إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصص للأطفال الجزء الأول ((قصة التاجر الذكي ))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصص للأطفال الجزء الأول ((قصة التاجر الذكي ))

    هذه قصص هدية لأطفال منتدى الكفيل عامة وهدية خاصة الى أبنتي الغالية ((ريتــــــــاج ))





    كان في سالف الزّمان تاجر يتنقّل في مدنٍ كثيرةٍ يبيع ويشتري ويجني من عمله ربحًا كثيرًا. وكان عمله هذا قد جعله يمرّ في تجارب كثيرةٍ، فاختبر أنفس الناس وعرف أهواءهم، وأدرك ما يحبّون وما لا يحبّون، ووجد أن أصعب أمرٍ في الحياة هو أن يجد الإنسان صديقًا وفيًّا.
    ومن يومٍ إلى يومٍ كانت تجارة التّاجر تزداد سعةً، فكثرت أشغاله وراح يوظّف أمواله في أماكن كثيرةٍ وتجارات متنوعةٍ، وبنى لنفسه قصرًا جميلاً، ففرشه بأجمل الأثاث، وأحاطه بحديقةٍ، زرع فيها كلّ أنواع الزّهور، وببستانٍ متنوّع الأشجار، طيّب الفواكه.

    كان للتاجر ولد وحيد يحبّه كثيرًا ويُعنَى بتعليمه. فجاء له بأفضل المعلّمين يعلّمونه أصول القراءة والكتابة ومبادئ الحساب وكتب التاريخ والسير والجغرافيا والكثير من النثر والشعر. وكان التاجر لا يرد لإبنه طلبًا. فهو وحيده ويبشّر بمستقبلٍ زاهرٍ، خاصّة وأنّه نبيهٌ يحبّ والده الذي علمه والتجارة الشريفة.

    وقد كان لهذا الولد، واسمه زاهر، صديق يمضي معه أكثر أوقاته حتّى بات الناس يعرفونهما جيدا كصديقين، وإذا رأوا أحدهما ذكروا الآخر. وكان الواحد منهما يفتّش عن أحدهما فيجده مع صديقه.


    غير أنّ زاهر لم يستطع أن يعرف مِن صديقه غير وجهٍ واحدٍ هو علاقتهما من حيث النزهات والمجالس الأنيسة والدّروس المستمرة من غير أن تتكشّف له أخلاقه وصفاته، ومن غير أن يتعرّف عليه من خلال تجارب تكشف الإنسان إن كان فعلاً صديقًا طيبًا أو إنّه إنسان يدّعي الصّداقة من أجل غايةٍ لا علاقةً لها بالصّداقة المُحبّة الطّيبة. وغالبًا ما كان التاجر يُحذّر ابنه من علاقةٍ لا تجارب فيها. إلاّ أنّ زاهر كان يحسّ بشيءٍ من الحزن كلّما حدّثه والده عن صديقه الذي طلب منه أن يضع صديقه على محكّ التّجربة أو يطلب منه طلبًا يتكشّف فيه مدى محبّته له.

    وفي يومٍ من الأيّام، قرّر التّاجر السفر إلى بلدٍ بعيدٍ، وكان لديه كثير من المال والجواهر، ففكّر أن يضعها في صندوقٍ ويضع الصّندوق في مكانٍ آمنٍ.

    جمع التّاجر كلّ ما في حوزته من ذهبٍ وجواهر وأموال وجعل يفكّر. فكان أن دخل عليه ابنه ووجده غارقًا في تفكيرٍ بعيدٍ، فقال له: ما بك يا أبي؟

    قال: لا شيء يا ولدي. إنّني أفكّر في سفرٍ بعيدٍ، وأحبّ أن تكون معي فترى عالمًا غير هذا العالم، وتتّسع معارفك، وتطّلع على مجتمعاتٍ غير هذه المجتمعات. فسُرّ زاهر بفكرة أبيه ورحّب بالسّفر وقال: إنّها والله يا أبَتي أمنيتي منذ زمنٍ بعيدٍ. وكنتُ أفكّر مرات كثيرةٍ أن أطرح عليك فكرة السّفر إلى مدنٍ وبقاعٍ كثيرةٍ، فنرى العالم ونُسَرّ بما متّعنا به الله.


    غير أنّ الأب أطرق قليلاً ثم قال لإبنه: ولكنّي يا ولدي أفكّر بأمرٍ طالما أبعد النّوم عن عينيّ. فقال زاهر: هل أستطيع أن أساعدك به يا أبي؟

    فقال التاجر: إنّي أفكّر بأمر هذا الذّهب وأمر هذه المجوهرات والمال الذي يجب أن أضعه في مكانٍ آمنٍ حتّى نعود من السّفر.

    راح الإثنان يفكّران، وأخيرًا قال الأب: ما رأيك أن أضع الذّهب ومجوهراتي وأموالي في صندوقٍ، أتركه أمانةً لدى صديقك الذي تحبّه؟ أتوافق على هذه الفكرة؟

    سُرّ زاهر بفكرة أبيه، وخاصّةً وهو يفكّر في أن يأتمنه على أكثر ممتلكاته قيمةً. وقال لأبيه: أتظنّ أنّ صديقي هو الإنسان المُناسب الذي يجب أن نضع الصّندوق عنده؟

    فقال التاجر: أليس صديقك؟ وهو أمين كما ترى، ويحبّك وليس لي صديق آمنه وأحبّه كما تأمن لصديقك وتحبّه. ولذلك فمِنَ المُستحب أن نضع الصّندوق عنده.

    أسرع زاهر إلى صديقه وطلب أن يحافظ على وديعة أبيه، إذ أنه خصّه من بين الكل في أن يكون الصندوق الذي يضم أغلى ما يملك بين يديه وهُما غائبان عن المدينة.

    وكان أن ترك الصندوق عند صديق زاهر. وسافر التاجر وابنه، وكان الإثنان يتنقّلان من مكانٍ إلى آخرٍ ومن مدينةٍ إلى أخرى ويَطّلعان على معالم كل الأماكن التي يزورانها. وبعد أربعة أشهرٍ، قال التاجر لإبنه: ما رأيك يا ولدي أن نعود إلى مدينتنا.


    رجع التّاجر وابنه زاهر إلى بلديهما. ولمّا وصلا طلب التاجر من ابنه أن يذهب إلى صديقه ويأتي بالصّندوق. فذهب زاهر وعاد بالصّندوق إلى أبيه غير أنّه كان عابس الوجه. فما إن رآه والده كذلك قال له: يا زاهر‍ أراك غير منشرح الصّدر ما بك؟

    فقال زاهر: أنا عاتب عليك كثيرًا.

    فسأل التّاجر: لماذا؟ لماذا يا بُنيّ؟ ألأنّي تركت كل ما أملك عند صديقٍ لكَ؟

    فنظر زاهر إلى والده وقال: لقد تركتَ رملاً وحصًى. وها هو الصّندوق كما تركته لدى صديقي. فضحك التاجر وقال لإبنه: لو كان صديقك وفيًا لك أمينًا على الودائع لمَا فتح الصّندوق. وعندئذٍ عرف زاهر الغاية التي أراد أن يُفهِمَه إيّاها والده من وضعه الصّندوق عند الذّي يدّعي أنّه صديقه.


  • #2
    عظم الله أجرك
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #3
      جهود متميزة ومواضيع رائعة
      احسنت بارك الله فيك
      حسين منجل العكيلي

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
        عظم الله أجرك

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركة
          جهود متميزة ومواضيع رائعة
          احسنت بارك الله فيك

          تعليق


          • #6
            الأخت الكريمة أنصار المذبوح بارك الله فيك على هذا الأختيار الرائع فعلاً أنها قصة هادفة وجميله

            ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
            فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

            فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
            وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
            كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

            [/CENTER]

            تعليق


            • #7
              حلوه القصة والاحلى منها العبره والعظه
              تحياتي الى ريتاج و
              الله يحفظها ويحرسها

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة الرضا مشاهدة المشاركة
                الأخت الكريمة أنصار المذبوح بارك الله فيك على هذا الأختيار الرائع فعلاً أنها قصة هادفة وجميله

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سهاد مشاهدة المشاركة
                  حلوه القصة والاحلى منها العبره والعظه
                  تحياتي الى ريتاج و
                  الله يحفظها ويحرسها
                  بارك الله فيك
                  وشكراً حياتي على الدعاء والله يحفظ عائلتك ويحفظ اولاد أختك ما شاء الله عليهم بدون حسد يخبلون صورهم روعة في طرح أضيفوا صور أطفالكم


                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X