تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
مع إعلان النبوّة من قِبَلِ النبي محمد صلي الله عليه وآله، والذي كان صدي أمانته وصدقه بدوي في آفاق العرب آنذاك. وكل بيت في قريش يعتزّ ويفتخر بمكارم اخلاقه وسيرته الكريمة، نلاحظ أنّه بعد هذه الدعوة يواجه ألقاباً كالساحر والشاعر والكذّاب والمجنون.
هذا هو خطي وسلوك الظالمين عبر مسير التاريخ، إنّهم لا يطيقون سماع صوت الحق والحقيقة ويسعوا خائبين في مواجهة ما لا يروق لأهوائهم الضالة ولمّ شملهم لإفنائه. فهذا تاريخ افترائهم لموسي وعيسي عليهما السلام غير بعيد عنّا، حيث نسبوا إليهما السحر والكذب بعد أن أتوا إليهم بشتي آيات الله والمعجز الخارق. وهذا ما جري علي الانبياء ما قبلهم وما بعدهم وعلي رأسهم جميعاً سيد الرسل وخير البشر محمد صلّي الله عليه وآله وقد جاء علي لسانه صلّي الله عليه وآله: ما اُذي نبي مثل ما اُذيت. و حتي أنّ الله سبحانه نبّه في كتابه العزيز عن ما يتعرض له رسوله الكريم وما يؤذيه من قومه ومن أقرب الناس إليه المتلبسين بالنفاق.
تعرض نبيّنا الكريم منذ الاعلان عن دعوته للتوحيد ونبذ الشرك إلي شتي صنوف الأذي والاستهزاء من أمثال ابوجهل وأبولهب ومن لفّ لفّهم، حيث أدموا جبهته الكريمة برمي الحصي والحجارة عليه والنفايات علي رأسه الكريم والشوك في طريقه. لكن الحق والحقيقة مدعومان بالنور والنصر والجهل والنفاق محكومان بالظلمة والخسران. ولمّا كان محمد صلّي الله عليه وآله مظهراً بارزاً ونبراساً منيراً لطريق الحق: (ليظهره علي الدين كله)، فلابدّ أن يدخل كل بقاع العالم ويدخل كل قلب إلاّ قلوب الجاحدين ومن قالوا قلوبنا غلف، فهم الملعونون في كتاب الله. وستبقي شعلة الإسلام وضّاءةً للبشرية. (يريدون ليطفئوا نورالله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون). سورة الصف الايه 8
لقد سلك الاسلام طريقاً شائكاً صعباً عبر ظلمة المنافقين الذين ألبسوه لباس الزيف ولكن هناك من المؤمنين من غسلوا بعض هذا الزيف بدمائهم الطاهرة في معارك حاسمة، مثل جمل وصفين والنهروان وكربلاء. هنا سؤال يطرح نفسه خلال هذه الحقبة من التاريخ وبالدقة الفترة التي نعيشها.
برأيكم أي جسارة موجّهة للنبي( صلي الله عليه وآله)، هي أكبر الجسارات؟جسارة ابولهب الكافر المشرك أم جسارة من يسمي بالقس المسيحي(تري جونز) الذي أقدم علي حرف القرآن؟
ذنب من أكبر (كورت وسترگارد) رسّام الكاريكاتور الدنمركي الذي يدعي المسيحية أم (ناكولا باسلي ناكولا) منتج فلم معصومية المسلمين المشين.
لكن بنظرنا الجسارة الكبري التي وجّهت لساحة النبوة المقدسة، هي الجسارة التي ارتكبها ممن يدعي نفسه من كبار المسلمين شأناً ورأياً وصحبةً، حيث نسب صفة الهجر(الهذيان) لرسول الله( صلي الله عليه وآله)، الذي قال عنه الله تعالي: وما ينطق عن الهوي. سورة النجم الايه 3 والواقعة هي: لمّآ كان الرسول( صلي الله عليه وآله) في الفراش يقضي أيامه الأخيرة من حياة الدنيا، وأهل بيته والاصحاب حافين حوله، طلب( صلي الله عليه وآله) قلماً ودواةً ليكتب لهم ما يراه لصالح الاُمة الاسلامية ونجاتها من التفرقة. بقوله: «لن تضلّوا أبداً»، وما انتهي الرسول( صلي الله عليه وآله) من قوله هذا، فإذا بعمر بن الخطاب يغضب لهذا الطلب ويرد قائلاً: إن الرجل ليهجر، حسبنا كتاب الله. وبهذا الاسلوب منع من تقديم
الدواة للرسول( صلي الله عليه وآله) لكتابة ما كان يراه نجاةً وفلاحاً لاُمته. صحيح البخاري 1/32 كتاب العلم / باب كتابة العلم و 4 / 7 كتاب المرضى / باب قول المريض قوموا عني و 4/271 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة / باب كراهية الخلاف و 2/178 كتاب الجهاد والسير / باب هل يستشفع إلى أهل الذمة و 4/62 باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب.2ــ صحيح مسلم 3/1259 كتاب الوصية / باب ترك الوصية و 3/1257 كتاب الوصية / باب ترك الوصية .3ــ مسند أحمد 1/24 و 222 و 3/346وقد وصف ابن عباس هذه الحادثه، كمايلي:
يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَ?َى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ فَقَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ " ائْتُونِي بِ?ِتَاب أَ?ْتُبْ لَ?ُمْ ?ِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا ". فَتَنَازَعُوا وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاري ، ج 3 ، ص 1111 ، ح2888 ،?تاب الجهاد والسير ، بَاب جَوَائِزِ الْوَفْدِ هل يُسْتَشْفَعُ إلى أَهْلِ الذِّمَّهِ وَمُعَامَلَتِهِمْ ، تحقيق د. مصطفى ديب البغا ، ناشر : دار ابن ?ثير ، اليمامه - بيروت ، الطبعه : الثالثه ، 1407 - 1987 .
وقد تسببت هذه الحادثة إلي وقوع الخلاف بين الحضور، مما شجعت آخرين بالتجاسر المشين في حضور النبي( صلي الله عليه وآله) حيث نطقوا، قائلين: إنه مريض و يهجر في الوقت الذي فرض الله تعالي في القرآن اطاعة الرسول( صلي الله عليه وآله) والامتثال لأوامره.ختاماً إننا نجدد إدانتنا بشدة لكل جسارة وإهانة صغيرة كانت أو كبيرة، جديدة كانت أو قديمة وجّهت أو توجّه لساحة نبينا العظيم صلّي الله عليه وآله ونطالب بالوقوف ضدها ومجابهتها وتعريتها بأسلوب يتناسب مع شأن الإسلام والرسول العظيم وعترته الطاهرة عليهم السلام.
مع إعلان النبوّة من قِبَلِ النبي محمد صلي الله عليه وآله، والذي كان صدي أمانته وصدقه بدوي في آفاق العرب آنذاك. وكل بيت في قريش يعتزّ ويفتخر بمكارم اخلاقه وسيرته الكريمة، نلاحظ أنّه بعد هذه الدعوة يواجه ألقاباً كالساحر والشاعر والكذّاب والمجنون.
هذا هو خطي وسلوك الظالمين عبر مسير التاريخ، إنّهم لا يطيقون سماع صوت الحق والحقيقة ويسعوا خائبين في مواجهة ما لا يروق لأهوائهم الضالة ولمّ شملهم لإفنائه. فهذا تاريخ افترائهم لموسي وعيسي عليهما السلام غير بعيد عنّا، حيث نسبوا إليهما السحر والكذب بعد أن أتوا إليهم بشتي آيات الله والمعجز الخارق. وهذا ما جري علي الانبياء ما قبلهم وما بعدهم وعلي رأسهم جميعاً سيد الرسل وخير البشر محمد صلّي الله عليه وآله وقد جاء علي لسانه صلّي الله عليه وآله: ما اُذي نبي مثل ما اُذيت. و حتي أنّ الله سبحانه نبّه في كتابه العزيز عن ما يتعرض له رسوله الكريم وما يؤذيه من قومه ومن أقرب الناس إليه المتلبسين بالنفاق.
تعرض نبيّنا الكريم منذ الاعلان عن دعوته للتوحيد ونبذ الشرك إلي شتي صنوف الأذي والاستهزاء من أمثال ابوجهل وأبولهب ومن لفّ لفّهم، حيث أدموا جبهته الكريمة برمي الحصي والحجارة عليه والنفايات علي رأسه الكريم والشوك في طريقه. لكن الحق والحقيقة مدعومان بالنور والنصر والجهل والنفاق محكومان بالظلمة والخسران. ولمّا كان محمد صلّي الله عليه وآله مظهراً بارزاً ونبراساً منيراً لطريق الحق: (ليظهره علي الدين كله)، فلابدّ أن يدخل كل بقاع العالم ويدخل كل قلب إلاّ قلوب الجاحدين ومن قالوا قلوبنا غلف، فهم الملعونون في كتاب الله. وستبقي شعلة الإسلام وضّاءةً للبشرية. (يريدون ليطفئوا نورالله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون). سورة الصف الايه 8
لقد سلك الاسلام طريقاً شائكاً صعباً عبر ظلمة المنافقين الذين ألبسوه لباس الزيف ولكن هناك من المؤمنين من غسلوا بعض هذا الزيف بدمائهم الطاهرة في معارك حاسمة، مثل جمل وصفين والنهروان وكربلاء. هنا سؤال يطرح نفسه خلال هذه الحقبة من التاريخ وبالدقة الفترة التي نعيشها.برأيكم أي جسارة موجّهة للنبي( صلي الله عليه وآله)، هي أكبر الجسارات؟جسارة ابولهب الكافر المشرك أم جسارة من يسمي بالقس المسيحي(تري جونز) الذي أقدم علي حرف القرآن؟
ذنب من أكبر (كورت وسترگارد) رسّام الكاريكاتور الدنمركي الذي يدعي المسيحية أم (ناكولا باسلي ناكولا) منتج فلم معصومية المسلمين المشين.
لكن بنظرنا الجسارة الكبري التي وجّهت لساحة النبوة المقدسة، هي الجسارة التي ارتكبها ممن يدعي نفسه من كبار المسلمين شأناً ورأياً وصحبةً، حيث نسب صفة الهجر(الهذيان) لرسول الله( صلي الله عليه وآله)، الذي قال عنه الله تعالي: وما ينطق عن الهوي. سورة النجم الايه 3 والواقعة هي: لمّآ كان الرسول( صلي الله عليه وآله) في الفراش يقضي أيامه الأخيرة من حياة الدنيا، وأهل بيته والاصحاب حافين حوله، طلب( صلي الله عليه وآله) قلماً ودواةً ليكتب لهم ما يراه لصالح الاُمة الاسلامية ونجاتها من التفرقة. بقوله: «لن تضلّوا أبداً»، وما انتهي الرسول( صلي الله عليه وآله) من قوله هذا، فإذا بعمر بن الخطاب يغضب لهذا الطلب ويرد قائلاً: إن الرجل ليهجر، حسبنا كتاب الله. وبهذا الاسلوب منع من تقديم
الدواة للرسول( صلي الله عليه وآله) لكتابة ما كان يراه نجاةً وفلاحاً لاُمته. صحيح البخاري 1/32 كتاب العلم / باب كتابة العلم و 4 / 7 كتاب المرضى / باب قول المريض قوموا عني و 4/271 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة / باب كراهية الخلاف و 2/178 كتاب الجهاد والسير / باب هل يستشفع إلى أهل الذمة و 4/62 باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب.2ــ صحيح مسلم 3/1259 كتاب الوصية / باب ترك الوصية و 3/1257 كتاب الوصية / باب ترك الوصية .3ــ مسند أحمد 1/24 و 222 و 3/346وقد وصف ابن عباس هذه الحادثه، كمايلي: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَ?َى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ فَقَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ " ائْتُونِي بِ?ِتَاب أَ?ْتُبْ لَ?ُمْ ?ِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا ". فَتَنَازَعُوا وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاري ، ج 3 ، ص 1111 ، ح2888 ،?تاب الجهاد والسير ، بَاب جَوَائِزِ الْوَفْدِ هل يُسْتَشْفَعُ إلى أَهْلِ الذِّمَّهِ وَمُعَامَلَتِهِمْ ، تحقيق د. مصطفى ديب البغا ، ناشر : دار ابن ?ثير ، اليمامه - بيروت ، الطبعه : الثالثه ، 1407 - 1987 .
وقد تسببت هذه الحادثة إلي وقوع الخلاف بين الحضور، مما شجعت آخرين بالتجاسر المشين في حضور النبي( صلي الله عليه وآله) حيث نطقوا، قائلين: إنه مريض و يهجر في الوقت الذي فرض الله تعالي في القرآن اطاعة الرسول( صلي الله عليه وآله) والامتثال لأوامره.ختاماً إننا نجدد إدانتنا بشدة لكل جسارة وإهانة صغيرة كانت أو كبيرة، جديدة كانت أو قديمة وجّهت أو توجّه لساحة نبينا العظيم صلّي الله عليه وآله ونطالب بالوقوف ضدها ومجابهتها وتعريتها بأسلوب يتناسب مع شأن الإسلام والرسول العظيم وعترته الطاهرة عليهم السلام.
حسين منجل العكيلي
تعليق