إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أستشهاد الأمام الحسين (عليه السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أستشهاد الأمام الحسين (عليه السلام)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    عظم الله لنا ولكم الأجر

    ولمّا قُتل أصحابه وأهل بيته ، ولم يبقَ أحد عزم على لقاء الله ، فدعا ببردة رسول الله فالتحف بها ، فأفرغ عليها درعه ، وتقلّد سيفه ، واستوى على متن جواده ، ثمّ توجّه نحو القوم وقال : (( ويلكم ! على مَ تقاتلونني ؟ على حقٍّ تركته ؟ أم على شريعة بدّلتها ؟ أم على سنّة غيّرتها ؟ )) .
    فقالوا : نقاتلك بغضاً منّا لأبيك ، وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين .
    فلمّا سمع كلامهم بكى ، وجعل يحمل عليهم ، وجعلوا ينهزمون من بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر ، ثمّ رجع إلى مركزه وهو يقول : (( لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم )) .
    وهو في تلك الحالة يطلب شربة من الماء ، وكان يقول :
    أنـا ابن عليُّ الطهر من آلِ هاشمٍ ii ii كـفـانـي بهذا مفخراً حين أفخرُ
    وجـدّي iiرسولُ اللهِ أكرمُ مَنْ مشى ونحنُ سراجُ اللهِ في الأرضِ نزهرُ
    وفـاطـمُ اُمّـي مـن سلالةِ أحمدٍ ii وعـمّيَ iiيُدعى ذا الجناحينِ جعفرُ
    وفـيـنا iiكـتابُ اللهِ أُنزلَ صادقاً وفـينا الهدى والوحي بالخيرِ يذكرُ
    فـنـحـنُ أمـانُ اللهِ للناسِ كلّهم ii ii نـسـرُّ بـهـذا في الأنامِ ونجهرُ
    ونـحنُ ولاةُ الحوضِ نسقي ولاتنا ii ii بـكـأسِ رسولِ اللهِ ما ليسَ ينكرُ
    وشـيـعتنا في الحشرِ أكرمُ شيعةٍ ii ومـبـغضنا iiيـوم القيامةِ يخسرُ
    فـطـوبـى لعبدٍ زارنا بعدَ موتِنا ii ii بـجـنّـةِ عـدنٍ صفوها لا يُكدّرُ


  • #2
    فصاح عمر بن سعد : الويل لكم ! أتدرون لمَنْ تقاتلون ؟ هذا ابن الأنزع البطين ، هذا ابن قتّال العرب ، احملوا عليه من كلّ جانب .
    فحملوا عليه ، فحمل عليهم كالليث المغضب ، فجعل لا يلحق منهم أحداً إلاّ بعجهُ بالسيف فقتله ، حتّى قتل منهم مقتلة عظيمة .
    وفي خبر أنّه قتل ألفاً وتسعمئة وخمسين رجلاً ، فحالوا بينه وبين رحله ، فصاح : (( ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان ! إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرباً )) .
    فناداه شمر : ما تقول يابن فاطمة ؟
    قال : (( أقول : أنا الذي أُقاتلكم وأنتم تقاتلونني ، والنساء ليس عليهن جناح ، فامنعوا عتاتكم وجهّالكم عن التعرّض لحرمي ما دمت حيّاً )) .
    فصاح شمر بأصحابه : تنحّوا عن حرم الرجل واقصدوه بنفسه ، فلعمري هو كفو كريم ، فتراجع القوم .
    فنزلت الملائكة من السماء لنصرته فلم يأذن لهم بشيء ، ثمّ التفت يميناً وشمالاً فلم يرَ أحداً من أصحابه إلاّ مَنْ صافح التراب جبينه ، وقطع الحمام أنينه ، فخاطبهم وعاتبهم , فما سمع منهم جواباً .
    لمّا رأى السبطُ أصحابَ الوفا iiقُتلوا نادى أبا الفضل أين الفارسُ iiالبطلُ
    وأيـن مَنْ دوني الأرواح قد بذلوا بالأمسِ كانوا معي واليوم قد رحلوا
    وخـلّفوا فـي سـويدا القلب iiنيرانا
    ثمّ نادى برفيع صوته : (( هل من ناصر ينصرني ؟ هل من معين يعينني ؟ )) .
    فخرج زين العابدين (عليه السّلام) وهو مريض لا يتمكّن أن يحمل سيفه ، واُمّ كلثوم تنادي خلفه : ارجع .
    فقال : (( يا عمّتاه ، ذريني أُقاتل بين يدي ابن رسول الله )) .
    فقال الحسين (عليه السّلام) : (( خذيه ؛ لئلاّ تبقى الأرض خالية من نسل آل محمد )) .

    يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع

    تعليق


    • #3
      وفي رواية : جاء الحسين (عليه السّلام) واحتمله وأتى به إلى الخيمة ، ثمّ قال : (( ولدي , ما تريد أن تصنع ؟ )) .
      قال : (( أبه ، إنّ نداءك قطّع نياط قلبي ، واُريد أن أفديك بروحي )) . فقال الحسين (عليه السّلام) : (( يا ولدي , أنت مريض ليس عليك جهاد ، وأنت الحجّة والإمام على شيعتي ، وأنت أبو الأئمّة ، وكافل الأيتام والأرامل ، وأنت الرادّ لحرمي إلى المدينة )) .
      فقال زين العابدين (عليه السّلام) : (( أبتاه ، تُقتل وأنا أنظر إليك ؟! ليت الموت أعدمني الحياة ، روحي لروحك الفداء ، نفسي لنفسك الوقاء )) .
      ثمّ ذهب الحسين (عليه السّلام) إلى خيام الطاهرات من آل رسول الله ، ونادى : (( يا سكينة ، ويا فاطمة ، ويا زينب ، ويا اُمّ كلثوم ، عليكنّ منّي السلام ، فهذا آخر الاجتماع ، وقد قرب منكنّ الافتجاع )) .
      فعلتْ أصواتهن بالبكاء وصحْن : الوداع الوداع ، الفراق الفراق .
      فجاءته عزيزته سكينة وقالت : يا أبه , استسلمت للموت ؟ فإلى مَنْ اتّكل ؟
      قال : (( يا نور عيني ، كيف لا يستسلم للموت مَنْ لا ناصر له ولا معين )) .
      قالت : أبه , ردّنا إلى حرم جدّنا ؟
      فقال الحسين (عليه السّلام) : (( هيهات ! لو ترك القطا لغفا ونام )) .
      فبكت سكينة فأخذها وضمّها إلى صدره ، ومسح الدموع عن عينها ، وهو يقول :
      سيطولُ بعدي يا سكينة فاعلمي مـنكِ iiالبكاءُ إذا الحِمامُ دهاني
      لا تـحرقي قلبي بدمعكِ حسرةً ii ما iiدامَ منّي الروحُ في جثماني
      فـإذا قُـتلتُ فأنتِ أولى بالذي ii ii تـأتـيـنـهُ يا خيرةَ النسوانِ
      ثمّ إنّ الحسين دعاهن بأجمعهن وقال لهن : (( استعدّوا للبلاء ، واعلموا أنّ الله حافظكم وحاميكم ، وسينجيكم من شرّ الأعداء ، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير ، ويعذّب أعاديكم بأنواع العذاب ، ويعوّضكم عن هذه البليّة بأنواع النعم والكرامة ، فلا تشكّوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم )) .
      ثمّ أمرهن بلبس أزرهن ومقانعهن ، فسألته زينب عن ذلك ، فقال : (( كأنّي أراكم عن قريب كالإماء والعبيد , يسوقونكم أمام الركاب ، ويسومونكم سوء العذاب )) . فنادت زينب : وا جدّاه ! وا قلّة ناصراه ! فشقّت ثوبها ، ونتفت شعرها ، ولطمت على وجهها .

      يتبــــــــــــــــــــــــــــــع

      تعليق


      • #4
        فقال الحسين (عليه السّلام) لها : (( مهلاً يا بنت المرتضى ، إنّ البكاء طويل )) . فأراد الحسين أن يخرج من الخيمة فتعلّقت به زينب ، وقالت : مهلاً يا أخي ، توقّف حتّى أتزوّد منك ومن نظري إليك ، وأودّعك وداع مفارق لا تلاقي بعده .
        فجعلت تقبّل يديه ورجليه ، وأحطن به سائر النسوة يُقبّلن يديه ورجليه ، فسكّتهنَّ الحسين ، وردّهنَّ إلى الفسطاط .
        ثمّ دعا بأخته زينب وصبّرها ، وأمرّ يده على صدرها وسكّنها من الجزع ، وذكر لها ما أعدّ الله للصابرين ، فقالت له : يابن اُمّي ، طب نفساً ، وقرّ عيناً ؛ فإنّك تجدني كما تحبّ وترضى .
        فقال الحسين (عليه السّلام) : (( أخيّه ، ايتيني بثوب عتيق لا يرغب فيه أحد ، أجعله تحت ثيابي ؛ لئلاّ أجرّد بعد قتلي ، فإنّي مقتول مسلوب )) .
        فارتفعت أصواتهنّ بالبكاء ، فأُتي بتبّان ، وهو ثوب قصير ضيّق ، فقال : (( لا ، ذاك لباس مَنْ ضُربت عليه الذلّة )) . فأخذ ثوباً خَلِقاً فخرقه وجعله تحت ثيابه ، فلمّا قُتل جرّدوه منه .
        ثمّ نادى الحسين (عليه السّلام) : (( هل مَنْ يقدّم إليّ جوادي ؟ )) .
        فسمعت زينب فخرجت وأخذت بعنان الجواد وأقبلت إليه ، وهي تقول : لمَنْ تنادي وقد قرحت فؤادي .
        فعاد الحسين إلى القوم فحمل عليهم ، وكانت الرجال تشدّ عليه فيشدّ عليها ، فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا حلّ فيها الذئب ، حمل على الميمنة ، وهو يقول :
        الموتُ خيرٌ من ركوبِ العارِ والعارُ أولى من دخولِ iiالنارِ
        وحمل على الميسرة وهو يقول :
        أنـا الحسينُ بنُ iiعلي آلـيـتُ ألاّ iiأنـثني
        أحـمي عـيالاتِ أبي أمضي على دينِ النبي
        فجعلوا يرشقونه بالسهام والنبال حتّى صار درعه كالقنفذ ، فوقف ليستريح ساعة وقد ضعف عن القتال ، فبينما هو واقف إذ أتاه حجرٌ فوقع على جبهته ، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينه ، فأتاه سهم محدّد مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره على قلبه ، فقال الحسين (عليه السّلام) : (( بسم الله وبالله ، وفي سبيل الله ، وعلى ملّة رسول الله )) . ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : (( إلهي ، إنّك تعلم أنّهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن نبيّ غيره )) .
        ثمّ أخذ السهم وأخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب ، فوضع يده على الجرح فلمّا امتلأت دماً رمى به إلى السماء ، ثمّ وضع يده على الجرح ثانياً فلمّا امتلأت لطّخ به رأسه ولحيته ، وقال : (( هكذا أكون حتّى ألقى جدّي رسول الله وأنا مخضوب بدمي ، أقول : يا رسول الله ، قتلني فلان وفلان )) .
        فعند ذلك طعنه صالح بن وهب على خاصرته طعنة فسقط عن فرسه على خدّه الأيمن ، وهو يقول : (( بسم الله وبالله ، وفي سبيل الله ، وعلى ملّة رسول الله )) . ثمّ جعل يجمع التراب تحت يده كالوسادة فيضع خدّه عليها ، ثمّ يناجي ربّه قائلاً : (( صبراً على قضائك وبلائك ، يا ربّ لا معبود سواك )) .
        ثمّ وثب ليقوم للقتال فلم يقدر ، فبكى بكاءً شديداً ، فنادى : (( وا جدّاه ! وا محمّداه ! وا أبتاه ! وا عليّاه ! وا غربتاه ! وا قلّة ناصراه ! أأُقتل مظلوماً وجدّي محمد المصطفى ؟! أأُذبح عطشان وأبي عليّ المرتضى ؟! أأُترك مهتوكاً واُمّي فاطمة الزهراء ؟! )) .

        يتبـــــــــــــــــــــــــع

        تعليق


        • #5
          ثمّ خرجت زينب من الفسطاط وهي تنادي : وا أخاه ! وا سيداه ! وا أهل بيتاه ! ليت السماء أطبقت على الأرض ، ليت الجبال تدكدكت على السهل , اليوم مات جدّي ، اليوم ماتت اُمّي .
          ثمّ نادت : ويحك يا بن سعد ! أُيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه ؟!
          فلم يجبها عمرو بشيء ، فنادت : ويحكم ! أما فيكم مسلم ؟! فلم يجبها أحد .
          ثمّ انحدرت نحو المعركة وهي تقوم مرّة وتقعد أخرى ، وتحثوا التراب على رأسها حتّى وصلت إلى الحسين (عليه السّلام) فطرحت نفسها على جسده ، وجعلت تقول : أأنت الحسين أخي ؟ أأنت ابن أمّي ؟ أأنت حمانا ؟ أأنت رجانا ؟
          والحسين لا يردّ عليها جواباً ؛ لأنّه كان مشغولاً بنفسه ، فقالت : أخي , بحقّ جدّي إلاّ ما كلّمتني ، وبحقّ أبي أمير المؤمنين إلاّ ما خاطبتني . يا حشاش مهجتي كلّمني ، يا شقيق روحي . ففتح الحسين عينه ، فعند ذلك جلست زينب خلفه وأجلسته حاضنة له بصدرها ، فالتفت إليها الحسين (عليه السّلام) وقال : (( اُخيّه ، كسرتِ قلبي ، وزِدتني كرباً فوق كربي ، فبالله عليك إلاّ ما سكتِ وسكنتِ )) .
          فصاحت : وا ويلاه ! يابن اُمّي , كيف أسكن وأسكت وأنت بهذه الحالة ، تعالج سكرات الموت ؟ روحي لروحك الفداء ، ونفسي لنفسك الوقاء .
          فخرج عبد الله بن الحسن ـ وهو غلامٌ لم يراهق ـ من عند النساء ، فشدّ حتّى وقف إلى جنب عمّه الحسين ، فلحقته زينب بنت علي لتحسبه ، فقال لها الحسين (عليه السّلام) : (( احبسيه يا اُختي )) . فأبى وامتنع عليها امتناعاً شديداً ، وقال : والله لا أفارق عمّي . وأهوى أبحر بن كعب إلى الحسين بالسيف ، فقال له الغلام : ويلك يابن الخبيثة ! أتقتل عمّي ؟!
          فضربه أبحر بالسيف ، فأتقاه الغلام بيده وأطنّها إلى الجلد ، فإذا هي معلّقة ، ونادى الغلام : يا عمّاه ! يا أبتاه ! فأخذه الحسين (عليه السّلام) فضمّه إليه ، وقال : (( يابن أخي ، صبراً على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الأجر ؛ فإنّ الله يلحقك بآبائك الصالحين )) . فرماه حرملة بسهم فذبحه في حجر عمّه الحسين (عليه السّلام) .
          ثمّ صاح عمر بن سعد بأصحابه : ويلكم ! انزلوا وحزّوا رأسه . وقال لرجل : ويلك ! انزل إلى الحسين وأرحه .
          فأقبل عمرو بن الحجّاج ليقتل الحسين (عليه السّلام) ، فلمّا دنا ونظر إلى عينيه ولّى راجعاً مدبراً ، فسألوه عن رجوعه , قال : نظرتُ إلى عينيه كأنّهما عينا رسول الله .
          وأقبل شبثُ بن ربعي فارتعدت يده ورمى السيف هارباً ، فعند ذلك أقبل شمرٌ وجلس على صدر الحسين ، ووقعت المصيبة الكبرى التي يعجز القلم عن وصفها .
          يـا iiقتيلاً قوّض الدهرُ به ii عـمدَ الدينِ وأعلامَ الهدى
          قـتـلـوهُ بـعد علمٍ منهمُ ii أنّهُ iiخامسُ أصحابِ الكسا
          وا صريعاً عالجَ الموتَ بلا شـدّ iiلـحيينِ ولا مدّ ردا
          غـسّلوهُ iiبـدمِ الطعنِ وما ii كـفّنوهُ غير بوغاء الثرى

          تعليق


          • #6
            عظم الله لنا ولك الاجر
            احسنت بارك الله فيك
            حسين منجل العكيلي

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركة
              عظم الله لنا ولك الاجر
              احسنت بارك الله فيك
              ڳّلُ أَلَشِڳَرٌ لٌڳَـ وَلٌهٌذّأَ أٌلَمَرِوَرِ أَلٌجَمَيَلَ

              أِلُلَهُ يِ۶ـطًيِڳَـ أِلٌعِأِفًيٌهِ يُأِرِبً


              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X