إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عبد الله بن سبأ أُسطورة تاريخية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبد الله بن سبأ أُسطورة تاريخية


    المصدر .. الشيعه في مواكب التاريخ تأليف : آية الله الشيخ جعفر السبحاني

    عبد الله بن سبأ أُسطورة تاريخية


    إنّ القرائن والشواهد والاختلاف الموجود في حقّ الرجل ومولده، وزمن إسلامه، ومحتوى دعوته يشرف المحقّق على القول بأنّ مثل عبد الله بن سبأ مثل مجنون بني عامر وبني هلال، وأمثال هؤلاء الرجال والاَبطال كلّها أحاديث خرافة وضعها القصّاصون وأرباب السمر والجنون.. فإنّ الترف والنعيم قد بلغ أقصاه في أواسط الدولتين: الاَمويّة والعباسيّة، وكلّما اتّسع العيش وتوفّرت دواعي اللهو اتّسع المجال للوضع وراج سوق الخيال، وجعلت القصص والاَمثال كي تأنس بها ربّات الحجال، وأبناء الترف والنعمة
    هذا هو الذي ذكره المصلح الكبير كاشف الغطاء، ولعلّ ذلك أورث فكرة التحقيق بين أعلام العصر، فذهبوا إلى أنّ عبد الله بن سبأ أقرب ما يكون إلى الاَسطورة منه إلى الواقع. وفي المقام كلام للكاتب المصري الدكتور طه حسين، يدعم كون الرجل أُسطورة تاريخية عمد أعداء الشيعة إلى تضخيمها وتهويلها لاستغفال الناس نكاية بالشيعة ومحاولة خبيثة لاِلقاء التفرقة والتباغض بين عموم المسلمين، ولا بأس بالوقوف على كلامه حيث قال:
    وأكبر الظنّ أنّ عبد الله بن سبأ هذا ـ إن كان كل ما يروى عنه صحيحاً ـ إنّما قال ودعا إلى ما دعا إليه بعد أن كانت الفتنة، وعظم الخلاف، فهو قد استغلّ الفتنة، ولم يثرها.
    إنّ خصوم الشيعة أيّام الاَمويين والعباسيين قد بالغوا في أمر عبد الله بن سبأ هذا ليشكّكوا في بعض ما نسب من الاَحداث إلى عثمان وولاته من ناحية، وليشنّعوا على عليّ وشيعته من ناحية أُخرى، فيردّوا بعض أُمور الشيعة إلى يهودي أسلم كيداً للمسلمين، وما أكثر ما شنّع خصوم الشيعة على الشيعة.
    فلنقف من هذا كلّه موقف التحفّظ والتحرّج والاحتياط، ولنكبر المسلمين في صدر الاِسلام عن أن يعبث بدينهم وسياستهم وعقولهم ودولتهم رجل أقبل من صنعاء، وكان أبوه يهودياً وكانت أُمّه سوداء، وكان هو يهوديّاً ثمّ أسلم، لا رغباً ولا رهباً ولكن مكراً وكيداً وخداعاً، ثمّ أُتيح له من النجح ما كان يبتغي، فحرَّض المسلمين على خليفتهم حتى قتلوه، وفرّقهم بعد ذلك أو قبله شيعاً وأحزاباً.
    هذه كلّها أُمور لا تستقيم للعقل، ولا تثبت للنقد، ولا ينبغي أن تقام عليها أُمور التاريخ، وإنّما الشيء الواضح الذي ليس فيه شكّ هو أنّ ظروف الحياة الاِسلامية في ذلك الوقت كانت بطبعها تدفع إلى اختلاف الرأى، وافتراق الاَهواء، ونشأة المذاهب السياسيّة المتباينة، فالمستمسكون بنصوص القرآن وسنّة النبيّ وسيرة صاحبيه كانوا يرون أُموراً تطرأ، ينكرونها ولا يعرفونها، ويريدون أن تواجه كما كان عمر يواجهها في حزم وشدة وضبط للنفس وضبط للرعية، والشباب الناشئون في قريش وغير قريش من أحياء العرب كانوا يستقبلون هذه الاَمور الجديدة بنفوس جديدة، فيها الطمع، وفيها الطموح، وفيها الاَثرة، وفيها الاَمل البعيد، وفيها الهَمّ الذي لا يعرف حدّاً يقف عنده، وفيها من أجل هذا كلّه التنافس والتزاحم لا على المناصب وحدها بل عليها وعلى كل شيء من حولها،
    وهذه الاَمور الجديدة نفسها كانت خليقة أن تدفع الشيوخ والشباب إلى ما دفعوا إليه، فهذه أقطار واسعة من الاَرض تفتح عليهم، وهذه الاَموال لا تحصى تجبى لهم من هذه الاَقطار، فأيّ غرابة في أن يتنافسوا في إدارة هذه الاَقطار المفتوحة، والانتفاع بهذه الاَموال المجموعة؟ وهذه بلاد أُخرى لم تفتح، وكلّ شيء يدعوهم إلى أن يفتحوها كما فتحوا غيرها، فما لهم لا يستبقون إلى الفتح؟ وما لهم لا يتنافسون فيما يكسبه الفاتحون من المجد والغنيمة إن كانوا من طلاّب الدنيا، ومن الاَجر والمثوبة إن كانوا من طلاّب الآخرة؟ ثمّ ما لهم جميعاً لا يختلفون في سياسة هذا المُلك الضخم وهذا الثراء العريض؟ وأيّ غرابة في أن يندفع الطامحون الطامعون من شباب قريش من خلال هذه الاَبواب التي فتحت لهم ليلجوا منها إلى المجد والسلطان والثراء؟ وأيّ غرابة في أن يهمّ بمنافستهم في ذلك شباب الاَنصار وشباب الاَحياء الاَخرى من العرب؟ وفي أن تمتلىَ قلوبهم موجدة وحفيظة وغيظاً إذا رأوا الخليفة يحول بينهم وبين هذه المنافسة، ويؤثر قريشاً بعظائم الاَمور، ويؤثر بني أُميّة بأعظم هذه العظائم من الاَمور خطراً وأجلّها شأناً؟
    والشيء الذي ليس فيه شكّ هو أنّ عثمان قد ولّى الوليد و سعيداً على الكوفة بعد أن عزل سعداً، وولّى عبد الله بن عامر على البصرة بعد أن عزل أبا موسى، وجمع الشام كلّها لمعاوية، وبسط سلطانه عليها إلى أبعد حدّ ممكن بعد أن كانت الشام ولايات تشارك في إدارتها قريش وغيرها من أحياء العرب، وولّي عبد الله ابن أبي سرح مصر بعد أن عزل عنها عمرو بن العاص، وكلّ هؤلاء الولاة من ذوي قرابة عثمان، منهم أخوه لاَمّه، ومنهم أخوه في الرضاعة، ومنهم خاله، ومنهم من يجتمع معه في نسبه الاَدنى إلى أُميّة بن عبد شمس.
    كلّ هذه حقائق لا سبيل إلى إنكارها، وما نعلم أنّ ابن سبأ قد أغرى عثمان بتولية من ولّى وعزل من عزل، وقد أنكر الناس في جميع العصور على الملوك
    والقياصرة والولاة والاَمراء إيثار ذوي قرابتهم بشؤون الحكم، وليس المسلمون الذين كانوا رعية لعثمان بدعاً من الناس، فهم قد أنكروا وعرفوا ما ينكر الناس ويعرفون في جميع العصور
    هكذا نرى أنّ الموارد التي يستنتج منها كون ابن سبأ شخصية وهميّة خلقها خصوم الشيعة ترجع إلى الاَمور التالية:
    1 ـ إنّ المؤرّخين الثقات لم يشيروا في مؤلّفاتهم إلى قصّة عبد الله بن سبأ، كابن سعد في طبقاته، والبلاذري في فتوحاته.
    2 ـ إنّ المصدر الوحيد عنه هو سيف بن عمر وهو رجل معلوم الكذب، ومقطوع بأنّه وضّاع.
    3 ـ إنّ الاَمور التي نسبت إلى عبد الله بن سبأ، تستلزم معجزات خارقة لاتتأتّى لبشر، كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبد الله بن سبأ، وسخّرهم لمآربه ـ وهم ينفّذون أهدافه بدون اعتراض ـ في منتهى البلاهة والسخف.
    4 ـ عدم وجود تفسير مقنع لسكوت عثمان وعمّاله عنه، مع ضربهم لغيره من المعارضين كمحمّد بن أبي حذيفة، ومحمّد بن أبي بكر، وغيرهم.
    5 ـ قصّة إحراق عليّ إيّاه وتعيين السنة التي عرض فيها ابن سبأ للاِحراق تخلو منها كتب التاريخ الصحيحة،ولا يوجد لها في هذه الكتب أثر.
    6 ـ عدم وجود أثر لابن سبأ وجماعته في وقعة صفّين وفي حرب النهروان.
    وقد انتهى الدكتور بهذه الاَمور إلى القول: بأنّه شخص ادّخره خصوم الشيعة للشيعة ولا وجود له في الخارج


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    احسنت بارك الله فيك وجزيت خيرا
    في ميزان حسناتك
    حسين منجل العكيلي

    تعليق


    • #3
      عبد الله بن سبا .. في فكر الدكتور طة حسين



      عبد الله بن سبا .. في فكر الدكتور طة حسين
      المصدر .. تاريخ التشيّع الفكري والسياسي تأليف السّيّد صدر الدين القبانچي

      اعتبر الدكتور طه حسين هذه القضية ( أي قضية عبد بن سبأ ) متكلّفة ومنحولة، أراد خصوم الشيعة بها أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصراً يهودياً، إمعاناً في الكيد لهم والنيل منهم.
      كما ان الأستاذ طة حسين إعتبر التفكير في هذه القضية ـ قضية عبد الله بن سبأ ـ ساذجاً وسخيفاً وهكذا فان المؤرخين هم المسؤولون عن اختلاق هذه الشخصية، أو التصعيد من دورها وأثرها على التاريخ الإسلامي كلا.
      هناك عدة ملاحظات هي التي دعت الباحثين المحدثين إلى الشك في هذه الشخصية:
      أولا: لوحظ ان رواية المؤرخين مضطربة في شرح عقيدة هذا الرجل ومقالته. فبعضها تنسب إليه تأليه علي، بينما في الوقت ذاته تنسب إليه القلوب بان علياً وصي الرسول (ص) كما انها مضطربة في نسج أدوار هذه الشخصية، فبينما هو رأس الفتنة في مقتل عثمان، وفي حرب الجمل، إذا به ينعدم تماماً في حرب صفين ويهمل المؤرخون ذكره....
      وبينما يذكر المؤرخون ان علياً احرق السبئيين الذين ألّهوه إذا به يعفي ابن سبأ من هذه العقوبة ويطلق سراحه... وبينما يذكرون انّ هذا الشخص هو رأس الدعوة لعلي، إذا بمعاوية ـ في روايتهم ـ يفكّه من العقال، ويعفيه من أي عقوبة....
      كما لوحظ ان المصادر التاريخية المهمّة لم تذكر هذه الشخصية في الخلاف على عثمان " فلم يذكره ابن سعد حين قصّ ما كان في خلافة عثمان وانتقاض الناس ولم يذكره البلاذري في أنساب الأشراف " وإنّما ذكره الطبري ونقل عنه الآخرون.
      ثانياً: ولوحظ ان رواية المؤرخين تنسب لهذه الشخصية ادواراً لا يمكن التصديق بها. فهي لا تتناسب ولا تنسجم مع الوضع الشخصي لهذا الرجل ومع الوضع العام لمجموع المسلمين والصحابة فاذا كان هذا الرجل جديد العهد بالاسلام فكيف استطاع ان يتغلغل في أوساط المسلمين أو يشيع فيهم الفتنة؟
      وكيف استطاع أن يخدع ويؤثر على كبار الصحابة أمثال أبي ذر الغفاري وكيف استطاع أن يورّط المسلمين في حرب ضارية هي حرب الجمل. ويستغفل حتّى علي بن أبي طالب؟
      وفي هذا يقول طه حسين:
      " ومن أغرب ما يروى من أمر عبد الله بن سبأ هذا، أنه هو الذي لقّن أباذر نقد معاوية فيما كان يقول من أن المال هو مال الله....
      وما أعرف اسرافاً يشبه هذا الاسراف فما كان أبوذر في حاجة إلى طارئ محدَث في الإسلام ليعلّمه ان للفقراء على الأغنياء حقوقاً ".
      ثالثاً: ومما يلاحظ أيضاً ان رواية المؤرخين في قصة عبد الله بن سبأ في سلسلة رواتها إلى (سيف بن عمرو) وهو شخص شهد عليه علماء الرجال بالكذب والافتراء. فهو "ضعيف الحديث" و "متروك الحديث" و "ليس بشيء" وبعض أحاديثه مشهودة، وعامتها منكرة لم يتابع عليها. و " كان يضع الحديث و متروك أتهم بالزندقة " وعلى ذلك لا يبقى أي مجال للوثوق بروايته. ومن مجموع هذه الملاحظات أيضاً لا يصح الاعتماد على رواية المؤرخين في قصة ابن سبأ، وبذلك ينتفي الأساس الذي يستند إليه هذا الرأي في نشأة التشيع.
      أما عن سبب اختلاق المؤرخين لهذه الأسطورة فقد حاول بعض الكتاب الاعتذار لهم بالقول: " ان ما حدث من الفتن بين الصحابة تصدم وجدان المسلم، فكان لابد أن تلقى مسؤولية هذه الأحداث الجسام على كاهل أحد، ولم يكن من المعقول أن يتحمل وزر ذلك كله صحابة أجلاء أبلوا مع رسول الله (ص) بلاء حسناً، فكان لابد أن يقع عبء ذلك كله على ابن سبأ...
      ومهما يكن القول في صحة هذا الاعتذار، فأنه في الحقيقة لا يخدم قضية الصحابة اكثر مما يسيء لهم، فأنه يجعل منهم ألعوبة رخيصة بيد متطفل على الإسلام، يصرّف أمورهم كيف يشاء!!

      تعليق


      • #4
        عبد الله ابن سبأ؟ أم كعب الأحبار؟!

        عبد الله ابن سبأ؟ أم كعب الأحبار؟!


        المصدر .. مختصر مفيد.. أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
        السيد جعفر مرتضى العاملي
        عبد الله ابن سبأ؟ أم كعب الأحبار؟!
        بسم الله الرحمن الرحيم
        والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.. وبعد..
        فقد طرح في شبكة الميزان الثقافية سؤال عن ابن سبأ هل هو شخصية حقيقية أم لا؟! وذلك من قبل شخص رمز لاسمه بكلمة «قاسي». وقد تحدث عن الذين نفوا ذلك من الشيعة، فقال: «ولعل هذا النفي شبه الجماعي من قبل أولئك الباحثين الشيعة لشخصية عبد الله بن سبأ، هو بغرض نفي التأثير اليهودي في عقائد الشيعة، وتبرئة ساحتهم من عبد الله بن سبأ. ولكن أنى لهم ذلك».
        وقد رد عليه الإخوة وناقشوه، وبعثت إليه بالرد التالي:
        بسم الله الرحمن الرحيم
        والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين...
        الأخ الكريم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
        وبعد..
        فإن عبد الله بن سبأ ـ فيما نعتقد ـ حقيقة لا خيال.. إذ قد دلت
        النصوص الصحيحة والصريحة على ذلك..
        وقد بذل العلامة السيد مرتضى العسكري حفظه الله، جهداً علمياً لإثبات أنه شخصية وهمية. ربما لأنه دهش للدور غير الواقعي الذي ينسب إلى هذا الرجل.. أو لعله قد رأى كثرة مخترعات سيف بن عمر.. فاعتقد أن هذا أيضاً من مخترعاته.
        ونحن وإن كنا لا نوافقه على رأيه هذا.
        ولكننا نقول: إنه قد نجح بلا شك نجاحاً باهراً في فضح حقيقة سيف بن عمر، وأسقط ما رواه الطبري وغيره عنه، عن الاعتبار. وهذا ولا شك يعد خدمة كبرى للحق والحقيقة.. فجزاه الله عن الإسلام خير جزاء وأوفاه.
        وإذا كانت قضية عبد الله بن سبأ مرتبطة في كتاب العسكري بقضية سيف بن عمر، وليست مرتبطة بحقيقة التشيع وتاريخه ونشأته، فليس ثمة ما يدعو إلى إثارة هذا الجو المحموم؛ فلن يفيد الحديث هنا عن هذا الأمر أحداً؛ وسواء أكان هناك ابن سبأ أم لم يكن، فإن ذلك لا يقدم ولا يؤخر.
        وليس إنكار عبد الله بن سبأ من بعض رجالات الشيعة بالذي يصحح نسبة ذلك الإنكار إلى الشيعة جميعاً، وقد اعترفت أنت أيها الأخ الكريم بوجود اختلاف حول هذه القضية، ولمست ذلك بنفسك أيضاً. من خلال الأخوة الذين حاولوا أن يتحدثوا معك في هذا الأمر
        بطريقة أو بأخرى.
        غير أني ـ مع كل هذا وذاك ـ لا أشاركك الرأي أيها الأخ الكريم، في أن تكون عقائد الشيعة من مخترعات هذا الرجل. وذلك لسبب بسيط وواضح..وهو أن الشيعة يستدلون على عقائدهم بأدلة من الكتاب، والسنة، والعقل، والتاريخ القطعي، وغير ذلك من وسائل الإثبات..
        فلا بد من محاكمة تلك الاعتقادات على أساس صحة تلك الأدلة أو فسادها.. فإن كانت الأدلة فاسدة وباطلة، فلا يجوز الالتزام ولا التدين بتلك الاعتقادات..
        وإن كانت استدلالات قوية وصحيحة، وجب على الشيعة وعلى غيرهم الالتزام بها، واتخاذها عقيدة لهم..
        أخي الكريم..
        إن الشيعة لم يستدلوا على عقائدهم بقول ابن سبأ ولا بقول غيره من الناس، بل استدلوا عليها بقول الله تعالى، وبقول الرسول، وبسائر الأدلة المعتمدة عند عقلاء البشر.
        أخي الكريم..
        لا يمكن لأحد إثبات أن الشيعة قد أخذوا من ابن سبأ.. ولا إثبات: أن السنة قد أخذوا عقائدهم من كعب الأحبار وابن سلام.. إلا بطريق واحد.. وهو وجود تشابه بين اعتقاد هؤلاء وأولئك. فإذا كان التشابه موجوداً ودل الدليل الصحيح على فساد تلك
        العقيدة، فيمكن القول: إن هذه العقيدة قد أخذت من هذا أو ذاك.
        أما إذا كان التشابه موجوداً ودل الدليل الصحيح على صحة هذه العقيدة فإنه يؤخذ بالعقيدة. ولا يلتفت إلى هذا التشابه، ولا يكون التشابه نفسه هو دليل الفساد.
        على أن الواضح: أن ما ادعاه ابن سبأ، بحق أمير المؤمنين [عليه السلام] وهو أنه إله [والعياذ بالله] لم يقل به الشيعة في أي من أدوار التاريخ ولا دخل في عقائدهم.
        أضف إلى ذلك: أن الشيعة يعتقدون بألوهية الإله الواحد ويعتقدون بنبوة النبي [صلى الله عليه وآله] وبغير ذلك من اعتقادات يشبهون بها أهل السنة ولا يختلفون معهم فيها. فهل يصبح أهل السنة يهوداً أو آخذين هذه العقائد الصحيحة عن اليهود.
        أخي الكريم..
        لو أردنا أن لا نهتم لأمر التفاهم الديني، والتقريب على أساس البحث العلمي، والمسؤول.. ذكرنا لك شواهد تعد بالعشرات من العقائد والأحكام والقضايا التي دل الدليل القطعي على فسادها. ولكن أهل نحلتك يعتقدون بها.. والأغرب من ذلك والأدهى والأمر، هو أن من يعتقدون بها يشنعون على من لا يعتقد بها، ويرمونه بالسبئية واليهودية!!.
        أخي الكريم..
        إنني أنصحك نصيحة أخوية، مشفقة، ومن موقع الإحساس بالمسؤولية الشرعية، أن لا تجرنا إلى بحوث كهذه.. فإن بإمكاننا أن نثبت لك بالشواهد والأدلة، وجود هذه القضايا لدى أهل نحلتك.. ولا شك بأن فتح هذا الباب سيشمت عدونا وعدوك ـ من غير المسلمين ـ بنا وبك. كما أنه سيكشف لهم الكثير من القضايا التي لا يعرفونها.. وسيكون موقعك موقع الضعيف أمامهم.
        أخي الكريم..
        إن كنت راغباً في مناقشة الأمور الحساسة بطريقة علمية وموضوعية ومنصفة، وبالكلمة النزيهة والمهذبة. فنحن على استعداد لذلك.. فكل ما دل عليه الدليل الصحيح أخذنا به معاً. وكل ما أظهر الدليل عواره وفساده رفضناه معاً..
        أخي الكريم..
        إن الحق أحق أن يتبع.. وإن هدى الله هو الهدى. لا هدى ابن سبأ، ولا هدى كعب الأحبار وابن سلام، وغيرهم من علماء اليهود..
        أخي الكريم..
        أنا بانتظار موافقتك على الشروع في حوار علمي صحيح وبنّاء، نتفق مسبقاً على شروطه، وعلى وسائل الاستدلال فيه، وعلى قواعده وضوابطه..
        أخي الكريم..
        وإن أبيت إلا أن تنسب الشيعة إلى السبئية، وإلى اليهودية، بهدف
        تنفير الناس منهم.. فإننا على استعداد لأن نثبت لك ـ كما قلنا ـ أن من يتهم الشيعة بذلك هو الأولى بهذا الاتهام..
        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
        3 جمادى الثانية1423هـ.
        توضيح وبيان
        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله، وله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
        وقد رد «قاسي» على رسالتنا هذه مدّعياً أنه يقصد فقط إثبات أن ابن سبأ شخصية حقيقية، لا وهمية. فلما طالبناه بقوله: إن الشيعة يسعون إلى إنكار ابن سبأ لنفي التأثير اليهودي في عقائدهم «وأنى لهم ذلك».

        حاول أن ينكر ذلك، بطريقة تهريجية.. ولم يرض بالدخول معنا في حوار علمي وموضوعي، فآثرنا إهمال أمره، وعدم الالتفات إليه..
        والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

        تعليق


        • #5
          عبد الله بن سبأ والخوارج

          عبد الله بن سبأ والخوارج

          المصدر .. علي والخوارج تاريخ ودراسة الجزء الأول تأليف السيد جعفر مرتضى العاملي


          إن البعض يحاول أن يدعي: أن من أهم عوامل نشوء «الخوارج» هو عبد الله بن سبأ، ومبادؤه، التي منها جرأته على الخلفاء والأئمة، والحكم بتكفيرهم
          ولعله أخذ ذلك من بعض المستشرقين الذي أثار هذه النقطة بالذات, ثم حاول مناقشة هذا الزعم، فكان مما ذكره:
          أن «الخوارج» أنفسهم كانوا ينعتون خصومهم الشيعة في الكوفة بنعت السبئية تحقيراً وذماً لهم
          ونقول:
          لا ندري من أين تأكد لهؤلاء: أن ابن سبأ قد ترك هذا الأثر العظيم في «الخوارج» وفي غيرهم، وبهذه السرعة الفائقة؟! حتى أصبحت نحلة السبأية ديناً شائعاً، ووصفاً مشيناً ينعت به هذا الفريق من الناس؛ وذاك؟!
          وابن سبأ إنما غالى في أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلاقى جزاءه على يد أمير المؤمنين (عليه السلام) نفسه؟! وحديث الجرأة على الخلفاء، والأئمة قد بدا من عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما قيل له (صلى الله عليه وآله) وهو في مرض موته: إن النبي ليهجر. وقبل ذلك حين كانوا يعترضون عليه في الحديبية، ويقولون لا نعطي الدنية في ديننا، وغير ذلك.
          وأية مبادئ جاء بها ابن سبأ، وبثها بين الناس يمكنهم أن يثبتوها بالدليل وبالحجة؟!

          ولماذا تعلموا من ابن سبأ الجرأة على الخلفاء، ولم يتعلموا غلوه في أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى حد التأليه؟!
          وإذا كان «الخوارج» ينعتون خصومهم بالسبئية، فكيف يأخذون من ابن سبأ وعنه مبادئه. ويتأثرون بحالاته؟!


          تعليق


          • #6
            اللهم صلِ على محمد وعلى آلِ محمد

            بحث قيم ومفيد


            يعطيك العافيه ع الطرح القيم..
            في ميزان حسناتك...
            .ووفقك
            الله لكل خير..

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X