إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

{ التقية عند الشيعة الامامية } | ردا على مقال قديم للدكتور باسم عامر (3)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • { التقية عند الشيعة الامامية } | ردا على مقال قديم للدكتور باسم عامر (3)

    الفصل الثالث : الرد على قوله : ( التقية الشرعية إنما تستخدم مع الكفَّار لا مع المؤمنين )

    قال الدكتور في الفرق الثاني :

    التقية الشرعية: تكون غالبًا مع الكفَّار، كما هو ظاهر قول الله - تعالى -: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ﴾ [آل عمران: 28]، فالآية جاءت في سياق الحديث عن الكفَّار، قال ابن جرير: "التقيَّة التي ذكَرَها الله في هذه الآية إنَّما هي تقيَّة من الكفَّار، لا من غيرهم" وقال سعيد بن جبيرٍ: "ليس في الإسلام تَقِيَّة، إنما التَّقِيَّة لأهل الحرب" وقال الرازيُّ: "التقيَّة إنما تكون إذا كان الرجل في قومٍ كفَّار، ويخاف منهم على نفسه وماله، فيُداريهم باللِّسان؛ وذلك بأن لا يُظهر العداوة باللِّسان، بل يجوز أيضًا أن يظهر الكلام الموهم للمحبَّة والموالاة، ولكن بشرط أن يُضْمِر خلافه، وأن يُعرِّض في كلِّ ما يقول، فإنَّ التقيَّة تأثيرها في الظاهر لا في أحوال القلوب"أما التقية الشِّيعية: فهي مع أهل السُّنة خصوصًا، فقد بوَّب الحر العاملي بابًا في "وسائله" بعنوان: "باب وجوب عشرة العامَّة (أهل السُّنة) بالتقية". ونسبوا لأبي عبدالله أنه قال: "من صلَّى معهم - يعني أهل السُّنة - في الصفِّ الأول، فكأنَّما صلى مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الصف الأول".والسبب في ذلك أنهم يرون أنَّ أهل السنة من جملة الكفَّار؛ لأنهم لم يؤمنوا بالأئمَّة الاثني عشر، قال ابن بابويه: "واعتقادُنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين والأئمَّةِ من بعده أنه بِمَنْزلة مَن جحد نبوَّة الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقرَّ بأمير المؤمنين وأنكر واحدًا من بعده من الأئمة أنه بمنْزِلة مَن آمن بجميع الأنبياء، ثم أنكر نبوَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم".ويقول الطوسي: "ودَفْع الإمامة كُفْر، كما أنَّ دفع النبوَّة كفر، لأنَّ الجهل بهما على حدّ واحد".انتهى كلام الدكتور .

    الرد على ما افاده في الفرق الثاني .

    قلتُ : لنا معه فيما افاده اربع وقفات :

    الاولى : في الآية وما استظهره منها .
    الثانية : في نقله لاقوال العلماء و المفسرين .
    الثالثة : ما يستفاد من الاحاديث وما ورد عن الصحابة .
    الرابعة : مع ما نقله عن علماء الشيعة .

    اما الوقفة الاولى : فقد استشهد الدكتور بقوله تعالى : {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران : 28] مستدلا بها على اختصاص التقية تجاه الكفار فحسب دون غيرهم مستظهرا هذا المعنى من سياق الآية الشريفة ، والحق في ذلك بدوا معه ، فإن مورد الاية هو كما هو ظاهر قوله ـــ منهم ــ العائد على " الكافرين " ولكن ما ينبغي الاشارة اليه هو ما يلي :اولا : ان الاستدلال اخص من المدعى .حيث ان المدعى : اختصاص التقية بشكل عام ـــ لا في هذه الاية فحسب ــ بما لو كان المتقى منه كافرا .والدليل : هو الآية حيث ذكرت التقية مع الكفار . ولا يصح بحال من الاحوال الاقتصار على دليل واحد في مقام الاستدلال والا سنكون ممن جعل النصوص الشرعين عضين وممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض . بمعنى آخر : ان اثبات شيء لشيء لا ينفي ما عداه و لا تنافي بين المثبتات كما يقول اهل العلم ، فالاية دلت على مشروعية التقية مع الكفار ولكن هذا لا يعني نفي مشروعيتها فيما عدا ذلك . كيف لا يكون كذلك والمورد لا يخصص الوارد .ثانيا : يقول الرازي في تفسير هذه الآية في الحكم الرابع : ظاهر الآية يدل أن التقية إنما تحل مع الكفار الغالبين إلا أن مذهب الشافعي رضي الله عنه أن الحالة بين المسلمين إذا شاكلت الحالة بين المسلمين والمشركين حلت التقية محاماة على النفس . اهــ وسيأتي هذا ايضا في الوقفة الثانية .الوقفة الثانية : فقد نقل الدكتور ثلاث عبارات وهي كالتالي :العبارة الاولى : للطبري وهي : "التقيَّة التي ذكَرَها الله في هذه الآية إنَّما هي تقيَّة من الكفَّار، لا من غيرهم"وهذه الجملة لا دلالة فيها على مطلوبه البتة لإن ابن جرير بصدد بيان التقية في الواردة في الآية اعلاه وقد وافقنا الدكتور في ان التقية المشار اليها في خصوص هذه الآية لا مطلقا انما هي مع الكفار ، ولهذا تجد ابن جرير قال : " .. التقية التي ذكرها الله في هذه الآية .. " فانظر الى قوله " في هذه الاية " تعرف جيدا انه ليس في معرض الحديث عن التقية بالجملة ، فأين هذا من ادعاء ان التقية مطلقا لا تكون الا مع الكفار ولا تشرع مع غيرهم ؟ ! !العبارة الثانية : لسعيد بن جبير ـــ على ما نقلها عنه البغوي في تفسيره ــــ وهي قوله : "ليس في الإسلام تَقِيَّة، إنما التَّقِيَّة لأهل الحرب" .فنقول : اولا : هو تحكم ودعوى لا دليل عليها والدعاوى ، واقوال العلماء وما يعبر عنه بالسلف يستدل لها لا يستدل بها وكلٌ يؤخذ عنه ويرد الا صاحب هذا القبر ، اليست هذه التعابير مما اعتدنا على سماعها من دعاة السلفية ام انها تكون سارية المفعول حين توافق الهوى والا يرمى بها عرض الجدار ؟ ! !ثانيا : مقابل قول بن جبير قول امامنا الصادق عليه السلام الذي امرنا باتباعه رسول الله صلى الله عليه وآله .وتلافيا لغمز الدكتور حين ينقل الشيعة عن ائمتهم بقوله ـــ كما يزعمون ـــ فاننا سننقل كلام الامام الصادق عليه السلام من كتاب البحر المديد ، ج 1 ، ص : 342 و كذلك نقلها الشحود في الخلاصة في احكام التقية ص 25 : حيث قالا : وقال جعفر الصادق : إنى لأسمع الرجل يشتمنى فى المسجد ، فأستتر منه بالسارية لئلا يرانى. اهـ.ثالثا : الامر لا يقف عند فقدان الدليل على قول سعيد بن جبير بل وكما مر و سترى في الوقفة الثالثة ، ان الادلة على خلاف ما ذهب اليه تماما . رابعا : ابن تيمة لا ياخذ بقول سعيد بن جبير فلايقول باختصاص التقية مع الكفار ، حيث يقول في منهاج السنة ج 6/ ص 424 :كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ..اهــ
    فهل الفجار الذين قابلهم ابن تيمية مع الكفار ، هم ايضا كفار عند الدكتور ؟ لا اعلم من حكم بكفر الفاجر والفاسق الا الخوارج !!
    العبارة الثالثة : ما نقله عن الفخر الرازي في تفسيره 4 / 170 ، وسنضطر الى وضع كلام الرازي كاملا ليتضح للقارئ المنصف دقة الدكتور في انتقائه ونقله .
    يقول الرازي في تفسير قوله تعالى {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران : 28] بعد ان ذكر ان في الآية مسائل ، فذكر ثلاث منها ووصل الى الرابعة وقال ما لفظه :



    " ..المسألة الرابعة : اعلم أن للتقية أحكاماً كثيرة ونحن نذكر بعضها .

    الحكم الأول : أن التقية إنما تكون إذا كان الرجل في قوم كفار ، ويخاف منهم على نفسه وماله فيداريهم باللسان ، وذلك بأن لا يظهر العداوة باللسان ، بل يجوز أيضاً أن يظهر الكلام الموهم للمحبة والموالاة ، ولكن بشرط أن يضمر خلافه ، وأن يعرض في كل ما يقول ، فإن التقية تأثيرها في الظاهر لا في أحوال القلوب .

    الحكم الثاني للتقية : هو أنه لو أفصح بالإيمان والحق حيث يجوز له التقية كان ذلك أفضل ، ودليله ما ذكرناه في قصة مسيلمة .
    الحكم الثالث للتقية : أنها إنما تجوز فيما يتعلق بإظهار الموالاة والمعاداة ، وقد تجوز أيضاً فيما يتعلق بإظهار الدين فأما ما يرجع ضرره إلى الغير كالقتل والزنا وغصب الأموال والشهادة بالزور وقذف المحصنات واطلاع الكفار على عورات المسلمين ، فذلك غير جائز ألبتة .
    الحكم الرابع : ظاهر الآية يدل أن التقية إنما تحل مع الكفار الغالبين إلا أن مذهب الشافعي رضي الله عنه أن الحالة بين المسلمين إذا شاكلت الحالة بين المسلمين والمشركين حلت التقية محاماة على النفس .."
    .انتهى كلام الرازي بلفظه .



    قلتُ : اكتفى الدكتور في نقله عن الرازي للحكم الاول ، ولكن لو لاحظنا كلامه في الحكم الرابع فهو صريح في ان مذهب الشافعي هو مشروعية التقية بين المسلمين ايضا ، فلا ادري هل ان الدكتور يجيز الاخذ عن الرازي ويحرم على اهل السنة تقليد الشافعي ؟ !! ولا ادري لٍم صار رأي الرازي هنا حجة واما رأيه في الاسماء والصفات عموما وفي الصفات الخبرية خصوصا حين يصرح بنفي التجسيم وبنفي كون الله تعالى في السماء دون الارض بل وينقل الاجماع على رأيه في المسالة الاخيرة ، فهو من المتكلمة الذين لا يصح الاخذ بقولهم ؟ ! {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم : 22]

    والامانة في النقل تقتضي نقل كلام الرازي ولو في مسالة وجوده تعالى في السماء دون الارض واثبات المكان له تعالى عن ذلك علوا كبيرا : حيث يقول في تفسيره للآية 16 من سورة الملك :

    " ..واعلم أن المشبهة احتجوا على إثبات المكان لله تعالى بقوله : { ءامِنتم مَّن فِى السماء } ، والجواب عنه أن هذه الآية لا يمكن إجراؤها على ظاهرها باتفاق المسلمين ..اهــ نترك الحكم للقارئ المنصف .!!

    الوقفة الثالثة : الاحاديث الشريفة وما ورد عن الصحابة في مشروعية التقية حتى مع المسلمين كثيرة وخشية الاطالة تحول دون سردها وما لا يدرك كله لا يترك كله ، فسنكتفي بالتذكير بما اوردناه في الفصل الاول من حديثين مع الاشارة الى اثرين مما ورد عن بعض الصحابة فنقول :



    من الحديث


    1ـ جاء في البخاري من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه واله انه قال :



    ".... لَوْلاَ أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِالْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ فِى الْبَيْتِ ، وَأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ فِى الأَرْضِ .." وقد اوردناه بطوله في الفصل الاول فراجع ثمة ، والمهم منه محل الشاهد فيه ، فالحديث واضح في ان التقية تجري مع المسلمين ايضا .

    2ـــ ايضا مما اوردناه عن البخاري : « أَىْ عَائِشَةُ ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ - أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ - اتِّقَاءَ فُحْشِهِ »، وقد ذكرناه ايضا في الفصل الاول كاملا ، و محل الاستدلال منه واضح فان الحديث مطلق



    مما ورد عن الصحابة

    1ـ ما رواه البخاري عن ابي هريرة في باب حفظ العلم (42)


    120 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِى أَخِى عَنِ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وِعَاءَيْنِ ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ اهــ


    فهل خوف ابي هريرة من بث الوعاء الاخر كان من الكفار المحاربين ؟


    يجيبنا القسطلاني في ارشاد الساري : ج 1 ص 212 في شرحه للحديث قائلا :

    وأراد بالوعاء الأوّل ما حفظه من الأحاديث وبالثاني ما كتمه من أخبار الفتن وأشراط الساعة وما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام من فساد الدين على يدي أغيلمة من سفهاء قريش، وقد كان أبو هريرة يقول: لو شئت أن أسميهم بأسمائهم أو المراد الأحاديث التي فيها تبيين أسماء أمراء الجور وأحوالهم وذمهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعض ذلك ولا يصرّح خوفًا على نفسه منهم، كقوله: أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين من الهجرة، واستجاب الله تعالى دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة ..اهــ


    2ــ وهو ما نقله البخاري عن ابن عباس في باب الاكراه :
    " .. وَقَالَ الْحَسَنُ: التَّقِيَّةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِيمَنْ يُكْرِهُهُ اللُّصُوصُ فَيُطَلِّقُ لَيْسَ بِشَىْءٍ .." . فهل اللصوص هم الكفار المحاربين يا جناب الدكتور ؟ !!الوقفة الرابعة والاخيرة : وهي مع ما قرره عن الشيعة في هذا الفرق ، ولنا فيها ملاحظات :الاولى : على قوله : (أما التقية الشِّيعية: فهي مع أهل السُّنة خصوصًا ..)قلتُ : سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم ، لا يرتكبه مسلم فضلا عن طالب علم بسيط فضلا عن دكتور و عضو في رابطة علماء الشريعة بمجلس التعاون كما كُتب في آخر المقال !!! فهل هذا هو خلق القرآن الكريم في منهج التعامل مع الخصوم ؟حتى مع اولئك الذين نقطع ببطلان فكرهم وعقيدتهم يأمرنا الله تعالى بالعدل معهم فيقول عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة : 8]هلا دلل الدكتور على دعواه هذه ولو بالنقل عن عالم واحد قال بان الشيعة يتقون من السنة بشكل خاص ؟ اما سمع ان الدعاوى إن لم يقم عليها دليل فاصحابها ادعياء ؟!!اما سمع قوله تعالى : {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة : 111] ؟ ! ! ولكني اعذره ففي الآية شرط . !والاعجب هو قوله عقيب ذلك : ( فقد بوَّب الحر العاملي بابًا في "وسائله" بعنوان: "باب وجوب عشرة العامَّة (أهل السُّنة) بالتقية" )يظهر ان الدكتور يفهم الحصر والتخصيص من أي جملة كانت ، ولم يطلع على ابسط كتاب في البلاغة ليتعرف على ادوات القصر والحصر ليعلم عدم توفرها في المقام البتة !!كيف لا والباب ورواياته انما جائت لتنفي توهم اختصاص التقية بالكفار ، كما وقع فيه الدكتور ؟الثانية : تناقضه الصريح في تقرير رأي الشيعة في التقية.وقع الدكتور في تناقض صارخ في بيانه لهذا الفارق حين قرر اولا ان التقية الشرعية بزعمه انما هي مع الكفار دون المسلمين ثم بين ان الشيعة يمارسون التقية مع اهل السنة خصوصا موضحا السبب : ان الشيعة يرون اهل السنة كفار . فهنا الدكتور امام خيارين في تقرير رأي الشيعة احلاهما علقم في فم الدكتور : 1ـ إما ان الشيعة يمارسون التقية الشرعية التي ادعى الدكتور اختصاصها بالكفار ، وها هم الشيعة يمارسونها مع اهل السنة الكفار ولو من جهة نظر الشيعة ــ حسبما زعم وادعى وسيتضح بطلان هذا الزعم فانتظر ــ فيبطل ما اسسه في هذا الفرق .2ــ واما ان الشيعة لا يرون كفر اهل السنة ومع ذلك يمارسون معهم التقية غير الشرعية من وجهة نظره فحسب ، فيبطل بيانه للسبب الذي من اجله يتقي الشيعة من اهل السنة . !!!الثالثة : على ما نقله من اقوال العلماء .نقل الدكتور كلام عالمين من اجل علمائنا ، وهما كلٌ من :1ـ الشيخ الصدوق . 2ـ الشيخ الطوسي . رضوان الله عليهما .اما كلام الشيخ الصدوق فهو قوله في كتاب الاعتقادات ــ على ما نقله عنه الدكتور ــ :" "واعتقادُنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين والأئمَّةِ من بعده أنه بِمَنْزلة مَن جحد نبوَّة الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقرَّ بأمير المؤمنين وأنكر واحدًا من بعده من الأئمة أنه بمنْزِلة مَن آمن بجميع الأنبياء، ثم أنكر نبوَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم"واما كلام الشيخ الطوسي في تلخيص الشافي 4 / 131 ، فاليك نصه بسياقه كاملا : " ...عندنا أن من حارب أمير المؤمنين كافر ، والدليل على ذلك إجماع الفرقة المحقة الامامية على ذلك ، وإجماعهم حجة ، وأيضا فنحن نعلم أن من حاربه كان منكرا لامامته ودافعا لها ، ودفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر لان الجهل بهما على حد واحد " اهــ1ـ للتنبيه : هكذا نقل الدكتور كلام الشيخ الصدوق في الصلاة على النبي صلى الله عليه واله ، بصيغة " صلى الله عليه وسلم " مع ان العبارة الاصل في كتاب الشيخ الصدوق في الصفحة 104، هي " صلى الله عليه واله وسلم " وهي الكيفية الثابتة عن النبي صلى الله عليه واله عند السنة والشيعة ! ، ولا نعرف وجها لحذف الدكتور كلمة " واله " وهل هي مقصودة ام غير مقصودة ؟ ! 2ـ النقض بتكفير منكر خلافة ابي بكر .عجبا للدكتور الذي فتح عينه على كلام علمائنا واغمضها عن كلام علمائه ! فاذا كانت العقيدة تبنى بالطريقة التي قررها الدكتور فتفضلوا اقرأوا ما سطره علماؤه في منكر خلافة ابي بكر التي لا دليل عليها لا من القرآن ولا من السنة ، بخلاف إمامة امير المؤمنين صلوات الله عليه الثابتة قرآنا وسنة كما معلوم لمن لاحظ كتب الامامية في ذلك .قال ابن حجر في الصواعق المحرقة ص 257 بتعليق عبد الوهاب عبد اللطيف ما نصه :" .. رابعها : المنقول عن العلماء .فمذهب ابي حنيفة ان من انكر خلافة الصديق وعمر فهو كافر على خلاف حكاه بعضهم وقال الصحيح انه كافر والمسالة مذكورة في كتبهم في الغاية للسروجي والفتاوى الظهيرية والاصل لمحمد الحسن .........وفي الفتاوى البديعية من انكر امامة ابي بكر فهو كافر وقال بعضهم هو مبتدع والصحيح انه كافر وكذلك من انكر خلافة عمر في اصح الاقوال ........"3ـ ( من مات ولم يعرف امام زمانه )ثم ماهو ذنب الشيعة اذا اتبعوا السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه واله ؟ فقد روى الفريقان ـ السنة والشيعة ـ حديث ( من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية ) على اختلاف في الفاظه ، فقد رواه السنة بلفظ ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) كما رواه مسلم 58 - ( 1851 )4ـ اما ما نقله من كلام الصدوق فهو واضح فيمن جحد ولا اظن ان عاقلا يحترم عقله ودينه ويعرف معنى الجحود يرفض كلام الشيخ الصدوق سيما وقد حكم علماء السلفية بكفر جاحد ما ثبت من السنة ولو كان خبر واحد صحيح وعلى اقل التقادير ثبتت خلافة علي عليه السلام بذلك واليكم هذا الحديث
    [ ظلال الجنة - الألباني ]
    الكتاب : ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم
    المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
    الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت
    الطبعة : الثالثة - 1413-1993
    1188 - ( حسن )
    ثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن يحيى ابن سليم أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست نبيا إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي" اهـــ فما بالك بمن ثبتت إمامته وخلافته في القرآن والسنة المتواترة ؟!!
    اما كلام الشيخ الطوسي فهو واضح فيمن خرج على عليا عليه السلام وحرابه بوصفه اماما ودفع امامته وهو امر ثابت كيف لا وقد وردت احاديث عند مخالفينا بما هو اقل من ذلك فقد روو باحاديث صحيحة ان من على السلطان ولو شبرا مات ميتة جاهلية منها ما رواه مسلم في صحيحه :56 - ( 1849 ) وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبدالوارث حدثنا الجعد حدثنا أبو رجاء العطاردي عن ابن عباس : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
    ( من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية )
    5ـ ( علماؤنا لا يكفرون اهل السنة وفتاواهم تشهد بذلك ) اختم بما قاله علماؤنا في اهل السنة حيث انهم حكموا عليهم بالاسلام وفتاواهم تشهد بذلك واليك كلام اشهر عَلمين في العصر الراهن :1ـ السيد الخوئي في التنقيح في شرح العروة الوثقى ج 2 ص 100 قال :" .. فالصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الاثني عشرية واسلامهم ظاهرا بلا فرق في ذلك بين اهل الخلاف وبين غيرهم ..."2ـ السيد الخميني في تحرير الوسيلة قال :" مسألة 12 : غير الاثنى عشرية من فرق الشيعة إذا لم يظهر منهم نصب و معاداة و سب لسائر الائمة الذين لا يعتقدون بإمامتهم طاهرون ، و أما مع ظهور ذلك منهم فهم مثل سائر النواصب . "

    [
    الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
    ]

    { نهج البلاغة }




  • #2












    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X