سلام من السلام عليكم
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، وآله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
شرح فقرةالدعاء الوارد في تعقيب صلاة العصر للزهراء عليها السلام، حيث يبدأ على النحو الآتي:
يبدأ الدعاء المذكور على هذا النحو: (سبحان من يعلم جوارح القلوب، سبحان من يحصي عدد الذنوب، ، ...).
لنقف أوّلاً عند العبارة الاستهلالية وهي (سبحان من يعلم جوارح القلوب). ترى ماذا نستلهم منها؟
الجارحة من حيث اللغة قد تستخدم مجازياً حقيقياً، ولكنّ في نطاق ما نلحظه في الدعاء وسياقه الخاصّ، نجد أنّ الإستخدام الفنيّ او الصوريّ أو البلاغيّ أو ما يطلق عليه في المصطلح الحديث عبارة (الانزياح) ونحو ذلك ممّا يشير الى استخدام الكلمة في عدولها عن الأصل الى ما هو مجاز وفي ضوء هذه الحقيقة نجد أنّ الجارحة، وتُجْمَعُ على جوارح تعني من حيث الأصل العضو، أي: أعضاء الجسم، ولكن تعني ايضاً السكين، وتعني: ما ينزف من العضو أو ما يصيبه من الأذى
ويلاحظ أنّ القرآن الكريم قد استخدم هذه العبارة المعدّلة او الانزياحية عبر ما نلاحظه من عبارة (الإجتراح للسيئات) وهو تعبير يتجانس مع الأصل لأنّ الجرح، هو اذىً للجسم، وبذلك يكون بدوره أذىً للسلوك، اي: بما أنّ المطلوب من الانسان ان يكون سلوكه العباديّ سليماً، حينئذ إذا مارس مثلاً معصية يكون بذلك قد جرح سلوك الطاعة.
والسؤال الآن: كيف نستطيع التدليل على أنّ المقصود هنا هو ما ذكرناه من الدلالة؟
لو دققنا النظر في العبارة الثانية من الدعاء لوجدناها على هذا النحو: (سبحان من يحصي عدد الذنوب)، اذن: الذنوب هي المقصود من عبارة (الجوارح) او (جوارح القلوب) ولعلّ النكتة الفنية هنا، هي: (أنّ النصّ قد انتخب جارحة القلب) وليس سائر الاعضاء البدنية، وذلك لأنّ القلب هو مصدر السلوك السليم أو العكس، وبذلك يتجانس ما انتخبه النصّ من عبارة (الجوارح) مع (القلوب) لأنها - أي القلوب - هي التي تدفع الشخصية الى ممارسة الذنب او الطاعة.
اذن نستخلص ممّا تقدّم، بأنّ الله تعالى مطّلع على القلوب، وأنّ ما تمارسه من النوايا او الاعمال التي تتقاطع مع ما ينبغي عليه من السلوك (اي: الطاعة)، بحيث تتجه الى ما لا يرضى الله تعالى، وهو أمر يقتاد قارىء الدعاء الى أن يتداعى بذهنه الى الذكرى التي تنفع المؤمنين، اي: عندما يستحضر قارىء الدعاء أنّ الله تعالى مطّلع على ما نجترحه من الذنوب: حينئذ فإنّ القارىء للدعاء يتعظ دون أدنى شك، ويتذكر ضرورة أن يقلع من الذنب، ومن ثمّ: يتجه الى ممارسة الطاعة.
ملاحظة هذه المواضيع لم أنقلها من المنتديات الأخرى
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، وآله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
شرح فقرةالدعاء الوارد في تعقيب صلاة العصر للزهراء عليها السلام، حيث يبدأ على النحو الآتي:
يبدأ الدعاء المذكور على هذا النحو: (سبحان من يعلم جوارح القلوب، سبحان من يحصي عدد الذنوب، ، ...).
لنقف أوّلاً عند العبارة الاستهلالية وهي (سبحان من يعلم جوارح القلوب). ترى ماذا نستلهم منها؟
الجارحة من حيث اللغة قد تستخدم مجازياً حقيقياً، ولكنّ في نطاق ما نلحظه في الدعاء وسياقه الخاصّ، نجد أنّ الإستخدام الفنيّ او الصوريّ أو البلاغيّ أو ما يطلق عليه في المصطلح الحديث عبارة (الانزياح) ونحو ذلك ممّا يشير الى استخدام الكلمة في عدولها عن الأصل الى ما هو مجاز وفي ضوء هذه الحقيقة نجد أنّ الجارحة، وتُجْمَعُ على جوارح تعني من حيث الأصل العضو، أي: أعضاء الجسم، ولكن تعني ايضاً السكين، وتعني: ما ينزف من العضو أو ما يصيبه من الأذى
ويلاحظ أنّ القرآن الكريم قد استخدم هذه العبارة المعدّلة او الانزياحية عبر ما نلاحظه من عبارة (الإجتراح للسيئات) وهو تعبير يتجانس مع الأصل لأنّ الجرح، هو اذىً للجسم، وبذلك يكون بدوره أذىً للسلوك، اي: بما أنّ المطلوب من الانسان ان يكون سلوكه العباديّ سليماً، حينئذ إذا مارس مثلاً معصية يكون بذلك قد جرح سلوك الطاعة.
والسؤال الآن: كيف نستطيع التدليل على أنّ المقصود هنا هو ما ذكرناه من الدلالة؟
لو دققنا النظر في العبارة الثانية من الدعاء لوجدناها على هذا النحو: (سبحان من يحصي عدد الذنوب)، اذن: الذنوب هي المقصود من عبارة (الجوارح) او (جوارح القلوب) ولعلّ النكتة الفنية هنا، هي: (أنّ النصّ قد انتخب جارحة القلب) وليس سائر الاعضاء البدنية، وذلك لأنّ القلب هو مصدر السلوك السليم أو العكس، وبذلك يتجانس ما انتخبه النصّ من عبارة (الجوارح) مع (القلوب) لأنها - أي القلوب - هي التي تدفع الشخصية الى ممارسة الذنب او الطاعة.
اذن نستخلص ممّا تقدّم، بأنّ الله تعالى مطّلع على القلوب، وأنّ ما تمارسه من النوايا او الاعمال التي تتقاطع مع ما ينبغي عليه من السلوك (اي: الطاعة)، بحيث تتجه الى ما لا يرضى الله تعالى، وهو أمر يقتاد قارىء الدعاء الى أن يتداعى بذهنه الى الذكرى التي تنفع المؤمنين، اي: عندما يستحضر قارىء الدعاء أنّ الله تعالى مطّلع على ما نجترحه من الذنوب: حينئذ فإنّ القارىء للدعاء يتعظ دون أدنى شك، ويتذكر ضرورة أن يقلع من الذنب، ومن ثمّ: يتجه الى ممارسة الطاعة.
ملاحظة هذه المواضيع لم أنقلها من المنتديات الأخرى
تعليق