بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد و ال محمد
الدعوة إلى الحق:
حينما نجد أنفسنا وسط مجتمع إسلامي ـ مهما كانت درجة تعامله مع الإسلام ـ فإنّ علينا أن نتذكّر بتقدير السواعد التي شيّدت صرح الإسلام وأمدّته بمصدر الحياة إلى اليوم وإلى الأبد.
كم هي تلك الجهود الأبيّة؟
وكم هي التضحيات التي قدّمت في هذا السبيل؟
من يحصي عدد الشهداء الذين سخوا بدمائهم؟
وماذا كان يصير مستقبل الإسلام، لولا ذاك الصبر، والتحمّل، والجهاد.
ولولا تلك الجهود، والسواعد، والدماء.
ولا أعرض عليك، تأريخ البطولات، تأريخ الدم.
بإمكانك أن تبدأ منذ كانت الدعوة للإسلام سراً لا يجهر به.
ثم الهجرة إلى المدينة والعمل هناك.
ثم معارك بدر وأحد والأحزاب وخيبر.
ثم جهود عليّ عليه السلام ورفاقه الأبطال.
ومعارك الجمل وصفّين، والنهروان.
ثم حجر بن عدي ورفاقه.
ميثم التمّار ورفاقه.
ثم ثورة الحسين، والثورات التي أعقبتها، والجهود التي سبقتها.
ثورة التوّابين، والمختار.
ثورة زيد، وإبراهيم ومحمّد ذي النفس الزكيّة.
ثورات الحسنيين التي لم تنقطع.
وفي خلال تأريخ الدم هذا.. كم هي الجهود العظيمة التي قدّمت في إطاره.
كم هي الجهود العلمية الضخمة؟
كم هو العناء الذي تحمّله الشيعة في الدعوة للحق؟
الدعوة التي مارسها التشيع خلال أزمنة طويلة، وفي ظل أقسى الظروف.
تلك جهود ضجّت بها صفحة التأريخ الإسلامي.
وإننا لنعيش اليوم ثمرة تلك الجهود.
فأنت ترى من خلال هذا التأريخ أنّ كيان الإسلام كلاً قام على الدعوة، بمختلف أشكالها، وبكل ما تتطلبه من مقدّمات وما تجرّ إليه من نتائج.
بكل ما يسبقها من إعداد، وما يلحقها من تضحيات.
ولقد حدّثنا القرآن عن هذه المسؤولية، وجعلها في أعناقنا
(وَكذلِكَ جَعَلْناكُمْ أمّةً وَسَطاً، لِتَكُوُنُوا شُهَداءَ عَلى النّاسِ وَيَكُونَ الرّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً..).
أمّا الذين يرفضون العمل، ويريدون أن يعيشوا على جهود الآخرين، ويستأكلوا بالعلم، وبالدين، هؤلاء يخرجون عن حقيقة أساسية من حقائق هذا الدين.
إنّهم يتّخذون من الهوى ما يبرر لهم القعود، وهؤلاء هم (الّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُم لَهْواً وَلَعِباً..).
مهما نسينا فإنّه لا يحق لنا أن ننسى مسؤوليتنا في عصر الغيبة.
إنّ مسؤوليتنا هي الدعوة إلى الحق.
وعصر الغيبة في هذا لا يختلف عمّا تقدّمه من عصور.
فالمسلم أينما كان، ومتى ما كان، فإنّ عليه العمل أوّلاً وأخيراً.
العمل في الإسلام ليس كمالاً، بل هو ضرورة.
والعمل في الإسلام ليس أمراً طارئاً.
التديّن هو العمل للحق ومن أجل الحق.
التديّن هو أن تعمل على مستوى ذاتك، وعلى مستوى الآخرين.
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُمْ...).
استمعوا إلى محمّد صلى الله عليه وآله ماذا يقول، وهو يتحدّث عن مستقبل الأمّة في عصر الانحراف:
"إنّ من ورائكم أيّام الصبر، الصبر فيهن على مثل قبض الجمر، للعامل فيهن أجر خمسين رجلاً يعملون بعمله".
والدعوة إلى الحق ذات أنماط وأشكال.
ومهما كان الشكل فإنّ علينا أن نوطّن أنفسنا على مضاعفات العمل.
وعمل بلا مضاعفات لا تتوقع أن يوجد في الأرض.
انفض عنك غبار الكسل والخمول.
اصبر نفسك مع الذين يدعون.
وهؤلاء الذي يثبّطون عن العمل لا تنسى الشبه بينهم وبين أبي موسى الأشعري، فمن قبل خذّل الناس عن عليّ، وهؤلاء خرّيجوا مدرسته.
هناك صنفان من الناس أنت بالخيار مع أيّهما تكون.
هناك ناس لا يعرفون سوى ذواتهم، وأهون عليهم أن يتركوا الدين ويرفضوه من أن يقدّموا من عندهم حبة شعير، أو يمسّهم حرّ الصيف أو ينالهم برد الشتاء.
لقد صارح القرآن هذا النموذج من الناس فقال:
(ما لَكُمْ إذا قِيلَ لَكُمْ انْفِرُوا في سَبِيلِ اللهِ اثّاقَلْتُمْ إلى الأَرْضِ، أَرَضِيتُمْ بِالحَياةِ الدّنْيا مِنَ الآخِرَةِ، فَما مَتاعُ الحَياةِ الدّنيا مِنَ الآخِرَةِ إلاّ قَليل).
والقرآن أيضاً شرح حقيقة هؤلاء للرسول فقال:
(لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لاتّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلِيْهِم الشّقّة..).
هؤلاء الناس ليسوا من مدرستك، ولا تعرفهم مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
والصنف الآخر من الناس هم:
(الّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إنّ النّاسَ قّدْ جَمَعُوُا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيماناً، وَقالُوا حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيل).
هؤلاء عرفوا أنّ الحق بحاجة إلى رجال.
وانتصار بلا عمل لا يمكن أن يكون.
وعمل بلا تضحية لا تعرفه البشرية.
إذا جمع لهم الناس لا تهتز عزائمهم، فإنّهم حينما قدموا كانوا على علم.
هؤلاء يعرفون أنّ الجهاد باب فتحه الله لأوليائه.
والذين لا يريدون العمل، ويرفضون الجهاد، هم من فسطاط النفاق بلا إيمان.
وإذا كانت الدعوة إلى الحق ضرورة، فإنّ ما تتجسّد فيه هو الدعوة إلى إقامة المجتمع الإسلامي.
المجتمع الذي يكون الإسلام فيه هو الحاكم، وهو المسيّر للحياة.
اللهم صلِ على محمد و ال محمد
الدعوة إلى الحق:
حينما نجد أنفسنا وسط مجتمع إسلامي ـ مهما كانت درجة تعامله مع الإسلام ـ فإنّ علينا أن نتذكّر بتقدير السواعد التي شيّدت صرح الإسلام وأمدّته بمصدر الحياة إلى اليوم وإلى الأبد.
كم هي تلك الجهود الأبيّة؟
وكم هي التضحيات التي قدّمت في هذا السبيل؟
من يحصي عدد الشهداء الذين سخوا بدمائهم؟
وماذا كان يصير مستقبل الإسلام، لولا ذاك الصبر، والتحمّل، والجهاد.
ولولا تلك الجهود، والسواعد، والدماء.
ولا أعرض عليك، تأريخ البطولات، تأريخ الدم.
بإمكانك أن تبدأ منذ كانت الدعوة للإسلام سراً لا يجهر به.
ثم الهجرة إلى المدينة والعمل هناك.
ثم معارك بدر وأحد والأحزاب وخيبر.
ثم جهود عليّ عليه السلام ورفاقه الأبطال.
ومعارك الجمل وصفّين، والنهروان.
ثم حجر بن عدي ورفاقه.
ميثم التمّار ورفاقه.
ثم ثورة الحسين، والثورات التي أعقبتها، والجهود التي سبقتها.
ثورة التوّابين، والمختار.
ثورة زيد، وإبراهيم ومحمّد ذي النفس الزكيّة.
ثورات الحسنيين التي لم تنقطع.
وفي خلال تأريخ الدم هذا.. كم هي الجهود العظيمة التي قدّمت في إطاره.
كم هي الجهود العلمية الضخمة؟
كم هو العناء الذي تحمّله الشيعة في الدعوة للحق؟
الدعوة التي مارسها التشيع خلال أزمنة طويلة، وفي ظل أقسى الظروف.
تلك جهود ضجّت بها صفحة التأريخ الإسلامي.
وإننا لنعيش اليوم ثمرة تلك الجهود.
فأنت ترى من خلال هذا التأريخ أنّ كيان الإسلام كلاً قام على الدعوة، بمختلف أشكالها، وبكل ما تتطلبه من مقدّمات وما تجرّ إليه من نتائج.
بكل ما يسبقها من إعداد، وما يلحقها من تضحيات.
ولقد حدّثنا القرآن عن هذه المسؤولية، وجعلها في أعناقنا
(وَكذلِكَ جَعَلْناكُمْ أمّةً وَسَطاً، لِتَكُوُنُوا شُهَداءَ عَلى النّاسِ وَيَكُونَ الرّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً..).
أمّا الذين يرفضون العمل، ويريدون أن يعيشوا على جهود الآخرين، ويستأكلوا بالعلم، وبالدين، هؤلاء يخرجون عن حقيقة أساسية من حقائق هذا الدين.
إنّهم يتّخذون من الهوى ما يبرر لهم القعود، وهؤلاء هم (الّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُم لَهْواً وَلَعِباً..).
مهما نسينا فإنّه لا يحق لنا أن ننسى مسؤوليتنا في عصر الغيبة.
إنّ مسؤوليتنا هي الدعوة إلى الحق.
وعصر الغيبة في هذا لا يختلف عمّا تقدّمه من عصور.
فالمسلم أينما كان، ومتى ما كان، فإنّ عليه العمل أوّلاً وأخيراً.
العمل في الإسلام ليس كمالاً، بل هو ضرورة.
والعمل في الإسلام ليس أمراً طارئاً.
التديّن هو العمل للحق ومن أجل الحق.
التديّن هو أن تعمل على مستوى ذاتك، وعلى مستوى الآخرين.
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُمْ...).
استمعوا إلى محمّد صلى الله عليه وآله ماذا يقول، وهو يتحدّث عن مستقبل الأمّة في عصر الانحراف:
"إنّ من ورائكم أيّام الصبر، الصبر فيهن على مثل قبض الجمر، للعامل فيهن أجر خمسين رجلاً يعملون بعمله".
والدعوة إلى الحق ذات أنماط وأشكال.
ومهما كان الشكل فإنّ علينا أن نوطّن أنفسنا على مضاعفات العمل.
وعمل بلا مضاعفات لا تتوقع أن يوجد في الأرض.
انفض عنك غبار الكسل والخمول.
اصبر نفسك مع الذين يدعون.
وهؤلاء الذي يثبّطون عن العمل لا تنسى الشبه بينهم وبين أبي موسى الأشعري، فمن قبل خذّل الناس عن عليّ، وهؤلاء خرّيجوا مدرسته.
هناك صنفان من الناس أنت بالخيار مع أيّهما تكون.
هناك ناس لا يعرفون سوى ذواتهم، وأهون عليهم أن يتركوا الدين ويرفضوه من أن يقدّموا من عندهم حبة شعير، أو يمسّهم حرّ الصيف أو ينالهم برد الشتاء.
لقد صارح القرآن هذا النموذج من الناس فقال:
(ما لَكُمْ إذا قِيلَ لَكُمْ انْفِرُوا في سَبِيلِ اللهِ اثّاقَلْتُمْ إلى الأَرْضِ، أَرَضِيتُمْ بِالحَياةِ الدّنْيا مِنَ الآخِرَةِ، فَما مَتاعُ الحَياةِ الدّنيا مِنَ الآخِرَةِ إلاّ قَليل).
والقرآن أيضاً شرح حقيقة هؤلاء للرسول فقال:
(لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لاتّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلِيْهِم الشّقّة..).
هؤلاء الناس ليسوا من مدرستك، ولا تعرفهم مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
والصنف الآخر من الناس هم:
(الّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إنّ النّاسَ قّدْ جَمَعُوُا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيماناً، وَقالُوا حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيل).
هؤلاء عرفوا أنّ الحق بحاجة إلى رجال.
وانتصار بلا عمل لا يمكن أن يكون.
وعمل بلا تضحية لا تعرفه البشرية.
إذا جمع لهم الناس لا تهتز عزائمهم، فإنّهم حينما قدموا كانوا على علم.
هؤلاء يعرفون أنّ الجهاد باب فتحه الله لأوليائه.
والذين لا يريدون العمل، ويرفضون الجهاد، هم من فسطاط النفاق بلا إيمان.
وإذا كانت الدعوة إلى الحق ضرورة، فإنّ ما تتجسّد فيه هو الدعوة إلى إقامة المجتمع الإسلامي.
المجتمع الذي يكون الإسلام فيه هو الحاكم، وهو المسيّر للحياة.
القائد المنتظر - السيد صدر الدين القبانجي
تعليق