إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما روي عن النبي (ص) والائمة المعصومين (ع) في ظلم الزهراء(ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما روي عن النبي (ص) والائمة المعصومين (ع) في ظلم الزهراء(ع)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وىله وسلم
    ما روي عن الرسول (صلِ الله عليه وآله وسلم ) في ظلم الزهراء (عليها السلام)
    الجزء الاول
    2 - روى سليم بن قيس ، عن عبد الله بن العباس ، أنه حدثه - وكان جابر بن عبد الله إلى جانبه - : أن النبي ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) قال لعلي ، بعد خطبة طويلة : إن قريشا ستظاهر عليكم ، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك ، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك ، واحقن دمك ، أما إن الشهادة من ورائك ، لعن الله قاتلك .
    ثم أقبل ( صلِ الله عليه وآله وسلم) على ابنته ( عليها السلام ) ، فقال : إنك أول من يلحقني من أهل بيتي ، وأنت سيدة نساء أهل الجنة ، وسترين بعدي ظلما وغيظا ، حتى تضربي ، ويكسر ضلع من أضلاعك ، لعن الله قاتلك الخ " ( 1 ) .
    3 - وروى إبراهيم بن محمد الجويني الشافعي ، بسنده إلى علي بن أحمد بن موسى الدقاق وعلي بن بابويه أيضا ، عن : علي بن أحمد بن موسى الدقاق ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أن رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) كان جالسا ، إذ أقبل الحسن ( عليه السلام ) ، فلما رآه بكى ، ثم قال : إلي إلي يا بني . . ثم أقبل الحسين . . ثم أقبلت فاطمة . . ثم أقبل أمير المؤمنين .
    فسأله أصحابه . . فأجابهم ، فكان مما قاله لهم : " وأما ابنتي فاطمة ، فإنها سيدة نساء العالمين . . إلى أن قال : وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي . كأني بها وقد دخل الذل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغصب حقها ، ومنعت إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي : يا محمداه ، فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة ، باكية . . . إلى أن قال : ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة . . . إلى أن قال : فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم علي محزونة مكروبة ، مغمومة ، مغصوبة ، مقتولة ، يقول رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) عند ذلك :
    اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلل من أذلها ، وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها . فتقول الملائكة عند ذلك : آمين . . . ( 1 ) .
    وقد قال شيخ الإسلام العلامة المجلسي عند إيراده هذه الرواية : " روى الصدوق في الأمالي بإسناد معتبر عن ابن عباس الخ . . ( 2 ) . ووصف البعض هذا السند بقوله : كأنه كالموثق وذلك للاختلاف في توثيق وتضعيف : " عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ( 3 ) " .
    4 - قال العلامة المجلسي ( ره ) : وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي - جد والد الشيخ البهائي - نقلا عن خط الشهيد رفع الله درجته ، نقلا عن مصباح الشيخ أبي منصور طاب ثراه قال : روي أنه دخل النبي ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) يوما إلى فاطمة ( عليها السلام ) فهيأت له طعاما من تمر وقرص وسمن ، فاجتمعوا على الأكل هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فلما أكلوا سجد رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) وأطال سجوده ، ثم ضحك ، ثم بكى ، ثم جلس وكان أجرأهم في الكلام علي ( عليه السلام ) فقال : يا رسول الله رأينا منك اليوم ما لم نره قبل ذلك ؟ ! فقال ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) : إني لما أكلت معكم فرحت وسررت بسلامتكم واجتماعكم فسجدت لله تعالى شكرا . فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) يقول : سجدت شكرا لفرحك بأهلك ؟ فقلت : نعم . فقال : ألا أخبرك بما يجري عليهم بعدك ؟ فقلت : بلى يا أخي يا جبرئيل . فقال : أما ابنتك فهي أول أهلك لحاقا بك ، بعد أن تظلم ، ويؤخذ حقها ، وتمنع إرثها ، ويظلم بعلها ، ويكسر ضلعها ، وأما ابن عمك فيظلم ، ويمنع حقه ، ويقتل ، وأما الحسن فإنه يظلم ، ويمنع حقه ، ويقتل بالسم ، وأما الحسين فإنه يظلم ، ويمنع حقه ، وتقتل عترته ، وتطأه الخيول ، وينهب رحله ، وتسبى نساؤه وذراريه ، ويدفن مرملا بدمه ، ويدفنه الغرباء . فبكيت ، وقلت : وهل يزوره أحد ؟ قال : يزوره الغرباء . قلت : فما لمن زاره من الثواب ؟ قال : يكتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة ، كلها معك ، فضحك ( 1 ) .

    5 - وسأل عمر بن الخطاب حذيفة بن اليمان عن قول النبي ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) في الفتنة التي تموج بالناس كموج السفينة في البحر . قال حذيفة : تلك الفتنة التي بينك وبينها باب ( مغلق ) . قال عمر : الباب يا حذيفة يفتح أو يكسر ؟ قال حذيفة : بل يكسر . قال عمر : إن كسر الباب ، فذلك أحرى ( أجدر ) ألا يسد إلى يوم القيامة " ( 1 ) . ثم نسبوا إلى حذيفة قوله في تأويل الرواية : أن المقصود بالباب الذي يكسر هو قتل عمر بن الخطاب ، وفتح باب الفتنة بتولي عثمان ( 2 ) .
    ونقول : لو صحت نسبة ذلك إلى حذيفة ، فإن هذا اجتهاد غير دقيق بل خاطئ ، وذلك لأن الشورى التي ابتكرها عمر ، كانت ستأتي بعثمان ، سواء مات عمر بن الخطاب قتلا ، أو مات حتف أنفه . على أنه إنما ابتكرها بعدما طعنه الطاعن في بطنه . ولم يكن استخلاف عثمان هو سبب الفتنة التي بقيت إلى يومنا هذا ، وإلى يوم القيامة ، بل كانت هي قضية الإمامة التي اغتصبت بطريقة العنف الذي تجلى بالهجوم على بيت فاطمة وكسر بابها ، واستخراج علي ( عليه السلام ) ليبايع مقهورا .
    ..............................................
    كتاب مأساة الزهراء ج2 للسيد جعفر مرتضى

    1 ) فرائد السمطين : ج 2 ص 34 و 35 والأمالي للشيخ الصدوق ص 99 - 101 وإثبات الهداة : ج 1 ص 280 / 281 ، وإرشاد القلوب : ص 295 ، وبحار الأنوار : ج 28 ص 37 / 39 ، و ج 43 ص 172 و 173 ، والعوالم : ج 11 ص 391 و 392 ، وفي هامشه عن غاية المرام ص 48 وعن :المحتضر ص 109 ، وراجع : جلاء العيون للمجلسي : ج 1 ص 186 / 188 وبشارة المصطفى ص 197 / 200 والفضائل لابن شاذان : ص 8 / 11 ، تحقيق المحدث الأرموي ( ط جامعة طهران سنة 1393 ه‍ . ق . )

    ( 2 ) جلاء العيون : ج 2 ص 186 - 188 .
    ( 3 ) راجع : معجم رجال الحديث : ج 10 ص 342 . ( *

    بحار الأنوار : ج 98 ص 44 . ( * )
    ( 1 ) بدء الإسلام وشرائع الدين لابن سلام الإباضي : ص 107 وصحيح البخاري : ج 1 ص 67 و 164 و 212 ( ط سنة 1309 ه‍ ) . وسنن ابن ماجة : ج 2 ص 1306 ، ودلائل النبوة للبيهقي : ج 6 ص 386 .

    يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــع


  • #2
    ما روي عن الإمام علي ( عليه السلام )
    6 - روى سليم بن قيس : أن عمر بن الخطاب أغرم جميع عماله أنصاف أموالهم ، ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا - وكان من عماله - ورد عليه ما أخذ منه ، وهو عشرون ألف درهم ، ولم يأخذ منه عشره ، ولا نصف عشره . قال أبان : قال سليم : فلقيت عليا ، صلوات الله عليه وآله ، فسألته عما صنع عمر ! ! فقال : هل تدري لم كف عن قنفذ ، ولم يغرمه شيئا ؟ ! قلت : لا . قال : لأنه هو الذي ضرب فاطمة صلوات الله عليها بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم ، فماتت صلوات الله عليها ، وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج ( 1 ) . 7 - قال أبان : قال سليم : انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان ، وأبي ذر ، والمقداد ، ومحمد بن أبي بكر ، وعمر بن أبي سلمة ، وقيس بن سعد بن عبادة ، فقال العباس لعلي ( عليه السلام ) : ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما غرم جميع عماله ؟ ! فنظر علي ( عليه السلام ) إلى من حوله ، ثم اغرورقت عيناه ، ثم قال : شكر له ضربة ضربها فاطمة ( عليها السلام ) بالسوط ، فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج ، الخ ( 1 ) . 8 - عن سليم ، عن ابن عباس ، قال : " دخلت على علي ( عليه السلام ) بذي قار ، فأخرج لي صحيفة ، وقال لي : يا ابن عباس ، هذه صحيفة أملاها علي رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) ، وخطي بيده ( 2 ) . فقلت : يا أمير المؤمنين ، اقرأها علي . فقرأها ، فإذا فيها كل شئ كان منذ قبض رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) إلى مقتل الحسين ( عليه السلام ) ، وكيف يقتل ، ومن يقتله ، ومن ينصره ، ومن يستشهد معه . فبكى بكاء شديدا ، وأبكاني . فكان مما قرأه علي : كيف يصنع به ، وكيف تستشهد فاطمة ، وكيف يستشهد الحسن . وكيف تغدر به الأمة . . . الخ " ( 3 ) .
    9 - روي عن علي ( عليه السلام ) عند دفن الزهراء قوله : " وستنبؤك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها ، لم تجد إلى بثه سبيلا . . الخ " ( 1 ) .
    فإن كلامه ( عليه السلام ) هذا وإن كان لا صراحة فيه بما جرى على الزهراء ( عليها السلام ) ، ولكنه يدل على أن ثمة مظالم بقيت تعتلج بصدرها عليها السلام ، ولم تجد إلى بثها سبيلا . وهذه الأمور هي غير فدك ، والإرث وغصب الخلافة ، لأن هذه الأمور قد أعلنتها عليها السلام ، وبثتها بكل وضوح ، واحتجت لها ، وألقت خطبا جليلة في بيانها .
    10 - ما ذكره الشيخ الكفعمي المتوفي سنة 905 ه‍ . ق . في كتابه المصباح الذي جمعه من حوالي مئتين وأربعين كتابا ، وقال : إنه جمعه " من كتب معتمد على صحتها ، مأمور بالتمسك بوثقى عروتها ، ولا يغيرها كر العصرين ، ولا مر الملوين . كتب كمثل الشمس يكتب ضوؤها * ومحلها فوق الرفيع الأرفع ( 2 ) فقد أورد رحمه الله في كتابه هذا دعاء عن ابن عباس ، عن علي ( عليه السلام ) ، كان علي ( عليه السلام ) يقنت به في صلاته .
    وقد وصفه في هامش المصباح بقوله : " هذا الدعاء عظيم الشأن ، رفيع المنزلة " . وقال فيه علي ( عليه السلام ) ، كما روي عنه : أن الداعي به كالرامي مع النبي ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم . . ومما جاء في هذا الدعاء قوله عن بيت النبوة : " وقتلا أطفاله ، وأخليا منبره من وصيه ، ووارث علمه ، وجحدوا إمامته . . . إلى أن قال : وبطن فتقوه ، وجنين أسقطه ، وضلع دقوه ( 1 ) وصك مزقوه الخ . . . " ( 2 ) .
    وقد جاء في تعليقته على المصباح ، والمطبوعة في هامش المصباح نفسه .
    ونقله عنه قال العلامة المجلسي صاحب البحار : " . . . قال الشيخ العالم أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر في كتابه رشح البلاء : قوله : فقد أخربا بيت النبوة إلى آخره ، إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي ( عليه السلام ) وفاطمة ( عليها السلام ) من الإيذاء ، وإرادة إحراق بيت علي بالنار ، وقادوه كالجمل المخشوش . وضغطا فاطمة ( عليها السلام ) في بابها ، حتى أسقطت بمحسن ، وأمرت أن تدفن ليلا ، ولا يحضر الأول والثاني جنازتها الخ . . " ( 3 ) .
    وقال : " والضلع المدقوق ، والصك الممزوق إشارة إلى ما فعلاه مع فاطمة ( عليها السلام ) ، من مزق صكها ، ودق ضلعها " ( 4 ) .

    ..........................................
    كتاب مأساة الزهراء ج2 للسيد جعفر مرتضى
    كتاب سليم بن قيس ، بتحقيق الأنصاري : ج 2 ص 915 والفضائل لابن =>

    في البحار : كسروه .
    ( 2 ) راجع : البحار : ج 82 ص 261 ، والمصباح للكفعمي : ص 553 ، والبلد الأمين : ص 551 و 552 ، وعلم اليقين : ص 701
    ( 3 ) حواشي المصباح ، للشيخ الكفعمي ص 553 ، والبحار : ج 82 ص 261 .
    ( 4 ) المصدر السابق ص 555 ، والبحار : ج 82 ص 261 .

    يتبـــــــــــــــــــع

    تعليق


    • #3
      الحمد لله اذ كنت اول ماشاركة في موضوعكِ الرائع
      يارك الله بك و سدد خطالك
      و ادام الله لنا قلمك المتميز
      تقبل مرورررررررررررري
      الهي كفى بي عزاً
      ان اكون لك عبداً
      و كفى بي فخرا ً
      ان تكون لي رباً
      انت كما احب فاجعلني كما تحب


      تعليق


      • #4
        ما روي الامام علي
        11 إدريس ، ومحمد بن يحيى العطار ، جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري ، عن أبي عبد الله الرازي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ، عن ابن عميرة ، عن محمد بن عتبة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . قال : " بينا أنا ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عند رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) إذ التفت إلينا فبكى ، فقلت : وما ذاك يا رسول الله ؟ ! قال : أبكي من ضربتك على القرن ، ولطم فاطمة خدها " ( 1 ) .

        ووصف المجلسي إسناد هذه الرواية بأنه " معتبر " فراجع ( 2 ) .
        12 - عن أحمد بن الخصيب ، عن جعفر بن محمد بن المفضل ، عن محمد بن سنان الزاهري ، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم ، عن مديح بن هارون بن سعد ، قال : سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة ، عن أمير المؤمنين ، أنه قال لعمر في جملة كلام له : " . . وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وابني الحسن والحسين ، وابنتي زينب ، وأم كلثوم الخ . . ( 3 ) .

        13 - ومما يدل على ممارسة أسلوب العنف ضد علي ( عليه السلام ) ، والإتيان به للبيعة عنوة ، ما كتبه معاوية له ( عليه السلام ) ، وما أجابه به ، فقد قال له معاوية : إنه أبطأ على الخلفاء ، فكان يقاد إلى البيعة كأنه الجمل الشارد حتى يبايع وهو كاره ( 1 ) .

        وقال له : في جملة ما قال : " لقد حسدت أبا بكر والتويت عليه ، ورمت إفساد أمره ، وقعدت في بيتك ، واستغويت عصابة من الناس ، حتى تأخروا عن بيعته " . إلى أن قال : " وما من هؤلاء إلا بغيت عليه ، وتلكأت في بيعته ، حتى حملت إليه قهرا تساق بخزائم الاقتسار كما يساق الفحل المخشوش " ( 2 ) .
        فأجابه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) برسالة جاء فيها : " وقلت : إني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع . ولعمرو الله لقد أردت أن تذم فمدحت ، وأن تفضح فافتضحت . وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ، ما لم يكن شاكا في دينه الخ . . . " ( 3 ) .
        والرواية تدل على أنهم دخلوا إلى بيته ، واستخرجوه منه بالقوة ، الأمر الذي يؤكد عدم مراعاتهم لحرمة الزهراء ، التي ستدفعهم عن ذلك بكل ما تستطيع ، وقد فعلت ذلك حسبما صرحت به الروايات . . وإن لم تصرح هذه الرواية بتعرضهم للزهراء ( عليها السلام ) مباشرة . .
        14 - وقد ذكر الديلمي أن الزهراء ( عليها السلام ) قد ذكرت بالتفصيل ما جرى عليها ، فكان مما قالته ( عليها السلام ) : " . . . ثم ينفذون إلى دارنا قنفذا ، ومعه عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد ، ليخرجوا ابن عمي عليا إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة ، فلا يخرج إليهم ، متشاغلا بما أوصاه به رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) ، وبأزواجه ، وبتأليف القرآن ، وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه : عدات ، ودينا . فجمعوا الحطب الجزل على بابنا ، وأتوا بالنار ليحرقوه ، ويحرقونا ، فوقفت بعضادة الباب ، وناشدتهم بالله وبأبي : أن يكفوا عنا ، وينصرونا . فأخذ عمر السوط من يد قنفذ - مولى أبي بكر - فضرب به عضدي ، فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج ، وركل الباب برجله ، فرده علي وأنا حامل ، فسقطت لوجهي ، والنار تسعر ، وتسفع وجهي ، فضربني بيده ، حتى انتثر قرطي من أذني ، وجاءني المخاض ، فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم ، فهذه أمة تصلي علي ؟ ! . . وقد تبرأ الله ورسوله منهم ، وتبرأت منهم " . فعمل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بوصيتها ولم يعلم أحدا بها فأصنع في البقيع ليلة دفنت فاطمة ( عليه السلام ) أربعون قبرا جددا . ثم إن المسلمين لما علموا بوفاة فاطمة ودفنها ، جاؤا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يعزونه بها ، فقالوا : يا أخا رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) ، لو أمرت بتجهيزها وحفر تربتها .
        فقال ( عليه السلام ) : ووريت ولحقت بأبيها ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) . فقالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون ، تموت ابنة نبينا محمد ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) ولم يخلف فينا ولدا غيرها ، ولا نصلي عليها ! وإن هذا لشئ عظيم ! ! فقال ( عليه السلام ) : حسبكم ما جنيتم على الله وعلى رسوله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) وعلى آل بيته ، ولم أكن - والله - لأعصيها في وصيتها التي أوصت بها في أن لا يصلي عليها أحد منكم ، ولا بعد العهد فأعذر . فنفض القوم أثوابهم ، وقالوا : لا بد لنا من الصلاة على ابنة رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) ، ومضوا من فورهم إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبرا جددا ، فاشتبه عليهم قبرها ( عليها السلام ) بين تلك القبور . فضج الناس ولام بعضهم بعضا ، وقالوا : لم تحضروا وفاة بنت نبيكم ، ولا الصلاة عليها ، ولا تعرفون قبرها فتزورونه ؟ . فقال أبو بكر : هاتوا من ثقاة المسلمين من ينبش هذه القبور ، حتى تجدوا قبرها فنصلي عليها ونزورها . فبلغ ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فخرج من داره مغضبا ، وقد احمر وجهه ، وقامت عيناه ، درت أوداجه ، وعلى يده قباه الأصفر - الذي لم يكن يلبسه إلا في يوم كريهة - يتوكأ على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع ، فسبق الناس النذير ، فقال لهم : هذا علي قد أقبل كما ترون يقسم بالله لإن بعث من هذه القبور حجر واحد ليضعن السيف على غابر هذه الأمة ، فولى القوم هاربين ، قطعا ، قطعا ( 1 ) .

        15 - ومن الأشعار التي روى المحدثون والمؤرخون أن الزهراء ( عليها السلام ) قد رثت بها النبي الأكرم ( صلِ الله عليه وآله وسلم ):ماذا على من شم تربة أحمد أن لا يشم مدى الزمان غواليا ( 1 )
        صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا
        فاليوم أخشع للذليل ، وأتقي * ضيمي ، وأدفع ظالمي بردائيا ( 2 )
        فلو كان المقصود بالمصائب هو مصابها بوفاة أبيها فقط ، لكان الأحرى أن تقتصر على التعبير " بمصيبة " ، بصيغة المفرد ، ولم يكن محل لذكر الخشوع للذليل ، ودفع الظالمين بالرداء . كما أن قولها ( عليها السلام ) : " وأدفع ظالمي بردائيا " ، أو " بالراح " الوارد في قولها الآخر المروي عنها :فاليوم أخضع للذليل ، وأتقي * ذلي ، وأدفع ظالمي بالراح ( 3 )يشير إلى أن الظلم لها لم يقتصر على اغتصاب إرثها وفدك ، فإن ذلك لا يحتاج إلى دفع الظالم بالراح والرداء ، بل هي ذهبت وطالبت ، واحتجت . وكل ذلك مذكور ومسطور ، وهو أيضا معروف ومشهور . أضف إلى ما تقدم : إن استعمال الراح والرداء في دفع الظالم يشير إلى جهد جسدي قامت به ( عليها السلام ) ، ولم يقتصر الأمر على الخطابة والاحتجاج ، إلا أن يكون واردا على سبيل الكناية والمجاز

        ..........................
        كتاب مأساة الزهراء ج2

        تعليق


        • #5
          ما روي عن الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) :
          16 - وروي عن الشعبي ، وأبي مخنف ، ويزيد بن حبيب المصري ، حديث احتجاج الإمام الحسن المجتبى على عمرو بن العاص ، والوليد بن عقبة ، وعمرو بن عثمان ، وعتبة بن أبي سفيان عند معاوية . وهو حديث طويل ، وقد جاء فيه ، قوله ( عليه السلام ) للمغيرة بن شعبة : " . . . وأنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) ، حتى أدميتها ، وألقت ما في بطنها ، استذلالا منك لرسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) ، ومخالفة منك لأمره ، وانتهاكا لحرمته ، وقد قال لها رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) : يا فاطمة ، أنت سيدة نساء أهل الجنة الخ . . . " ( 1 ) .وقد قال العلامة الجليل الشيخ الطبرسي في مقدمة كتابه " الاحتجاج " : " ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده ، إما لوجود الإجماع عليه ، أو موافقته لما دلت العقول إليه ، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف ، إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، فإنه ليس في الاشتهار على حد ما سواه ، وإن كان مشتملا على مثل الذي قدمناه ، ولأجل ذلك ذكرت إسناده في أول خبر من ذلك الخ . . . " ( 2 ) .
          وقال العلامة المتبحر الشيخ الطهراني في الذريعة " : وكلامه هذا صريح في أن كل ما أرسله فيه هو من المستفيض المشهور المجمع عليه بين المخالف والمؤالف ، فهو من الكتب المعتبرة التي اعتمد عليها العلماء الأعلام كالعلامة المجلسي والمحدث الحر العاملي وأضرابهما ( 1 )
          ...........................................
          كتاب مأساة الزهراء ج2

          تعليق


          • #6
            ما روي عن السجاد ( عليه السلام ) :
            17 - قال محمد بن جرير بن رستم الطبري : قال وأخبرنا مخول بن إبراهيم النهدي ، قال حدثنا مطر بن أرقم ، قال حدثنا أبو حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : لما قبض ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) ، وبويع أبو بكر ، تخلف علي ( عليه السلام ) . فقال عمر لأبي بكر : ألا ترسل إلى هذا الرجل المتخلف فيجئ فيبايع ؟ قال : يا قنفذ ، إذهب إلى علي ، وقل له : يقول لك خليفة رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) : تعال بايع . فرفع علي ( عليه السلام ) صوته ، وقال : سبحان الله ، ما أسرع ما كذبتم على رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) ! قال : فرجع ، فأخبره . ثم قال عمر : ألا تبعث إلى هذا الرجل المتخلف فيجئ يبايع ؟ فقال لقنفذ : إذهب إلى علي فقل له : يقول لك أمير المؤمنين : تعال بايع . فذهب قنفذ ، فضرب الباب . فقال : من هذا ؟ قال : أنا قنفذ . فقال : ما جاء بك ؟ قال : يقول لك أمير المؤمنين : تعال فبايع . فرفع علي ( عليه السلام ) صوته ، وقال : سبحانه الله ! لقد ادعى ما ليس له ! فجاء فأخبره . فقام عمر ، فقال : انطلقوا بنا إلى هذا الرجل حتى نجئ إليه . فمضى إليه جماعة ، فضربوا الباب ، فلما سمع علي ( عليه السلام ) أصواتهم لم يتكلم ، وتكلمت امرأة فقالت : من هؤلاء ؟ فقالوا : قولي لعلي : يخرج ويبايع . فرفعت فاطمة ( عليها السلام ) صوتها فقالت : يا رسول الله ما لقينا من أبي بكر وعمر بعدك . فلما سمعوا صوتها بكى كثير ممن كان معه . ثم انصرفوا . وثبت عمر في ناس معه ، فأخرجوه وانطلقوا به إلى أبي بكر حتى أجلسوه بين يديه فقال أبو بكر : بايع . قال : فإن لم أفعل ؟ قال : إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك . قال : فإن تفعلوا فأنا عبد الله وأخو رسوله . قال : بايع . قال : فإن لم أفعل ؟ قال : إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك . فالتفت علي ( عليه السلام ) إلى القبر وقال : يا ابن أم ، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ، ثم بايع ، وقام ( 1 ) .
            ................................................
            كتاب مأساة الزهراء ج2
            الذريعة
            : ج 1 ص 282 . ( * )

            تعليق


            • #7
              ما روي عن أحدهما : الباقر أو الصادق ( عليهما السلام ) :
              18 - وروى العلامة العياشي رحمه الله عن أحدهما ( عليه السلام ) حديثا مطولا جاء في آخره قوله ( عليه السلام ) : فأرسل أبو بكر إليه : أن تعال فبايع . فقال علي : لا أخرج حتى أجمع القرآن . فأرسل إليه مرة أخرى ، فقال : لا أخرج حتى أفرغ . فأرسل إليه الثالثة ابن عم له يقال له قنفذ ، فقامت فاطمة بنت رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) عليها ( كذا ) تحول بينه وبين علي ( عليه السلام ) ، فضربها ، فانطلق قنفذ وليس معه علي .
              \فخشي أن يجمع علي الناس ، فأمر بحطب ، فجعل حوالي بيته ، ثم انطلق عمر بنار ، فأراد أن يحرق على علي بيته ، وفاطمة ، والحسن والحسين ، صلوات الله عليهم . فلما رأى علي ذلك خرج فبايع كارها غير طائع " ( 1 ) . 19 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمد الجعفي ، عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قالا : " إن فاطمة ( عليها السلام ) لما أن كان من أمرهم ما كان ، أخذت بتلابيب عمر ، فجذبته إليها ، ثم قالت : أما والله يا ابن الخطاب ، لولا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على الله ، ثم أجده سريع الإجابة " ( 2 ) . قال شيخ الإسلام المجلسي مفسرا قوله : كان من أمرهم ما كان : " أي من دخولهم دار فاطمة الخ . . . "( 3 ) .

              .....................................
              كتاب مأساة الزهراء ج 2
              التعديل الأخير تم بواسطة أنصار المذبوح; الساعة 26-10-2013, 09:14 PM.

              تعليق


              • #8
                ما روي عن الإمام الباقر ( ع ) :

                20 - عن إبراهيم بن أحمد الطبري ، عن علي بن عمر بن حسن بن علي السياري ، عن محمد بن زكريا الغلابي ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد
                بن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن عمار بن ياسر ، قال في حديث : وحملت بالحسن ، فلما رزقته حملت بعد أربعين يوما بالحسين ، ثم رزقت زينب ، وأم كلثوم ، وحملت بمحسن ، فلما قبض رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) ، وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها ، وأخرج ابن عمها أمير المؤمنين ، وما لحقها من الرجل ، أسقطت به ولدا تماما . وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها صلوات الله عليها ( 1 ) .
                21 - وذكر محمد بن جرير بن رستم الطبري ، أن عليا ( عليه السلام ) لما بويع أبو بكر قعد عن القوم . فصاروا إلى داره ، وأرادوا أن يضرموها عليه ، وعلى فاطمة ( عليها السلام ) نارا ، فخرج الزبير بسيفه حتى كسروه .
                رواه محمد بن هارون ، عن أبان بن عثمان ، قال : حدثني سعيد بن قدامة ، عن زائدة بن قدامة : إن أبا بكر دعا عليا ( عليه السلام ) إلى البيعة ، فامتنع ، وقال : ( ثم يذكر احتجاج علي عليهم ، ثم يقول : ) فسألت زائدة بن قدامة : عمن سمعت هذا الحديث ؟ قال : من أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ( 2 ) .

                22 - " عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ، قال : سألته : متى يقوم قائمكم ؟ فأجابه جوابا مطولا تحدث فيه عن " الحطب الذي جمعاه ليحرقا به عليا ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وذلك الحطب عندنا نتوارثه . . " ( 3 ) .

                ...........................................
                كتاب مأساة الزهراء ج2
                التعديل الأخير تم بواسطة أنصار المذبوح; الساعة 26-10-2013, 09:27 PM. سبب آخر: خطأ املائي

                تعليق


                • #9
                  ما روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) :

                  23 - عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصري ، عن عبد الله بن علي بن عبد الرحمن الأصم ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : لما أسري بالنبي ( صلِ الله عليه وآله ) قيل له : إن الله يختبرك في ثلاث وصار يعددها . . .
                  إلى أن قال : وأما ابنتك فتظلم ، وتحرم ، ويؤخذ حقها غصبا ، الذي تجعله لها ، وتضرب وهي حامل ، ويدخل عليها وعلى حريمها ، ومنزلها بغير إذن ، ثم يمسها هوان وذل ، ثم لا تجد مانعا وتطرح ما في بطنها من الضرب ، وتموت من ذلك الضرب . . إلى أن تقول الرواية : وأول من يحكم فيه " محسن " بن علي في قاتله ، ثم في قنفذ ، فيؤتيان هو وصاحبه الخ . . . ( 1 ) .
                  24 - عن أبي الحسن بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسين بن الصفار ، عن محمد بن زياد ، عن مفضل بن عمر ، عن يونس بن يعقوب ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال في حديث طويل : " يا يونس ، قال جدي رسول الله ( صلِ الله عليه وآله ) : ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ، ويغصبها حقها ويقتلها " ( 1 ) .
                  25 - الكافي : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن القاسم ، عن جده ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، قال : " قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ، ولم تسموهم يقول السقط لأبيه : ألا سميتني ؟ ! وقد سمى رسول الله ( صلِ الله عليه وآله ) " محسنا " قبل أن يولد ( 2 ) " وهو مذكور في حديث الأربعمائة أيضا . ولاحظ الخصال للصدوق . قال المجلسي إسناد هذا الحديث معتبر ( 3 ) .
                  26 - إبراهيم بن سعيد الثقفي ، قال : حدثني أحمد بن عمرو البجلي ، قال : حدثنا أحمد بن حبيب العامري ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، قال : " والله ، ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته " ( 4 ) .
                  27 - عن الحسين بن حمدان ، عن محمد بن إسماعيل ، وعلي بن عبد الله الحسني ، عن أبي شعيب ، ومحمد بن نصير ، عن عمر بن الفرات ، عن محمد بن المفضل ، عن المفضل بن عمر ، قال : سألت سيدي الصادق ( عليه السلام ) : هل للمأمور المنتظر المهدي ( عليه السلام ) من وقت موقت يعلمه الناس ؟ ! فقال : حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا . .
                  إلى أن تقول الرواية : وضرب سلمان الفارسي ، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسن والحسين ; لإحراقهم بها ، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط ، ورفس بطنها ، وإسقاطها محسنا ..
                  إلى أن قال : وتقص عليه قصة أبي بكر ، وإنفاذه خالد بن الوليد ، وقنفذا ، وعمر بن الخطاب ، وجمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة . .
                  إلى أن قال : وقول عمر : أخرج يا علي إلى ما أجمع عليه ( المسلمون ) وإلا قتلناك .
                  وقول فضة جارية فاطمة : إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشغول ، والحق له إن أنصفتم من أنفسكم ، وأنصفتموه . ( وسب عمر لها ) . وجمعهم الجزل والحطب على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وزينب ، وأم كلثوم ، وفضة . وإضرامهم النار على الباب ، وخروج فاطمة إليهم ، وخطابها لهم من وراء الباب .
                  وقولها : ويحك يا عمر ، ما هذه الجرأة على الله ورسوله ؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتنفيه ( تفنيه ) وتطفئ نور الله ؟ والله متم نوره ، وانتهاره لها .
                  وقوله : كفي يا فاطمة فليس محمد حاضرا ، ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله ، وما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر ، أو أحرقكم جميعا .
                  فقالت وهي باكية : اللهم إليك أشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك ، وارتداد أمته علينا ، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل .
                  فقال لها عمر : دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء ، فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة والخلافة ، وأخذت النار في خشب الباب . وإدخال ( وأدخل ) قنفذ يده لعنه الله يروم فتح الباب . وضرب عمر لها بالسوط على عضدها ، حتى صار كالدملج الأسود . وركل الباب برجله حتى أصاب بطنها وهي حامل بالمحسن لستة أشهر ، وإسقاطها إياه .

                  وهجوم عمر ، وقنفذ ، وخالد بن الوليد ، وصفقة عمر على خدها حتى بدا ( أبرى ) قرطاها تحت خمارها ، وهي تجهر بالبكاء ، وتقول : " وا أبتاه ، وا رسول الله ، ابنتك فاطمة تكذب ، وتضرب ويقتل جنين في بطنها " . وخروج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من داخل الدار محمر العين حاسرا حتى ألقى ملاءته عليها ، وضمها إلى صدره ، وقوله لها : يا بنت رسول الله ، قد علمت أن أباك بعثه الله رحمة للعالمين . . .
                  إلى أن قال : ثم قال : يا ابن الخطاب لك الويل من يومك هذا وما بعده وما يليه ، أخرج قبل أن أشهر سيفي فأفني غابر الأمة . فخرج عمر ، وخالد بن الوليد ، وقنفذ ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، فصاروا من خارج الدار ، وصاح أمير المؤمنين بفضة يا فضة ، مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء ، فقد جاءها المخاض من الرفسة ، ورد الباب ، فأسقط محسنا . فقال أمير المؤمنين : فإنه لاحق بجده رسول الله ( صلِ الله عليه وآله ) فيشكو إليه .
                  وتستمر الرواية في هذا الموضوع ، ثم تقول : " ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ( عليها السلام ) ، وهن صارخات ، وأمه فاطمة تقول : " هذا يومكم الذي كنتم توعدون " .
                  إلى أن قالت الرواية : " ثم قال المفضل : يا مولاي ، ما تقول في قوله تعالى : * ( وإذا الموؤدة سئلت ، بأي ذنب قتلت ) * . قال : يا مفضل ، والموؤدة - والله - محسن ، لأنه منا لا غير ، فمن قال غير هذا فكذبوه . قال المفضل : يا مولاي : ثم ماذا ؟ قال الصادق ( عليه السلام ) : تقوم فاطمة بنت رسول الله ( صلِ الله عليه وآله ) ، فتقول : اللهم أنجز وعدك وموعدك لي في من ظلمني ، وغصبني ، وضربني ، وجزعني بكل أولادي " ( 1 ) .
                  28 - وفي حديث آخر : أن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قال للمفضل : " ولا كيوم محنتنا بكربلاء ، وإن كان يوم السقيفة ، وإحراق النار على باب أمير المؤمنين ، والحسن ، والحسين ، وفاطمة ، وزينب ، وأم كلثوم ، وفضة ، وقتل " محسن " بالرفسة أعظم وأدهى وأمر ، لأنه أصل يوم العذاب ( 2 ) .
                  29 - روى رئيس الشيعة الشيخ المفيد في الاختصاص ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، والعباس بن معروف ، عن عبد الله بن المغيرة ، قال : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبد الله بن بكر الأرجاني ، قال : صحبت أبا عبد الله ( عليه السلام ) في طريق مكة من المدينة . . . ثم ذكر حديثا طويلا ذكر له فيه أبو عبد الله ( عليه السلام ) : " قاتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقاتل فاطمة ( عليها السلام ) ، وقاتل المحسن ، وقاتل الحسن والحسين الخ . . . " .

                  ورواه في كامل الزيارات بسند آخر عن عبد الله الأصم ، عن عبد الله بن بكر الأرجاني ، وفيه : " وقاتل فاطمة ومحسن " فراجع ( 1 ) .
                  30 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان يوم القيامة يدعى محمد ( صلِ الله عليه وآله ) ، فيكسى حلة وردية . . . إلى أن قال : ثم ينادى من بطنان العرش ، من قبل رب العزة ، والأفق الأعلى : نعم الأب أبوك يا محمد ، وهو إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين ، ونعم الجنين جنينك ، وهو محسن ، ونعم الأئمة الراشدون الخ . . . " ( 2 ) .

                  31 - أبو محمد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لما قبض رسول الله ، وجلس أبو بكر مجلسه بعث إلى وكيل فاطمة صلوات الله عليها ، فأخرجه . . ثم تذكر الرواية : إن أبا بكر كتب لها كتابا برد فدك إليها ، فلقيها عمر ، فقال : يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك ؟ فقالت : كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك . فقال : هلميه إلي . فأبت أن تدفعه إليه فرفسها برجله ، وكانت حاملة بابن اسمه
                  المحسن ، فأسقطت المحسن من بطنها ، ثم لطمها ، فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت ( 1 ) . ثم أخذ الكتاب فخرقه . فمضت . ومكثت خمسة وسبعين يوما مريضة مما ضربها عمر ، ثم قبضت . فلما حضرتها الوفاة دعت عليا صلوات الله عليه فقالت : إما تضمن وإلا أوصيت إلى الزبير ، فقال علي ( عليه السلام ) : أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد ، قالت : سألتك بحق رسول الله ( صلِ الله عليه السلام ) إذا أنا مت ألا يشهداني ، ولا يصليا علي . قال : فلك ذلك ، فلما قبضت ( عليها السلام ) دفنها ليلا في بيتها ، وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها وأبو بكر وعمر كذلك ، فخرج إليهما علي ( عليه السلام ) ، فقالا له : ما فعلت بابنة محمد أخذت في جهازها يا أبا الحسن ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : قد والله دفنتها .
                  قالا : فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها .
                  قال : هي أمرتني .
                  فقال عمر : والله لقد هممت بنبشها والصلاة عليها .
                  فقال علي ( عليه السلام ) : أما والله ما دام قلبي بين جوانحي وذو الفقار في يدي ، إنك لا تصل إلى نبشها ، فأنت أعلم .
                  فقال أبو بكر : اذهب ، فإنه أحق بها منا .

                  وانصرف الناس ( 1 ) .

                  32 - محمد بن هارون التلعكبري ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني أبو علي محمد بن همام بن سهيل ، قال : روى أحمد بن محمد البرقي ، عن أحمد بن محمد الأشعري القمي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الله بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ولدت فاطمة ( عليها السلام ) في جمادى الآخرة في العشرين منه ، سنة خمس وأربعين من مولد النبي ( صلِ الله عليه وآله ) . .
                  إلى أن قال : وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسنا . ومرضت من ذلك مرضا شديدا ، ولم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها . وكان رجلان من أصحاب النبي سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما . فسألها ، فأجابت . ولما دخلا عليها قالا لها : كيف أنت يا بنت رسول الله ؟ ! فقالت : بخير والحمد لله . . ثم قالت لهما : أما سمعتما النبي ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) يقول : فاطمة بضعة مني ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ؟ قالا : بلى .

                  قالت : والله لقد آذيتماني . فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما " ( 1 ) . وسند الرواية صحيح .
                  33 - وقال الشيخ الطبرسي : وروي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : لما استخرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من منزله ، خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه ، فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها ، حتى انتهت قريبا من القبر ، فقالت لهم : خلوا ابن عمي فوالله لئن لم تخلوا عنه الخ . . . ( 2 ) .
                  فهذا الحديث أيضا يدل عن أنهم دخلوا عليه البيت واستخرجوه منه بالقوة والقهر ، وذلك بالرغم عن فاطمة ( ع ) ، ومن دون رعاية لحرمتها .

                  34 - وقال القاضي عبد الجبار المتوفي سنة 415 ه‍ . ق . والمعاصر للشيخ المفيد رحمه الله ( ت 413 ) إن الشيعة قد ادعوا رواية رووها عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) وغيره : إن عمر ضرب فاطمة بالسوط ( 3 ).

                  ولا ندري أن كان يشير إلى هذه الروايات التي ذكرناها ، أو إلى غيرها ، فلأجل ذلك أفردنا كلامه بالنقل .

                  تعليق


                  • #10
                    ما روي عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) :

                    35 - ونقل العلامة المجلسي رحمه الله تعالى ، عن كتاب الطرف للعلامة الجليل السيد ابن طاووس ، نقلا عن كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير ، عن موسى بن جعفر عن أبيه ، قال : لما حضرت رسول الله ( صلِ الله عليه وىله ) الوفاة دعا الأنصار ، وقال : يا معشر الأنصار ، قد حان الفراق . .
                    إلى أن قال : ألا إن فاطمة بابها بابي ، وبيتها بيتي ، فمن هتكه ، فقد هتك حجاب الله " . قال عيسى : فبكى أبو الحسن ( عليه السلام ) طويلا ، وقطع بقية كلامه ، وقال : هتك - والله - حجاب الله ، هتك - والله - حجاب الله ، هتك - والله - حجاب الله ، يا أمه صلوات الله عليها ( 1 ) .
                    36 - عن هارون بن موسى ، عن أحمد بن محمد بن عمار العجلي الكوفي ، عن عيسى الضرير ، عن الكاظم ( عليه السلام ) ، قال : قلت لأبي : فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله ( صلِ الله عليه وآله ) ؟ ! قال : فقال : ثم دعا عليا وفاطمة ، والحسن ، والحسين ( عليهم السلام ) ، وقال لمن في بيته : أخرجوا عني . . . إلى أن تقول الرواية إنه ( صلِ الله عليه وآله ) قد قال لعلي : " واعلم يا علي ، إني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة ، وكذلك ربي وملائكته . يا علي ويل لمن ظلمها ، وويل لمن ابتزها حقها ، وويل لمن هتك حرمتها ، وويل لمن أحرق بابها ، وويل لمن آذى خليلها ، وويل لمن شاقها وبارزها . اللهم إني منهم برئ ، وهم مني براء . ثم سماهم رسول الله ( صلِ الله عليه وآله ) ، وضم فاطمة إليه ، وعليا ، والحسن ، والحسين ( عليهم السلام ) ، وقال : اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم ، وزعيم بأنهم يدخلون الجنة ، وعدو وحرب لمن عاداهم وظلمهم ، وتقدمهم ، أو تأخر عنهم وعن شيعتهم ، زعيم بأنهم يدخلون النار . ثم - والله - يا فاطمة لا أرضى حتى ترضي . ثم - لا والله - لا أرضى حتى ترضي . ثم - لا والله - لا أرضى حتى ترضي . . . ( 1 ) " . 37 - عن محمد بن يحيى ، عن العمركي بن علي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) : إن فاطمة ( عليها السلام ) صديقة شهيدة ، وإن بنات الأنبياء لا يطمئن " ( 1 ) . قال المجلسيان الأول والثاني ، وهما من أعاظم علمائنا : هذا الحديث صحيح ( 2 ) . 38 - وروى العلامة الجليل العابد الزاهد ، السيد ابن طاووس بإسناده عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، عن أبيه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلِ الله عليه وآله وسلم ) : يا علي ، ما أنت صانع لو قد تآمر القوم عليك بعدي ، وتقدموا عليك ، وبعث إليك ( . . . . ) يدعوك إلى البيعة ، ثم لببت بثوبك تقاد ، كما يقاد الشارد من الإبل ، مذموما مخذولا ، محزونا مهموما . وبعد ذلك ينزل بهذه الذل
                    ................................................
                    كتاب مأساة الزهراء ج2

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X