إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مواقف زينب كمواقف أمها الزهراء (عليهما السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مواقف زينب كمواقف أمها الزهراء (عليهما السلام)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياَكَرِيمَ...



    لقد أشبهت زينب (عليها السلام) في احتجاجها على يزيد وابن زياد احتجاج أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) في قصة فدك، وقضية خلافة بعلها أمير المؤمنين(عليه السلام) حيث بذلك بان كبير فضلها، وغزارة علمها، ووفور عقلها، وكثرة فهمها



    وحسن معرفتها بالأحكام والقرآن، مما لم يتسنى لأحد الا لمن هو ملهم من عند الله تعالى.
    ونابت (عليها السلام) أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) في مهمة الإبقاء، وقامت مقامها ـ وبأحسن وجه ـ لأداء دور المشاركة في هذه المهمة، ويشهد لذلك مواقفها البطولية المشرفة من بدء قيام أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) باعباء الإمامة حتى شهادته (عليه السلام) وخاصة من بدء نهضته (عليه السلام) حتى انتهاء قضايا السبي والأسر، والرجوع ببقايا حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى المدينة، ومنها حتى ارتحالها من هذه الدنيا الى الدار الآخرة.
    ففي كل هذه المدة الطويلة والفترة العصيبة قامت السيدة زينب (عليها السلام) مقام امها فاطمة الزهراء (عليها السلام) في دور المشاركة ونابت عنها في مهمة الإبقاء وقدمت في سبيل ذلك كل ما قدمته، حتى لقبت بكونها: نائبة الزهراء (عليها السلام).
    فكما ان الام شاركت زوجها و إمامها الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في مهمة الإبقاء، وقدمت نفسها ضحية، ودمها وقاءا، ومحسنها قربانا، ليبقى الإسلام على نزاهته و قدسيته، وطهارته وبرائته مما ارتكبه المتقمصون للخلافة ومما فعله الغاصبون لفدك باسم الإسلام.
    فكذلك البنت شاركت أخاها وإمامها الإمام الحسين (عليه السلام) في مهمة الإبقاء، وقدمت ما قدمت لتصون نزاهة الإسلام، وتحفظ قدسيته وطهارته مما ارتكبه الطلقاء وأبناء الطلقاء من تشويه وتمويه، وجرائم وجنايات ضد الإسلام، باسم الإسلام.
    ولكن هذه المرة كان القربان هو الإمام الحسين (عليه السلام) وزينب (عليها السلام) شاطرته بتقديم نفسها اسيرة، ودم ولديها وقاءا، وراحت في موكب السبي من كربلاء الى الكوفة ومنها الى الشام لتبلّغ دم الشهيد حتى في قصور الظالمين، وتوصل اهداف الشهادة الى العالم اجمع، والى كل الأجيال على مدى التاريخ ومر العصور والزمان.
    ولولا مشاطرتها وتحملها في سبيل الله ما تحملته من البلايا والرزايا، والمصائب والمحن لأبطل بنو امية دم الإمام الحسين(عليه السلام) ومحوا أثره، ولاستطاعوا بعد ذلك من اجتثاث جذور الإسلام والقضاء عليه بالمرة، اذ ورثة المتقمصين للخلافة الطلقاء، وابناء الطلقاء كانوا قد عرّفوا أنفسهم ـ كذبا وزورا ـ بأنهم أولى الأمر الذين أمر الله بطاعتهم، وصوروا بان جرائمهم وجناياتهم هو انعكاس عن الإسلام الصحيح، وكان بيدهم السيف والسوط، والدعاية والتبليغ وقد سخروها جميعا لتثبيت سلطانهم، فكانوا بسوطهم وسيفهم يقمعون الأحرار، وبدعاياتهم وإعلامهم يضللون الجماهير، فلم يكن احد من الناس يجرأ على مناجزتهم ومجابهتهم، وكشف زيفهم وزيغهم، وبيان كذبهم وغدرهم، والتنديد باستبدادهم ودكتاتوريتهم، وفضح تآمرهم على الله ورسوله، وعدائهم للإسلام والمسلمين، سوى الإمام الحسين(عليه السلام)، وذلك بأغلى ثمن وحتى بمثل سبي حرم رسول الله وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، ووطنت السيدة زينب (عليها السلام) نفسها على كل ذلك وتلقته بصدر رحب وبوجه منبسط، وشاطرت أخاها الإمام الحسين(عليه السلام) في البقاء على الإسلام وطهارته ونزاهته، وأبلغت صوته (عليه السلام) الى مسامع التاريخ وفي أذان الأجيال حيث قال الشاعر عن لسان الإمام (عليه السلام):
    ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي يا سيـــوف خذيني
    ثم ان السيدة زينب (عليها السلام) مع علمها بما يجري عليها وعلى موكب كربلاء من بلايا ورزايا في هذه الرحلة، شاركت أخاها الإمام الحسين(عليه السلام) في سفره هذا مشاطرة له همومه، وهي مسرورة على انها في خدمة أخيها وإمامها، ومبتهجة بذلك، وكانت للسيدة زينب (عليها السلام) في المنازل التي مروا بها في الطريق وكذلك في كربلاء مواقف أخوية صادقة، وقضايا شجاعة وهامة، ومصائب عظيمة و مؤلمة منها:
    انها (عليها السلام) قدّمت ولديها: محمدا وعونا وألبستهما لباس الحرب، وأمرتهما بنصرة أخيها الإمام الحسين (عليه السلام) ومجاهدة أعدائه وتفدية أنفسهما من اجله، فتقدم بين يدي الإمام الحسين(عليه السلام) اولاً محمد بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب (عليه السلام) وأخذ يقاتل وهو يترجز ويقول:
    نشكو الى الله من العدوان قتال قوم في الورى عميان
    قد تركوا معالــم القــــرآن ومحـــكم التنزيل و التبيـان
    وأظهروا الكفر مع الطغيان
    فقاتل بين يدي إمامه قتال الأبطال حتى قتل عشرة من الأعداء، قتله بعدها عامر بن نهشل التميمي.
    ثم برز بعده أخوه عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (عليه السلام)وهو يرتجز ويقول:
    ان تنكروني فانا بن جـــعفر شهيد صدق في الجنان أزهر
    يطير فيها بجناح أخــــضــر كفى بهذا شرفا في المحشـر
    ثم كرّ على الأعداء، وجدل الصناديد والأبطال وقاتل قتالا شديداً حتى قتل جمعاً من الفرسان ومن الرجالة، فشد عليه حينئذ عبد الله بن بطة الطائي فقتله، وقيل: قتله عبد الله بن قبطنة التيهاني.
    نعم، قدمت السيدة زينب (عليها السلام) بين يدي أخيها الإمام الحسين (عليه السلام) ولديها وفلذتي كبدها عونا ومحمدا بكل إخلاص، واحتسبتهما لله، ولم تذكرهما في شيء من مراثيها، ولم تنوّه باسمهما، ولم تتطرق الى شيء يخصهما أو يذكّر بشهادتهما، ولم تخرج حتى عند شهادتهما حين سقطا على الأرض، كل ذلك تجلدا منها وصبراً، وتفانياً منها ومواساة، كي لا تمن على أخيها الإمام الحسين (عليه السلام) بهما، ولا يمس اخاها الضرّ من اجلهما، ولا ترى آثار العسر و الحرج في وجه أخيها بسبب شهادتها.
    فانها من شدة معرفتها بامامها كانت ترى كل شيء ـ حتى شهادة فلذتي كبدها ـ في قبال الإمام الحسين (عليه السلام) صفرا، وتجاهه صغيرا ضئيلا، كما انها كانت ترى أسرها وسبها كذلك، مع أنه كان من الصعب عليها جداً أن ترى نفسها في البلد الذي كان يتسابق من أجل الوصول الى خدمتها نساء الأعيان والأشراف، ان تكون الآن فيه اسيرة بيد الأعداء يسوقونها مسبّية الى ابن زياد.


  • #2
    احسنتم وجزاك الله خيرا اختي علا الطرح الرائع..موفقة بحق محمد وال محمد

    sigpic




    تعليق


    • #3
      السلآم عليك ايتها العالمه الغير معلمه
      جزاكم الله خيرع موضوعكم

      تعليق


      • #4
        السلام على الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء والصديقة الصغرى زينب الحوراء ورحمة الله وبركاته
        احسنت بارك الله فيك
        وجزيت خيرا
        حسين منجل العكيلي

        تعليق


        • #5
          السلام على بطــــــــــلة كربلاء
          بارك الله فيك وجزاء الله خير الجزاء

          تعليق


          • #6
            عظم الله أجرك
            sigpic
            إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
            ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
            ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
            لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X