تويت
هذا المآتم أقامه الإمام الحسين عليه السلام لما قالت له أم سلمة : (لا تحزنني بخروجك )
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هذا المآتم أقامه الإمام الحسين عليه السلام لما قالت له أم سلمة : (لا تحزنني بخروجك )
لما عزم على الخروج من المدينة أتته ام سلمة رضي الله عنها فقالت: يا بني لا تحزني بخروجك إلى العراق، فاني سمعت جدك يقول: يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلا، فقال لها: يا اماه وأنا والله أعلم ذلك، وإني مقتول لا محالة، وليس لي من هذا بد وإني والله لأعرف اليوم الذي اقتل فيه، واعرف من يقتلني، وأعرف البقعة التي ادفن فيها، وإني أعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي، وإن أردت يا اماه اريك حفرتي ومضجعي. ثم أشار عليه السلام إلى جهة كربلا فانخفضت الأرض حتى أراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره، وموقفه ومشهده، فعند ذلك بكت ام سلمة بكاء شديدا، وسلمت أمره إلى الله، فقال لها: يا اماه قد شاء الله عزوجل أن يراني مقتولا مذبوحا ظلما وعدوانا، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشردين، وأطفالي مذبوحين مظلومين، مأسورين مقيدين، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا ولا معينا. وفي رواية اخرى: قالت ام سلمة: وعندي تربة دفعها إلي جدك في قارورة، فقال: والله إني مقتول كذلك وإن لم أخرج إلى العراق يقتلوني أيضا ثم أخذ تربة فجعلها في قارورة، وأعطاها إياها، وقال: اجعلها مع قارورة جدي فإذا فاضتا دما فاعلمي أني قد قتلت (1).
أقول : هذا الحديث قد تواتر عند الخاصة والعامة ، هو أن النبي صلى الله عليه وآله قال الأّم سلمة : هذه التربة وديعة عندك ، فإذا تحولت دماً أحمراً فاعلمي أنّ ابني هذا قتل ؟
عن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين عليهما السلام يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وآله في بيتي فنزل جبرائيل فقال : يا محمد إنّ أمتّك تقتل ابنك من بعدك ، وأوما بيده إلى الحسين عليه السلام ، وناوله كفّاّ من من التّراب .
فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وضمّه إلى صدره ، وشم رسول الله التّراب وقال : ( ويح كروبلاء ) ، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( وديعة عندك هذه التّربة يا أم سلمة إذا تحولت هذه التّربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل ) .
فجعلتها أم سلمة في قارورة ، ثمّ جعلت تنظر إليها كلّ يوم وتقول : إن يوماً تتحولين دماً ليوم عظيم . (2)
وعن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا قائل ( أي نائم ) فرأيته أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم ، فقلت له : بأبي أنت يا رسول الله ! ما هذا ؟ قال : دم الحسين وأصحابه : لم أزل التقطه منذ اليوم . (3)
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1 ) رواه الشيخ المفيد الأرشاد ج 2 ص 130 ، والطبرسي في أعلام الورى ص 219 ، وابن نماء الحلي في مثير الأحزان ص 9 ، والمجلسي في البحار ج 44 ص 331 ، وابن عبد الوهاب في عيون المعجزات ص 72 ، والطريحي في المنتخب ص 63 ، والسيد الأمين في لواعج الأشجان ص30 ، والبحراني في عوالم الإمام الحسين ص 181 ، والحنفي القندوزي في ينابيع المودة ج 3 ص 60 .
(2) أخرجه ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج 2 ص 301 ، ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى ص 147 ، والهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 189 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ج 14 ص 193 ، والمزي في تهذيب الكمال ج 6 ص 409 .
(3) أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة ج 2 ص 22 ، واحمد بن حنبل في المسند ج 1 ص 28 ، وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج 2 ص 353 ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ص 11 ، وابن كثير في البداية والنهاية ج 1 ص 143 ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ج 4 ص 497 .
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هذا المآتم أقامه الإمام الحسين عليه السلام لما قالت له أم سلمة : (لا تحزنني بخروجك )
لما عزم على الخروج من المدينة أتته ام سلمة رضي الله عنها فقالت: يا بني لا تحزني بخروجك إلى العراق، فاني سمعت جدك يقول: يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلا، فقال لها: يا اماه وأنا والله أعلم ذلك، وإني مقتول لا محالة، وليس لي من هذا بد وإني والله لأعرف اليوم الذي اقتل فيه، واعرف من يقتلني، وأعرف البقعة التي ادفن فيها، وإني أعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي، وإن أردت يا اماه اريك حفرتي ومضجعي. ثم أشار عليه السلام إلى جهة كربلا فانخفضت الأرض حتى أراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره، وموقفه ومشهده، فعند ذلك بكت ام سلمة بكاء شديدا، وسلمت أمره إلى الله، فقال لها: يا اماه قد شاء الله عزوجل أن يراني مقتولا مذبوحا ظلما وعدوانا، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشردين، وأطفالي مذبوحين مظلومين، مأسورين مقيدين، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا ولا معينا. وفي رواية اخرى: قالت ام سلمة: وعندي تربة دفعها إلي جدك في قارورة، فقال: والله إني مقتول كذلك وإن لم أخرج إلى العراق يقتلوني أيضا ثم أخذ تربة فجعلها في قارورة، وأعطاها إياها، وقال: اجعلها مع قارورة جدي فإذا فاضتا دما فاعلمي أني قد قتلت (1).
أقول : هذا الحديث قد تواتر عند الخاصة والعامة ، هو أن النبي صلى الله عليه وآله قال الأّم سلمة : هذه التربة وديعة عندك ، فإذا تحولت دماً أحمراً فاعلمي أنّ ابني هذا قتل ؟
عن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين عليهما السلام يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وآله في بيتي فنزل جبرائيل فقال : يا محمد إنّ أمتّك تقتل ابنك من بعدك ، وأوما بيده إلى الحسين عليه السلام ، وناوله كفّاّ من من التّراب .
فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وضمّه إلى صدره ، وشم رسول الله التّراب وقال : ( ويح كروبلاء ) ، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( وديعة عندك هذه التّربة يا أم سلمة إذا تحولت هذه التّربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل ) .
فجعلتها أم سلمة في قارورة ، ثمّ جعلت تنظر إليها كلّ يوم وتقول : إن يوماً تتحولين دماً ليوم عظيم . (2)
وعن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا قائل ( أي نائم ) فرأيته أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم ، فقلت له : بأبي أنت يا رسول الله ! ما هذا ؟ قال : دم الحسين وأصحابه : لم أزل التقطه منذ اليوم . (3)
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1 ) رواه الشيخ المفيد الأرشاد ج 2 ص 130 ، والطبرسي في أعلام الورى ص 219 ، وابن نماء الحلي في مثير الأحزان ص 9 ، والمجلسي في البحار ج 44 ص 331 ، وابن عبد الوهاب في عيون المعجزات ص 72 ، والطريحي في المنتخب ص 63 ، والسيد الأمين في لواعج الأشجان ص30 ، والبحراني في عوالم الإمام الحسين ص 181 ، والحنفي القندوزي في ينابيع المودة ج 3 ص 60 .
(2) أخرجه ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج 2 ص 301 ، ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى ص 147 ، والهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 189 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ج 14 ص 193 ، والمزي في تهذيب الكمال ج 6 ص 409 .
(3) أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة ج 2 ص 22 ، واحمد بن حنبل في المسند ج 1 ص 28 ، وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج 2 ص 353 ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ص 11 ، وابن كثير في البداية والنهاية ج 1 ص 143 ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ج 4 ص 497 .
حسين منجل العكيلي
تعليق