الرد على شبهة (دعوني والتمسوا غيري)

[محب الامام علي]

بسم الله الرحمن الرحيم

كتبت سابقا مشاركة في تخريج هذا المقطع من كلام امير المؤمنين (عليه السلام) وقد اثبتنا بما لا يدع مجالا للشك في ان سند هذا المقطع لا قيمة له وهنا نريد ان نكمل البحث ببيان عدم تنافي هذا المقطع - على تقدير التسليم بصدوره - مع وجود النص على الامام (عليه السلام) فقول :
ان من تمسك بكلام امير المؤمنين (عليه السلام) لنفي النص على الامامة هو تمسك بكلام غير صريح لانه:
أولا: يعارض ما قد ثبت بالنص الصحيح والصريح على خلافة امير المؤمنين(عليه السلام) وامامته بعد النبي (صلى الله عليه واله) من طرق الشيعة والسنة فتمسك المخالف بكلام جاء في نهج البلاغة لا يعارض ما ثبتت صحته جزما عندنا بالإضافة الى وجود العديد من خطب وروايات نفس الكتاب (نهج البلاغة) مما له دلالة صريحة في كون علي (عليه السلام) هو الخليفة الشرعي بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو الوصي والوارث وصاحب الحق وكذلك الائمة من ولده (عليهم الصلاة والسلام) .
قال (عليه السلام) في خطبة له بعد خلافته وبعد انصرافه من صفين: ((لا يقاس بال محمد (صلى الله عليه واله) من هذه الامة احدو لا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه ابدا . هم أساس الدين وعماد اليقين اليهم يفئ الغالي وبهم يلحق الغالي وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة الان اذا رجع الحق الى اهله ونقل الى منتقله)) (1)
وقال (عليه السلام) في كلام له: ((ان الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم و لا تصلح الولاة من غيرهم)) (2)
وقال (عليه السلام) أيضا: ((اللهم اني استعديك على قريش فانهم قد قطعوا رحمي واكفأوا انائي واجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري)) (3)
وقال (عليه السلام) أيضا: ((فياعجبي ومالي لا اعجب من خطأ هذه الفرق على اختلافى حججها في دينها لا يقتصون اثر نبي ولا يقتدون بعمل وصي)) (4)
وفي كلام له اهل مصر مع مالك الاشتر لما ولاه امارتها: ((فوالله ما كان يلقى في روعي و لا يخطر ببالي ان العرب تزعج هذا الامر من بعده (صلى الله عليه واله) عن اهل بيته و لا انهم مُنحُوه عني بعده)) (5)
وقوله في خطبته الشقشقية: ((اما والله لقد تقمصها فلان وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى)) (6)
وغير هذه النصوص المتناثرة في كتاب نهج البلاغة والتي تدل بشكل مؤكد على كونه الخليفة الشرعي والوصي بعد النبي (صلى الله عليه واله) .


(1) نهج البلاغة ج1ص30 شرح الشيخ محمد عبده .
(2) نهج البلاغة ج2 ص27 شرح الشيخ محمد عبده .
(3) نهج البلاغة ج2 ص202 شرح الشيخ محمد عبده .
(4) نهج البلاغة ج1 ص156 شرح الشيخ محمد عبده .
(5) نهج البلاغة ج3 ص118 – 119 شرح الشيخ محمد عبده .
(6) نهج البلاغة ج1 ص30 - 31 شرح الشيخ محمد عبده .

[محب الامام علي]

وثانيا: ان هذه الفقرة لا دلالة فيها على عدم وجود نص على الامامة وذلك لعدة أمور:
ان الذي رفضه الامام هو الامارة و السلطة او قل الحكومة وهذه الامرة ليست من المهام الأساسية للانبياء والائمة بل هي من شؤون الامامة واداة تنفيذية لها فالحكومة تعني بسط اليد ونفوذ الكلمة والسيطرة على السلطة الإجرائية وهذه من حق الامام ان يرفضها اذا لم يجد الشروط المناسبة لها .
فالاشكال نشئ بسبب اعتقاد المخالفين ان معنى الامامة هو الرئاسة والامرة والسلطة وهذا ما لا يلتزم به الشيعة فهم يعتقدون بان الامامة منصب الهي وسفارة الهية وخلافة للنبي واستمرار لدور النبي (صلى الله عليه واله) فليست هي في يد الناس حتى يعطوها فيرفضها الامام (عليه السلام) فهم لم يطلبوا منه ان يتولى الامامة الإلهية لكي يرفضها الامام فهو منصوب من الله تعالى لا من الناس ويمارس مهامه الإلهية والامرة والحكومة لم تكن هدفا للائمة ولذا نجد الامام (عليه السلام) يعبر عنها بانها اهون لديه من (عفطة عنز).
والخلاصة فالامام لم يرفض الامامة الإلهية فلا يكشف رفضه عن عدم وجود نص كما توهمه البعض والذي رفضه الامام (عليه السلام) هو الامارة والسلطة وهذه الامارة لا يجب على الامام (عليه السلام) قبولها الا اذا توفرت لها الشروط المناسبة.
لا يقال حتى لو سلمنا ان ما رفضه الامام (عليه السلام) هو الامارة والسلطة فما وجه رفضه لها بعد القول انها وسيلة تحقيق الهدف ؟
فاننا نقول: ذكرت وجوها عديدة لرفض الامام (عليه السلام) لهذه الامرة اول الامر ثم قبولها بعد ذلك ولعل اوجهها بلحاظ بعض القرائن المذكورة في نفس الكلام ان سبب رفض الامام (عليه السلام) انهم طلبوا منه الامارة التي اعتادوا عليها في زمن ابي بكر وعمر فان هذا هو ما ثاروا عليه وهذا أيضا ما اشترطه عبد الرحمن بن عوف على الامام (عليه السلام) بعد موت عمر بن الخطاب وقد رفضها الامام (عليه السلام) أيضا ومن القرائن الدالة على ذلك قول الامام (عليه السلام) لهم:
((واعلموا اني ان اجبتكم ركبت بكم ما اعلم ولم اصغ الى قول القائل وعتب العاتب )) فاشترط عليهم قبول أوامره والطاعة له بما يعلم هو وليس له علاقة بسيرة من قبله .

[أنصار المذبوح]

شّڳَرًأِ لًڳً ۶ـلّى أًلّمُوٌضّوِعُ أًلٌجٌمًيّلّ وِ أِلًمُفًيِدَ

جّزَأٌڳُ أًلِلًهٌ أًلٌفً خّيًرُ عُلَى ڳَلّ مٌأً تًقٌدّمًهِ لًهَذٌأُ أَلّمًنَتًدَى

نّنِتَظِرً أِبّدًأِعّأَتًڳُ أِلُجُمٌيٌلٌة بّفُأًرَغُ أُلَصّبِرٌ

[ابوعلاء العكيلي]

لبيك ياحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله لنا ولكم الاجربمصاب سيد الشهداء عليه السلام
جزيتم خيرا