إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البعد النفسي والتر بوي للشعائر الحسينية - الجزء السابع - اضواء على الشعائر الحسينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البعد النفسي والتر بوي للشعائر الحسينية - الجزء السابع - اضواء على الشعائر الحسينية

    ورب سائل يسأل عن كثير من الأشخاص الذين لم يرتكبوا مثل تلك المعاصي ولم يتركوا واجبا شرعيا وهم مصابون بتلك الأمراض والجواب على ذلك في عدة أمور أهمها :
    أولا : إن ضعف العقيدة في نفس الإنسان(الإيمان بالله تعالى)و(من خلال التوحيد الخاطيء(الشرك الخفي) التوكل والاستعانة والخوف وكل ما يخص ذلك من أمور يرجع ذلك الفرد إلى خارج حقيقتها أي يشرك بها مع الله تعالى أشياء أخرى مثل الجن وغيره .
    ثانيا: إن كثير من الذين يؤدون الواجبات العبادية اليومية تتخللها كثير من الأخطاء من سهو ونسيان وخطأ في إسباغ الوضوء بالوجه الشرعي والأدهى والأمر هو مِنَّةْ أولائك الناس في تلك الأعمال على الله جل وعلا في تأديهتا أليه وكأنه هو المحتاج وهم الأغنياء وسبب ذلك هو عدم معرفتهم بفلسفة تلك الأعمال ومعرفة منه هو المحتاج ومن هو الغني لذلك تراهم أمام أي مصيبة يتركون تلك الأعمال ,لا بل يتجاسرون عليه سبحانه وكأنهم هم الأقوياء وهو الضعيف (حاشاه سبحانه ) وهذا ناتج من جهل مقيت وقلة وعي وعدم فهم في الجانب العقائدي مما يترك في نفوسهم ضعف وهوان لذلك تراهم يؤمنون بكثير من الخرافات والمشعوذات والدجالين وهذا يوصلهم إلى تلك الأمراض
    ثالثا: إن الأمراض العقلية تكون بعض أسبابها وراثية أو بدنية تسبب في تلف الأنسجة وبالتالي تؤثر على عقله أما الأمراض النفسية التي نحن في بصدد الحديث عنها سببها الوحيد هو المعاصي والابتعاد عن تقوى الله تعالى .
    وبهذه الأمراض يفقد المجتمع ثلة منتجه من أفراد لأنهم بعيدين عن المشاركة الفاعلة في أعماره وغير قادرين على صياغة مقدراته التي تعيد النفع المادي والمعنوي أليهم وحسب ما أراد الله لهم .
    ولكن الله جل جلاله لم يترك تلك الأفراد يصارعون تلك الأمراض دون وجود وسيلة أو طريقة تخلصهم من تلك الأمراض النفسية وآثارها التي لحقت بهم . ومن تلك الأمور التي تجعل الإنسان المصاب سليما هو باب التوبة .
    حيث قال سبحانه (فَمَنْ تابَ مِنْ بَعدِ ظُلمِهِ وَأَصلَحَ)([1]) .
    وقال سبحانه(إِنِّي لَغَفَّارُ لِمَنْ تَابَ وأََمَنَ وَعَمِلَ صَالحاً ثمَّ أهَتدى)([2]).
    وقوله تعالى(إني لغفار......) وعد بالرحمة المؤكدة عقيب الوعيد الشديد ولذا وصف نفسه بكثرة المغفرة فقال :وإني لغفار ولم يقل :وأنا غافر أو سأغفر .والتوبة هي الرجوع كما تكون عن المعصية إلى الطاعة كذلك تكون من الشرك إلى التوحيد ,والإيمان أيضاً كما يكون بالله كذلك يكون بآيات الله من أنبيائه ورسله ,وكل حكم جاؤوا به من عند الله تعالى([3]).
    ثانيا: الاستغفار:
    قال تعالى( قُل إنما أنا بَشَرُ مِثُلكُمْ يُوحِى إِلىَّ أَنما إِلهكَمْ إِلهُ وَاحِدُ فأستَقيَموا إِليهِ وإِستَغفِروهُ وَ وَيلُ للمشِركَيِن)([4]) .
    وقوله تعالى(وأَسَتغفر الله إِنَّ الله كَانَ غَفُوراً رَحِيماً)([5])
    الاستغفار ها هنا هو أن يطلب من الله سبحانه الستر على ما في طبع الإنسان من أمكان هضم الحقوق والميل إلى الهوى ومغفرة ذلك .وأن الغفور والمغفرة تستعمل في كلام الله تعالى في شؤونه المختلفة يجمعها جامع الذنب وهو التباعد عن الحق بوجه . أطلب من الله سبحانه أن يوفقك لذلك ويسترعي نفسك أن تميل إلى الدفاع عن خيانتهم ويتسلط عليك هوى النفس([6]) .
    هذا من جانب النفس المريضة التي تركت المعاصي أثارها فيها حتى أصبحت فيها حالة أو ملكة أو أتحدت وأصبح الاثنان بلباس واحد .أما الجانب الآخر وهو جانب النفس الصحيحة الخالية من تلك الأدران والأمراض والترسبات التي تتركها المعاصي فأن فيها كثير من الفضائل التي منحها الله تعالى لها في الفطرة وأثناء المسير في الحياة من خلال ما تعلمته من الشريعة المقدسة من أمور ترفع شأنها وتكمل نقصها يوم بعد يوم حتى تصل إلى رضا الله جل وعلا وتراها تزداد تقوى وإيمان وورع وعفة وإخلاص ومصداقية وثبات على طريق الحق وشجاعة وهمة في طاعة الله من خلال أمور عدة وهي الألتزام بالأمور العبادية والسلوكية التي أرادها الله من عباده وتراها تزداد إضاءة كلما ازدادت بالقرب من خالقها وهي تعلم إن طريق السلوك إليه طويل ولا متناهي لذلك ترها مواظبة على ممارسة تلك العبادة واجبها ومستحبها .ولا تبالي في ما يحدث أليها في ذات الله .
    قال تعالى(وَمَن يُطِعِ الله وَالرَّسُولَ فَأُوْلئِكَ مَعَ اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ اَلنَّبِيِّينَ وَالصِّدِيقِينَ وّالشُهَدَاءِ وَالصَّلِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلئِكَ رَفِيقاً)([7]) .
    عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) فقلت الملائكة أفضل أم بنو آدم ؟ فقال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)إن الله ركَبَ في الملائكة عقلا بلا شهوة ,وركب في البهائم شهوة بلا عقل وركب في بني آدم كليهما , ومن غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم)([8]) .
    وكلا النفسين تستطيع التكامل بالشكل التدريجي في قوس الصعود إذا وجدت فيها إصرار وعزيمة وثبات على السير في ذلك الاتجاه حتى لو بشكل متفاوت بين الاثنين ما داموا ملتزمين بالثوابت القرآنية التي فرضتها الشريعة المقدسة مثل الصلاة والصيام والزكاة والخمس والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وباقي الفرائض الواجبة والمستحبة حتى تصل في اغترافها من ذلك المعين إلى الشعائر الإلهية ومنها شعائر الإمام الحسين(عليه السلام) لما لها من أثر واضح في سلوك الفرد والمجتمع لأنها تساعد في السير إلى الله للأصحاء والدواء من كل داء لتلك النفوس المرضى حتى تلتحق بالأخرى في نفس الطريق من خلال الألتزام بمضامينها العقائدية والتربوية والعبادية .
    ومن هذا المنطلق نعرج بالحديث على أثر الشعائر الحسينية في نفس الفرد كما لباقي الممارسات العبادية التي شرعها الله تعالى للناس كما أثبتنا سابقا في الجانب الفقهي للشعائر .
    وبذلك تكون الشعائر الحسينية في مضمونها الفكري والعقائدي الرسالي تنبض في الحياة التي أرادها الله وهي أحد السبل التي تقرب الإنسان من الله جل وعلا وتعيده إلى فطرته السليمة وإلى
    التوحيد الخالص له سبحانه وفي مكنونها أيضا دواء من تلك الأمراض النفسية التي أصابت الفرد من خلال ممارسته الخاطئة للحياة داخل المجتمع الإنساني وذلك من خلال مشاركته الفاعلة التي تحصل في المآتم والمجالس الحسينية والمواكب وكذلك الزيارات المخصوصة والعامة لمراقد أئمة أهل البيت(عليهم السلام) وكافة الممارسات التي حثت عليها أحاديثهم الشريفة لبناء الفرد والمجتمع المتكامل وقد وضعوا السبل الصحيحة لذلك من خلال اهتمامهم بالجوانب التربوية الأساسية لذلك والتي تدخل مباشرة في صنع الجو الملائم في ترسيخ المفاهيم الإسلامية ومنها الشعائر الحسينية في نفوس الأفراد ومنها .
    1ـ الأسرة :
    لقد أكد الإسلام على بناء الأسرة لأنها اللبنة الأولى والقاعدة الأساسية التي يستند عليها بناء الفرد والمجتمع .ودخلت الشريعة المقدسة في تنظم كل مفاصلها الأساسية والجزئية التكوينية والتشريعية والسلوكية حتى لم يترك أدق التفاصيل وأصغرها ,وبدأ أولا في صياغة العلاقة بين الزوج والزوجة ثم أعطى ذلك بعدا دينيا واجتماعيا بيّن من خلاله أفضل السبل لاختيار بعضهم البعض من خلال طرح ما هو واجب وما هو محرم ومستحب ومكروه ومباح في كافة جوانبه الحياتية للزوجين وكتب الفقه حافلة بعشرات الأحكام الشرعية بذلك الخصوص حتى تضفي على جوانب الأسرة شيئا من المحبة والوئام والسلام والقداسة والرحمة (وجعلنا بينكم مودة ورحمة) بين الزوجين وباقي أفراد الأسرة ,بعدها أشار إلى رسم الجانب التربوي والاجتماعي لتلك الأسرة وما يترتب عليها من آثار أساسية وجانبية على الحياة الزوجية والأطفال وما يحيط بهم من بيئة وأجواء إيمانية وفق المنهج الرسالي وما يتلقوه أيام عاشوراء في الشعائر الحسينية من أقوال وأفعال تصقل نفوسهم وتنمي مواهبهم بما يخدم مصلحة الدين والمجتمع لأن في تلك الشعائر ثراء كبير يساعد على رسوخ حب الدين ويعلمهم معنى التضحية والفداء في سبيله .


    [1] - سورة المائدة / آيـة 39

    [2] - سورة طه / آيــة 82

    [3] - الميـزان / ج 14 ص 128

    [4] - سورة فصلت / آيـة 6

    [5] - سورة النسـاء/ آيـة 106

    [6] - الميــزان / ج 4 ص 143

    [7] - سورة النسـاء / آيــة 69

    [8] - وسـائل الشـيعة /ج 15 ص 309

  • #2
    سلام من السلام عليك موفق بحق آل محمد
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #3
      شكرا لمروركم الكريم

      تعليق


      • #4
        احسنت اخي الفاضل
        بارك الله فيك في ميزان حسناتك
        حسين منجل العكيلي

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X