إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التوسّل بدعاء الرسول الأكرم ( ص ) الحلقة الثانية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوسّل بدعاء الرسول الأكرم ( ص ) الحلقة الثانية

    وما هذا إلاّ لأنّ دعاء الرسول دعاء مستجاب، ودعوته مقبولة، واستغاثته مستجابة، لأنّه نابع من نفس طاهرة مؤمنة راضية مرضية. إنّ من الظلم الواضح تسوية دعاء النبي بسائر المسلمين والتعبير عن دعائه (صلى الله عليه وآله وسلم) بدعاء الأخ المؤمن! وجعل الجميع تحت عنوان واحد، فانّ لدعاء الأخ المؤمن مقاماً رفيعاً، ولكن أين هو من دعاء الرسول؟!
    إنّ التوسّل بدعاء الإنسان الأمثل كان رائجاً في الرسالات السابقة، نرى أنّ أبناء يعقوب بعدما كُشِفَ أمرهم وبان ظلمهم توسّلوا بدعاء أبيهم النبيّ وقالوا له {يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنّا كنّا خاطئين * قال سوف أستغفر لكم ربّي إنّه هو الغفور الرحيم}([1])
    ففي هذه الآيات دلالة واضحة على أنّ رحمة الله الواسعة تارة تنزل على العبد مباشرة وبدون واسطة، وأُخرى تنزل على طريق أفضل خلائقه وأشرف رسله، بل مطلق رسله وسفرائه. وفي ذلك دلالة على وهن ما يلوكه بعض الناس ويقولون: إنّه سبحانه أعرف بحال عبده وأقرب إليه من حبل الوريد يراه ويسمع دعاءه، فلا حاجة لتوسط سبب والتوسّل بمخلوق و...، هذه الكلمات تصدر عمّن ليس له إلمام بالقرآن الكريم ولا بالسنّة النبوية ولا بسيرة السلف الصالح إذ ليس الكلام في علمه سبحانه، بل الكلام في أمر آخر وهو أنّ دعاء الإنسان الظالم لنفسه ربما لا يكون صاعداً إلى الله تبارك وتعالى ومقبولا عنده، ولكنّه إذا ضمّ إليه دعاء الرسول أصبح دعاؤه مستجاباً وصاعداً إليه سبحانه.
    وللشيخ محمد الفقّي ـ من علماء الأزهر الشريف ـ كلام في المقام نأتي بملخّصه.
    لقد شرّف الله تعالى نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسمى آيات التشريف، وكرّمه بأكمل وأعلى آيات التكريم، فأسبغ عليه نِعَمه ظاهرة وباطنة، وتوّجه بأعظم أنواع التيجان قدراً وذكراً، وأرفع الأكاليل شأناً وخطراً. فذكر منزلته منه جلّ شأنه حياً وميتاً في قوله تعالى } إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً { فأيّ تشريف أرفع وأعظم من صلاته سبحانه وتعالى هو وملائكته عليه (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وأيّ تكريم أسمى بعد ذلك من دعوة عباده وأمره لهم بالصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
    ولم يقف تقدير الله تعالى له عند هذا التقدير الرائع، بل هناك ما يدعو إلى الإعجاب ويلفت الأنظار إلى تعظيم على جانب من الأهمية، ألم تر في قوله تعالى {لعمرك إنّهم لفي سكرتهم يعمهون { ما يأخذ بالألباب ويدهش العقول، فقد أقسم سبحانه وتعالى بنبيّه في هذه الآية {وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم }قال ابن عباس (رضي الله عنه): ما خلق الله ولا ذرأ ولا برأ نفساً أكرم على الله من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم(
    وما سمعتُ أنّه تعالى أقسم بحياة أحد غيره، والقرآن الكريم تفيض آياته بسموّ مقامه، وتوحي بعلوّ قدره، وجميل ذكره، فقد جعل طاعته (صلى الله عليه وآله وسلم ) طاعة له تعالى وقوله عزّ من قائل {من يطع الرَّسول فقد أطاع الله { وعلّق حبّه تعالى لعباده على اتّباعه (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما بعث به وأرسل للعالمين، إذ يقول سبحانه { قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله{.
    وممّا يدل على مبلغ تقديره، ومدى محبة الله تعالى، وتشريفه لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله تعالى {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه { الآية، قال عليّ (رضي الله عنه): " لم يبعث الله نبياً من آدم فمن بعده إلاّ أخذ عليه العهد في محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لئن بعث وهو حيّ ليؤمننّ به ولينصرنّه ويأخذ العهد ".
    ففي ملازمة جبريل له (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكّة إلى بيت المقدس أكبر مظهر من مظاهر الشرف والفخار، وأسمى آية من آيات التقدير للرسول
    الأعظم في حياة الأُمم وتأريخها. فهذه الآيات التي قصصتها وجئتكم بها وإن كانت كلّها بصائر وهدى ورحمة لقوم يؤمنون لا أرى مانعاً من ذكر ما عداها، ففيها تنبيه الغافلين إلى مزيد من النظر فيما عساه أن يقنعهم ويهديهم إلى الإيمان بما جاءت به الآيات البيّنات، وما يوحي به الدين وتعاليمه القويمة، فمن روائع ما يتمتع به من العظمة الصلاة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) عند بدء الدعاء وختمه، فانّ في ذلك القبول والاستجابة، فقد صحّ عن عمر وعليّ ـ رضي الله عنهما ـ أنّهما قالا لرجل دعا ولم يصلِّ على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يرفع ولا تفتح له الأبواب حتى يصلّي الداعي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم)، ومثل هذا لا يقال من قبيل الرأي فهو في حكم المرفوع، بل قد ثبت هذا مرفوعاً إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ).
    وأخيراً قد دلّ قوله تعالى } ورفعنا لك ذكرك { على علوّ مكانته وجليل قدره وعظم شأنه، إذ المعنى في ذلك انّنا قرنّا اسمك باسمنا، وجعلنا الإيمان لا يتحقّق إلاّ بالنطق بالشهادتين، وغير ذلك من براهين الشريعة وأدلّتها التي لا تحصى ولا يمكن أن تستقصى.
    وإليك ما قاله حسان بن ثابت صاحب الرسول وشاعره:
    اغرَّ عليه للنبوّة خاتم ****
    من الله من نور يلوح ويشهد
    وضمّ الإله اسم النبيّ إلى اسمه******
    إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
    وشقَّ له من اسمه لِيُجلَّه*******
    فذو العرش محمود وهذا محمد([2])
    إنّ السبب الواقعي لاستجابة دعائه إنّما هو روحه الطاهرة ونفسه



    [1] - يوسف/97 ـ 98

    [2] - محمد الفقّي: التوسّل والزيارة ص 156 ـ 160، وقد أورد في بحثه كثيراً من الآيات التي تشهد على عظمة رسول الله ومكانته وقربه وقد لخّصنا كلامه.


  • #2
    اخي العزيز ابو محمد السيلاوي
    احسنت بارك الله فيك وجزيت خيرا
    حسين منجل العكيلي

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركة
      اخي العزيز ابو محمد السيلاوي
      احسنت بارك الله فيك وجزيت خيرا
      أخي العزيز شكرا لمروركم الكريم ومبروك عليكم عيد الغدير الاغر وجعلك الله من الثابتين على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام

      تعليق


      • #4
        سلام من السلام عليك موفق بحق آل محمد
        sigpic
        إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
        ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
        ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
        لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

        تعليق


        • #5



          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X