إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زينب الكبرى عليها السلام الجزء الثاني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زينب الكبرى عليها السلام الجزء الثاني

    زينب الكبرى عليها السلام الجزء الثاني
    لو ترى عليّاً عليه السّلام؟ [16]


    لمّا أدخل السّبايا الكوفة وأخذت أم كلثوم تخاطب النّاس إذا بضجة قد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين عليه السّلام وهو رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولحيته كسواد السبج قد انتصل منها [17] الخضاب، ووجهه دارة قمر طالع والرمح تلعب بها يميناً وشمالاً فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت بمقدّم المحمل، حتى رأينا الدّم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول:
    يا هلالاً لمّا استتم كمالاً ما توهمت يا شقيق فؤادي يا أخي فاطم الصغيرة كلمها يا أخي قلبك الشفيق علينا يا أخي لوترى علياً لدى الأسر كلمّا أوجعوه بالضرب ناداك ياأخي ضُمّه إليك وقرّبه ما أذل اليتيم حين ينادي غاله خسفه فأبدا غروباً كان هذا مقدَّراً مكتوباً فقد كاد قلبها أن يذوبا ما له قد قسى وصار صليباً؟ مع اليتم لا يطيق وجوبا بذلّ بغيض دمعاً سكوبا وسكّن فؤاده المرعوبا بأبيه، ولا يراه مجيباً
    إنمّا يفتضح الفاسق[18]
    لمّا أدخل السبايا الكوفة جلس ابن زياد في القصر للناس، وأذن إذناً عاماً وجيء برأس الحسين عليه السّلام فوضع بين يديه وأدخل نساء الحسين عليه السّلام وصبيانه إليه، فجلست زينب بنت عليّ عليه السلام متنكرة فسأل عنها فقيل: زينب بنت عليّ عليه السّلام، فأقبل إليها فقال: الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم، فقالت:
    إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا.
    فقال ابن زياد: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟
    فقالت: ما رأت إلاَّ جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّ وتخاصم، فانظر لمن يكون الفلج يومئذٍ، هبلتك أمك يا ابن مرجانة.
    قال الراوي: فغضب ابن زياد وكأنه همَّ بها.
    فقال له عمرو بن حريث: إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
    فقال لها ابن زياد: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك.
    فقالت: لعمري لقد قتلك كهلي، وقطعت فرعي، واجتثثت أصلي، فإن كان هذا شفاك فقد اشتفيت.
    فقال ابن زياد: هذه سجّاعة! ولعمري، القد كان أبوك شاعراً سجّاعاً.
    فقالت: يا ابن زياد، ما للمرأة والسجاعة وإنّ لي عن السجاعة لشغلاً وإنيّ لأعجب ممّن يشتفي بقتل أئمته، ويعلم أنَّهم منتقمون منه في آخرته.
    والله، لا تمحو ذكرنا[19]
    لمَّا جيء برأس الحسين عليه السّلام إلى يزيد دعا بقضيب خيزران وجعل ينكث به ثنايا أبي عبد الله الحسين عليه السّلام ويتمثَّل بأبيات ابن الزبعري:
    ليت أشياخي ببدرشهدوا لأهلّوا واستهلّوا فرحاً قد قتلنا القرم من ساداتهم لعبت هاشم بالملك فلا لست من خندف إن لم أنتقم جزع الخزرج من وقع الأسل ثم قالوا يا يزيد لا تشل وعدلناه ببدر فاعتدل خبر جاء ولا وحي نزل من بني أحمد ما كان فعل

    قال الراوي: فقامت زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقالت:
    الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله سبحانه كذلك يقول: (ثُمّ كَانَ عَاقِبَةَ الّذِينَ أَسَاءُواْ السّوَءَىَ أَن كَذّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ) [20] أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أنّ بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة؟ وأن ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك، جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوثقة والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلاً مهلاً أنسيت قول الله تعالى: (وَلاَ يَحْسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُواْ أَنّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنْفُسِهِمْ إِنّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوَاْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابٌ مّهِينٌ) [21].
    أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وأماءك وسوقك بنات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سبايا قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل، ويتصفّح وجوههن القريب والبعيد، والدنيّ والشريف ليس معهن من رجالهن ولي، ولا من حماتهن حمي؟ وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن والأحن والأضغان؟ ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم:
    لأهلوا واستهلوا فرحاً ثم قالوا يا يزيد لا تشل

    منتحياً على ثنايا أبي عبد الله عليه السّلام سيّد شباب أهل الجنّة، تنكتها بمحضرتك وكيف لا تقول ذلك؟ وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة، بإراقتك دماء ذرية محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ونجوم الأرض من آل عبد المطلب، وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلتردّن وشيكاً موردهم، ولتودّن أنك شللت وبكمت، ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.
    (اللهم خذ لنا بحقّنا وانتقم ممّن ظلمنا، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا).
    فوالله، ما فريت إلاّ جلدك، ولا حززت إلا لحمك، ولتردّن على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بما تحمّلت من سفك دماء ذريّته، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم، ويأخذ بحقهم (وَلاَ تَحْسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ)[22] وحسبك بالله حاكماً، وبمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم خصيماً وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سوّل لك ومكنّك من رقاب المسلّمين، بئس للظالمين بدلاً، وأيّكم شر مكاناً وأضعف جُنداً.
    ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك إنّي لأستصغر قدرك، واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرّى، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطّف من دمائنا والأفواه تنطّف من دمائنا والأفواه تتحلّب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً حين لا تجد إلا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد، فإلى الله المشتكى، وعليه المعول، فكد كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله، لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولاتدرك أمدنا ولا ترحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيّامك إلاّ عدد وجمعك إلاّ بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين، فالحمد لله رب العالمين الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يُكمِّلَ لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة، إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    ابكوا كثيراً[23]
    لمَّا أتى عليّ بن الحسين عليه السّلام بالنّسوة من كربلاء وكان مريضاً وإذا نساء أهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب، والرجال معهن يبكون، فقال زين العابدين بصوت ضئيل وقد نهكته العلّة: إن هؤلاء يبكون، فمن قتلنا غيرهم فأومأت زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلى النّاس بالسكوت.
    قال حذيم الأسدي: فلم أر والله خَفِرة أنطق منها كأنَّما تنطق وتفرغ عن لسان أمير المؤمنين عليه السّلام، وقد أشارت إلى النّاس بأنْ أنصتوا، فارتدت الأنفاس، وسكنت الأجراس، ثم قالت بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله:
    أما بعد! يا أهل الكوفة يا أهل الختر[24] والغدر والحدل[25]! ألا فلا رقأت العبرة، ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم مثل التي نقضت غزلها من بعد قُوّة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم، هل فيكم إلا الصلف والعجب، والشنف والكذب، وملق الإماء، وغمز الأعداء كمرعى على دمنة، أو كقصة على ملحودة، ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.
    أتبكون على أخي؟! أجل والله، فابكوا، فإنكم والله أحق بالبكاء فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فقد بليتم بعارها، ومنيتم بشنّارها، ولن ترحضوها أبداً، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبّوة، ومعدن الرسالة، و سيّد شباب أهل الجنّة وملاذ حربكم، ومعاذ حزبكم، ومقرّ سلّمكم وآسى كلمكم، ومفزع نازلتكم، والمرجع إليه عند مقالتكم، ومدرة حججكم، ومنار محجتكم، ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعساً تعساً، ونكساً نكساً، لقد خاب السعي وتبّت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلّة والمسكنة.
    أتدرون ويلكم أيّ كبد لمحمّد (ص) فريتم؟! وأيَّ عهد نكثتم؟! وأي كريمة له أبرزتم؟! وأي حرمة له هتكتم؟ وأي دم له سفكتم؟! لقد جئتم شيئاً إدّاً تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض وتخرُّ الجبال هدّاً، لقد جئتم بها شوهاء (صلعاء عنقاء سواء فقماء) خرقاء طلاع الأرض و (ملء) السماء، أفعجبتم أن لم تمطر السماء دماً؟ ولعذاب الأخرة أخزى وهم لا ينصرون، فلا يستخفنّكم المهل فإنه عزَّ وجلَّ من لا يحفزه البدار ولا يخشى عليه فوت الثأر، كلا إنَّ ربَّك لنا ولهم بالمرصاد ثم أنشأت تقول:
    ماذا تقولون إذ قال النبيّ لكم بأهل بيتي وأولادي ومكرمتي ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم إني لأخشى عليكم أن يحلَّ بكم ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم؟ منهم أسارى ومنهم ضرَّجوا بدم.؟ أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي مثل العذاب الذي أودى على إرم
    ثم ولّت عنهم.
    قال حذيم: فرأيت النّاس حيارى قد ردّوا أيديهم في أفواههم، فالتفتُّ إلى شيخ إلى جانبيّ يبكي وقد أخضلّت لحيته بالبكاء، ويده مرفوعة إلى السماء، وهو يقول: بأبي أنتم وأمي كهولهم خير الكهول، وشبابهم خير شباب ونسلهم نسل كريم، وفضلهم فضل عظيم، ثم أنشد شعراً:
    كهولهم خير الكهول ونسلهم إذا عدَّ نسل لا يبور ولا يخزى

    فقال عليّ بن الحسين عليه السّلام: يا عمة، اسكتي، ففي الباقي من الماضي إعتبار، وأنت بحمد الله عالمة غير معلّمة، فهمة غير مفهَّمة، إن البكاء والحنين لا يردّان من قد أباده الدهر، فسكتت ثم نزل عليه السّلام وضرب فسطاطه وأنزل نساءه ودخل الفسطاط.
    متفرقات
    الآن عرفنا الحرمان[26]
    أن زينب عليها السّلام عند وفاة أمها، وهي تجر رداءها وتنادي: يا أبتاه، يا رسول الله، الآن عرفنا الحرمان من النظر إليك.
    الآن حقاً فقدناك[27]
    وخرجت أم كلثوم وعليها برقعة تجرُّ ذيلها، متجلببة برداء عليها تسحبهما وهي تقول: يا أبتاه، يا رسول الله، الآن حقّاً فقدناك فقداًَ لا لقاء بعده أبداً.
    رأيت البارحة رؤيا [28]
    لمّا دنت الوفاة من النبيّ (ص)، رأى كلٌّ من أمير المؤمنين والزهراء عليهما السّلام رؤيا تدل على وفاته (ص) فأخذا بالبكاء والنحيب، فجاءت زينب، إلى جدها رسول الله (ص) وقالت: يا جدّاه، رأيت البارحة رؤياً أنها انبعثت ريح عاصفة سودّت الدنيا وما فيها وأظلمتها، وحرّكتني من جانب إلى جانب، فرأيت شجرة عظيمة فتعلّقت بها من شدة الريح، فإذا بالريح قلعتها وألقتها على الأرض، ثم تعلّقت على غصن قوي من أغصان تلك الشجرة فقطعتها أيضاً، فتعلّقت بفرع آخر فكسرته أيضاً، فتعلّقت على أحد الفرعين من فروعها فكسرته أيضاً، فاستيقظت من نومي. فبكى (ص) وقال: الشجرة جدّك، والفرع الأول أمّك فاطمة، والثاني أبوك عليّ، والفرعان الآخران هما أخواك الحسنان، تسودُّ الدنيا لفقدهم، وتلبسين لباس الحداد في رزيتهم.
    هذا حسين بالعراء[29]
    قال العلامة المقرّم (ره): فقلن النّسوة: بالله عليكم إلاّ ما مررتم بنا على القتلى، ولمّا نظرن إليهم مقطّعين الأوصال قد طعمتهم سمر الرماح، ونهلت من دمائهم بيض الصفاح، وطحنتهم الخيل بسنابكها، صحن ولطمن الوجوه، وصاحت زينب:
    يا محمّداه، هذا حسين بالعراء، مرمَّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، وبناتك سبايا، وذرّيتك مقتّلة، فأبكت كلَّ عدو وصديق حتى جرت دموع الخيل على حوافرها، ثم بسطت يديها تحت بدنه المقدّس ورفعته نحو السماء، وقالت: إلهي تقبّل منّا هذا القربان.
    سمعت هاتفاً يقول [30]
    أن الحسين عليه السّلام لمّا نزل الخزيمة أقام بها يوماً وليلة، فلمّا أصبح أقبلت إليه أخته زينب عليها السّلام فقالت:
    يا أخي ألا أخبرك بشيء سمعته البارحة؟
    فقال الحسين عليه السّلام: وما ذاك؟
    فقالت: خرجت في بعض الليل لقضاء حاجة، فسمعت هاتفاً يهتف ويقول:
    <ألا يا عين فاحتفلي بجهد/nobr> ومن يبكي على الشهداء بعدي على قوم تسوقهم المنايا بمقدار إلى إنجاز وعد

    فقال لها الحسين عليه السّلام: يا أختاه، كل الذي قضى فهو كائن.
    الأصوات قد اقتربت[31]
    لمّا كان اليوم التاسع من المحرَّم زحف عمر بن سعد إلى الحسين عليه السّلام بعد العصر والحسين عليه السّلام جالس أمام بيته، محتب بسيفه إذ خفق برأسه على ركبتيه، فسمعت أخته الضجة، فدنت من أخيها فقالت:
    ياأخي، أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت؟ فرفع الحسين عليه السّلام رأسه فقال: إني رأيت رسول الله (ص) السّاعة في المنام، فقال لي: إنك تروح إلينا، فلطمت أخته وجهها، ونادت بالويل، فقال لها الحسين عليه السّلام: ليس لك الويل يا أختاه، اسكتي رحمك الله.
    واثكلاه[32]
    قال عليّ بن الحسين عليه السّلام: إني لجالس في صبيحتها وعندي عمّتي زينب تمرّضني إذ اعتزل أبي في خباء له وعنده جوين مولى أبي ذر الغفاري، وهو ـ أي جون ـ يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:
    يا دهر أفٍّ لك من خليل من صاحب أو طالب قتيل وإنّما الأمر إلى الجليل كم لك بالإشراق والأصيل والدهر لا يقنع بالبديل وكل حيّ سالك سبيلي

    فأعادها مرّتين أو ثلاثة حتى فهمتها وعرفت ما أراد، فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت، وعلمت أن البلاء قد نزل، وأمّا عمّتي فإنها لمّا سمعت وهي امرأة ومن شأن النّساء الرّقة والجزع فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت:
    واثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي عليّ وأخي الحسن، ياخليفة الماضين وثمال الباقين، فنظر إليها الحسين عليه السّلام؛ فقال لها: يا أخيّة، لا يذهبنّ بحلمك الشيطان ـ وترقرقت عيناه بالدّموع ـ وقال: لو ترك القطا يوماً لنام، فقالت: يا وليتاه، أفتغتصب نفسك اغتصاباً فذلك أقرح لقلبي وأشدُّ على نفسي، ثم لطمت وجهها وهوت إلى جيبها فشقتّه وخرّت مغشّياً عليها... يا
    حسين منجل العكيلي

  • #2
    جابرالكاظمي
    زيـــنـــب بـــالمعاره اتصــــيح مـــا ظــــل مـــن ولـــي عندي
    غـــريــبــه ودمـــعــة عــيوني تـــســـيل وتـــحـــفر ابــــخدي
    * * *
    وگــــفــت عــــلى الـتل اتصيح يــــبــن امـــي الگــــلب مالومروحــــي اتـــحـــوم يــا مظلوم ودمـــــوعـــي تســــيــل دمـومهــــاي الگــــوم اجـتنه الگوم مـــــا واحـــــد يــــرد الگــــوميـــســـبع الخـــيـل رد الخــــيل هـــــالخـــيـــل اوصـــلت حدي* * *الـــخـــيل اوصــــلت لخـــيامك وگــــلــــبي يـــا شـــهــم ناداكاجـــيـــت انـــخـــاك واتــرجاك لتـــخـــلـــيـــني بـــيــن عــداكالــمــوت المـــوت اريد الموت ولا احــــــمــل هـــظم فـــرگاكالـــدنـــيــه وكـــربـله والگـوم هالـــيــوم اصــــبـــحوا ضــدي* * *ضــــدي صــــاروا ويـــا ريـت خــــذوا عــــمري گــبل عمركوريــــت الـــلي سحگ صدرك ســـحـــگ صدري گبل صدركوريـــت الـــلــي گـــطـع نحرك گـــطــع نـــحــري گــبل نحركوســـهــم الصـــابـــك ابــچبدك يريـــتــه صـــابنــي ابــچــبدي* * *يـــريـــته صـــابـــني ابچــبدي سهــــم الصـــوبـــك يحــــسينويـــن انــــتــه يـــبــعد اهـــلي دليـــنــي اعــــله جســمك وينســـهم البـــيــن صـــاب العـين ولا انــــدل طــــريـــجي مـنينشــــوفـــي راح حـــيـــلي طاح وجــــروح الـــگــــــلب تــــدي* * *تــــــدي جــــــروح دلالـــــــــي ابفـــگــدك فـــاجــــده الـــغاليانـسلب خدري وخلص صبري واظــــن تدري اشجره ابحالياخـــوتــي اعله الترب صرعه ولا والــــي اعـــلى اعـــــيـاليوعـــيــالــــك واطــــفــالــــــــك تــــنـــوح وتـــنـــحب ابــسدي* * *تـــنــوح وتــــنــحب عــــيــالك ودمــــعـــي ســـــال عــالاطفالالحـــــرم هــاي الحــرم صعبه الحــــرم مـــن تبگه بين انذاللا ولـــيـــان لا صــــــــيـــــوان حــــالــــي حـــال اصــعب حالمــــا بـــيــن الســــلب والنــار ادافـــع وابـــــذل ابـــجـــــهدي* * *ابــــذلت جــــهدي اجـــر طفله اضيــــع طـــفـــله بـين اشرارفكري احــــتار مــدري شصار صحت وين ابــن حـامي الجارهـــــاي الـــنــار وســــط الدار گـــوم اخـــمــد لهـــيـــب النارالــــدار ابــــنار حـــرگــــوهـــا واجـــتـــنه خـــيــولهم تـــعدي* * *العـــســكر غــــارت وزيــــنب اجــــت تشــــكي مــــصايـــبهاتـــصـــيح ابـصوت هاي اختك تخـــــاطــــب گــــوم خـــاطبهااشــــما صــــاحت اشما ناحت بـــــس الصـــــده ايـــجـــاوبهايــگـــلها راح أبــــو الســــجاد ردي لــــــلـــــــــحــــــرم ردي* * *عــــگب مــــا ايــــســـــت منه اعـــتـــــنـــت للگطعوا چفوفهصــــاحت صــــوت يــا عباس هــــاي الــــحرم مـــچــــــتوفهتــــرضــــه شـــيـــمتك تـرضه تـــــروح ابـــيــــسر لـــلـــوفـهانـــچــــان استصعبت شكواي اروح واشــــكـــي يــــم جــدي* * *

    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #3
      نقول لمن كتب هذه السطور

      بعطر والورد والبخور

      وعطرة في أرجائه يجول

      كتبتي موضوع في قمة الروعـــــــة

      جزيت خيرا إن شــــــــاء الله




      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
        جابرالكاظمي
        زيـــنـــب بـــالمعاره اتصــــيح مـــا ظــــل مـــن ولـــي عندي
        غـــريــبــه ودمـــعــة عــيوني تـــســـيل وتـــحـــفر ابــــخدي
        * * *
        وگــــفــت عــــلى الـتل اتصيح يــــبــن امـــي الگــــلب مالومروحــــي اتـــحـــوم يــا مظلوم ودمـــــوعـــي تســــيــل دمـومهــــاي الگــــوم اجـتنه الگوم مـــــا واحـــــد يــــرد الگــــوميـــســـبع الخـــيـل رد الخــــيل هـــــالخـــيـــل اوصـــلت حدي* * *الـــخـــيل اوصــــلت لخـــيامك وگــــلــــبي يـــا شـــهــم ناداكاجـــيـــت انـــخـــاك واتــرجاك لتـــخـــلـــيـــني بـــيــن عــداكالــمــوت المـــوت اريد الموت ولا احــــــمــل هـــظم فـــرگاكالـــدنـــيــه وكـــربـله والگـوم هالـــيــوم اصــــبـــحوا ضــدي* * *ضــــدي صــــاروا ويـــا ريـت خــــذوا عــــمري گــبل عمركوريــــت الـــلي سحگ صدرك ســـحـــگ صدري گبل صدركوريـــت الـــلــي گـــطـع نحرك گـــطــع نـــحــري گــبل نحركوســـهــم الصـــابـــك ابــچبدك يريـــتــه صـــابنــي ابــچــبدي* * *يـــريـــته صـــابـــني ابچــبدي سهــــم الصـــوبـــك يحــــسينويـــن انــــتــه يـــبــعد اهـــلي دليـــنــي اعــــله جســمك وينســـهم البـــيــن صـــاب العـين ولا انــــدل طــــريـــجي مـنينشــــوفـــي راح حـــيـــلي طاح وجــــروح الـــگــــــلب تــــدي* * *تــــــدي جــــــروح دلالـــــــــي ابفـــگــدك فـــاجــــده الـــغاليانـسلب خدري وخلص صبري واظــــن تدري اشجره ابحالياخـــوتــي اعله الترب صرعه ولا والــــي اعـــلى اعـــــيـاليوعـــيــالــــك واطــــفــالــــــــك تــــنـــوح وتـــنـــحب ابــسدي* * *تـــنــوح وتــــنــحب عــــيــالك ودمــــعـــي ســـــال عــالاطفالالحـــــرم هــاي الحــرم صعبه الحــــرم مـــن تبگه بين انذاللا ولـــيـــان لا صــــــــيـــــوان حــــالــــي حـــال اصــعب حالمــــا بـــيــن الســــلب والنــار ادافـــع وابـــــذل ابـــجـــــهدي* * *ابــــذلت جــــهدي اجـــر طفله اضيــــع طـــفـــله بـين اشرارفكري احــــتار مــدري شصار صحت وين ابــن حـامي الجارهـــــاي الـــنــار وســــط الدار گـــوم اخـــمــد لهـــيـــب النارالــــدار ابــــنار حـــرگــــوهـــا واجـــتـــنه خـــيــولهم تـــعدي* * *العـــســكر غــــارت وزيــــنب اجــــت تشــــكي مــــصايـــبهاتـــصـــيح ابـصوت هاي اختك تخـــــاطــــب گــــوم خـــاطبهااشــــما صــــاحت اشما ناحت بـــــس الصـــــده ايـــجـــاوبهايــگـــلها راح أبــــو الســــجاد ردي لــــــلـــــــــحــــــرم ردي* * *عــــگب مــــا ايــــســـــت منه اعـــتـــــنـــت للگطعوا چفوفهصــــاحت صــــوت يــا عباس هــــاي الــــحرم مـــچــــــتوفهتــــرضــــه شـــيـــمتك تـرضه تـــــروح ابـــيــــسر لـــلـــوفـهانـــچــــان استصعبت شكواي اروح واشــــكـــي يــــم جــدي* * *

        بارك الله فيك واعظم لك الاجر وحفظك بحق الحوراء زينب عليها السلام
        حسين منجل العكيلي

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أنصار المذبوح مشاهدة المشاركة
          نقول لمن كتب هذه السطور

          بعطر والورد والبخور

          وعطرة في أرجائه يجول

          كتبتي موضوع في قمة الروعـــــــة

          جزيت خيرا إن شــــــــاء الله



          اشكرك واعظم الله لك الاجر وحفظك بحق سيد الشهداء عليه السلام
          حسين منجل العكيلي

          تعليق


          • #6
            اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
            بوركتم
            كل الاعمال بين القبول والرد الا الصلاة على محمد وال محمد
            اللهم صلِ على محمد وال محمد

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة رحلة وفاء مشاهدة المشاركة
              اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
              بوركتم
              اختي الفاضلة رحلة وفاء
              اشكر مرورك المبارك المعطر بالصلاة على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
              حسين منجل العكيلي

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X