التاجر الوجيه مصطفى شامل عبد العزيز الخضيري العماري([1])
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة على أثر مطالعات كثيرة في كتب التاريخ ظهر له الحقّ فآمن به واتّبعه، و (الحقّ أحقّ أن يتّبع) كما قال الله تعالى([2]).
ولد مصطفى عام 1319 في العمارة من أبوين سنيّين لهما ميول شيعيّة إلى أئمـّة الشيعة من آل البيت النبوي الطاهر(عليهم السلام).
كان أبوه يحدّثه في صباه عمّا لاقاه الأئمـّة(عليهم السلام) من مصائب جسام([3])، فكانت عاطفة الولاء لأهل البيت المضطهدين بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) تغلب عليه، فكان لا يستطيع أن يملك نفسه من البكاء عندما يتذكّر مصائبهم الفادحة فكانت دموعه تنحدر حتى تخضلّ بها لحيته، وطبيعي هكذا حال يشاهدها الطفل من أبيه يتأثّر فينصدع قلبه لا محالة، فتأخذ منه مأخذاً كبيراً، وتضلّ ذات أثر بالغ في غرس مودة أهل البيت(عليهم السلام) في قلبه النقي.
هذا ما كان في عهد الصبا. وبعد بلوغه الرشد أخذ في مطالعة كتب التاريخ فرسخت العقيدة في أهل البيت(عليهم السلام) في قلبه، بأن له أنّ الحقّ معهم: (فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال) كما قال تعالى.
تسلّمنا منه في 24/9/1385 هـ كتاباً عبّر فيه عن اعتقاده بالإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) بقوله: إنّه أفضل بشر من بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)([4])وطبعاً أن الأفضل أحقّ بالخلافة من المفضول، وطبعاً أنّ عترة النبيّ هم ذريّته، وماهم عليه من العلم اللامتناهي والورع والتقوى هم الأحقّ...
الرضوي: ولذلك أمر(صلى الله عليه وآله) بالتمسك بهم في حديث الثقلين وقد مرّ عليك نصه في ص29 و111 و 175، وشبّههم بسفينة نوح الذي من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك، ومرّ الحديث في ذلك في ص25 ، وهناك نصوص اخر أمر(صلى الله عليه وآله) فيها باتباع عترته أهل بيته راجع ص159 و 182 و183 : اللهمّ متّعنا بما وهبت لنا من عقل يُخرج مَن اتّبعه من الظلمات إلى النور، ويهديه إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالّين.
اللهمّ أحينا حياة محمد وعترته الطاهرين الأئمـّة المعصومين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، ولا تفرّق بيننا وبينهم طرفة عين.
اللهمّ ثبّتنا على موالاتهم ما أحييتنا، وارزقنا البراءة من أعدائهم ومن أولياء أعدائهم ومحبّيهم حتّى تتوفانا على ذلك يا أكرم الأكرمين، إنّك سميع الدعاء.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ نسبة إلى العمارة مدينة في العراق.
[2] ـ يونس: 35.
[3] ـ ولكي تقف على شيء ممّا لاقاه أبو الأئمّة عليه وعليهم السلام خاصة من مصائب جسام اقرأ كتابنا (اوّل مظلوم في الإسلام) الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
[4] ـ لأنّ الله تعالى جعله بمنزلة نفس رسوله (صلى الله عليه وآله) سيّد البشر في آية المباهلة، آية 61 سورة آل عمران. وهي قوله تعالى (... فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ... ) والمراد (بأنفسنا) هو الامام علي(عليه السلام)، كما نص على ذلك السنة راجع نصوصهم في ذلك في كتابنا (علي في القرآن فأين تذهبون)؟.
تعليق