شيئا من الخير والشر إلا لقياس معقول([7])
الإنسان كائن اجتماعي يعيش ويقضي معظم وقته في جماعة وفي جماعات ,يؤثر فيها ويتأثر , ويتحدد سلوكه الاجتماعي على أساس السلوك الاجتماعي المصطلح عليه .
والفرد في نموه منذ الميلاد يطرأ عليه تغييرات جوهرية تشمل جوانب الشخصية جميعا ,فهو ينمو جسميا وفسيولوجيا وينمو عقليا وينمو انفعاليا وينمو اجتماعيا .
فمن ناحية النمو الجسمي والفسيولوجي فأن الفرد منذ طفولته يزداد وزنه وأبعاد جسمه وتنمو أجهزته المختلفة ,وينمو حركيا فهو يحبوا ثم يمشي ثم يعدوا ثم يقفز وتتوافق حركاته ويتقن تلك الحركات الدقيقة ويتعلم المهارات الجسمية الحركية اللازمة للألعاب وألوان النشاط العادي وينموا مفهوم الجسم لديه أيضا ويتقبل التغييرات التي تحدث نتيجة للنمو الجسمي والفسيولوجي ويتوافق معها, وينمى ويستغل الأمكانات الجسمية إلى أقصى حد ممكن ,ويعمل تحقيق الصحة العامة عن طريق تكوين عادات صحية سليمة في الغذاء والنوم والتريض والوقاية الصحية .
ومن ناحية النمو العقلي فأن الفرد منذ طفولته تنمو قدراته العقلية ويعرف باطراد معنى ودلالة ما يحيط به ويتعلم الكلام ويتعلم المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب ,ويتعلم المهارات العقلية المعرفية الأخرى اللازمة لشؤون الحياة اليومية ويتعلم قواعد الأمن والسلامة ويكون المهارات والمفاهيم العقلية الضرورية للمواطنة الصالحة ويستكمل التعليم ,ويوسع خبراته العقلية والمعرفية بأكبر قدر مستطاع ,ويستغل أمكاناته العقلية إلى أقصى الحدود الممكنة .
ومن ناحية الانفعالية فأن الفرد منذ طفولته تتمايز لديه مع نموه انفعالات مختلفة ويكتسب أساليب سلوكية معينة للتعبير عن هذه الانفعالات ,ويتعلم ضبط الانفعالات ,ويصل إلى الاستقلال الانفعالي ,ويهيأ الجو النفسي الصحي المناسب للحياة السعيدة ,ويحقق الصحة النفسية بكافة الوسائل .
[1] - سورة يوسف / آيـة 53
[2] - سورة القيامة / آيـة 1 ـ 2
[3] - الميزان / ج2 ص 103
[4] - سورة الفـجر / آيـة 27 ـ 30
[5] - الميزان / ج 2 ص 285
[6] - سورة الحـجر / آيـة 30
[7] - مجمع البحرين / ج 4 ص 116 للطريحي
أولا :ـ النفس الأمارة بالسوء
وَمَا أُبَرِّىء نَفْسِي إِنَّ أَلنَّفْسَ لأَمَّارةُ بِالسُوءِ إَلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبى غَفُرُ رَّحِيمُ)([1]) .والأمارة بالسوء هي التي تمشي على وجهها تابعة لهواها.
ثانيا :ـ النفس اللوامة: قال تعالى (لا أُقسِمُ بِيَوْمِ ألقِّيمَةِ .وَلاأُقْسِمٌ بِالنَفْسِ اَللوَّامَةِ)([2]) .
والمراد بالنفس اللوامة ,نفس المؤمن التي تلومه في الدنيا على المعصية والتثاقل في الطاعة وتنفعه يوم القيامة([3])
ثالثاـ النفس المطمئنة: قال تعالى (يَا أَيَّتُها أَلنَّفْسُ اَلْمُطمَئِنَّةُ.أرْجِعِي إِلى رَبِّكِ رَاضِيَةُ مَّرْضِيَّةُ. فَادْخُلِي فِي عِبَدِي .وَادْخُلِي جَنْتِي)([4])
والنفس المطمئنة هي التي تسكن إلى ربها وترضى بما رضي به فترى نفسها عبدا لا يملك لنفسه شيئا من خير أو شر أو نفع أو ضرر ويرى الدنيا دار مجاز ,وما يستقبله فيها من غنى أو فقر أو أي نفع وضر ابتلاء وامتحان إلهيا فلا يدعوه تواتر النعم عليه إلى الطغيان وإكثار الفساد والعلو والاستكبار,ولا يوقعه الفقر والفقدان في الكفر وترك الشكر.بل هو في مستقر من العبودية .لا ينحرف عن صراطه المستقيم بإفراط أو تفريط ..)([5])
أنواع النفوس والأرواح في الروايات :ـ
في حديث كميل بن زياد قال :سألت مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: أريد أن تعرّفني نفسي .
قال: يا كميل أي الأنفس تريد؟
قلت:يا مولاي وهل هي إلا نفس واحدة ؟
فقال
يا كميل إنما هي أربع:النامية النباتية .والحسية الحيوانية .والناطقة القدسية,والكلية الإلهية.ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصتان . فالنامية النباتية :لها خمس قوى ماسكة وجاذبة وهاضمة ودافعة ومربية ,ولها خاصتان: الزيادة والنقصان,وانبعاثها من الكبد وهي أشبه الأشياء بالحيوان .
والحيوانية الحسية: ولها خمس قوى :سمع وبصر وشم وذوق ولمس .ولها خاصتان :الرضا والغضب ,وانبعاثها من القلب,وهي أشبه الأشياء بنفس السباع .
والناطقة القدسية: ولها خمس قوى :فكر وذكر وعلم وحلم ونباهه ,وليس لها انبعاث ,وهي أشبه الأشياء بنفس الملائكة ,ولها خاصتان النزاهة والحكمة .
والكلية الإلهية:ولها خمس قوى :بقاء في فناء ,ونعيم في شقاء وغز في ذل ,وفقر في غنى ,وصبر في بلاء .ولها خاصتان الحلم والكرم وهذه مبدأها من الله وتعود أليه لقوله تعالى(وَنَفْختُ فِيِهِ مِن رُوحِي)([6]) .وأما عودها فقوله تعالى( يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية )والعقل وسط الكل لكيلا يقول أحدكم شيئا من الخير والشر إلا لقياس معقول([7])
الإنسان كائن اجتماعي يعيش ويقضي معظم وقته في جماعة وفي جماعات ,يؤثر فيها ويتأثر , ويتحدد سلوكه الاجتماعي على أساس السلوك الاجتماعي المصطلح عليه .
والفرد في نموه منذ الميلاد يطرأ عليه تغييرات جوهرية تشمل جوانب الشخصية جميعا ,فهو ينمو جسميا وفسيولوجيا وينمو عقليا وينمو انفعاليا وينمو اجتماعيا .
فمن ناحية النمو الجسمي والفسيولوجي فأن الفرد منذ طفولته يزداد وزنه وأبعاد جسمه وتنمو أجهزته المختلفة ,وينمو حركيا فهو يحبوا ثم يمشي ثم يعدوا ثم يقفز وتتوافق حركاته ويتقن تلك الحركات الدقيقة ويتعلم المهارات الجسمية الحركية اللازمة للألعاب وألوان النشاط العادي وينموا مفهوم الجسم لديه أيضا ويتقبل التغييرات التي تحدث نتيجة للنمو الجسمي والفسيولوجي ويتوافق معها, وينمى ويستغل الأمكانات الجسمية إلى أقصى حد ممكن ,ويعمل تحقيق الصحة العامة عن طريق تكوين عادات صحية سليمة في الغذاء والنوم والتريض والوقاية الصحية .
ومن ناحية النمو العقلي فأن الفرد منذ طفولته تنمو قدراته العقلية ويعرف باطراد معنى ودلالة ما يحيط به ويتعلم الكلام ويتعلم المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب ,ويتعلم المهارات العقلية المعرفية الأخرى اللازمة لشؤون الحياة اليومية ويتعلم قواعد الأمن والسلامة ويكون المهارات والمفاهيم العقلية الضرورية للمواطنة الصالحة ويستكمل التعليم ,ويوسع خبراته العقلية والمعرفية بأكبر قدر مستطاع ,ويستغل أمكاناته العقلية إلى أقصى الحدود الممكنة .
ومن ناحية الانفعالية فأن الفرد منذ طفولته تتمايز لديه مع نموه انفعالات مختلفة ويكتسب أساليب سلوكية معينة للتعبير عن هذه الانفعالات ,ويتعلم ضبط الانفعالات ,ويصل إلى الاستقلال الانفعالي ,ويهيأ الجو النفسي الصحي المناسب للحياة السعيدة ,ويحقق الصحة النفسية بكافة الوسائل .
[1] - سورة يوسف / آيـة 53
[2] - سورة القيامة / آيـة 1 ـ 2
[3] - الميزان / ج2 ص 103
[4] - سورة الفـجر / آيـة 27 ـ 30
[5] - الميزان / ج 2 ص 285
[6] - سورة الحـجر / آيـة 30
[7] - مجمع البحرين / ج 4 ص 116 للطريحي
حسين منجل العكيلي
تعليق