إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأمّل‌ الخالق‌ تعإلی‌ في‌ قبض‌ روح‌ العبد المؤمن‌

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأمّل‌ الخالق‌ تعإلی‌ في‌ قبض‌ روح‌ العبد المؤمن‌

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.


    يروي‌ الشيخ‌ الطوسيّ في‌ كتاب‌ «الامالي‌» عن‌ الشيخ‌ المفيد، عن‌ عمروبن‌ محمّد الصيرفيّ، عن‌ محمّد بن‌ همام‌، عن‌ الفزاريّ، عن‌ سعيد بن‌ عمر، عن‌ الحسن‌ بن‌ ضوء، عن‌ الإمام‌ جعفر الصادق‌ عليه‌ السلام‌ قال‌:
    قالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ زَيْنُ العابِدينَ عليه‌ السلام‌: قَالَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ: مَا مِنْ شَي‌ءٍ أَتَرَدَّدُ عَنْهُ تَرَدُّدِي‌ عَنْ قَبْضِ رُوحِ الْمُؤمِنِ يَكْرَهُ الْمَوتَ وَ أَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ، فَإذَا حَضَرَهُ أَجَلُهُ الَّذِي‌ لاَ يُؤَخَّرُ فِيه‌ بَعَثْتُ إلَيْهِ بِرَيْحَانَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ تُسَمَّي‌' إحْدَاهُمَا الْمُسْخِيَةَ وَالاُخْرَي‌' المُنْسِيَةَ؛ فَأمَّا الْمُسْخِيَةُ فَتُسْخِيهِ عَنْ مَالِهِ، وَ أَمّا الْمُنْسِيَةُ فَتُنْسِيه‌ أَمْرَ الدُّنْيَا.[1]
    و يروي‌ متن‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ كتاب‌ «الكافي‌» و «معاني‌ الاخبار» بسنديهما المتّصل‌ عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌:
    قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌: لَوْ أَنَّ مُؤمِنًا أَقْسَمَ علی' رَبِّهِ عَزَّوَجَلَّ أَن‌ لاَ يُمِيتَهُ مَا أَماتَهُ أَبَدَاً، وَلَـ'كِنْ إذَا حَضَرَ أَجَلُهُ بَعَثَ اللَهُ عَزَّوَجَلَّ رِيْحَيْنِ اِلَيْهِ. [2]
    أمّا المراد بالتردّد و التأخير في‌ هذه‌ الرواية‌ فهو تردّد الله‌ في‌ مراتب‌ الاسماء الجزئيّة‌، و إلاّ فإنّ الترديد في‌ ذاته‌ المقدّسة‌ جلّ و عزّ ليس‌ معقولاً، كما أنّ الترديد في‌ الاسماء الجزئيّة‌ هو الإبطاء في‌ مقام‌ العمل‌ و في‌ مقام‌ التغيير إلی‌ الفعليّة‌. و بإجمال‌ فإنّ هذا المؤمن‌ لا يرغب‌ في‌ الرحيل‌ عن‌ الدنيا، و الله‌ سبحانه‌ لا يرغب‌ أن‌ يقبض‌ روحه‌ بلا رضاه‌ و خلافاً لرغبته‌ واختياره‌.
    يقول‌ سبحانه‌: إذا حضر أجل‌ المؤمن‌ بعثتُ إليه‌ بيد ملك‌ الموت‌ ريحانتين‌، تسمّي‌ إحداهما المسخية‌، مشتقّة‌ من‌ مادّة‌ «السخاء»، و حين‌ يمسكها المؤمن‌ في‌ يده‌ يعبق‌ عطرها في‌ أنفه‌ فيُسكره‌ فيسخو عن‌ جميع‌ ماله‌، و يخلو وجوده‌ من‌ أي‌ّ علاقة‌ بالمال‌؛ و الاُخري‌ المُنسية‌، مشتقة‌ من‌ مادة‌ «النسيان‌»، و حين‌ يُعطاها المؤمن‌ فإنّ أريج‌ عطرها يُنسيه‌ كلَّ ما عدا الله‌ من‌ الاُمور الدنيويّة‌، كالزوجة‌ و الولد و العشيرة‌ و الاعوان‌ و الانصار والخدم‌ و الحشم‌ و الاعتبار و الجاه‌ و غير ذلك‌.
    هاتان‌ الريحانتان‌ تعبقان‌ و تتضوّعان‌ برائحة‌ الله‌، فيسكرُ من‌ يعبق‌ عطرُ حرمِ الله‌ في‌ مشامه‌ و يدهش‌ فلا يُقيم‌ وزناً في‌ كيانه‌ و وجوده‌ لاي‌ّ شي‌ء في‌ مقابل‌ جمال‌ الحضرة‌ الاحديّة‌، فيفدي‌ كلّ ذلك‌ فداء قدم‌ المحبوب‌.
    اگر زكوي‌ تو بوئي‌ بمن‌ رساند باد بمژده‌ جان‌ گرامي‌ به‌ باد خواهم‌ داد[3]
    و قد وردت‌ رواية‌ «الكافي‌» و «معاني‌ الاخبار» بلفظ‌ ريحيْن‌ بدل‌ ريحانتيْن‌؛ أي‌ أنّ هناك‌ نسيمين‌ يهبّان‌ من‌ الجنّة‌، و أي‌ّ نسيمين‌؟ نيسمان‌ منعشان‌ مُبهجان‌ يبعثان‌ النشاط‌، ينمحي‌ كلّ شي‌ء بوجودهما و هبوبهما علی مشام‌ الروح‌.
    هماي‌ اوج‌ سعادت‌ به‌ دام‌ ما اُفتد اگر ترا گذري‌ بر مقام‌ ما افتد
    حباب‌ وار براندازم‌ از نشاط‌ كلاه‌ اگر ز روي‌ تو عكسي‌ به‌ جام‌ ما افتد
    شبي‌ كه‌ ماه‌ مراد از افق‌ شود طالع ‌ بود كه‌ پرتو نوري‌ به‌ بام‌ ما افتد
    ز خاك‌ كوي‌ تو هر دم‌ كه‌ دم‌ زند حافظ‌ نسيم‌ گلشن‌ جان‌ در شام‌ ما افتد[4]
    هذا و قد روي‌ البرقيّ في‌ كتابه‌ «المحاسن‌» هذه‌ الرواية‌ الشريفة‌ بسندين‌ آخرين‌ باختلاف‌ يسير في‌ المتن‌. الاوّل‌ عن‌ ابن‌ فضّال‌ عن‌ ابن‌ فضيل‌، عن‌ أبي‌ حمزة‌ الثماليّ:
    قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِاللهِ عليه‌ السّلام‌ يَقولُ: قَالَ اللهُ تَبَاركَ و تعالي: مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَي‌ءٍ أَنا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي‌ عَنِ الْمُؤمِنِ فَإنِّي‌ أُحِبُّ لِقَاءَهُ وَ يَكْرَهُ الْمَوتَ فَأَزْوِيهِ عَنْهُ، وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي‌ الاْرْضِ إلاَّ مُؤْمِنٌ وَاحِدٌ لاَكْتَفَيْتُ بِهِ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِي‌ وَ لَجَعَلْتُ لَهُ مِنْ إيمانه‌ أُنْسَاً لاَ يَحْتَاجُ مَعَهُ إلَي‌' أَحَدٍ.[5]
    و الثاني‌ عن‌ ابن‌ فضّال‌، عن‌ أبي‌ جميلة‌، عن‌ محمّد بن‌ علی الحلبيّ قال‌: قال‌ أبو عبدالله‌ عليه‌ السلام‌:
    قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي‌': لِيَأذَنْ بِحَرْبٍ مِنِّي‌ مُسْتَذِلُّ عَبْدِيَ الْمُؤمِنِ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَي‌ءٍ كَتَرَدُّدِي‌ فِي‌ مَوْتِ المُؤْمِنِ، إِنِّي‌ لاَحِبُّ لِقاءَهُ وَ يَكْرَهُ المَوْتَ، فَأَصْرِفُهُ عَنْهُ، وَ إِنـَّهُ لَيَدْعُونِي‌ فِي‌ الاَمْرِ فَأَسْتَجِيبُ لَهُ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَأَجْعَلُ لَهُ مِنْ إِيمانِهِ أُنْسَاً لاَ يَسْتَوْحِشُ فِيهِ إِلي‌' أَحَدٍ. [6]
    و هذه‌ الرواية‌ تشابه‌ في‌ مفادها و مضمونها الرواية‌ السابقة‌، إلاّ أنّ في‌ مطلعها عبارة‌:
    «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي‌: لِيَأذَنْ بِحَرْبٍ مِنِّي‌ مُسْتَذِلُّ عَبْدِيَ الْمُؤمِنِ» ويقول‌ في‌ الجملة‌ قبل‌ الاخيرة‌: «وَ إنـَّهُ لَيَدْعُونِي‌ فِي‌ الاْمْرِ فَأسْتَجِيبُ لَهُ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ».
    و هذه‌ الرواية‌ في‌ غاية‌ الاهميّة‌ من‌ جهة‌ سندها و متنها، فهي‌ أوّلاً ـ من‌ جهة‌ السند ـ قد رويت‌ بأسانيد مختلفة‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ و عن‌ زين‌ العابدين‌ و جعفر الصادق‌ عليهما السّلام‌ في‌ مثل‌ «المحاسن‌» و «الكافي‌» و «معاني‌ الاخبار».
    و ثانياً: فهي‌ من‌ جهة‌ متنها و قوّة‌ دلالتها علی جلالة‌ مقام‌ المؤمن‌ ومنزلته‌؛ تلك‌ الدلالة‌ التي‌ صِيغت‌ بأحلي‌ لحن‌ و أرقّ عبارة‌؛ حاكية‌ عن‌ المعاني‌ الدقيقة‌ و الاسرار الخفيّة‌، فعبارة‌ «لِيَأذَنْ بِحَرْبٍ مِنِّي‌» لها دلالة‌ علی أنّ إهانة‌ المؤمن‌ هي‌ إهانة‌ لله‌، تلك‌ الإهانة‌ التي‌ لا تُغتفر و التي‌ تُعدّ من‌ أكبر الذنوب‌، لانـّها إعلان‌ الحرب‌ مع‌ الله‌. سبحانه‌، و تدلّ عبارة‌ «وَ إنّه‌ لَيَدْعُونِي‌ فِي‌ الاْمْرِ» علی أنّ دعاء المؤمن‌ لا يردّ أبداً، و أنّ له‌ مقاماً عندالله‌ تبارك‌ و تعإلی‌ بحيث‌ أنـّه‌ مهما أراد من‌ ربّه‌ و في‌ أيّ حال‌ و تحت‌ أيّ شرائط‌ و بأيّ كيفيّة‌ و مقدار، فإنّ المعبود سبحانه‌ يمنّ عليه‌ بما طلبه‌ أو بأفضل‌ منه‌.
    كما أنّ عبارة‌ «مَا تَرَدَّدْتُ عن‌ شَي‌ءٍ أَنَا فَاعِلُهُ» من‌ العبارات‌ البديعة‌ والتعبيرات‌ الظريفة‌ التي‌ لم‌ تنقل‌ عن‌ الله‌ عزّ وجلّ في‌ غير هذا المورد، ويصعب‌ تصوّر الحدّ الذي‌ يظهر فيه‌ مقام‌ لطف‌ الله‌ بالمؤمن‌ و رحمته‌ له‌، و أنّ تردّد الله‌ و تفقّده‌ لحال‌ المؤمن‌ يماثل‌ تماماً حال‌ العاشق‌ الذي‌ يتفقّد علی الدوام‌ حال‌ المعشوق‌ و لا يرضي‌ أن‌ يلحقه‌ أدني‌ أذي‌، كما يسعي‌ في‌ الوقت‌ نفسه‌ أن‌ لا يصيبه‌ أيسر أنزعاج‌، فيجد نفسه‌ متردّداً بين‌ هذين‌ الامرين‌ فهو يبحث‌ عن‌ منفذ و طريق‌ للحلِّ.
    إنّ المؤمن‌ الذي‌ يخوض‌ علی الدوام‌ مُعتركَ المناجاة‌ و التضرّع‌ والابتهال‌ في‌ مسير لقاء الله‌ عزّ وجلّ، و الذي‌ وضع‌ أقدامه‌ ضمن‌ دائرة‌ المحبّة‌ وا لعشق‌، فرضي‌َ بآثار العشق‌ الشديد و الوله‌ و الهيام‌ والتحيّر عن‌ كلّ شي‌ء غير زيارة‌ حبيبه‌ و لقائه‌، و الذي‌ صارت‌ له‌ علاقة‌ خاصّة‌ تربطه‌ بخالقه‌ في‌ مرحلة‌ الخلوة‌ و الصفاء، قد صار محبوباً عزيزاً عند الله‌ سبحانه‌ حتّي‌ عَشِقه‌ اللهُ فصار يعامله‌ وفق‌ أدقّ أسرار المحبّة‌ و خفاياها.
    و ما أقرب‌ هذه‌ العبارة‌ للحديث‌ القدسي‌ّ الآخر القائل‌:
    أَنَا جَلِيسُ مَنْ جَالَسَني‌، أَنَا ذَاكِرُ مَنْ ذَكَرَني‌، أَنَا غَافِرُ مَنِ اسْتَغْفَرَنِي‌، أَنَا مُطِيعُ مَنْ أَطَاعَنِي‌. [7]
    ستاره‌اي‌ بدرخشيد و ماه‌ مجلس‌ شد دل‌ رميدة‌ ما را أنيس‌ و مؤنس‌ شد
    نگار من‌ كه‌ بمكتب‌ نرفت‌ و خط‌ ننوشت‌ به‌ غمزه‌ مسئله‌ آموز صد مدرّس‌ شد
    طرب‌ سراي‌ محبّت‌ كنون‌ شود معمور كه‌ طاق‌ ابروي‌ يار مَنَش‌ مهندس‌ شد
    بصدر مصطبه‌ام‌ مي‌نشاند اكنون‌ دوست‌ گداي‌ شهر نگه‌ كن‌ كه‌ مير مجلس‌ شد[8]
    و تدلّ عبارة‌ «رَيْحَانَتَيْن‌ أو رِيْحَيْن‌: المُسْخِيَة‌ و المُنْسِيَة‌» علی أنّ هناك‌ نسيميْن‌ يهبّان‌ عليه‌ من‌ جذبات‌ الجمال‌ و الجلال‌ فيُدخلانه‌ مباشرة‌ في‌ جزائر الرحمة‌ و الاُنس‌ الخالدة‌؛ فالمُسخية‌ هي‌ جذبة‌ الجمال‌ التي‌ لايبقي‌ عند المؤمن‌ بطلوعها أثرٌ لايّ شي‌ء، فستتلاشي‌ بظهور تلك‌ الجذبة‌ علائق‌ جميع‌ أمواله‌ و ثروته‌ التي‌ كان‌ يعوّل‌ عليها.
    أمّا المُنسية‌ فهي‌ جذبة‌ الجلال‌ التي‌ لايبقي‌ عند ظهورها قدر وقيمة‌ للدنيا و آثارها من‌ التعلّق‌ القلبي‌ و الارتباط‌ بشؤون‌ الحياة‌.
    تَبَـ'رَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي‌ الْجَلَـ'لِ وَالإكْرَامِ. [9]
    و قد صرّح‌ المرحوم‌ المولي‌ صدرا في‌ كتاب‌ «الاسفار» أنّ المراد من‌ الإكرام‌ في‌ هذه‌ الآية‌ الشريفة‌ مقام‌ الجمال‌ الذي‌ هو عِدْل‌ الجلال‌، و يشمل‌ العطاء و الرحمة‌. [10]




    ------------------------------
    موسي‌ بن‌ جعفر عليهما السلام‌ قال‌: قيل‌ للصادق‌ عليه‌ السلام‌: صف‌ لنا الموت‌. قال‌: للمؤمن‌ كأطيب‌ ريحٍ يشمّه‌ فينعس‌ لطيبه‌ و ينقطع‌ التعب‌ و الالم‌ كلّه‌ عنه‌، و للكافر كلسع‌ الافاعي‌.
    [1] ـ «بحار الانوار»، طبعة‌ الآخوند، ج‌ 6، ص‌ 152. أمّا في‌ نفس‌ «أمإلی‌ الطوسيّ»، طبع‌ النجف‌ 1384 هجريّة‌، المجلّد الثاني‌، ص‌ 29 فقد وردت‌ الرواية‌ بهذا اللفظ‌: ما من‌ شي‌ءٍ أَتردّد فيه‌ مثل‌ تردّدي‌ عند قبض‌ روح‌ المؤمن‌...
    [2] ـ «فروع‌ الكافي‌»، كتاب‌ الجنائز، الطبعة‌ الحيدريّة‌، ج‌ 3، ص‌ 127؛ و «معاني‌ الاخبار»، الطبعة‌ الحيدريّة‌، ص‌ 142.
    [3] ـ يقول‌: «إذا هبّت‌ علی الصَّبا بنسائم‌ معطّرة‌ من‌ حَيِّك‌، فسأهبها ـ لبشارتها بك‌ ـ روحي‌ الغالية‌».
    [4] ـ يقول‌: «لو مرّ خيالك‌ علينا فإنّ طائر اليُمن‌ و السعادة‌ سيسقط‌ أسير حبائلنا.
    و لو انعكس‌ خيالك‌ في‌ كأسنا لقذفتُ من‌ الجذل‌ قبّعتي‌ في‌ الهواء كما تتصاعد الفقاعة‌.
    و الليلة‌ التي‌ يطلع‌ فيها قمر المراد من‌ الاُفق‌، هي‌ الليلة‌ التي‌ سيُشرق‌ شعاع‌ نوره‌ علی شرفه‌ دارنا.
    و كلّ آن‌ تحدّث‌ فيه‌ حافظ‌ عن‌ تراب‌ حَيِّك‌، عبقت‌ نسائم‌ الحياة‌ و عبير رياضها في‌ مشامّنا».
    [5] ـ «محاسن‌ البرقيّ»، كتاب‌ «الصفوة‌ و النور و الرحمة‌ من‌ المحاسن‌»، باب‌ الانفراد، في‌ طبعة‌ رنگين‌ ج‌ 1 ص‌ 159 و 160.
    [6] ـ نفس‌ المصدر السابق‌.
    [7] ـ «أسرار الصلوة‌» للحاج‌ الميرزا جواد آقا الملكيّ التبريزيّ، الطبعة‌ الحجريّة‌، ص‌ 10؛ والطبعة‌ بالحروف‌ ص‌ 19. ولكن‌ يبدو في‌ الظاهر أنّ ذلك‌ المرحوم‌ قد نقل‌ هذا الحديث‌ علی لسان‌ المَلَك‌ الداعي‌. كما أنّ المرحوم‌ قد ذكر هذا الحديث‌ في‌ كتابه‌ «المراقبات‌ أو أعمال‌ السنَة‌»، ص‌ 36 في‌ مراقبات‌ شهر رجب‌. و أورد السيّد ابن‌ طاووس‌ في‌ «الإقبال‌» أصل‌ الحديث‌، كما أورده‌ ذلك‌ المرحوم‌ في‌ أعمال‌ شهر رجب‌ ص‌ 628 إلاّ أنـّه‌ لم‌ يذكر عبارة‌ «أنا ذاكر من‌ ذكرني‌». و أصل‌ الحديث‌ طبقاً لرواية‌ الإقبال‌ هو: من‌ كتب‌ العبادات‌ عن‌ النبيّ صلوات‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ قال‌: «إنّ الله‌ تعإلی‌ نصب‌ في‌ السماء السابعة‌ ملكاً يقال‌ له‌ الداعي‌، فإذا دخل‌ شهر رجب‌ ينادي‌ ذلك‌ الملك‌ كلّ ليلة‌ منه‌ إلی‌ الصباح‌: طوبي‌ للذاكرين‌ طوبي‌ للطائعين‌، ويقول‌ الله‌ تعالي‌: أنا جليس‌ من‌ جالسني‌ ومطيع‌ من‌ أطاعني‌ وغافر من‌ استغفرني‌.»
    [8] ـ يقول‌: «تألّق‌ نجم‌ الحبيب‌ وتوهّج‌ فصار شمع‌ مجلسنا و أنيس‌ قلبي‌ النافر الجفول‌.
    لقد صار حبيبي‌ الذي‌ ما يمّم‌ قطّ صوب‌ مدرسة‌ و ما خطّ حرفاً ـ معلّماً بغنجه‌ الفاتن‌ لمائة‌ مدرّس‌.
    و غدا فناء طرب‌ المحبّة‌ معموراً حين‌ صار محراب‌ حاجب‌ الحبيب‌ مهندساً له‌.
    لقد صار الحبيب‌ يُجلسني‌ الآن‌ في‌ صدر المنصّة‌، فانظر كيف‌ استحال‌ شحّاذ المدينة‌ أمير المجلس‌!».
    [9] ـ الآية‌ 78، من‌ السورة‌ 55: الرحمن‌.
    [10] ـ «الاسفار»، الطبعة‌ الحجريّة‌، ج‌ 3، ص‌ 24 و 25. و عبارته‌: «الصفة‌ إمّا إيجابيّة‌ ثبوتيّة‌ و إمّا سلبيّة‌ تقديسيّة‌، و قد عبّر الكتاب‌ عن‌ هاتين‌ بقوله‌: تبارك‌ اسم‌ ربّك‌ ذي‌ الجلال‌ و الإكرام‌...».

  • #2
    احسنت بارك الله فيك
    في ميزان حسناتك
    حسين منجل العكيلي

    تعليق


    • #3
      باركــ الله فيكـِ وآثابكـ الله تعالى
      وأنـــــآر دربــكـِ وفــرج هـــمكـِ
      وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ ِ
      وجعل الله الجنة موطني وموطنكـِ

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X