تويت
الإسلام الحقيقي والإسلام المقنّع:
بين الإسلام والمسلمين
ما أوحش الأسلام بين أهله وما أوسع المسافات بينه وبينهم رغم قربه منهم وما أكثر ممن لايعرف من الإسلام إلا إسمه وهذا مما يؤخز في الأحشاء ويعتصر له القلب ألماً. لقد قال رسول الأنسانية الخالد الرسول الأكرم محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أكثر من أربعة عشر قرناً: «لقد بدأ الأسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء» بحار الأنوار: ج25 ص36 باب 4، شرح نهج البلاغة: ج10 ص98، كمالالدين: ج1 ص200، منتخب الأنوار: ص40.
ماأعجب هذا الحديث الشريف ولكن ياترى ماهو المقصود من هذه الغربة؟
لو ألقينا نظرة شاملة حول العالم الغربي والعالم العربي الإسلامي لوجدنا جواباً شافياً لهذا التساؤل، والصورة واضحة لاتحتاج الى تعليق فالإسلام شيء والمسلمون شيء آخر والغربة واضحة عليه وعليهم، فاغلب المسلمون غرباء أو مشرّدون في داخل أوطانهم فمن صبر منهم نعتوه بالزاهد المتصنع ومن انتفض وطالب بحقه يتهم بالإرهاب أو إثارة الفتن ,و حالة الحرمان والفقر يعيشها المسلمون وإن كانوا يعيشون في أغنى الدول وحالهم كما يقول الشاعر العربي: كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورهـا محمول وأسباب ذلك واضحة التفرقة بين المسلمين أو تسلط الظالمين أو إدارة من ليس له أهلية بتسنم منصب القيادة، إما لجهله أو لعدم كفائته فيتسبب أو يسبب بجر البلاد والعباد نحو الخراب والدمار. والشعوب قد جربت كل الأنظمة وكل القوانين الوضعية فلم تجد لها دواءاً ناجعاً لعلتها وحرمانها وحلا لمشاكلها المتزايدة يوماً بعد يوم رغم الشعارات البراقة واللافتات المرفوعة بيد من يدعي الجهاد والنضال وتحقيق العدالة.
لقد أصاب الشعوب اليأس من جميع ماحولها فيا أيتها السماء امطري علينا مزن الرحمة وأغيثينا بنفحات الفرج.
إن أهم الأسباب التي جعلت بعض من شبابنا ينفرون من الإسلام ويتنكرون لدينهم هو بسبب الإزدواجية التي يعيشونها في كل مكان, ويرونها في المجتمع الذي يسمعون عنه مجتمع إسلامي. فالشباب يفتحون أعينهم على مجتمع متخلف في معاملاته وإن دخله عالم الانترنيت والكمبيوتر وووووو...., وتسوده الأنانية والطبقية والحزبية والمحسوبية والظلم والكبت والحرمان وو... ويرون أن كل هذا يمارس بأسم الإسلام وبلباس الدين. فالحاكم ظالم فاجر ويحكم باسم االإسلام والنظام الوضعي السيء واضعاً عليه مسحة إسلامية ليخدع به السذّج، وبعض العقول والأفكار تمارس دور العلماء وهي أبعد عن العلم وأهله.
وهناك الأفكار السلبية والروح الأنهزامية تُطرح وتُعرض على الناس كمفاهيم إسلامية، فما دام الإسلام يُعرض بهذا الشكل وبهذه الصورة والدعاية للأسلام باعلام ضعيف أو محدود بيد المسلمين وقوة الدعاية المضادة فكيف يكون الموقف من الإسلام؟ والأدهى والأمَر فبعضهم يضرب بعض وبسلاح أعدائهم !!!!!!
حسين منجل العكيلي
تعليق