إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البعد النفسي والتر بوي للشعائر الحسينية - الجزء السابع - اضواء على الشعائر الحسينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البعد النفسي والتر بوي للشعائر الحسينية - الجزء السابع - اضواء على الشعائر الحسينية

    ثم تواصل الشريعة المقدسة رسم المفاهيم الإسلامية للعلاقة الزوجية حتى تصل إلى المخدع الزوجي بين الزوجين من حيث تأمرهم بعدم الإكراه والجفوة بينهم وتحثهم على المودة والرحمة بينهم , ونظمت لهم حياتهم الزوجية من تواصل وابتعاد في أيام النفاس والحيض وبعض أيام السنة لما فيها من مخاطر على الأبناء والأسرة . ثم أستمر الإسلام في رسمه المنهاج الواضح والرصين للأسرة لما لها من دور كبير من خلال المنهج التربوي للأولاد والبنات واختيار الأسماء والألقاب وحدود العشرة بين الزوجين وبين الأولاد وآبائهم والأعمام والأخوال ما لهم وما عليهم و....الخ وبَيَّنَ أحكام المحارم بين الأرحام ,كلها من أجل إضفاء جو تربوي يخلق نفسا متوازنة خالية من الأمراض النفسية التي تسببها مخالفة تلك الأحكام ,وأما الخروج على تلك الأسس والأطر التربوية تجعل الأسرة بيئة ومرتعا للأمراض النفسية الاجتماعية والعصبية العقلية من خلال اختلال التوازن الذي ينعكس بشكل مباشر على نفس المتلقي من الأفراد فأن الطعام الحرام له الأثر الواضح في بناء النفس الأمارة بالسوء وشرب الخمر يقتل جوانب مهمة في نفس الإنسان وطمس كثير من الفضائل التي أوجدها الله تعالى وشرعها في الإسلام وكذلك باقي المحرمات من سرقة وزنا وغيبة وبهتان وحسد وعجب ومرائيات التي تشكل أكبر خطر على جو الأسرة حتى من الأمراض العضوية التي تصيب جسد الإنسان خلال مسيرة حياتها,لأن المرض العضوي يأتي بشكل طارىء يستطيع الفرد وبتوفيق من الله سبحانه التشافي منه والتعافي من خلال الحمية له في العلاج بعد التشخيص ,ولكن الأمراض النفسية التي تسببها المعاصي صعبة المراس في حياة الفرد لأنها تصبح مصاحبة له في حياته تسيطر على تصرفاته السلوكية . لذلك ترى الإسلام يؤكد على كل مفردات بناء الأسرة مهما كانت صغيرة ودقيقة لا يستهان بها لأنها بمرور الوقت تتفاعل في نفس الفرد عندما تجد الجو الملائم لذلك حتى تصبح من مكوناته, لذلك حاربها الإسلام وحث على الألتزام بالقواعد الشرعية التي تنمي قدرات الفرد نحوا مستقبل مشرق ومنها الشعائر الحسينية التي تنمي الحس الديني عند الفرد وتجعله أكثر حرصا على تطبيق الأحكام الشرعية لما يجد في تلك الشعائر من ثراء في جميع الجوانب الحياتية التي تجعل منه فرد نافعا لنفسه ولغيره, لذلك يجب على الأبوين تعريف أولادهم المبادىء التي أوجدتها واقعة الطف والأهداف التي حققها الإمام الحسين في استشهاده(عليه السلام) في تلك المعركة وحثهم على المشاركة في تلك الشعائر منذ الصغر حتى تترسخ فيهم المبادىء السامية التي تجعل النفس سليمة وواعية تحب الخير وترفض
    الشر تحب السلام وترفض الاعتداء تحب العدل وترفض الظلم تحب الإيثار وترفض الأنا كلها يجدها الطفل في الشعائر الحسينية لأنها نابعة من أصل الشريعة وأليها توصل وبها تعمل لذلك يجب على الوالدين تعليم أولادها حب الإمام الحسين (عليه السلام) والإيمان بقضيته والتمسك بها لأن فيها دروس وعبر توصل الإنسان إلى مدارج الكمال والقرب الإلهي وبذلك يتحقق المراد في هذه الحياة التي هي قنطرة الآخرة .
    2ـ البيئة :
    تعتبر البيئة هو المكان الذي يعيش به الفرد مع أقرانه من أفراد أسرته والمحيطين به,وللبيئة أثر آخر في صياغة بناء الشخصية للفرد الذي يعيش بها وكلما كانت البيئة الاجتماعية صالحة تعيش على تراث الإسلامي كان انعكاسها على الفرد أكبر وهذا ما توفره الشعائر الحسينية . أما إذا كانت تلك البيئة الاجتماعية تعيش على أنقاض المفاسد وتفشي الأمراض,فلا غبار إذا ما أنتجت طفلا يرتع في أجواء الرذيلة ,إذاً فإن البيئة هي سبب آخر له مدخلية مباشرة في صياغة الشخصية الصالحة أو الطالحة .وإذا ما صادف فرد عاش في كنف أسرة محافظة توفر لأفرادها بيئة صالحة تقوم على الموازين الإسلامية وتزرع في نفوسهم المعاني لثورة الإمام الحسين(عليه السلام) وما تحمله الشعائر الحسينية من دروس وعبر في رسم التاريخ الإنساني وتحرص على توازن البيئة داخل الأسرة وخارجها تنتج جيلا نافعا ومتحمسا ومضحيا في سبيل مبادئه التي تعلمها ,
    أما إذا حصل العكس فأن النتائج تكون غير محمودة للفرد والمجتمع لأنها في ذلك تنتج أفرادا يحملون كثيرا من الأمراض النفسية التي تربك مسيرة حياتهم .
    3ـ الأصدقاء (الصحبة) :ـ
    الصحبة هي رابطة التعايش الاجتماعي التي تحصل بين الأفراد نتيجة الاختلاط في القرية أو المدينة بحكم الجوار أو المدرسة أو في أي تجمع آخر مثل المنظمات والجمعيات والأحزاب ....الخ .
    وتعتبر ركيزة الصحبة المسند الثالث من حيث الأهمية في صياغة الشخصية الإيجابية والسلبية في المجتمع .وتعتمد هذه الركيزة على عنصر المعاشرة بين الأفراد التي أوجدتها ميول الفطرة الإنسانية التي تحب الاجتماع وقد أشرنا إلى ذلك في الجانب الاجتماعي مفصلا وبيّنا مدى تأثير ذلك الاجتماع في بناء شخصية الفرد وتقويم نفسه وانعكاس ذلك على المجتمع وأشرنا إلى دور الأعمال العبادية الجماعية في بناء ذلك الكيان من خلال الاجتماع الذي يحصل في تلك العبادات مما ينتج فرصة لقاء بين الأفراد والتعارف فيما بينهم والإطلاع على مهاراتهم الفردية واهتماماتهم الفكرية والعقائدية والثقافية والعامة مما يتيح لتلك الأفراد الفرصة لتلاحم الأفكار والاندماج في أهداف مشتركة مبنية على أساس علمي متين يحمل في طياته مبادىء سامية وقيم أخلاقية عالية وفرتها لهم تلك الممارسات العبادية ومنها الشعائر الحسينية لما تحمل من تلك المعاني الشيء الكثير كما بينا سابقا . لكن لو حصل ذلك الاجتماع في غير تلك الأمور فأن ذلك الاجتماع سوف يكون سبب في ظهور ممارسات خاطئة وغير منظمة ولا متزنة تعاكس المعايير الإسلامية التي رتبها الإسلام من خلال الأسرة والبيئة وبالتالي يكون الناتج مجموعة أفراد يعانون أمراضا اجتماعية ضارة تفتك في كيانهم وتجعلهم أفرادا ضارين في المجتمع , لذلك شدد الإسلام على إلى إحياء روح الجماعة والمعاشرة من خلال تنظيم منهج مدروس يوفر للأفراد الالتقاء مع الأصحاب والتباحث معهم وفق معايير متزنة تعكس ظِلالها على نفوس المجتمعين حتى تسودهم المحبة والسلام وهذا ما توفره الشعائر الحسينية في آلياتها المعمول بها أيام عاشوراء ,أما إذا انبنت العلاقات خارج تلك الأطر وفي بيئة غير صالحة ستكون النتيجة عكس ذلك حتى على الأفراد الأصحاء لأنهم بمرور الوقت سوف يتطبعون بطباع الأفراد أصحاب الصفات السيئة بمرور الوقت .بعكس المشاركة في الشعائر الحسينية فأن كثرة المشاركة والتواجد في هذه البيئة سيكون له أكبر الأثر في بناء علاقات صالحة مبنية على أسس رصينة هدفها بناء الفرد ومقتضيات الحاجة الإنسانية والمنفعة الأخروية .
    رابــعا: الجهـــل :ـ
    الجهل بالشيء يضرب مقابل العلم به, وهو على نوعين الجهل الذي يصاحبه عدم إطلاع على مجريات الأمور بسبب عدم التعلم(أمية القراءة والكتابة) أو الوقوف عليه ومعاينته أو السماع به وبالتالي يصبح الجهل الذي يطلقون على صاحبه في الفقه(بالقاصر) .
    والجهل الآخر هو الجهل المركب الذي يكون صاحبه على مستوى تعليمي متقدم ومطلع على كثير من الأمور ولكنه معرض عن الألتزام بها . وقد ورد ذكر الجهل والتعريف به في روايات عديدة منها:ـ
    عن سماعة بن مهران .قال :كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام) وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل فقال أبو عبد الله (عليه السلام) :اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا" قال سماعة فقلت جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرّفتنا فقال أبو عبد الله (عليه السلام) إن الله عز وجل خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له أْدبرّ فأدبر ثم قال له :أقبل فأقبل فقال الله تبارك وتعالى : خلقتك خلقا عظيما وكرمتك على جميع خلقي ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا فقال له أدبر فأدبر ثم قال له: أقبل فلم يقبل فقال له أستكبرت .فلعنه ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا فلما رأى الجهل ما كرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة, فقال الجهل : يا رب ,هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به فأعطني من الجند مثل ما أعطيته فقال :نعم فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي قال :قد رضيت فأعطاه خمسة وسبعين جندا .فكان مما أعطي العقل من الخمس والسبعين جندا : الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل ,والإيمان وضده الكفر, والتصديق وضده الجحود, والرجاء وضده القنوط , والعدل ضده الجور .والرضا وضده السخط , والشكر وضده الكفران,والطمع وضده اليأس, والتوكل وضده الحرص, والرأفة وضدها القسوة ,والرحمة وضدها الغضب, والعلم وضده الجهل ,والفهم وضده الحمق, والعفة وضدها التهتك , والزهد وضده الرغبة,والرفق وضده الخرق, والرهبة وضدها الجرأة ,والتواضع وضده الكبر,والتؤدة وضدها التسرع, والحلم وضده السفه,والصمت وضده الهذر, والاستسلام وضده الاستكبار, والتسليم وضده الشك ,والصبر ضده الجزع, والصفح وضده الانتقام والغنى وضده الفقر والتنكر وضده السهو,والحفظ ضده النسيان, والتعطف ضده القطيعة ,والقنوع ضده الحرص, والمؤاساة ضدها المنع,والمودة ضدها العداوة, والوفاء ضدها الغدر,والطاعة وضدها المعصية والخضوع وضده التطاول ,والسلامة وضدها البلاء , والحب وضده البغض, والصدق ضده الكذب,والحق ضده الباطل,والأمانة وضده الخيانة,والإخلاص وضده الشوب,والشهامة وضدها البلادة,والفهم وضده الغباوة,والمعرفة وضدها الإنكار ,والمداراة وضدها المكاشفة,وسلامة الغيب وضدها المماكرة,والكتمان وضده الإفشاء, والصلاة وضدها الإضاعة,والصوم وضدها الإفطار,والجهاد وضده النكول,والحج وضده نبذ الميثاق,وصون الحديث وضده النميمة,وبر الوالدين وضده العقوق,والحقيقة وضدها الرياء,والمعروف وضده المنكر,والستر وضده التبرج,والتقية وضدها الإذاعة,والإنصاف وضده الحمية,والتهيئة وضدها البغي,والنظافة وضدها القذر,والحياء وضدها الجلع,والقصد وضده العدوان,والراحة وضدها التعب,والسهولة وضدها الصعوبة,والبركة وضدها المحق,والعافية وضدها البلاء,والقوام وضده المكاثرة,والحكمة وضدها الهواء,والوقار وضده الخفة,والسعادة وضدها الشقاء,والتوبة وضدها الإصرار,والاستغفار وضده الاغترار, والمحافظة وضدها التهاون,والدعاء وضده الاستنكاف,والنشاط وضده الكسل,والفرح وضده الحزن,والألفة وضدها الفرقة,والسخاوة وضدها البخل, فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي أو مؤمن قد امتحن قلبه للإيمان ,وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل وينقى من جنود الجهل فعند ذلك في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء وإنما يدرك ذلك بمعرفة العقل وجنوده وبمجابة الجهل وجنوده ,وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته) ([1])


    [1] - الكافــي / ج 1 كـتاب العـقـل والجـهـل ح 14


  • #2
    سلام من السلام عليك موفق بحق آل محمد
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
      سلام من السلام عليك موفق بحق آل محمد
      شكرا لمروركم الكريم وجعلها الله في ميزان حسناتكم

      تعليق


      • #4
        اخي العزيز ابومحمد السيلاوي
        بوركت جهودك الكبيرة ... كل عام وانت بالف خير
        حسين منجل العكيلي

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركة
          اخي العزيز ابومحمد السيلاوي
          بوركت جهودك الكبيرة ... كل عام وانت بالف خير
          أخي العزيز أبو علاء العكيلي شكرا لمروركم الكريم وأسال الله تعالى أن يجعل كل أيامكم سعيدة بطاعته ويعيده عليكم باليُمن والخير والعافية

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X