إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفداء والايثار في واقعة الطف

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفداء والايثار في واقعة الطف

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
    الفداء والايثار مفهمومان مختلفان من حيث المعنى واللفظ ، فالفداء بأن يفدي الانسان بنفسه او
    بكل غالي ونفيس من اجل شيء ما ، واما الايثار بأن يؤثر الانسان على نفسه لاجل قضية ما او
    لاجل شخص عزيز او كبير ، وهذه الصفات الاخلاقية اولاها الاسلام عناية كبيرة حيث قال
    تعالى في محكم كتابه (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ
    فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
    فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
    ([1])
    ومن الروايات ما روى ابو عبيدة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال إن الله عز وجل يقول :
    وعزتي وعظمتي وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه الا كففت عليه
    ضيعته ، وضمنت السماوات والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر
    ([2]) وفي
    واقعة الطف ظهرت صور الايثار والفداء بشكل والتقط لنا التأريخ بعض تلك الصور المشرقة
    ومن انصح هذه الصور البراقة في سماء عاشوراء هو ايثار العباس على نفسه عندما وصل الى
    الماء وعدم شربه من زلال ذلك الماء وهو في اشد لحظات العطش واحتياجه له لكن تلك النفس
    الابية ابت ان تشرب الماء لاجل الحسين (عليه السلام) وكذلك الحسين (عليه السلام) ايضا
    وصل الى الماء ولم يشرب كما تنقل لنا المصادر ، مثل هذه المواقف العظيمة هي التي رسمت
    عاشوراء وبقت في ضمير الانسانية ، واما مواقف اصحاب سيد الشهداء فكثيرة وعظيمة ،
    الذين قال في حقهم لا اعلم اصحابا اوفى ولاخيرا من اصحابي ، فمن هذه المواقف البطولية
    والفدائية موقف زهير بن القين الذي قال (الله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا
    ألف مرة ، وأن الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك ، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك)(
    [3])
    ومثل هذه التضحية والفداء ما قاله مسلم بن عوسجة للحسين (عليه السلام ) عندما طلب منه
    الانصراف (نحن نخلي عنك ، وبم نعتذر عند الله من أداء حقك ، لا والله حتى أكسر في
    صدورهم رمحي هذا ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولا أفارقك ، ولو لم يكن معي
    سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، ولم أفارقك حتى أموت معك )
    ([4]) وكذلك من تلك المواقف
    العظيمة موقف سعد بن عبد الله الحنفي ، القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف : لا والله لا
    نخليك حتى يعلم الله انا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله فيك ، والله لو أعلم أني
    اقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم اذرى ، ويفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك ، حتى القى حمامي دونك
    ،وكيف لا افعل ذلك وإنما هي موتة أو قتلة واحدة ، ثم هي بعدها الكرامة التي لا انقضاء لها
    ابدا ، فقد لقيت حمامك ، وواسيت امامك ، ولقيت من الله الكرامة في دار المقامة ، حشرنا الله
    معكم في المستشهدين ، ورزقنا مرافقتكم في أعلى عليين )(
    [5])
    واذا امعنَا النظر في هذه الاقوال التي صدرت من هؤلاء الاصحاب لوجدناها تجمل معانٍ سامية
    لا تصدر الا من قلب وعى الايمان وتيقن بعقيدته ، واخلص لله تعالى عمله ، وهذه اجلى صور
    الفداء والتضحية ، فالايمان الحقيقي يدفع الانسان ان يضحي بنفسه لاجل المبادئ والقيم ،
    فصارت العقيدة جزء مهم في حياة هؤلاء ، وهذا الايثار ناتج عن ادراكهم لمقام الامام الحسين
    (عليه السلام) وموقعه في الاسلام ، ويصور لنا مدى ثباتهم وقوة عزيمتهم ، وهذه العزيمة تبقى
    في كل عام تتكرر حيث نرى زائري الامام الحسين (عليه السلام) على مدى العصور لم تكن
    تمنعهم سطوات وظلم الظالمين ، وبعضهم يتعرض للقتل واخر للتعذيب واخر للنهب والسلب
    ولكن الصمود والثبات الذي استمده هؤلاء من اؤلئك الاصحاب (رضوان الله عليهم) ، فاي
    ميراث اعظم من هذا الميراث الذي نمتلكه من ، فعندما نرى بسالة وتفاني وتضحية هؤلاء
    نزداد بدورنا دفاعاً وتمسكاً عن مبادئنا،





    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
    [1]
    ـ الحشر : 19

    [2] ـ وسائل الشيعة :15\278

    [3] ـ الارشاد للمفيد : 91

    [4] ـ اقبال الاعمال للسيد ابن طاووس : 3\73
    5ـ نفس المصدر :3/ 73

  • #2
    احسنت بارك الله فيك واعظم لك الاجر اخي العزيز
    حسين منجل العكيلي

    تعليق


    • #3
      لا والله لا
      نخليك حتى يعلم الله انا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله فيك ، والله لو أعلم أني
      اقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم اذرى ، ويفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك ، حتى القى حمامي دونك
      ،وكيف لا افعل ذلك وإنما هي موتة أو قتلة واحدة ، ثم هي بعدها الكرامة التي لا انقضاء لها
      ابدا ، فقد لقيت حمامك ، وواسيت امامك ، ولقيت من الله الكرامة في دار المقامة ، حشرنا الله
      معكم في المستشهدين ، ورزقنا مرافقتكم في أعلى عليين )(
      [5])

      تعليق


      • #4
        بارك الله بيك مأجور ان شاء الله
        السَـلامُ عَـلَـيـكَ يـا قَـمَـر الـعَـشِـيِـرة





        sigpic

        تعليق


        • #5
          سلام من السلام عليك أستاذنا موفق بحق آل محمد
          sigpic
          إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
          ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
          ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
          لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

          تعليق


          • #6
            غاية الجود بالنفس ان تدعوا لكم وتشكركم على المتابعة الرائعة وهذا ينم عن الحرص والاهتمام والحيوية في هذا الصرح المبارك

            تعليق


            • #7
              جزاكـ الله خير الجزاء
              بوركت جهودك الراااااااائعة
              جعلك الله تحت ضله يوم لا يضل الا ضله

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X