فقال..وكيف تراه ياابا الحسن..فقال عليه السلام:
ويلك ياذِعلبُ : لاتراه العيون بمشاهدة العيان،ولكن تدركــه القلوب بحقائق الأيمان،معروفٌ بالدلالات منعوتٌ بالعلامات،لا يُقاس بالناس،ولايُدرك بالحواس،
ياذِعلب، أن ربي قريبٌ من الأشياء غير مُلامس،بعيدٌ منها غير مُباين، مُتكلمٌ لا برويةٍ، ظاهرٌ لا بتأويل المباشرة،مُتجلٍ لاباستهلال رؤية،بائنٌ لا بمسافةٍ،قريبٌ لا بمُداناةٍ، مُريدٌ لا بهمة،صانعٌ لا بجارحةٍ،دَراكٍ لا بخديعةٍ ،لطيفٌ لا يوصفُ بالخفاءِ،كبيرٌ لايوصفُ بالجفاءِ، عظيمُ العظمةِ لا يوصفُ بِالعِظَم، جليلٌ الجلالة لا يوصفُ بِالغِلظِ، سميعٌ لايوصفُ بآلة، بصيرٌ لا يوصفٌ بالحاسةِ، رحيمٌ لا يوصف بالرقة، قَبلَ كل شيء فلا يقال: شيء بعده، وبعد كل شيء فلا يُقال: له بعده، هو في الأشياء كُلها غير مُتمازجٍ بها، ولا بائنٍ عنها، موجود لا بعد عدم، فاعلٌ لا بأضطرار مُقدرٌ لا بحركة ، لاتحويه الأماكن، ولا تضمنه الأوقات ولا تحدهُ الصفات ولاتأخذه السناتُ.
سبق الأوقات كونه والعدم وجوده والأبتداء أزله ، كان رباً أذ لا مربوبٌ والهاً أذ لا مألُوهٌ، وعالماً أذ لا معلومٌ، وسميعاً أذ لا مَسموعٌ تعنو الوجوه لعظمته، وتِجل القلوب من مخافته، وتتهالك النفوسُ على مراضيهِ.
كتاب 100 سؤال اجاب عنها الامام علي عليه السلام لمحمدعلي دخيل ص7
الطبعه الاول 2004م
تعليق