السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وله الحمد
الفصل الرابع
في رحاب الزيارة الجامعة
السَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ اِلَى اللّهِ
(1) ـ جاء في ابتداء السلام الرابع في هذه الزيارة المباركة التسليم على أهل البيت صلوات الله عليهم بوصف أنّهم الدعاة إلى الله تعالى .
والدعاة : جمع الداعي كقضاة جمع قاض ، مشتقّ من الدعوة بمعنى الطلب .
والدعوة إلى الله تعالى هي الدعوة إلى معرفته ، وإطاعته ، وعبادته ، ودينه ، وشريعته .
وآل محمّد سلام الله عليهم داعون إلى الله كجدّهم الرسول الأعظم الذي كان داعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، إذ هم خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبمنزلته كما تلاحظه في حديث محمّد بن مسلم (1) .
وهم يدعون الخلق إلى معرفة الله تعالى ، ويطلبون منهم الإلتزام بطاعته ، ويهدونهم إلى عبادته ، ويرشدونهم إلى التخلّق بأخلاقه ، ويسلكون بهم مسالك التقوى وطرق الجنّة ، يهدونهم إلى ذلك ويدعونهم إليها ، ببياناتهم الوافية ،
ومواعظهم الشافية .
لا بالقول فحسب بل بالقول والعمل ، بل نفس وجودهم دعوة إلى الله ، وتذكرة بالله ، فهم الاُسوة والقدوة بأقوالهم وأفعالهم ، كما إعترف بذلك الصديق والعدوّ ، بل أقرّ بذلك ألدّ أعدائهم كمعاوية عليه الهاوية في مثل حديث عدي بن حاتم الطائي (2) .
والدليل على دعوتهم إلى الله تعالى ومنصبهم في ذلك :
أوّلا: من الكتاب قوله تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (3) فقد ورد تفسيره بأنّ من اتّبعني هو أمير المؤمنين والأوصياء من بعده (عليهم السلام) (4) .
ثانياً : من السنّة الأحاديث الكثيرة الناصّة على ذلك كحديث عبدالعزيز بن مسلم ، عن الإمام الرضا (عليه السلام) ورد فيه : « الإمام أمين الله في خلقه ، وحجّته على عباده وخليفته في بلاده ، والداعي إلى الله ، والذابّ عن حُرُم الله » (5) .
وهم صلوات الله عليهم أعلى مُثُل الدعوة الحقّة إلى الله ، وأتمّ مصاديق الدعاة الحقيقيين إلى الربّ ، بل لا يدانيهم أحدٌ فيها ، لأنّها دعوة بأمر الله وإذنه ، وإلى رضا الله ومرضاته .
وقد بيّنت هذه الزيارة الشريفة مميّزات دعوتهم التي تختصّ بهم
____________
(1) بحار الأنوار : ج27 ص50 ب18 ح2 .
(2) سفينة البحار : ج6 ص184 .
(3) سورة يوسف : الآية 108 .
(4) تفسير البرهان : ج1 ص515 ، كنز الدقائق : ج6 ص396 .
(5) الكافي : ج1 ص200 ح1 .
وله الحمد
الفصل الرابع
في رحاب الزيارة الجامعة
السَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ اِلَى اللّهِ
(1) ـ جاء في ابتداء السلام الرابع في هذه الزيارة المباركة التسليم على أهل البيت صلوات الله عليهم بوصف أنّهم الدعاة إلى الله تعالى .
والدعاة : جمع الداعي كقضاة جمع قاض ، مشتقّ من الدعوة بمعنى الطلب .
والدعوة إلى الله تعالى هي الدعوة إلى معرفته ، وإطاعته ، وعبادته ، ودينه ، وشريعته .
وآل محمّد سلام الله عليهم داعون إلى الله كجدّهم الرسول الأعظم الذي كان داعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، إذ هم خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبمنزلته كما تلاحظه في حديث محمّد بن مسلم (1) .
وهم يدعون الخلق إلى معرفة الله تعالى ، ويطلبون منهم الإلتزام بطاعته ، ويهدونهم إلى عبادته ، ويرشدونهم إلى التخلّق بأخلاقه ، ويسلكون بهم مسالك التقوى وطرق الجنّة ، يهدونهم إلى ذلك ويدعونهم إليها ، ببياناتهم الوافية ،
ومواعظهم الشافية .
لا بالقول فحسب بل بالقول والعمل ، بل نفس وجودهم دعوة إلى الله ، وتذكرة بالله ، فهم الاُسوة والقدوة بأقوالهم وأفعالهم ، كما إعترف بذلك الصديق والعدوّ ، بل أقرّ بذلك ألدّ أعدائهم كمعاوية عليه الهاوية في مثل حديث عدي بن حاتم الطائي (2) .
والدليل على دعوتهم إلى الله تعالى ومنصبهم في ذلك :
أوّلا: من الكتاب قوله تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (3) فقد ورد تفسيره بأنّ من اتّبعني هو أمير المؤمنين والأوصياء من بعده (عليهم السلام) (4) .
ثانياً : من السنّة الأحاديث الكثيرة الناصّة على ذلك كحديث عبدالعزيز بن مسلم ، عن الإمام الرضا (عليه السلام) ورد فيه : « الإمام أمين الله في خلقه ، وحجّته على عباده وخليفته في بلاده ، والداعي إلى الله ، والذابّ عن حُرُم الله » (5) .
وهم صلوات الله عليهم أعلى مُثُل الدعوة الحقّة إلى الله ، وأتمّ مصاديق الدعاة الحقيقيين إلى الربّ ، بل لا يدانيهم أحدٌ فيها ، لأنّها دعوة بأمر الله وإذنه ، وإلى رضا الله ومرضاته .
وقد بيّنت هذه الزيارة الشريفة مميّزات دعوتهم التي تختصّ بهم
____________
(1) بحار الأنوار : ج27 ص50 ب18 ح2 .
(2) سفينة البحار : ج6 ص184 .
(3) سورة يوسف : الآية 108 .
(4) تفسير البرهان : ج1 ص515 ، كنز الدقائق : ج6 ص396 .
(5) الكافي : ج1 ص200 ح1 .
تعليق