إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقوق الحيوان في الاسلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقوق الحيوان في الاسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من المؤسف له حقا ان تضيع الحقائق ونحن في عصر وصول المعلمومة بسهولة, ومن تلك الحقائق ان الاسلام قبل قرون وضع قوانين لحقوق الحيوانات في وقت ليس فيه هذه الاهمية حتى لحقوق الانسان التي نظر لها بصورة جادة في العصر الحديث, وبهذا يكون الاسلام قد سبق الحضارة في هذا القانون بزمن بعيد, ولكن الكثير يتصور ان الاسلام لا يعتني ولايهتم بالحيوان وحقوقه, وفي هذا الموضوع سنبين ان شاء الله نظرة الاسلام للحيوان بصورة موجزة بذكر بعض النصوص ولا نريد ان نعلق عليها كثيرا فيطول بنا الحديث ولكن املي من القارئ ان يقف عليها بتدبر فيصل الى ما نريد قوله.

    قال تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: 38]

    الاية تبين للناس اهمية الحيوانات وتشعرنا بالاهتمام وعدم الاستهانة بها فكما اننا جماعات و لنا حقوقا فلها حقوق مثلنا ايضا.

    بعض هذه الحقوق
    عن النبي(ص): للدابة على صاحبها ست خصال: يعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مر به، ولا يضربها إلا على حق، ولا يحملها ما لا تطيق، ولا يكلفها من السير إلا طاقتها، ولا يقف عليها فواقا.
    الفواق: تكون بين حلب ضرع الناقة وتركها فترة كي ينزل الحليب في ضرعها ثم تحلب وهي كناية عن الوقت الذي ليس بطويل.
    وعنه(ص): اركبوا هذه الدواب سالمة ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله تبارك وتعالى منه.

    وعنه(ص): إن الله يحب الرفق ويعين عليه، فإذا ركبتم الدواب العجف فانزلوها منازلها، فإن كانت الأرض مجدبة فانجوا عنها، وإن كانت مخصبة فانزلوها منازلها.

    وروي أن النبي(ص) أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها، فقال: أين صاحبها؟ مروه فليستعد غدا للخصومة.

    وعنه (ص): من سافر منكم بدابة فليبدء حين ينزل بعلفها وسقيها.

    وروي انه (ص) مر ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال: اتقوا الله في هذه البهائم العجمة واركبوها صالحة وكلوها صالحة.

    ومن ذلك أيضًا تشديده على ألا يُكوَى الحيوان بالنار؛ فقد روي أن النبي(ص) مرعلى حمار قد وسم على وجهه (أي: كُوِيَ لكي يُعَلَم)، فقال: لعن الله من وسمه.

    وعن أبو الحسن(ع): من مروة الرجل أن يكون دوابه سمان.

    وعن النبي(ص): لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثيرا.

    وهذا الحديث جامع يبين ان للحيوانات حقوقا كثيرة وان الناس لا تهتم بها وهي من الذنوب التي يعاقب عليها الله سبحانه.

    بعض ما يخص الطير

    عن ابن مسعود قال: كنا عند النبي(ص): فدخل رجل غيضة(الغيضة:ماء يجتمع فينبت فيه الشجر) فأخرج منها بيضة حمرة(الحمرة طائر صغير) فجاءت الحمرة تزف على رسول الله(ص) وأصحابه فقال لأصحابه: أيكم فجع هذه؟ فقال رجل : يا رسول الله أخذت بيضها - وفي رواية الحاكم فريخها فقال(ص): رده رده، رحمة لها.
    عن رسول الله(ص): ما من دابة -طائر ولا غيره- يقتل بغيرالحق إلا ستخاصمه يوم القيامة.

    وعنه(ص): من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يوم القيامة منه يقول: يا رب إن فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني لمنفعة.
    عن رسول الله(ص): لا تأتوا الفراخ في أعشاشها ولا الطير في منامه حتى يصبح فقال له رجل : وما منامه يا رسول الله؟ فقال: الليل منامه فلا تطرقه في منامه حتى يصبح ولا تأتوا الفرخ في عشه حتى يريش ويطير فإذا طار فأوتر له قوسك وانصب له فخك.
    في حديث وفاة أمير المؤمنين(ع): قالت أم كلثوم: . . . ثم نزل إلى الدار، وكان في الدار أوز قد أهدي إلى أخي الحسين(ع) . . . ثم قال: يا بنية بحقي عليك إلا ما أطلقتيه، فقد حبست ما ليس له لسان ولا يقدر على الكلام إذا جاع أو عطش، فأطعميه واسقيه وإلا خلي سبيله يأكل من حشائش الأرض.
    مر ابن عمربفتيان من قريش وقد نصبوا طيرا وهم يرمونه وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال ابن عمر من فعل هذا لعن الله من فعل هذا ان رسول الله (ص) لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا.
    الكلب والهرة
    لا تعني نجاسة الكلب في الاسلام الاستهانة به بل هو حكم شرعي ربما يكون حكما وقائيا عن مرض او امر اخر الله اعلم به فبأمكان الانسان ان يربيه ويلمسه ويغسله ولكن اذا كان اللمس مع الرطوبة يتوجب ان يغسل يديه ويطهرها قبل ان ياكل بها برطوبة او قبل الصلاة.

    روي ان رسول الله(ص) قال: بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملا خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم اجرا قال في كل كبد رطبة اجر.

    وعن النبي(ص) بينما كلب يطيف بركية(الركية يعني:البئر) كاد يقتله العطش إذ رأته بغى من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به (الموق هو الخف -الحذاء-).

    وروي عنه(ص) قال: دخلت امرأة النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض(الخشاش هوام الارض مثل الفأر).

    بعض اداب الذبح بالاسلام
    الله سبحانه وتعالى هو خالق الحيوان والانسان ولم يسمح للانسان ان يكون عبثيا يقتل الحيوان كيفما كان, بل جعل شروطا منها واجبة ومنها مستحبة من ذلك انه اوجب ان يذكر اسم الله على الذبيحة وكأنها اشارة الى ان الذابح يقول اذبح الحيوان باذن الله سبحانة المالك وليس عبثا لانه اذن لي, ولنذكر بعض المستحبات و الاداب في الاسلام للذبح منها:

    • يستحب أن يترك الطير بعد الذباحة
    • وان لا يذبحه امام الحيوانات الاخرى
    • ويستحب حد الشفرة وسرعة القطع
    • وأن لا يري الشفرة للحيوان فقد روي أنه(ص): مر برجل واضع رجله على صفحة شاة ، وهو يحد شفرته، وهي تلحظ إليها ببصرها، فقال له: أتريد أن تميتها موتتين؟ هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها؟.
    • ولا يحركه من مكان إلى آخر بل يتركه في مكانه إلى أن يموت
    • وأن يساق إلى الذبح برفق
    • ويعرض عليه الماء قبل الذبح
    • وان لا يسلخ جلد الذبيحة قبل خروج روحها.
    • وان لا يذبح ما رباه: عن أبي الحسن(ع) قال الراوي: قلت جعلت فداك كان عندي كبش سمين لأضحي به، فلما أخذته وأضجعته نظر إلي فرحمته ورققت عليه ثم إني ذبحته، قال: فقال لي: ما كنت أحب لك أن تفعل، لا تربين شيئا من هذا ثم تذبحه.
    • ويمر السكين بقوة ذهابا وإيابا ويجد في الاسراع ليكون أسهل وعن النبي(ص) أن الله تعالى شأنه كتب عليكم الاحسان في كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته وفي خبر آخر أنه (ص) أمر أن تحد الشفار وأن توارى عن البهائم.
    • وان يبتعد عن كل ما فيه تعذيب للحيوان قبل الذبح وبعده ويسلك اسهل الطرق المشروعة في ذلك.


    التحريش والاخصاء
    التحريش يعني اغراء وتهييج بعضها على بعض للعراك كما يفعل في الخراف والديوك وقد جاء النهي في الشريعة الاسلامية عن ذلك فعن النبي(ص): أنه نهى عن التحريش بين البهائم.

    وعن النبي(ص): انه نهى عن اخصاء الخيل والبهائم.

    عن الباقر (ع) أنه كره اخصاء الدواب والتحريش بينها.

    التطبيق العملي لحقوق الحيوان
    ولنرى مدى اهتمام قادة الاسلام النبي(ص) و اهل بيته(ع) في الحيوان بما يلي:

    • روى محمد بن عمر الأسلمي في مغازيه: لما سار رسول الله(ص) من العرج في فتح مكة رأى كلبة تهرّ على أولادها وهن حولها يرضعنها، فأمر رجلا من أصحابه يقال له جعيل بن سراقة أن يقوم حذاءها، لا يعرض أحد من الجيش لها، ولا لأولادها.

    تأمل الموقف قائد مع جيشه وهو يسلك طريقا غير الطريق المعتاد وامامه حرب ورغم هذا الموقف لا يغفل عن كلبة ويضع لها من يحامي عنها وينبه الجند ان لا يزعجوها وابنائها.

    • حج علي بن الحسين (ع) على ناقة له أربعين حجة، فما قرعها بسوط.
    • عن نجيح قال: رأيت الحسن بن علي(ع) يأكل، وبين يديه كلب، كلما أكل لقمة طرح للكلب مثلها، فقلت له: يا ابن رسول الله، ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك؟ قال: "دعه، إني لأستحي من الله تعالى، أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكل، ثم لا أطعمه.
    • شاهد الامام الحسن(ع) ذات يوم غلاما يطعم كلبا من رغيف خبز كان في يده فسأله الامام :ما الذي يحملك على اطعام هذا الكلب؟ فقال الغلام:انني استحي من خالقي ان اشبع وامامي كلبا جائع ينظر الي دون ان اطعمه .فسرّ الامام الحسن(ع) ذلك, فأمر بشراء الكثير من الاطعمه والثياب لذلك الغلام ثم عمد على شرائه من سيده واعتقه.
    • عن الجلودي: وهو يذكر مصرع الامام الحسين أن الحسين(ع) حمل على الأعور السلمي وعمرو بن الحجاج الزبيدي ، وكانا في أربعة آلاف رجل على الشريعة وأقحم الفرس على الفرات، فلما أولع الفرس برأسه ليشرب، قال (ع): أنت عطشان وأنا عطشان والله لا ذقت الماء حتى تشرب. فلما سمع الفرس كلام الحسين(ع) شال رأسه(اي رفعه) ولم يشرب كأنه فهم الكلام.

    هذا موجز يبين لنا كيفية التعامل مع الحيوان في الشريعة الاسلامية ولعل القارئ لا يستغرب كثيرا كونه اعتاد على سماع حقوق الحيوان في هذا العصر,ولكن لينقل فكره قليلا الى عصر صدر الاسلام قبل عدة قرون بزمن ليس فيه قيمة للانسان فضلا عن الحيوان لعلم عظمة هذا الدين وهذه الشريعة سيما وانها انبثقت من بيئة ديدنها الغزو وقتل الرجال وسبي النساء واستعباد الاخرين وقتل الاولاد خشية الفقر والبنات خوفا من العار.

  • #2
    الأخ العزيز سيد معد موضوع جميل وجامع وثري وفقكم الله بمحمد وال محمد

    تعليق


    • #3
      مجهود كبير ورائع
      احسنت اخي الكريم بارك الله فيك
      حسين منجل العكيلي

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك موضوع قيم وفي غاية الروعه لما يحمله من مفردات عن الحيوان وحقوقه في الاسلام مشكور كل الشكر وتحياتي


        خادم الحسين وافتخر

        تعليق


        • #5

          تعليق


          • #6
            بسم الله
            وفق الله الجميع لكل خير وكل عام وانتم بخير وعافية

            تعليق


            • #7

              السلام عليكم - سيدنا الجليل - ورحمة الله وبركاته

              أحسنتم بارك الله تعالى جهودكم

              ان الدين الاسلامي دين متكامل لم يترك صغيرة ولا كبيرة الا وله فيها حكم حتى حقوق الحيوان لم يهملها

              بل جعل له على الناس حقوقا كما جعل لهم فيه نصيب .


              نقل العلامة المجلسي في البحار حوادث عدة عن عناية الاسلام بالحيوان نذكر منها :


              عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه واله وسلم دخل حائطا لبعض الانصار فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ذرفت عيناه فمسح النبي (صلى الله عليه واله وسلم) سنامه فسكن ثم قال (صلى الله عليه واله وسلم) :

              " من رب هذا الجمل ؟ "

              فجاء فتى من الانصار فقال: هولي يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه واله وسلم) :

              " ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فانه يشكو إلي أنك تجيعه وتذيبه "

              وروى الطبراني عن جابر قال: خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) في غزوة وسلم ذات الرقاع حتى إذا كنا بحرة (6) واقم أقبلجمل يرفل حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فجعل يرغو على هامته، فقال (صلى الله عليه واله وسلم):

              "إن هذا الجمل يستعديني على صاحبه يزعم أنه كان يحرث عليه منذ سنين حتى أجربه وأعجفه وكبر سنه أراد نحره، اذهب يا جابر إلى صاحبه فأت به "

              قال: ما أعرفه، قال (صلى الله عليه واله وسلم) :

              " إنه سيدلك عليه "

              قال، فخرج بين يدي معنقا حتى وقف بي مجلس بني حطمة فقلت: أين رب هذا الجمل، قالوا: هذا لفلان بن فلان فجئته فقلت: أجب رسول الله، فخرج معي حتى إذا جاء رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال:
              " إن جملك يزعم انك حرثت عليه زمانا حتى إذا أجربته وأعجفته وكبر سنه أردت نحره "

              قال: والذي بعثك بالحق إن ذلك كذلك، قال صلى الله عليه واله وسلم:

              " ما هكذا جزاء المملوك الصالح "

              ثم قال (صلى الله عليه واله وسلم) :

              " بعنيه "

              قال: نعم فابتاعه منه، ثم أرسله (صلى الله عليه واله) في الشجر حتى نصب سنامه. وكان إذا اعتل على بعض المهاجرين والانصار من نواضحهم شئ أعطاه إياه فمكث كذلك زماناً .



              بحار الأنوار - (61 / 111)




              عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
              سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
              :


              " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

              فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

              قال (عليه السلام) :

              " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


              المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


              تعليق


              • #8
                سلام من السلام عليك موفق بحق آل محمد
                sigpic
                إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                تعليق


                • #9
                  بسم الله
                  بارك الله فيكم
                  احسنتم استاذنا الكريم الصدوق على هذا الاستدراك النافع

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X