إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الموقف البطولي الذي خلّده التاريخ :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الموقف البطولي الذي خلّده التاريخ :

    عبدالله بن عفيف صاحب الموقف البطولي الذي خلّده التاريخ :

    أمر ابن زياد بعلي بن الحسين عليهما السلام وأهل بيته فحملوا إلى بيت في جنب المسجد الأعظم.
    فقالت زينب بنت علي: ( لا يدخلن علينا عربية إلا أم ولد أو مملوكة، فإنهن سبين كما سبينا ).
    ثم أمر ابن زياد برأس الحسين (عليه السلام) ، فطيف به في سكك الكوفة.
    ثم أن ابن زياد (لعنه الله) صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وقال في بعض كلامه: الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه، وقتل الكذاب ابن الكذاب!!!.
    فما زاد على هذا الكلام شيئاً، حتى قام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي وكان من خيار الشيعة وزهادها، وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل والأخرى يوم صفين، وكان يلازم المسجد الأعظم فيصلي فيه إلى الليل ,
    فقال: يا بن مرجانة، إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ، ومن استعملك وأبوه، يا عدو الله ، أتقتلون أولاد النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المسلمين.
    فغضب ابن زياد(عليه اللعنة) وقال : من هذا المتكلم ؟
    فقال: أنا المتكلم يا عدو الله ، أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنها الرجس ، وتزعم أنك على دين الإسلام.
    وا غوثاه، أين أولاد المهاجرين والأنصار ينتقمون منك ومن طاغيتك اللعين ابن اللعين على لسان محمد رسول رب العالمين؟
    قال الراوي : فازاداد غضب ابن زياد لعنه الله، حتى انتفخت اوداجه وقال: علي به ، فتبادرت الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه ، فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله.
    فقال ابن زياد: اذهبوا إلى هذا الأعمى ـــــ أعمى الأزد، أعمى الله قلبه كما أعمى عينه ـــــ فأتوني به.
    قال: فانطلقوا إليه، فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم.
    قال: وبلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمهم إلى محمد بن الأشعث وأمرهم بقتال القوم .
    قال الراوي : فاقتتلوا قتالاً شديداً، حتى قتل بينهم جماعة من العرب.

    قال: وصل أصحاب ابن زياد (لعنه الله) إلى دار عبد الله بن عفيف، فكسروا الباب واقتحموا عليه.
    فصاحت ابنته: أتاك القوم من حيث تحذر.
    فقال: لا عليك ناوليني سيفي، فناولته إياه، فجعل يذب عن نفسه ويقول:
    أنا أبن ذي الفضل عفيف الطاهر * عفيف شيخي وابن أم عامر
    كم دارع من جمعكم وحاسر * وبطل جدلته مغاور

    وجعلت ابنته تقول: يا ابت ليتني كنت رجلاً أخاصم بين يديك هؤلاء القوم الفجرة ، قاتلي العترة البررة .
    وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة، وهو يذب عن نفسه وليس يقدر عليه أحد، وكلما جاؤوه من جهة قالت: يا أبت جاؤوك من جهة كذا، حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به.
    فقالت ابنته: وا ذلاه يحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به.
    فجعل يدير سيفه ويقول:
    أقسم لو يفسح لي عن بصري * ضاق عليكم موردي ومصدري

    قال الراوي : فما زالوا به حتى أخذوه، ثم حمل فأدخل على ابن زياد.
    فلما رآه قال: الحمد لله الذي أخزاك.
    فقال له عبد الله بن عفيف: يا عدو الله ، بماذا أخزاني الله .
    والله لو يفسح لي عن بصري * ضاق عليكم موردي ومصدري
    فقال له ابن زياد: ماذا تقول يا عبد الله في أميرالمؤمنين عثمان بن عفان ؟
    فقال: يا عبد بني علاج، يا بن مرجانة , وشتمه , ما أنت وعثمان بن عفان أساء أم أحسن ، وأصلح أم أفسد ، والله تعالى ولي خلقه يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل والحق ، ولكن سلني عنك وعن أبيك وعن يزيد وأبيه.
    فقال ابن زياد: والله لا سألتك عن شيء أو تذوق الموت غصة بعد غصة.
    فقال عبد الله بن عفيف : الحمد لله رب العالمين، أما أني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أمك، وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه وأبغضهم إليه ، فلما كف بصري يئست من الشهادة، والآن فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها، وعرفني الإجابة بمنه في قديم دعائي .
    فقال ابن زياد: اضربوا عنقه، فضربت عنقه وصلب في السبخة ( 1) .


    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (( ألا ! لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه، ألا ! إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )) (2)

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
    (1) . (الملهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ص 202 )
    (2) . (ميزان الحكمة ج2 ص314 )




    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
    :


    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

    قال (عليه السلام) :

    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X