إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السناء في مجالس الولاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السناء في مجالس الولاء


    المقدمة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .
    ان محرم هو الفصل التبليغي والموسم الذي يفور باجتماع الناس في المحافل المختلفة في العالم .
    وعلى اصحاب المآتم والهيئات ان يهتموا كثيرا بالخطباء ويوصوهم ببيان الحقائق التاريخية و تشييد العدالة التي من اجلها امر الله سيدنا الامام الحسين صلوات الله عليه لكل تلك التضحيات .
    كما ان الرادود وقصائده مهم واللطم والجزع بانواعه كلها من الشعائر الدينية التي حفظ الله بها الدين ومظلومية اهل البيت عليهم السلام ؛ فان الموعظة وبيان الحقائق التاريخية مهمة ايضا ليتعرف الناس على حقيقة اهداف اعداء اهل البيت عليهم السلام ويكون جزعهم جزع العارف بحقهم .
    بقي جانبا مهما جدا قد اهمله بعض الخطباء - اعزهم الله - وهو الجانب الاخلاقي في محرم وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله كما في كتاب
    مستدرك ‏الوسائل 11 187 6- باب استحباب التخلق بمكارم الأخلاق
    عن الشَّيْخُ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله أَنَّهُ قَالَ : إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ .
    فكما ان الهدف الاصلي لبعثة الرسول الله صلى الله عليه واله هو " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ" فكذلك هو هدف الامام الحسين عليه صلوات الله ولذلك قال النبي صلى الله عليه واله كما في كتاب
    كامل‏ الزيارات 52 الباب الرابع عشر حب رسول الله ...
    عن يعلى بن مرة قال قال رسول الله صلى الله عليه واله : حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط .
    فان الامام الحسين صلوات الله عليه من بداية خروجه من المدينة المنورة والى مكة المكرمة ثم الى كربلاء كانت حركاته وسكناته روحي فداه تبين دين السماء الذي حاول بني امية بتمهيد من السقيفة اندثاره بكل جهودهم وجهدهم ولذلك فعلى المحقق وعلى الواعي للحقائق الكربلائية ان يطالع كربلاء من المدينة المنورة بكل دقة ويستحلب الحقائق من كل طرفة عين .
    ان الليالي التي تعارف عليها اهل الهيئات والمآتم بان يجعلون كل يوم لاحد من الشهداء هي توافق بينهم ؛ ولذلك نجد في ايران لهم ليالي مختصة بغير ما جعله الاخوة في البلاد العربية كالعراق ؛ فان الليالي في ايران هي هكذا :
    الليلة = 1 = مسلم بن عقيل .
    الليلة = 2 = ورود الامام الحسين عليه السلام لكربلاء
    الليلة 3 = السيدة رقية صلوات الله علیها
    الليلة = 4 = اولاد مسلم بن عقیل او عبد الله بن الحسن او عن الحر سلام الله عليهم اجمعين
    الليلة = 5 = عن حبيب وزهير او عن الاصحاب رضوان الله عليهم
    الليلة = 6 = القاسم بن الحسن صلوات الله عليه
    الليلة = 7 = على الاصغر او عبد الله الرضيع صلوات الله عليه
    الليلة =8 = علي الاكبر عليه صلوات الله
    الليلة = 9 = ابا الفضل روحي فداه وسلام عليه
    الليلة = 10 = الوداع وزينب والحسين عليهما السلام
    الليلة = 11 ليلة الوحشة
    الليلة = 12 عن الامام زين العابدين صلوات الله عليه
    هذه هي الليالي المتعارفة للايرانيين .
    ولهم اسلوب في طريقة المنبر وهو ان الخطيب عليه القاء المحاضرة والرادود ويسموه "المداح" عليه ان ينعى ويقرء المصائب المناسبة لتلك الليلة وبعدها اللطم الذي يجريها نفس الرادود او المداح
    وانما اخترت ان ارتقي المنبر باللغة الفارسية لهذا السبب وهو ان اهتم بطرح الفكرة التي هيئت لها ابحاثي عن تلك الليلة ولا اشغل نفسي بحفظ الاشعار .
    ولكن حرصا مني لنيل مقام الخطباء العرب بالنعي والقاء الاشعار الحزينة اقرء بالبداية بعض الاشعار والنعي وفي النهاية اطرح المصيبة والمختصة بتلك الليلة باسلوب الرقة .
    وان الايرانييين يكتفون بطرح المصيبة باسلوب عادي وهم يبكون بكاء الفاقدة ولدها الاوحد ويلطمون ويضربون على رؤوسهم .
    واسلوبي هذا بين اوساط الخطباء في ايران هو اسلوب جديد لم يسبقني له احد لان الاشعار التي اقرءها والنعي هو باللغة العربية ثم اترجم معناه بالرقة للحاضرين ثم بعدها اتلوا آية من القرآن الكريم تخص موضوع تلك الليلة .
    في هذه السنة فكرت ان اكتب مواضيعي بالتفصيل لكل ليلة وسيرى القارئ ان اكثر اهتمامي لطرح الموضوع الخاص بتلك الليلة هو اهتمام بالجانب الاخلاقي المستوحات من مواقف كربلائية .
    وسميت الكتاب ب"السناء في مجالس الولاء"
    ومعنى السناء كما في كتاب مجمع البحرين للطريحي رحمه الله :
    مجمع ‏البحرين ج : 1 ص : 231
    السناء بالمد: الرفعة، و في الخبر: بشر أمتي بالسناء أي بارتفاع القدر و المنزلة عند الله.
    والان ابدء بسرد الليالي ومجالسي فيها .

  • #2

    الليلة الأولى
    ليلة مسلم بن عقيل صلوات الله عليه
    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ؛ إنّا لله وإنّا إليه راجعون
    صلى الله عليك يا رسول الله ؛ صلى الله عليك وعلى آل بيتك المعصومين ؛ لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين
    صلى الله عليك يا أبا عبد الله ؛ روحي وأرواح العالمين لك الفداء
    يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما

    مسح الحسين برأسها فاستشعرت*** بـاليتم وهـي عـلامة تـكفيها
    لـم يـبكها عـدم الوثوق بعمِّها *** كـلا ولا الـوجد الـمبرِّح فيها
    لـكـنها تـبكي مـخافة أنـها*** تـسمي يـتيمة عـمِّها وأبـيها

    ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبيرٌ ) (11)"المجادلة"

    ان الله یرفع الذين آمنوا والذين أُوتوا العلم درجات كما ورد في الرواية عن الإمام العسكري صلوات الله تعظيم العالم وتقديمه على من سواه :
    بحارالأنوار ج 2 ص 13 باب 8- ثواب الهداية و التعليم و فضل ...
    عن تفسير الإمام عليه السلام وكتاب الإحتجاج‏: بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ صلوات الله عليه أَنَّهُ اتَّصَلَ بِهِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ فُقَهَاءِ شِيعَتِهِ كَلَّمَ بَعْضَ النُّصَّابِ فَأَفْحَمَهُ بِحُجَّتِهِ حَتَّى أَبَانَ عَنْ فَضِيحَتِهِ فَدَخَلَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه صلوات الله وَ فِي صَدْرِ مَجْلِسِهِ دَسْتٌ عَظِيمٌ مَنْصُوبٌ وَ هُوَ قَاعِدٌ خَارِجَ الدَّسْتِ وَ بِحَضْرَتِهِ خَلْقٌ مِنَ الْعَلَوِيِّينَ وَ بَنِي هَاشِمٍ فَمَا زَالَ يَرْفَعُهُ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِي ذَلِكَ الدَّسْتِ وَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أُولَئِكَ الْأَشْرَافِ فَأَمَّا الْعَلَوِيَّةُ فَأَجَلُّوهُ عَنِ الْعِتَابِ وَ أَمَّا الْهَاشِمِيُّونَ فَقَالَ لَهُ شَيْخُهُمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَكَذَا تُؤْثِرُ عَامِّيّاً عَلَى سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الطَّالِبِيِّينَ وَ الْعَبَّاسِيِّينَ فَقَالَ علیه صلوات الله إِيَّاكُمْ وَ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى‏ كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ أَ تَرْضَوْنَ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَماً قَالُوا بَلَى قَالَ أَ لَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ إِلَى قَوْلِهِ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ فَلَمْ يَرْضَ لِلْعَالِمِ الْمُؤْمِنِ إِلَّا أَنْ يُرْفَعَ عَلَى الْمُؤْمِنِ غَيْرِ الْعَالِمِ كَمَا لَمْ يَرْضَ لِلْمُؤْمِنِ إِلَّا أَنْ يُرْفَعَ عَلَى مَنْ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ أَخْبِرُونِي عَنْهُ قَالَ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ أَوَ قَالَ يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ أُوتُوا شَرَفَ النَّسَبِ دَرَجَاتٍ أَ وَ لَيْسَ قَالَ اللَّهُ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ فَكَيْفَ تُنْكِرُونَ رَفْعِي لِهَذَا لَمَّا [لِمَا] رَفَعَهُ اللَّهُ إِنَّ كَسْرَ هَذَا لِفُلَانٍ النَّاصِبِ بِحُجَجِ اللَّهِ الَّتِي عَلَّمَهُ إِيَّاهَا لَأَفْضَلُ لَهُ مِنْ كُلِّ شَرَفٍ فِي النَّسَبِ فَقَالَ الْعَبَّاسِيُّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ شَرَّفْتَ عَلَيْنَا وَ قَصَّرْتَنَا عَمَّنْ لَيْسَ لَهُ نَسَبٌ كَنَسَبِنَا وَ مَا زَالَ مُنْذُ أَوَّلِ الْإِسْلَامِ يُقَدَّمُ الْأَفْضَلُ فِي الشَّرَفِ عَلَى مَنْ دُونَهُ فِيهِ فَقَالَ علیه صلوات الله سُبْحَانَ اللَّهِ أَ لَيْسَ الْعَبَّاسُ بَايَعَ لِأَبِي بَكْرٍ وَ هُوَ تَيْمِيٌّ وَ الْعَبَّاسُ هَاشِمِيٌّ أَوَ لَيْسَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ كَانَ يَخْدُمُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ هُوَ هَاشِمِيٌّ أَبُو الْخُلَفَاءِ وَ عُمَرُ عَدَوِيٌّ وَ مَا بَالُ عُمَرَ أَدْخَلَ الْبُعَدَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الشُّورَى وَ لَمْ يُدْخِلِ الْعَبَّاسَ فَإِنْ كَانَ رَفْعُنَا لِمَنْ لَيْسَ بِهَاشِمِيٍّ عَلَى هَاشِمِيٍّ مُنْكَراً فَأَنْكِرُوا عَلَى الْعَبَّاسِ بَيْعَتَهُ لِأَبِي بَكْرٍ وَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ خِدْمَتَهُ لِعُمَرَ بَعْدَ بَيْعَتِهِ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزاً فَهَذَا جَائِزٌ فَكَأَنَّمَا أُلْقِمَ الْهَاشِمِيُّ حَجَرا .
    إننا في أول يوم من أيام محرم الحرام لهذا العام وهو 1435 قمري هجري نبدأ بموضوع المعرفة لكي نبكي ونجزع على الإمام الحسين صلوات الله عليه بمعرفة كما وردت روايات كثيرة في مقام من زار أهل البيت عليهم السلام عارفا بحقهم .
    فإن الذي يبكي بمعرفة يكون جزعه أشد ممن يبكيه وله معرفة أقل منه فإن الإمام الصادق عليه السلام قال كما في كتاب :
    بحارالأنوار ج 98 ص 177 باب 18- زياراته صلوات الله عليه ....
    عن كامل الزيارات عَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ صلوات الله عليه وآله إِذَا أَرَدْتَ الْمَسِيرَ إِلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ علیه صلوات الله ‏.... (السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مَا أَعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ أَبِيكَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَا أَعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَجَلَّ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَ عِنْدَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ عِنْدَ رُسُلِ اللَّه‏ ) .
    فإن من عرف الله سبحانه يكون عنده مصيبة الإمام الحسين أعظم وطبيعي سيكون جزعه أشد وأعمق كما قال الإمام عليه السلام " وَ مَا أَعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ".فمن عرف الله سبحانه عرف الحسين ومن عرف الحسين فقد عرف الله سبحانه فإن الحسين عليه السلام هو الإمام المنصوب من الله سبحانه فكل ظلم ظلموا به الإمام الحسين عليه السلام فهو قساوة من غير المحق لصاحب الحق
    فإن الإنسان إن أحب أهل طاعة الله وملأ قلبه بحب المعصومين عليهم صلوات الله فإنه مبشر بالخير لأنه أحب أهل الخير وأبغض أهل معصيته وأعداء دينه كما في الرواية عن كتاب
    الكافي ج 2 ص 126
    عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه صلوات الله ( قَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ فِيكَ خَيْراً فَانْظُرْ إِلَى قَلْبِكَ فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ يُبْغِضُ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَفِيكَ خَيْرٌ وَ اللَّهُ يُحِبُّكَ وَ إِنْ كَانَ يُبْغِضُ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ يُحِبُّ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَلَيْسَ فِيكَ خَيْرٌ وَ اللَّهُ يُبْغِضُكَ وَ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ).
    فإن الفرق ?بیر بین من یعرف مقداراً من مقامات أهل البیت علیهم السلام وبین من یجهل ?ل شیئ عنهم روحی فداهم ؛ فإن الأنبياء إنما أصبحوا أنبياء لأنهم اقتبسوا شيئا من أنوار محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ؛ وكانوا يقتدون بآثارهم عليهم السلام .
    بحارالأنوار ج 26 ص 264
    كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ، رُوِيَ أَنَّهُ وَجَدَ بِخَطِّ مَوْلَانَا أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ علیه صلوات الله ( أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَوْمٍ حَذَفُوا مُحْكَمَاتِ الْكِتَابِ وَ نَسُوا اللَّهَ رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ النَّبِيَّ وَ سَاقِيَ الْكَوْثَرِ فِي مَوَاقِفِ الْحِسَابِ وَ لَظَى وَ الطَّامَّةَ الْكُبْرَى وَ نَعِيمَ دَارِ الثَّوَابِ فَنَحْنُ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ وَ فِينَا النُّبُوَّةُ وَ الْوَلَايَةُ وَ الْكَرَمُ وَ نَحْنُ مَنَارُ الْهُدَى وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَ الْأَنْبِيَاءُ كَانُوا يَقْتَبِسُونَ مِنْ أَنْوَارِنَا وَ يَقْتَفُونَ آثَارَنَا وَ سَيَظْهَرُ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ بِالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ لِإِظْهَارِ الْحَقِّ وَ هَذَا خَطُّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ) .
    ولكن ليس كل أحد يمكنه الوصول لمقام معرفة أهل البيت عليهم السلام بهذه المعرفة إلا من كان عاقلاً ؛ فأكثر الناس استجابة لأهل البيت عليهم السلام هو من أطاع عقله الباطن الذي يوصله لوجوب التمسك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم صلوات الله .
    الكافي ج 1 ص 15
    (يَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللَّهُ أَنْبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَى عِبَادِهِ إِلَّا لِيَعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ فَأَحْسَنُهُمُ اسْتِجَابَةً أَحْسَنُهُمْ مَعْرِفَةً وَ أَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا وَ أَكْمَلُهُمْ عَقْلًا أَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ يَا هِشَامُ إِنَّ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَ حُجَّةً بَاطِنَةً فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْأَئِمَّةُ علیه صلوات الله وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُول) .
    فإن الإنسان الذي يوفق لمعرفة أهل البيت عليهم السلام هو الذي سيبكي قلبه كما تبكي عيناه وهو المسرور يوم القيامة ؛ والذي لا يعرف أهل البيت عليهم السلام ويعرض عنهم هو من سيحشر أعمى يوم القيامة :
    الكافي ج 1 ص 435
    عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه صلوات الله ( فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً قَالَ يَعْنِي بِهِ وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله قُلْتُ وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى‏ قَالَ يَعْنِي أَعْمَى الْبَصَرِ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى الْقَلْبِ فِي الدُّنْيَا عَنْ وَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله قَالَ وَ هُوَ مُتَحَيِّرٌ فِي الْقِيَامَةِ يَقُولُ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى‏ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها قَالَ الْآيَاتُ الْأَئِمَّةُ علیه صلوات الله فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى‏ يَعْنِي تَرَكْتَهَا وَ كَذَلِكَ الْيَوْمَ تُتْرَكُ فِي النَّارِ كَمَا تَرَكْتَ الْأَئِمَّةَ علیه صلوات الله فَلَمْ تُطِعْ أَمْرَهُمْ وَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُمْ قُلْتُ وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقى‏ قَالَ يَعْنِي مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله غَيْرَهُ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَ تَرَكَ الْأَئِمَّةَ مُعَانَدَةً فَلَمْ يَتَّبِعْ آثَارَهُمْ وَ لَمْ يَتَوَلَّهُمْ قُلْتُ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ قَالَ وَلَايَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله قُلْتُ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ قَالَ مَعْرِفَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله وَ الْأَئِمَّةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ قَالَ نَزِيدُهُ مِنْهَا قَالَ يَسْتَوْفِي نَصِيبَهُ مِنْ دَوْلَتِهِمْ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ قَالَ لَيْسَ لَهُ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ مَعَ الْقَائِمِ نَصِيبٌ ) .
    نعم إن من يعبد الله ولكن ليس له أي معرفة وليس هو في سبيل أن يتعلم لترفع درجته عند الله سبحانه كما تلوت عليكم الآية الكريمة في أول المجلس هذا ؛ فهذا يعبد الله ضلالا لا هدف له في اعتقاداته كما ورد في كتاب :
    الكافي ج 1 ص 180
    عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ علیه صلوات الله ( إِنَّمَا يَعْبُدُ اللَّهَ مَنْ يَعْرِفُ اللَّهَ فَأَمَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ فَإِنَّمَا يَعْبُدُهُ هَكَذَا ضَلَالًا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ قَالَ تَصْدِيقُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَصْدِيقُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وَ مُوَالَاةُ عَلِيٍّ علیه صلوات الله وَ الِإئْتِمَامُ بِهِ وَ بِأَئِمَّةِ الْهُدَى علیه صلوات الله وَ الْبَرَاءَةُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عَدُوِّهِمْ هَكَذَا يُعْرَفُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ).
    فإن من عرف أهل البيت عليهم صلوات الله فهو الآمن يوم القيامة من الفزع الأكبر كما قال أمير المؤمنين عليه السلام بأسلوبه الجميل وهو الأسلوب الذي نحتاج أن نقتدي به حيث يسأل الراوي عن معلومة ولما يبدي الراوي عدم علمه بالجواب يظهر الإمام صلوات الله عليه الحقيقة لكي يرسخ الجواب في أذهان المستمعين والتالين للرواية وهي عن كتاب
    الكافي ج 1 ص 185
    14- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه صلوات الله قَالَ( قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه صلوات الله دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ علیه صلوات الله يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ. وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قَالَ بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ الْحَسَنَةُ مَعْرِفَةُ الْوَلَايَةِ وَ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ السَّيِّئَةُ إِنْكَارُ الْوَلَايَةِ وَ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ ).
    فإن الخير كل الخير بالمعرفة لأن المعرفة هي الحكمة التي قال الله سبحانه عنها بأنها الخير الكثير ؛ ومن يعرف الخير سوى الباري تعالى ؟؟
    فكيف إن كان الخير كثيراً؟ لاحظ قوله تعالى كما في هذه الرواية عن كتاب
    الكافي ج 2 ص 284
    عن يُونُسُ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه صلوات الله قَالَ( سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً قَالَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ وَ اجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ الَّتِي أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا النَّارَ ).
    فإن من رزق المعرفة فسوف يرزق خيراً كثيرا كما أسلفنا ومن هذا الخير الكثير هو ما توضحه الرواية التالية و من تلك الآثار العظيمة لشروق شمس المعرفة على قلب الإنسان هو إحساسه بلذة عظيمة لا تعادلها أي لذة في الدنيا كما ورد في كتاب :
    الكافي ج 8 ص 247
    عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه صلوات الله ( قَالَ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي فَضْلِ مَعْرِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا مَدُّوا أَعْيُنَهُمْ إِلَى مَا مَتَّعَ اللَّهُ بِهِ الْأَعْدَاءَ مِنْ زَهْرَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ نَعِيمِهَا وَ كَانَتْ دُنْيَاهُمْ أَقَلَّ عِنْدَهُمْ مِمَّا يَطَئُونَهُ بِأَرْجُلِهِمْ وَ لَنُعِّمُوا بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ تَلَذَّذُوا بِهَا تَلَذُّذَ مَنْ لَمْ يَزَلْ فِي رَوْضَاتِ الْجِنَانِ مَعَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ إِنَّ مَعْرِفَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ آنِسٌ مِنْ كُلِّ وَحْشَةٍ وَ صَاحِبٌ مِنْ كُلِّ وَحْدَةٍ وَ نُورٌ مِنْ كُلِّ ظُلْمَةٍ وَ قُوَّةٌ مِنْ كُلِّ ضَعْفٍ وَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ سُقْمٍ ثُمَّ قَالَ علیه صلوات الله وَ قَدْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَوْمٌ يُقْتَلُونَ وَ يُحْرَقُونَ وَ يُنْشَرُونَ بِالْمَنَاشِيرِ وَ تَضِيقُ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا فَمَا يَرُدُّهُمْ عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنْ غَيْرِ تِرَةٍ وَتَرُوا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ وَ لَا أَذًى بَلْ مَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ دَرَجَاتِهِمْ وَ اصْبِرُوا عَلَى نَوَائِبِ دَهْرِكُمْ تُدْرِكُوا سَعْيَهُمْ ).
    فعلينا أن نسأل الله سبحانه وتعالى في أن يزيدنا هدى وإيماناً ويقذف في قلوبنا حب آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين فإن التوفيق إلى حبهم وزيادة الهدى اليهم هي من توفيقات الباري تعالى كما ورد في كتاب
    بحارالأنوار ج 24 ص 151
    عن تفسير فرات بن إبراهيم‏: الْفَزَارِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ( دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ صلوات الله عليه فَقَالَ لِي يَا خَيْثَمَةُ إِنَّ شِيعَتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ يُقْذَفُ فِي قُلُوبِهِمُ الْحُبُّ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُلْهَمُونَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّنَا وَ يَحْتَمِلُ مَا يَأْتِيهِ مِنْ فَضْلِنَا وَ لَمْ يَرَنَا وَ لَمْ يَسْمَعْ كَلَامَنَا لِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ يَعْنِي مَنْ لَقِيَنَا وَ سَمِعَ كَلَامَنَا زَادَهُ اللَّهُ هُدًى عَلَى هُدَاهُ ) .
    ومن أراد أن يعرف عن أهل البيت عليهم السلام مقداراً هم وصفوا أنفسهم لنا فعليه بزيارة الجامعة الكبيرة والتي أوردها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وهي موجودة في كتاب من لا يحضره الفقية .
    فإن من عرف الإمام الحسين صلوات الله عليه بهذه المعرفة التي نقلتها لكم وهي أقل بكثير من رأس الابرة فسيعرف الإمام الحسين عليه السلام .
    فإن الإمام الحسين عليه السلام كان مع كل تلك مقاماته العظيمة متواضعا ً بحيث أنه يبحث عن محبيه وأولياءه وكان في تواضعه نوراً يشرق السرور في قلب من عرفه روحي فداه ؛ لاحظوا قصة الإمام الحسين روحي فداه مع حبابة الوالبية والتي شرحته بالتفصيل في كتابي " الحبابة الوالبية زوارة الحسين" وسأنقل لكم مقداراً منه وأنت تدبر الرواية لتتعرف كيف كان الإمام مع مواليه والرواية تزيدنا أملا وسرورا لأنها تبعث الأمل في قلوبنا بشفاعته عليه السلام والبحث عنا في عرصات يوم القيامة :
    بصائر الدرجات صَالِحِ بْنِ مِيثَمٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَ عَبَايَةُ بْنُ رِبْعِيٍّ عَلَى امْرَأَةٍ فِي بَنِي وَالِبَةَ قَدِ احْتَرَقَ وَجْهُهَا مِنَ السُّجُودِ فَقَالَ لَهَا عَبَايَةُ يَا حَبَابَةُ هَذَا ابْنُ أَخِيكِ قَالَتْ وَ أَيُّ أَخٍ قَالَ صَالِحُ بْنُ مِيثَمٍ قَالَتْ ابْنُ أَخِي وَ اللَّهِ حَقّاً يَا ابْنَ أَخِي أَ لَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا عَمَّةِ قَالَتْ كُنْتُ زَوَّارَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ علیه صلوات الله قَالَتْ فَحَدَثَ بَيْنَ عَيْنِي وَضَحٌ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيَّ وَ احْتَبَسْتُ عَلَيْهِ أَيَّاماً فَسَأَلَ عَنِّي مَا فَعَلَتْ حَبَابَةُ الْوَالِبِيَّةُ فَقَالُوا إِنَّهَا حَدَثَ بِهَا حَدَثٌ بَيْنَ عَيْنَيْهَا فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ قُومُوا إِلَيْهَا فَجَاءَ مَعَ أَصْحَابِهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ وَ أَنَا فِي مَسْجِدِي هَذَا فَقَالَ يَا حَبَابَةُ مَا أَبْطَأَ بِكِ عَلَيَّ قُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدَثَ هَذَا بِي قَالَتْ فَكَشَفْتُ الْقِنَاعَ فَتَفَلَ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ علیه صلوات الله فَقَالَ يَا حَبَابَةُ أَحْدِثِي لِلَّهِ شُكْراً فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ دَرَأَهُ عَنْكِ قَالَتْ فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً قَالَتْ فَقَالَ يَا حَبَابَةُ ارْفَعِي رَأْسَكِ وَ انْظُرِي فِي مِرْآتِكِ قَالَتْ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَلَمْ أُحِسَّ مِنْهُ شَيْئاً قَالَتْ فَحَمِدْتُ اللَّهَ ).
    ولأهمية المعرفة خطب الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء ليعرِّف الناس نفسه لكي لا يقولوا لم نكن نعرفك :
    (أيها الناس اسمعوا قولي و لا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم علي، و حتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم فإن قبلتم عذري و صدقتم قولي و أعطيتموني النصف من أنفسكم كنتم بذلك أسعد و لم يكن لكم علي سبيل و إن لم تقبلوا مني العذر و لم تعطوا النصف من أنفسكم فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي و لا تنظرون إن وليي اللّه الذي نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين ).
    فلما سمعن النساء هذا منه صحن و بكين و ارتفعت أصواتهن فأرسل إليهن أخاه العباس و ابنه علياً الأكبر و قال لهما: سكتاهن فلعمري ليكثر بكاؤهن.
    و لما سكتن حمد اللّه و أثنى عليه و صلى على محمد و على الملائكة و الأنبياء و قال في ذلك ما لا يحصى ذكره و لم يسمع متكلم قبله و لا بعده أبلغ منه في‏ منطقه‏ «1» ثم قال:
    (عباد اللّه اتقوا اللّه و كونوا من الدنيا على حذر فإن الدنيا لو بقيت على أحد أو بقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحق بالبقاء و أولى بالرضا و أرضى بالقضاء، غير أن اللّه خلق الدنيا للفناء فجديدها بال و نعيمها مضمحل و سرورها مكفهر و المنزل تلعة و الدار قلعة فتزودوا فإن خير الزاد التقوى، و اتقوا اللّه لعلكم تفلحون‏.
    أيها الناس إن اللّه تعالى خلق الدنيا فجعلها دار فناء و زوال متصرفة بأهلها حالا بعد حال، فالمغرور من غرته و الشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها و تخيب طمع من طمع فيها و أراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم اللّه فيه عليكم و أعرض بوجهه الكريم عنكم و أحل بكم نقمته فنعم الرب ربنا و بئس العبيد أنتم أقررتم بالطاعة و آمنتم بالرسول محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم، ثم إنكم زحفتم إلى ذريته و عترته تريدون قتلهم لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر اللّه العظيم فتبا لكم و لما تريدون إنا للّه و إنا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعدا للقوم الظالمين‏ «3».
    أيها الناس انسبوني من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم و عاتبوها و انظروا هل يحل لكم قتلي و انتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيكم و ابن وصيه و ابن عمه و أول المؤمنين باللّه و المصدق لرسوله بما جاء من عند ربه؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الطيار عمي، أو لم يبلغكم قول رسول اللّه لي و لأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ فإن صدقتموني بما أقول و هو الحق و اللّه ما تعمدت الكذب منذ علمت أن اللّه يمقت عليه أهله و يضرّ به من اختلقه و إن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد اللّه الأنصاري و أبا سعيد الخدري و سهل بن سعد الساعدي و زيد بن أرقم و أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول اللّه لي و لأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟! )
    آه ..... آه
    مع كل هذا فإن هؤلاء القساة أبكوا الإمام مرات ومرات وأولها حينما جاءه خبر شهادة مسلم بن عقيل عليه السلام
    فإن مسلم الذي ذهب الى الكوفة لأخذ البيعة للإمام عليه السلام
    وهم من دعوه ولكنهم بعد أن هجموا على بيت طوعة التي آوته في بيتها حينما بقي غريبا في الكوفة وحدث ما حدث مما تعرفونه
    عن كتاب الهنداوي
    وانتهى بابن عقيل إلى باب القصروقد اشتد به العطش وعلى باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن فإذا بقلة باردة موضوعةعلى الباب فقال مسلم: اسقوني من هذا الماء. فقال مسلم الباهلي أتراها ما أبردها، لا والله لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم. فقال له (علیه صلوات الله ) لأمك الثكلما أجافك وأفضَّك وأقسى قلبك، أنت يا ابن الباهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنممني. ثم جلس متسانداً إلى الحائط فبعث عمرو بن حريث غلاماً له فجاء بقلة عليها منديلوقدح، فصب فيه ماء باردا
    ليشرب مسلم، فأخذ يشرب فامتلأ القدح دما فلم يقدر أن يشرب ففعل ذلك ثلاثا فلماأراد في الثالثة أن يشرب سقطت ثناياه في القدح فقال: الحمد لله لو كان لي من الرزقالمقسوم لشربت:

    كـأنما نـفسك اختارت لها عطشا لما درت أن سيقضي السبطُ عطشانا
    فـلم تُطق أن تسيغ الماء عن ظمأ مـن ضـربة ساقها بكرُ بنُ حمرانا


    قال في البحار: دعا ابن زياد بكر بن حمران الذي قتل مسلما فقال: اقتلته قال: نعمقال: فما كان يقول وأنتم تصعدون به لتقتلوه؟ قال: كان يكبر ويسبح ويهلل وستغفر فلماأدنيناه لنضرب عنقه قال: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا قم قوم خذلونا وقتلونا فقلت له الحمد لله الذي أقادني منكوضربته ضربة لم تعمل شيئا فقال لي: أو ما يكفيك في خدش مني وفاء بدمك أيها العبدقال ابن زياد وفخرا عند الموت قال فضربته الثانية فقتلته(1).
    عـين جودي لمسلم بن عقيل*** لرسول الحسين سبط الرسول
    لـشهيدٍ بـين الأعادي وحيدٍ ***وقـتيلٍ لـنصر خـير قتيل
    جـاد بالنفس للحسين فجودي
    *** لـجـوادٍ بـنـفسه مقتول
    فـقليلٌ مـن مسلم طلَّ دمع
    *** لـدمٍ بـعد مـسلمٍ مـطلول
    أخـبر الـطهر أنـه لـقتيلٌ
    *** فـي وداد الحسين خير سليل
    وعـليه الـعيون تسبل دمعا
    ***هـو لـلمؤمنين قصد السبيل
    وبكاه الـنبي شجواً بفيضٍ
    *** من جوى صدره عليه هطول
    قـائلاً إنـني إلـى الله أشكو
    ***ما ترى عترتي عقيب رحيلي
    فابك من قد بكاه أحمد شجوا
    ***قـبل مـيلاده بـعهد طويل
    وبـكاه الـحسين والآل لـما
    *** جـاءهم نـعيه بدمعٍ همول
    كان يوما على الحسين عظيما
    *** وعـلى الآل أيُّ يـوم مهول

    صـعد لـلگصر والگوم وياه *** طلب ماي اليطفي جمرة احشاه
    سگوه وبـالگدح سگطن ثناياه
    *** وما سلم على ابن زياد بالحين

    إنا لله وإنا اليه راجعون

    تعليق


    • #3
      عظم الله أجرك سماحة السيدجلال الحسيني دامت توفيقاتك على هذه المجالس الحسينية.الحمدلله حضرتك بخير
      sigpic
      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

      تعليق


      • #4
        سيدنا الجليل
        عظم الله لكم الاجر باستشهاد جدكم ريحانة النبي المصطفى(ص) واهل بيته واصحابه عليهم السلام اجمعين..........
        سدد الله خطاكم لخدمة سيد الشهداء عليه السلام ونسالكم الدعاء
        حسين منجل العكيلي

        تعليق


        • #5
          من نسل عبيدك احسبني يا حسين
          اشكركم كثيرا وعظم الله اجوركم

          تعليق


          • #6
            الشكرلله حضرتك بخير
            sigpic
            إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
            ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
            ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
            لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اثابكم الله وعطر انفاسكم ورزقكم الصحة والعافية
              مأجورين على المحاضرة القيمة
              ولكن يا حبذا لوا تزودها بتسجيل صوتي اذا توفر وكانت تلقى باللغة العربية .
              اللهمّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلأم فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ


              تعليق


              • #8
                اشكركم جميعا
                وان القائي كما كتبت باللغة الفارسية
                واساله تعالى ان يوفقني لانزله كتسجيل عربي باذن الله

                تعليق


                • #9
                  عزيزي ابو علاء زادك الله علوا ووجاهة
                  الاخت رحيق الزكية موفقين ومشكورين

                  تعليق


                  • #10
                    الليلة الثانية : ليلة وردود الامام الحسين بكربلاء
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ؛ إنّا لله وإنّا إليه راجعون
                    صلى الله عليك يا رسول الله ؛ صلى الله عليك وعلى آل بيتك المعصومين ؛ لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين
                    صلى الله عليك يا أبا عبد الله ؛ روحي وأرواح العالمين لك الفداء
                    يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما

                    قالوا تسمى كربلا فتنفس الصعدا***وقــال هـاهنا حـول فـناء
                    حـطوا الرحال فذا محط خيامنا
                    ***وهـنا يـكون مصارع الشهداء
                    حـطوا الرحال فذا مناخ ركابنا
                    ***وبـهـذه والله سـبي نـسائي
                    وبـهذه الأطـفال تـذبح والنسا
                    *** تـعلو عـلى قـتبٍ بغير وطاء
                    وبـهذه تـتفتت الأكـباد مـن
                    *** حـرِّ الـظما وحرارة الرمضاء
                    وبـهذه والله تـسلبني الـعدى
                    *** وتـجول خـيلهم على أعضائي
                    وبـهذه نـهب الـخيام وحرقها
                    *** وبـهذه حـرمي تـقيم عزائي
                    و ( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرينَ )(114)"هود"
                    إن الإمام الحسين هو مصباح الهدى وسفينة النجاة ؛ حينما ورد إلى كربلاء وردها ليحمل راية الشفاعة لمن والى القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام والقصة التي ينقلها أهل السيرة والمؤرخون عن الجعفي أدل دليل على ذلك واليك القصة
                    حینما وصل الإمام إلى قصر بني مقاتل‏ : و سار من عذيب الهجانات حتى نزل قصر بني مقاتل‏ فرأى فسطاطامضروبا و رمحا مركوزاً و فرساً واقفاً فسأل عنه فقيل هو لعبيد اللّه بن الحر الجعفي‏ فبعث إليه الحجاج بن مسروق الجعفي فسأله ابن الحمر عما وراءه قال:هدية إليك و كرامة إن قبلتها هذا الحسين يدعوك إلى نصرته فإن قاتلت بين يديه أجرت و إن قتلت استشهدت فقال ابن الحر: و اللّه ما خرجت من الكوفة إلا لكثرة ما رأيته خارجا لمحاربته و خذلان شيعته فعلمت أنه مقتول و لا أقدر على نصره و لست أحب أن يراني و أراه‏.
                    فأعاد الحجاج كلامه على الحسين فقام صلوات اللّه عليه و مشى إليه في جماعة من أهل بيته و صحبه فدخل عليه الفسطاط فوسع له عن صدر المجلس يقول ابن الحر: ما رأيت أحدا قط أحسن من الحسين و لا أملأ للعين منه و لا رققت على أحد قط رقتي عليه حين رأيته يمشي و الصبيان حوله و نظرت إلى لحيته فرأيتها كأنها جناح غراب فقلت له أسواد أم خضاب؟ قال: يا ابن الحر عجل عليّ الشيب فعرفت أنه خضاب‏ «2».
                    و لما استقر المجلس بأبي عبد اللّه حمد اللّه و اثنى عليه قال: يا ابن الحر إن أهل مصركم كتبوا إلى أنهم مجتمعون على نصرتي و سألوني القدوم عليهم و ليس الأمر على ما زعموا و إن عليك ذنوبا كثيرة، فهل لك من توبة تمحو بها ذنوبك؟قال: و ما هي يا ابن رسول اللّه؟ فقال: تنصر ابن بنت نبيك و تقاتل معه‏.فقال ابن الحر: و اللّه إني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة و لكن ما عسى أن اغني عنك و لم أخلف لك بالكوفة ناصرا فأنشدك اللّه أن تحملني على هذه الخطة فإن نفسي لا تسمح بالموت! و لكن فرسي هذه «الملحقة» و اللّه ما طلبت عليها شيئا قط إلا لحقته و لا طلبني أحد و أنا عليها إلا سبقته فخذها فهي لك.
                    قال الحسين: أما إذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا في فرسك‏ و لا فيك و ما كنت متخذ المضلين عضدا و إني أنصحك كما نصحتني إن استطعت أن لا
                    تسمع صراخنا و لا تشهد وقعتنا فافعل فو اللّه لا يسمع و اعيتنا أحد و لا ينصرنا إلا اكبه اللّه في نار جهنم‏.
                    و ندم ابن الحر على ما فاته من نصرة الحسين عليه السّلام فأنشأ:
                    أيا لك حسرة ما دمت حيا

                    تردد بين صدري و التراقي‏
                    لاحظتم كيف يقول له الإمام عليه صلوات الله بأن عليك ذنوبا ؛ فالخروج مع الإمام هي غسل لذنوبه وهذا أمر مسلم به كما في الرواية الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله حيث قال :
                    " حب علي حسنة لا تضر معها سيئة"
                    وقد يقول قائل بأن هذه الرواية مخالفة للآية القرآنية الكريمة في سورة النساء:
                    (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَ لا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَ لا نَصيراً )(123)(النساء)
                    نجيبه بأنك عرفت شيئا وغابت عنك أشياء ؛ كيف يحق لك أن تعمل العرض على آية واحدة وهناك عشرات الآيات التي تعضد الرواية وتسندها وتدعمها فهل أنت إلاّ عامل ببعض القرآن وتارك لبعض والله سبحانه يقول :
                    (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى‏ أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )(85)"البقرة"
                    أولاً : أن هناك فرق بين الوعد والوعيد حيث أن الوعيد للشر والوعد بالخير كما جاء في كتاب :
                    مجمع‏البحرين ج : 3 ص : 161
                    الوعيد في الإشتقاق اللغوي كالوعد إلا أنهم خصوا الوعد بالخير و الوعيد بالشر للفرق بين المعنيين‏"انتهى"
                    فلله تعالى أن یعفو عن أی إنسان مهما ?انت ذنوبه وهو أرحم الراحمین و?ما شرحنا الروایة فی ?تابنا "حب علی حسنة لا تضر معها سيئة"
                    وثانيا أن من الآيات القرآنية الكريمة هي :
                    (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ )(53)"الزمر"
                    دعائم‏الإسلام ج1 ص75 و سئل أبو جعفر صلوات الله عليه عن قول الله عز و جل قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ أ خاص أم عام قال خاص هو لشيعتنا .
                    فإن الله سبحانه يغفر الذنوب جميعا فهل أوضح من هذا ومن أصدق من الله قيلا .
                    وقد ورد في سورة هود :
                    (وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرينَ )(114)"هود"
                    فإن حب علی حسنة لا ريب فيه لكل مسلم مهما كان مشربه ومذهبه وأي حسنة أعظم وأكبر من حب أمير المؤمنين عليه السلام وعليه فإن هذه الحسنة المباركة تُذهب بسيئات الموالي والمحب له صلوات الله عليه .
                    ومن تلك الآيات هي :
                    (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )(103)"الانبياء"
                    بحارالأنوار ج 7 ص 175 * عن تفسير القمي: عَنْ عَمْرِو بْنِ شَيْبَةَ قَالَ( قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ صلوات الله علیه جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَيْنَ يَكُونُ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ شِيعَتُهُ ؟؟فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِيٌّ وَ شِيعَتُهُ عَلَى كُثْبَانٍ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا يَحْزَنُونَ وَ يَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا يَفْزَعُونَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فَالْحَسَنَةُ وَ اللَّهِ وَلَايَةُ عَلِيٍّ ثُمَّ قَالَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) .
                    وهذه الرواية وردت في عدة مصادر :
                    بحارالأنوار ج 39 ص 306 باب 87- حبه و بغضه صلوات الله عليه
                    وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صلوات الله عليه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِينِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ فَرَضِيتَ بِهِمْ إِخْوَاناً وَ رَضُوا بِكَ إِمَاماً فَطُوبَى لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَقَ عَلَيْكَ وَ وَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَبَ عَلَيْكَ يَا عَلِيُّ أَنْتَ الْعَالِمُ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ مَنْ أَحَبَّكَ فَازَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ هَلَكَ يَا عَلِيُّ أَنَا الْمَدِينَةُ وَ أَنْتَ بَابُهَا فَهَلْ تُؤْتَى الْمَدِينَةُ إِلَّا مِنْ بَابِهَا يَا عَلِيُّ أَهْلُ مَوَدَّتِكَ كُلُّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ وَ كُلُّ ذِي طِمْرٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَبَرَّ قَسَمَهُ يَا عَلِيُّ إِخْوَانُكَ كُلُّ طَاوٍ وَ زَاكٍ مُجْتَهِدٍ يُحِبُّ فِيكَ وَ يُبْغِضُ فِيكَ مُحْتَقِرٌ عِنْدَ الْخَلْقِ عَظِيمُ الْمَنْزَلَةِ عِنْدَ اللَّهِ يَا عَلِيُّ مُحِبُّوكَ جِيرَانُ اللَّهِ فِي دَارِ الْفِرْدَوْسِ لَا يَتَأَسَّفُونَ عَلَى مَا خَلَّفُوا مِنَ الدُّنْيَا يَا عَلِيُّ أَنَا وَلِيٌّ لِمَنْ وَالَيْتَ وَ أَنَا عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَيْتَ يَا عَلِيُّ مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي يَا عَلِيُّ إِخْوَانُكَ الذُّبُلُ الشِّفَاهِ تُعْرَفُ الرَّهْبَانِيَّةُ فِي وُجُوهِهِمْ يَا عَلِيُّ إِخْوَانُكَ يَفْرَحُونَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ عِنْدَ خُرُوجِ أَنْفُسِهِمْ وَ أَنَا شَاهِدُهُمْ وَ أَنْتَ وَ عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ فِي قُبُورِهِمْ وَ عِنْدَ الْعَرْضِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ إِذْ سُئِلَ سَائِرُ الْخَلْقِ عَنْ إِيمَانِهِمْ فَلَمْ يُجِيبُوا يَا عَلِيُّ حَرْبُكَ حَرْبِي وَ سِلْمُكَ سِلْمِي وَ حَرْبِي حَرْبُ اللَّهِ مَنْ سَالَمَكَ فَقَدْ سَالَمَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَا عَلِيُّ بَشِّرْ إِخْوَانَكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ إِذْ رَضِيَكَ لَهُمْ قَائِداً وَ رَضُوا بِكَ وَلِيّاً يَا عَلِيُّ أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ يَا عَلِيُّ شِيعَتُكَ الْمُنْتَجَبُونَ وَ لَوْ لَا أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ مَا قَامَ لِلَّهِ دِينٌ وَ لَوْ لَا مَنْ فِي الْأَرْضِ مِنْكُمْ لَمَا أَنْزَلَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا يَا عَلِيُّ لَكَ كَنْزٌ فِي الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ ذُو قَرْنَيْهَا شِيعَتُكَ تُعْرَفُ بِحِزْبِ اللَّهِ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ الْقَائِمُونَ بِالْقِسْطِ وَ خِيَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ يَا عَلِيُّ أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَ أَنْتَ مَعِي ثُمَّ سَائِرُ الْخَلْقِ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ عَلَى الْحَوْضِ تَسْقُونَ مَنْ أَحْبَبْتُمْ وَ تَمْنَعُونَ مَنْ كَرِهْتُمْ وَ أَنْتُمُ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا تَفْزَعُونَ وَ يَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا تَحْزَنُونَ فِيكُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى‏ أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ تُطْلَبُونَ فِي الْمَوْقِفِ وَ أَنْتُمْ فِي الْجِنَانِ تَتَنَعَّمُونَ يَا عَلِيُّ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَ الْخُزَّانَ يَشْتَاقُونَ إِلَيْكُمْ وَ إِنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ وَ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ لَيَخُصُّونَكُمْ بِالدُّعَاءِ وَ يَسْأَلُونَ اللَّهَ لِمُحِبِّيكُمْ وَ يَفْرَحُونَ لِمَنْ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْهُمْ كَمَا يَفْرَحُ الْأَهْلُ بِالْغَائِبِ الْقَادِمِ بَعْدَ طُولِ الْغَيْبَةِ يَا عَلِيُّ شِيعَتُكَ الَّذِينَ يَخَافُونَ اللَّهَ فِي السِّرِّ وَ يَنْصَحُونَهُ فِي الْعَلَانِيَةِ يَا عَلِيُّ شِيعَتُكَ الَّذِينَ يَتَنَافَسُونَ فِي الدَّرَجَاتِ لِأَنَّهُمْ يَلْقَوْنَ اللَّهَ وَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ ذَنْبٍ يَا عَلِيُّ إِنَّ أَعْمَالَ شِيعَتِكَ تُعْرَضُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ فَأَفْرَحُ بِصَالِحِ مَا يَبْلُغُنِي مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ لِسَيِّئَاتِهِمْ يَا عَلِيُّ ذِكْرُكَ فِي التَّوْرَاةِ وَ ذِكْرُ شِيعَتِكَ قَبْلَ أَنْ يُخْلَقُوا بِكُلِّ خَيْرٍ وَ كَذَلِكَ فِي الْإِنْجِيلِ فَاسْأَلْ أَهْلَ الْإِنْجِيلِ وَ أَهْلَ الْكِتَابِ يُخْبِرُوكَ عَنْ إِلْيَا مَعَ عِلْمِكَ بِالتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ وَ إِنَّ أَهْلَ الْإِنْجِيلِ لَيَتَعَاظَمُونَ إِلْيَا وَ مَا يَعْرِفُونَ شِيعَتَهُ وَ إِنَّمَا يَعْرِفُونَهُمْ بِمَا يَجِدُونَهُ فِي كُتُبِهِمْ يَا عَلِيُّ إِنَّ أَصْحَابَكَ ذِكْرُهُمْ فِي السَّمَاءِ أَعْظَمُ مِنْ ذِكْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَهُمْ بِالْخَيْرِ فَلْيَفْرَحُوا بِذَلِكَ وَ لْيَزْدَادُوا اجْتِهَاداً يَا عَلِيُّ أَرْوَاحُ شِيعَتِكَ تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ فِي رُقَادِهِمْ فَتَنْظُرُ الْمَلَائِكَةُ إِلَيْهَا كَمَا يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَى الْهِلَالِ شَوْقاً إِلَيْهِمْ وَ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَا عَلِيُّ قُلْ لِأَصْحَابِكَ الْعَارِفِينَ بِكَ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الْأَعْمَالِ الَّتِي تَعْرِفُهَا يُفَارِقُهَا عَدُوُّهُمْ فَمَا مِنْ يَوْمٍ وَ لَا لَيْلَةٍ إِلَّا وَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَغْشَاهُمْ فَلْيَجْتَنِبُوا الدَّنَسَ يَا عَلِيُّ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَلَاهُمْ وَ بَرِئَ مِنْكَ وَ مِنْهُمْ وَ اسْتَبْدَلَ بِكَ وَ بِهِمْ وَ مَالَ إِلَى عَدُوِّكَ وَ تَرَكَكَ وَ شِيعَتَكَ وَ اخْتَارَ الضَّلَالَ وَ نَصَبَ الْحَرْبَ لَكَ وَ لِشِيعَتِكَ وَ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ أَبْغَضَ مَنْ وَالَاكَ وَ نَصَرَكَ وَ اخْتَارَكَ وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ وَ مَالَهُ فِينَا يَا عَلِيُّ أَقْرِئْهُمْ مِنِّي السَّلَامَ مَنْ رَآنِي مِنْهُمْ وَ مَنْ لَمْ يَرَنِي وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ إِخْوَانِيَ الَّذِينَ أَشْتَاقُ إِلَيْهِمْ فَلْيُلْقُوا عِلْمِي إِلَى مَنْ يَبْلُغُ الْقُرُونَ مِنْ بَعْدِي وَ لْيَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِ اللَّهِ وَ لْيَعْتَصِمُوا بِهِ وَ لْيَجْتَهِدُوا فِي الْعَمَلِ فَإِنَّا لَا نُخْرِجُهُمْ مِنْ هُدًى إِلَى ضَلَالَةٍ وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَنْهُمْ رَاضٍ وَ أَنَّهُمْ يُبَاهِي بِهِمْ مَلَائِكَتَهُ وَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ بِرَحْمَةٍ وَ يَأْمُرُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لَهُمْ‏ يَا عَلِيُّ لَا تَرْغَبْ عَنْ نَصْرِ قَوْمٍ يَبْلُغُهُمْ أَوْ يَسْمَعُونَ أَنِّي أُحِبُّكَ فَأَحَبُّوكَ لِحُبِّي إِيَّاكَ وَ دَانُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ وَ أَعْطَوْكَ صَفْوَ الْمَوَدَّةِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ اخْتَارُوكَ عَلَى الْآبَاءِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَوْلَادِ وَ سَلَكُوا طَرِيقَكَ وَ قَدْ حُمِلُوا عَلَى الْمَكَارِهَ فِينَا فَأَبَوْا إِلَّا نَصَرْنَا وَ بَذَلُوا الْمُهَجَ فِينَا مَعَ الْأَذَى وَ سُوءِ الْقَوْلِ وَ مَا يُقَاسُونَهُ مِنْ مَضَاضَةِ ذَلِكَ فَكُنْ بِهِمْ رَحِيماً وَ اقْنَعْ بِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ اخْتَارَهُمْ بِعِلْمِهِ لَنَا مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ وَ خَلَقَهُمْ مِنْ طِينَتِنَا وَ اسْتَوْدَعَهُمْ سِرَّنَا وَ أَلْزَمَ قُلُوبَهُمْ مَعْرِفَةَ حَقِّنَا وَ شَرَحَ صُدُورَهُمْ وَ جَعَلَهُمْ مُتَمَسِّكِينَ بِحَبْلِنَا لَا يُؤْثِرُونَ عَلَيْنَا مَنْ خَالَفَنَا مَعَ مَا يَزُولُ مِنَ الدُّنْيَا عَنْهُمْ وَ مَيْلُ الشَّيْطَانِ بِالْمَكَارِهِ عَلَيْهِمْ أَيَّدَهُمُ اللَّهُ وَ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ الْهُدَى فَاعْتَصِمُوا بِهِ وَ النَّاسُ فِي غَمْرَةِ الضَّلَالِ مُتَحَيِّرِينَ فِي الْأَهْوَاءِ عَمُوا عَنِ الْمَحَجَّةِ وَ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَهُمْ يُمْسُونَ وَ يُصْبِحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَ شِيعَتُكَ عَلَى مِنْهَاجِ الْحَقِّ وَ الِاسْتِقَامَةِ لَا يَسْتَأْنِسُونَ إِلَى مَنْ خَالَفَهُمْ لَيْسَتِ الدُّنْيَا مِنْهُمْ وَ لَيْسُوا مِنْهَا أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى ).
                    والآية الأخرى :
                    -( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7)وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )(8)( الزلزلة)
                    وهل ميزان الأعمال إلا بيد أمير المؤمنين عليه السلام كما ورد في زيارته
                    مستدرك‏الوسائل ج 10 ص 222 الْمَزَارُ الْقَدِيمُ، رُوِيَ عَنْ مَوْلَانَا مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ صلوات الله عليهأَنَّهُ قَالَ (مَضَيْتُ مَعَ وَالِدِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صلوات الله عليه إِلَى قَبْرِ جَدِّي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صلوات الله عليهبِالنَّجَفِ بِنَاحِيَةِ الْكُوفَةِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ بَكَى وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَى أَبِي الْأَئِمَّةِ وَ خَلِيلِ النُّبُوَّةِ وَ الْمَخْصُوصِ بِالْأُخُوَّةِ السَّلَامُ عَلَى يَعْسُوبِ الْإِيمَانِ وَ مِيزَانِ الْأَعْمَالِ وَ سَيْفِ ذِي الْجَلَال‏ ).
                    فأي ذنب هو أكبر من حب علي بن أبي طالب عليه السلام
                    في هذه الرواية الجواب الكافي لهذا السؤال :
                    بحارالأنوار ج : 8 ص : 60
                    عن تفسير الإمام عليه السلام‏] عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله قَالَ (أَمَا إِنَّ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ عليه السلام لَمَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ قَدْ وُضِعَ لَهُ فِي كِفَّةِ سَيِّئَاتِهِ مِنَ الْآثَامِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي وَ الْبِحَارِ السَّيَّارَةِ تَقُولُ الْخَلَائِقُ هَلَكَ هَذَا الْعَبْدُ فَلَا يَشُكُّونَ أَنَّهُ مِنَ الْهَالِكِينَ وَ فِي عَذَابِ اللَّهِ مِنَ الْخَالِدِينَ فَيَأْتِيهِ النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الْعَبْدُ الْجَانِي هَذِهِ الذُّنُوبُ الْمُوبِقَاتُ فَهَلْ بِإِزَائِهَا حَسَنَةٌ تُكَافِئُهَا وَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ أَوْ تَزِيدُ عَلَيْهَا فَتَدْخُلُهَا بِوَعْدِ اللَّهِ يَقُولُ الْعَبْدُ لَا أَدْرِي فَيَقُولُ مُنَادِي رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ رَبِّي يَقُولُ نَادِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ مِنْ بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا وَ قَرْيَةِ كَذَا وَ كَذَا قَدْ رُهِنَ بِسَيِّئَاتِهِ كَأَمْثَالِ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ وَ لَا حَسَنَةَ بِإِزَائِهَا فَأَيُّ أَهْلِ هَذَا الْمَحْشَرِ كَانَتْ لِي عِنْدَهُ يَدٌ أَوْ عَارِفَةٌ فَلْيُغِثْنِي بِمُجَازَاتِي عَنْهَا فَهَذَا أَوَانُ شِدَّةِ حَاجَتِي إِلَيْهَا فَيُنَادِي الرَّجُلُ بِذَلِكَ فَأَوَّلُ مَنْ يُجِيبُهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ أَيُّهَا الْمُمْتَحَنُ فِي مَحَبَّتِي الْمَظْلُومُ بِعَدَاوَتِي ثُمَّ يَأْتِي هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَ جَمٌّ غَفِيرٌ وَ إِنْ كَانُوا أَقَلَّ عَدَداً مِنْ خُصَمَائِهِ الَّذِينَ لَهُمْ قِبَلَهُ الظُّلَامَاتُ فَيَقُولُ ذَلِكَ الْعَدَدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ كَانَ بِنَا بَارّاً وَ لَنَا مُكْرِماً وَ فِي مُعَاشَرَتِهِ إِيَّانَا مَعَ كَثْرَةِ إِحْسَانِهِ إِلَيْنَا مُتَوَاضِعاً وَ قَدْ نَزَلْنَا لَهُ عَنْ جَمِيعِ طَاعَاتِنَا وَ بَذَلْنَاهَا لَهُ فَيَقُولُ عَلِيٌّ عليه السلام فَبِمَا ذَا تَدْخُلُونَ جَنَّةَ رَبِّكُمْ فَيَقُولُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ الْوَاسِعَةِ الَّتِي لَا يَعْدَمُهَا مَنْ وَالَاكَ وَ وَالَى آلَكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ قَدْ بَذَلُوا لَهُ فَأَنْتَ مَا ذَا تَبْذُلُ لَهُ فَإِنِّي أَنَا الْحَكَمُ مَا بَيْنِي وَ بَيْنَهُ مِنَ الذُّنُوبِ قَدْ غَفَرْتُهَا لَهُ بِمُوَالَاتِهِ إِيَّاكَ وَ مَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عِبَادِي مِنَ الظُّلَامَاتِ فَلَا بُدَّ مِنْ فَصْلِي بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُمْ فَيَقُولُ عَلِيٌّ ع يَا رَبِّ أَفْعَلُ مَا تَأْمُرُنِي فَيَقُولُ اللَّهُ يَا عَلِيُّ اضْمَنْ لِخُصَمَائِهِ تَعْوِيضَهُمْ عَنْ ظُلَامَاتِهِمْ قِبَلَهُ فَيَضْمَنُ لَهُمْ عَلِيٌّ عليه السلام ذَلِكَ وَ يَقُولُ لَهُمْ اقْتَرِحُوا عَلَى مَا شِئْتُمْ أُعْطِكُمْ عِوَضاً مِنْ ظُلَامَاتِكُمْ قِبَلَهُ فَيَقُولُونَ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ تَجْعَلُ لَنَا بِإِزَاءِ ظُلَامَتِنَا قِبَلَهُ ثَوَابَ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِكَ لَيْلَةَ بَيْتُوتَتِكَ عَلَى فِرَاشِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله فَيَقُولُ عَلِيٌّ عليه السلام قَدْ وَهَبْتُ ذَلِكَ لَكُمْ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَانْظُرُوا يَا عِبَادِيَ الْآنَ إِلَى مَا نِلْتُمُوهُ مِنْ عَلِيٍّ فِدَاءً لِصَاحِبِهِ مِنْ ظُلَامَاتِكُمْ وَ يُظْهِرُ لَهُمْ ثَوَابَ‏ نَفَسٍ وَاحِدٍ فِي الْجِنَانِ مِنْ عَجَائِبِ قُصُورِهَا وَ خَيْرَاتِهَا فَيَكُونُ ذَلِكَ مَا يُرْضِي اللَّهُ بِهِ خُصَمَاءَ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ يُرِيهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ الْمَنَازِلِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَى بَالِ بَشَرٍ يَقُولُونَ يَا رَبَّنَا هَلْ بَقِيَ مِنْ جِنَانِكَ شَيْ‏ءٌ إِذَا كَانَ هَذَا كُلُّهُ لَنَا فَأَيْنَ تَحِلُّ سَائِرُ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ وَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ بِأَسْرِهَا قَدْ جُعِلَتُ لَهُمْ فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى يَا عِبَادِي هَذَا ثَوَابُ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي اقْتَرَحْتُمُوهُ عَلَيْهِ قَدْ جَعَلَهُ لَكُمْ فَخُذُوهُ وَ انْظُرُوا فَيَصِيرُونَ هُمْ وَ هَذَا الْمُؤْمِنُ الَّذِي عَوَّضَهُ عَلِيٌّ ع فِي تِلْكَ الْجِنَانِ ثُمَّ يَرَوْنَ مَا يُضِيفُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى مَمَالِكِ عَلِيٍّ ع فِي الْجِنَانِ مَا هُوَ أَضْعَافُ مَا بَذَلَهُ عَنْ وَلِيِّهِ الْمُوَالِي لَهُ مِمَّا شَاءَ مِنَ الْأَضْعَافِ الَّتِي لَا يَعْرِفُهَا غَيْرُهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَ ذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ الْمُعَدَّةُ لِمُخَالِفِي أَخِي وَ وَصِيِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صلوات الله علیه) .
                    وأن أفضل وسيلة للنجاة هي البكاء على سيد الشهداء عليه الصلوات :
                    وسائل‏الشيعة ج 14 ص 501 66- باب استحباب البكاء لقتل الحسين
                    عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ (أَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ عليه السلام حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدَّيْهِ بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ فِيمَا مَسَّنَا مِنَ الْأَذَى مِنْ عَدُوِّنَا فِي الدُّنْيَا بَوَّأَهُ اللَّهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَسَّهُ أَذًى فِينَا فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ مِنْ مَضَاضَةِ مَا أُوذِيَ فِينَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ الْأَذَى وَ آمَنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَخَطِهِ وَ النَّارِ
                    وَ فِي الْمَجَالِسِ وَ فِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ :عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرِّضَاعليه السلام مَنْ تَذَكَّرَ مُصَابَنَا فَبَكَى وَ أَبْكَى لَمْ تَبْكِ عَيْنُهُ يَوْمَ تَبْكِي الْعُيُونُ وَ مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يُحْيِا فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ )الْحَدِيثَ
                    ووردت رواية صحيحة السند في كتاب كامل الزيارات ومصادر اخرى والرواية طويلة أنقل لكم موضع الحاجة منها لموضوعي :
                    19705- عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ (أَ مَا تَذْكُرُ مَا صُنِعَ بِهِ يَعْنِي بِالْحُسَيْنِ عليه السلام قُلْتُ‏ بَلَى قَالَ أَ تَجْزَعُ قُلْتُ إِي وَ اللَّهِ وَ أَسْتَعْبِرُ بِذَلِكَ حَتَّى يَرَى أَهْلِي أَثَرَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَأَمْتَنِعُ مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَبِينَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ دَمْعَتَكَ أَمَا إِنَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُعَدُّونَ مِنْ أَهْلِ الْجَزَعِ لَنَا وَ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا وَ يَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا أَمَا إِنَّكَ سَتَرَى عِنْدَ مَوْتِكَ حُضُورَ آبَائِي لَكَ وَ وَصِيَّتَهُمْ مَلَكَ الْمَوْتِ بِكَ وَ مَا يَلْقَوْنَكَ بِهِ مِنَ الْبِشَارَةِ أَفْضَلُ وَ لَمَلَكُ الْمَوْتِ أَرَقُّ عَلَيْكَ وَ أَشَدُّ رَحْمَةً لَكَ مِنَ الْأُمِّ الشَّفِيقَةِ عَلَى وَلَدِهَا إِلَى أَنْ قَالَ مَا بَكَى أَحَدٌ رَحْمَةً لَنَا وَ لِمَا لَقِينَا إِلَّا رَحِمَهُ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ الدَّمْعَةُ مِنْ عَيْنِهِ فَإِذَا سَالَ دُمُوعُهُ عَلَى خَدِّهِ فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ دُمُوعِهِ سَقَطَتْ فِي جَهَنَّمَ لَأَطْفَأَتْ حَرَّهَا حَتَّى لَا يُوجَدَ لَهَا حَرٌّ وَ ذَكَرَ حَدِيثاً طَوِيلًا يَتَضَمَّنُ ثَوَاباً جَزِيلًا يَقُولُ فِيهِ وَ مَا مِنْ عَيْنٍ بَكَتْ لَنَا إِلَّا نُعِّمَتْ بِالنَّظَرِ إِلَى الْكَوْثَرِ وَ سُقِيَتْ مِنْهُ مَعَ مَنْ أَحَبَّنَا )
                    فإن الحسين ورد في كربلاء في هذا اليوم وهو الثاني من المحرم وبدءت المصائب :
                    عن الهنداوی قال أبو مخنف: وساروا جميعا إلى أن أتوا أرض كربلاء فوقف فرس الحسين من تحتهفنزل عنها وركب أخرى فلم تنبعث من تحته خطوة واحدة يميناً وشمالاً ولم يزل يركب فرسابعد فرس حتى ركب سبعة أفراس وهو على هذا الحال فلما رأى الإمام عليه السلام ذلك الأمرالغريب قال: يا قوم ما يقال لهذه الأرض؟ قالوا: أرض الغارضية. قال: فهل لها اسم غيرهذا؟ قالوا: تسمى نينوا. قال: هل لها اسم غير هذا؟ قالوا: تسمى كربلاء فقال: قفواولا ترحلوا فهاهنا والله مناخ ركابنا وهاهنا والله سفك دمائنا وهاهنا والله هتكحريمنا وهاهنا والله قتل رجالنا وهاهنا والله ذبح أطفالنا وهاهنا والله تزار قبورناوبهذه التربة وعدني جدي رسول الله ولا خلف لقوله.
                    أقول إن كل ما أخبر به الإمام الحسين عليه السلام قد تحقق حيث قتلت الرجال وذبحت الأطفالوأحرقت الخيام وسبيت النساء ولهذا لما التقى الإمام زين العابدين عليه السلام مع جابر بنعبد الله الأنصاري كان يبكي ويقول له: يا جابر: هاهنا قتلت رجالنا يا جابر هاهناذبحت أطفالنا يا جابر هاهنا أحرقت خيامنا. وإذا بزينب المخدرة العقيلة تخرج بالأسر من كربلاء بتلك الحالة العظيمة :
                    لـم أنسَ زينبَ بعد الخِدر حاسرةً *** تُبـدي النيـاحة ألحاناً فألحانـا
                    مَسجـورة القلـبإلا أنّ أعينَهـا*** كالمُعصرات تصُبّالدمع عقيانا
                    تـدعـو أبـاها أميـر المؤمنين ألا*** يـا والدي حَكمَـت فينـا رَعايانا
                    وغـابَ عنّـاالمُحامي والكفيلُ فمَن*** يَحمي حِمانـا و مَن يُؤوي يَتامانا
                    إن عَسعَسَ الليل وارى بَـذلَ أوجُهنا***و إن تَنفّـس وجه الصبـحأبدانا
                    نـدعـوا فلا أحدٌ يَصبوا لِدَعوتِنا*** و إن شكَونـا فلا يُصغى لِشَكوانا





                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X