إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البعد النفسي والتربوي للشعائر الحسينية - الجزء الاخير - اضواء على الشعائر الحسينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البعد النفسي والتربوي للشعائر الحسينية - الجزء الاخير - اضواء على الشعائر الحسينية

    وحتى يتخلص من الجاهلية بأنواعها ويكون بمستوى ما يريده الله منه .
    عن عبد الرحمن السلمي قال: قال رسول الله(ص)(خيركم من تعلم القرآن وعلمه)([1]) .
    وعن أبن عباس قال:قال رسول الله(ص) تعلم القرآن و متعلمه يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر)([2]).
    عن أنس بن مالك عن رسول الله(ص) قال)من علم آية في كتاب الله تعالى كان له أجرها ما تليت)([3]) .
    ونستفيد مما تقدم بأن الإسلام قد حث على التعليم والتعلم من خلال كثير من الأحاديث الشريفة لأهل البيت(عليهم السلام) حتى يستطيع من خلاله رفع الجهل عن الناس ويأخذ بأيديهم إلى جادة الصواب التي توصلهم إلى بناء شخصية إسلامية تتمتع بالصفات النفسية والأخلاقية العالية وحسب التوصيات التي شرعها الله تعالى في رسالاته السماوية ومن هذه التوصيات الألتزام بالمشاركة في الشعائر الحسينية لما فيها من إحياء للدين والروح ورفع كثير من الجهل لما يطرح فيها من أمور عقائدية وفكرية وفقهية وتربوية وثقافية وباقي المعارف التي يحتاجها الفرد في ممارسته الدينية والدنيوية وبالتالي تطهرهم من كثير من الأدران التي علقت بهم في سلوكياتهم اليومية من خلال ما يطرح من تشخيصات دقيقة من قبل الخطباء والمشاركين لتلك الأمور وكيفية معالجتها 0,لذلك تجد إن أئمة أهل البيت(عليهم السلام) قد حثوا أتباعهم على إحيائها في كل الأوقات وفي كل الأماكن حتى تعم الفائدة للجميع .
    4ـ الدور الإعلامي :
    لقد أهتم الإسلام بالإعلام منذ بداية الدعوة ,حيث أرسل الكثير من
    الصحابة إلى البلدان المجاورة للتبليغ في رسالة الإسلام والحث على أتباعها ,وكذلك إرسال بعض الصحابة إلى المدن المجاورة التي دخلت الإسلام حديثا لتعليم أهلها الأحكام الشرعية وحفظ القرآن وتلاوته وبناء المساجد والتأكيد على حضور صلاة الجماعة والجمعة لما فيها من جانب إعلامي في توصيل الرسالة الإسلامية وتطور الإعلام الإسلام بتطور الحياة وأتساع الرقعة الجغرافية التي يعمل بها حتى يستطيع التصدي للتيارات الإعلامية المنحرفة التي كانت تصدرها جهات عديدة ومنها اليهود والنصارى التي تعمد في هدم الشخصية الإسلامية وجعلها ضعيفة حتى تستطيع السيطرة عليها وإفساد عقائدها وأخلاقها التي جاء بها الإسلام . لذلك تراه قد حرم كثيرا من المظاهر الإعلامية التي تدعوا الناس إلى المفاسد والانحلال الأخلاقي والفكري حتى يحافظ على الهوية الإسلامية للأفراد وكذلك يحافظ على نفس الفرد التي تتأثر كثيرا بتلك الأعمال المشينة وللحد من ذلك الإعلام الضال الذي تنشره وكالات الأنباء الفاسدة إلى أبناء الأمة الإسلامية وتأثير هذا الجانب على كثير من أفراد ها ,حتى أخذ عدد غير قليل يتبنى تلك الأفكار التي تخالف الشريعة المقدسة والأخلاق الإسلامية ,وكذلك تشجع أعمال الجريمة المنظمة وغير المنظمة على المحرمات التي حددها الله تعالى في كتابه الكريم .ولو تابعنا مكونات ذلك الكيان الإعلامي المدروس وأخذنا جانب الشد النفسي الذي يحدثه على الفرد والجماعة لوجدنا فيه مفردات كثيرة منها الجانب الجنسي وفنون الدعارة الذي تعرضه على الفضائيات أو المجلات والكتب والصحف والإعلانات التي تنشرها من خلال مجالات العرض العديدة .والتي تسبب التوتر العصبي للمتلقي وشل فكرة بجوانب أخرى حتى تخرجه من إنسانيته إلى غرائزه الحيوانية التي تفقده توازنه الفكري والنفسي . وكذلك التفنن في طرح الأمور المادية وجعلها في الفرد هي الغاية الأسمى والهدف المرجو ,وترغبه في تحقيقه بأي وسيلة كانت حتى على حساب المبادىء والقيم الإنسانية وحقوق الأفراد التي حددتها السماء .
    وهدف ذلك الإعلام هو هدم الشخصية الإنسانية وجعلها أسيرة الشهوات التي تتحكم بها بدل العقل عندها يصبح مجموعها غرائز ورغبات تحكمها الشهوة وبذلك يصبح فردا فاقدا للمرشد الحقيقي الذي وهبه الله له وهو العقل .
    ومن جانب آخر تظهر وكالات الإعلام أفلام الرعب والخوف والمجون الذي يولد حالة انكسار وخنوع الشخصية وجعلها مضطربة تصارع أوهاما من نسج الخيال ,أما من جانب عرض فنون القتل والجريمة التي يستطيع أي شخص من خلال مشاهدته تلك القطات أن يكون صاحب مهارة فائقة في القتل والسلب والسرقة وصاحب ثروة طائلة من ذلك العمل ,وبالتالي يصبح مجتمعا يسوده القتل والأجرام والفوضى مما يعكس ذلك حتى حياة الفرد السوي والمؤمن لأنه لا يأمن على حياته من هؤلاء الأفراد أصحاب النفوس الشريرة الذين تقمصوا تلك الأعمال من خلال ذلك الإعلام المنحرف .ولم يكتفي ذلك الإعلام عند ذلك الحد بل تخطاه إلى أبعد من ذلك من خلال نشر ثقافة التميع والانحلال والشذوذ الجنسي وتشجيع على زواج المثل وغيره وفتح المراقص والملاهي وشجع على شرب الخمر والمخدرات حتى يقضي على أهم الطاقة في بناء المجتمع ألا وهو الإنسان وبذلك يحقق غايته بالسيطرة على الشعوب وممتلكاتهم التي وهبهم الله أياها مثل العقل والثروات .
    وأخيرا وليس آخرا الإعلان عن المستوى الترفيهي العالي بالأمكانات والكلفة للمشاهد مما يحدوا بالفرد المريض سلوكيا أن يبحث عن وسائل شتى لتحقيق ملذاته حتى لو أضطره لارتكاب أبشع الجرائم للوصول إلى مبتغاه .
    ولكن الإعلام الإسلامي الصحيح الذي سنه أئمة أهل البيت(عليهم السلام) من خلال نشر فضائل القرآن الكريم والسنة الشريفة وترغيب الناس في حياة كريمة توصلهم إلى غاية سامية وهي الآخرة التي هي الحيوان وكل ما يفعله الفرد من الناس من خير وشر يجده عند الله جعل المؤمنين بهذا الاتجاه أصحاب نفوس طيبة تحب الخير وتسعى من أجل السلام وتشارك بعضها البعض في أعمال البر يكون هدفهم رضا الله تعالى جل جلاله كما أنها وضفت طاقاتهم العلمية والفكرية والأدبية بصورة تخدم الفرد بدرجات تكامله في سلوكه مع الله والمجتمع من خلال ما تتركه من آثار اجتماعية وتربوية في خلق جيل خالي من العقد والأمراض النفسية كما وضع لها السبل الصحيحة للانتشار وأستخدم الأمور العبادية من صلاة الجماعة والجمعة ومناسك الحج كوجه إعلامي للإسلام ولو عكسنا كل تلك المؤشرات التي تعمل في نفس الفرد المسلم بالإيجاب من خلال ممارساته الصحيحة للعبادة التي فرضها الإسلام حتى تصل إلى الاستقرار والتوازن في جميع أموره الحياتية بحيث يؤدي الصلاة والصيام والزكاة والخمس والحج والجهاد ,وهو في همة عالية وعافية تكشف مدى التمتع الصحي النفسي والذهني له وكذلك رفضه للممارسات السلبية المنحرفة التي تنعكس نتيجة النقص الحاصل في نفسه من سرقة وزنا وقتل ولواط وحسد...الخ وإلى آخره من تلك الأمور .
    نتيجة الأسباب التي أشرنا أليها وما تلحقه من آثار في نفسه وجعله فرد مريضا يبحث عن ذلته في الآخرين حتى يسد ذلك النقص الحاصل أو الهوة لديه وما تتركه من نتائج عليه اجتماعيا وسلوكا وعلى المحيطين به . ولكن إذا عاد ذلك الفرد إلى فطرته وإلى ربه بالتوبة والاستغفار بشرطها وشروطها وإلى الإسلام الصحيح وتمسك بكل أركانه وشعائره الوضاءة أستطاع أن يتخلص من تلك الأمراض ويتعافى ومنها الشعائر الحسينية التي تجسد الصورة الحقيقية للإسلام من خلال ما تحمله من عبر كثيرة ودروس وفيرة في العقيدة والفكر والفقه والأخلاق والقيم والمبادىء السامية التي جاء بها الإسلام الحنيف وما دام الإسلام جاء لبناء الشخصية الإسلامية التي تنعكس فعاليتها في بناء المجتمع المتحضر إذن فإن التفاعلات النفسية مع الشعائر الحسينية سوف تصب في نفس الهدف لأنها شعائر نابعة من رحم الدين ومتأطرة بأطره السامية ومنغمس في روحه الوهاج المنبثق من أصل الحقيقة المحمدية والمتدلية من ساق العرش .ومستندةً على قواعد علمية رصينة هدفها بناء نفس الإنسان وروحه بما يواكب الهدف التي تسعى من أجله وقد بينها علماء النفس الاجتماعي في بناء الشخصية ,لأن الشعائر الحسينية في مكوناتها العقائدية والفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية تحمل أهداف سامية وهذه الأهداف تتطابق مع المنهج الرسالي للإسلام بل هي المعبر العملي لتلك الرسالة الخالدة وبالتالي تكون الفعالية مع تلك الشعائر توصل لتحقيق الهدف الأسمى (هو رضا الله تعالى) .
    أما مكونات الشعائر الحسينية ,من مآتم عزاء ومواكب تطبير ولطم الصدور وضرب الأكتاف بالزنجيل والتجمعات في المساجد والحسينيات والساحات توضف الطاقات المكنونة للأفراد وفق صيغة منهجية علمية وتربوية قرآنية تحدث في نفس المشارك الصفاء والحب والخير والسلام للآخرين من خلال التلاحم معهم في نفس القضية ووحدة الهدف ,وما يحدث أيام عاشوراء هي نتيجة من تلك التفاعلات الفردية الناتجة عن إيمان بتلك القضية ولذلك ترى خلال دراسة تلك المفردات من منظور نفسي أو تربوي وما تفرزه من طاقات ومعطيات إنسانية كثيرة من خلال كسر الحاجز النفسي المقيد للأفراد المشاركين مع بعضهم البعض في ذلك العمل الجماعي الذي تركته الأمراض النفسية وكذلك تبادل عنصر الثقة بين المشاركين يعزز روح التلاحم بينهم في تلك الحياة المشتركة وجمعهم ضمن روابط قيمية ومبادىء سامية خطها أبو الأحرار الإمام الحسين(عليه السلام) في واقعة الطف .وبتلك الصورة تكون تلك الشخصية قد صاغت لها قدوة حسنة تسير على خطاها وتحمل أفكارها ,بعدها يتعرف الفرد من خلال تلك الشعائر على المظاهر الإسلامية التي كان يجهل الكثير منها والتي يجب عليه تعلمها وتصحيح ما يحمله من أفكار خاطئة قد تعلمها دون علم ودراية وبالتالي تكون النتيجة لصالح دنياه وأخرته التي لا مناص منها من خلال ما يسمعه من الخطباء والمجتمعين الذين يخوضون الحديث في جميع المجالات التي تخص دينهم من فقه عقيدة وبما يتوافق مع حياتهم اليومية وما ينعكس على سلوكهم مع بعضهم أو داخل أسرهم أو في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والتربوية التي تؤهلهم في الوقوف على ما يدور بينهم من أحداث على الساحة من حروب وكوارث وظلم وطغيان وآيات ربانية في ذلك وما هو صالح لهم ولدنياهم التي هي معاشهم وآخرتهم التي هي معادهم حتى لا ينسوا نصيبهم من الدنيا.
    وهذا مع باقي أيام عاشوراء وما تحمله لهم من خير كثير في جميع المجالات الفردية والاجتماعية ترى فيها أفراد المجتمع يتمتعون بصفات نفسية مرنه من خلال تحمل بعضهم البعض وخدمة بعضهم البعض ونكران الذات بتقديم مصلحة بعضهم على أنفسهم بالخدمة والمساعدة والتغلب على الهوى من خلال طاعة الله تعالى والتقرب منه بالأعمال الصالحة والتخلص من الانطواء والعزلة لبعض الأشخاص من خلال المشاركة في تلك الشعائر الجماعية واستبدال العقائد الفاسدة بعقائد صحيحة نقية صافية من ثدي الرسالة المحمدية ,ومنهل فيضها أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) .وكذلك إعادة الثقة بالنفس من خلال كشف قدراتها وإمكانياتها وذلك بالمشاركة الفاعلة في إحياء كافة الشعائر الحسينية(الحضور,ومشاركة) وكشف ما يتمتع به من مواهب في الشعر والخطابة وقراءة السيرة وصقلها ورعايتها من خلال تلك الممارسات اليومية . والتي لها جميعا مدلولات حسية ونفسية تسمو في نفس الإنسان نحو الكمال الروحي وعلى هذا الأساس تصبح الشعائر الحسينية صاحبة النصيب الأوفر في صقل الشخصية الإسلامية وتهذيبها ودفعها نحو مستقبل زاهر يسمو بالخير للدين والإنساني وتبعده عن مزالق الشرك والنفاق ومهالك الشيطان الرجيم الذي نصب العداوة أليه وتبني فيهم روح التنافس الشريف والبناء وتبعدهم عن الصراعات النفسية والاجتماعية التي تهدر تلك الطاقات وتضيع قدراتها وبالتالي يفقد المجتمع الكثير من طاقاته الواعدة وبالتالي كل هذا ينعكس على قضيتنا المركزية بتأخر الفرج الذي نأمله بالظهور الميمون لمولانا الإمام المهدي(عج) وإقامة دولة الحق على يديه واستكمال ما جاء به الإمام الحسين(عليه السلام) وقدم من أجله الغالي والنفيس من نفسه وأهل بيته(عليهم السلام) وأصحابه . ومن هذا وذاك تشرق روح الحسين في عالم الوجود الإنساني لتقود الناس إلى مراتب الرفعة والكمال في مدرسة الحياة ومتجهة صوب الخلود الأبدي في عالم أللا فناء عند رب رحيم مقتدر ترتشف من منهل فيضه الحب والخير والسلام لأرواح تطوف في الساحة المقدسة وتتنعم بسحر القدرة الإلهية مع الأنبياء والأوصياء والشهداء والصديقين.
    قال الإمام الحسين(عليه السلام) لما عزم الخروج إلى العراق . مخاطبا.فقال الحمد لله ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله على رسوله.خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخيّر لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تتقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أكراشاً جوفا وأجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين لن تشد عن رسول الله(ص) لحمته وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه وينجز بهم وعده من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل مصبحًا إن شاء الله تعالى ([4])



    [1] - مسـتدرك الوسائل / ج 4 ص 235

    [2] - نفس المصدر

    [3] - نفس المصدر

    [4] - اللهوف ص 60 ـ 61

  • #2
    احسنت بارك الله فيك وحشرك مع سيد الشهداء عليه السلام
    حسين منجل العكيلي

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركة
      احسنت بارك الله فيك وحشرك مع سيد الشهداء عليه السلام
      أخي العزيز شكرا لمروركم الكريم ومبروك عليكم عيد الغدير الاغر وجعلك الله من الثابتين على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام

      تعليق


      • #4
        سلام من السلام عليك موفق بحق آل محمد
        sigpic
        إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
        ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
        ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
        لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

        تعليق


        • #5
          سلمت يداكم على الطرح المميز

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X