إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَ قَالُوا كونُوا هُوداً أَوْ نَصرَى تهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَهِيمَ حَنِيفاً

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَ قَالُوا كونُوا هُوداً أَوْ نَصرَى تهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَهِيمَ حَنِيفاً

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وَ قَالُوا كونُوا هُوداً أَوْ نَصرَى تهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَهِيمَ حَنِيفاً وَ مَا كانَ مِنَ الْمُشرِكِينَ

    (( اللغــــــــــة ))

    الحنيف المائل عن الأديان الباطلة إلى الدين الحق قال ابن دريد الحنيف العادل عن دين إلى دين و به سميت الحنيفية لأنها مالت عن اليهودية و النصرانية و قيل الحنيف الثابت على الدين المستقيم و الحنيفية الاستقامة على دين إبراهيم و إنما قيل للذي تقبل إحدى قدميه على الأخرى أحنف تفاؤلا بالسلامة كما قيل للمهلكة مفازة تفاؤلا بالفوز و النجاة و هو قول كثير من المفسرين و أهل اللغة و قال الزجاج أصله من الحنف و هو ميل في صدر القدم و سمي الأحنف لحنف كان به و قالت حاضنته و هي ترقصه :
    و الله لو لا حنف برجله
    ما كان في صبيانكم كمثله ) و في الحديث أحب الأديان إلى الله تعالى الحنيفية السمحة و هي ملة النبي (صلى الله عليه آله سلّم) لا حرج فيها و لا ضيق .

    (( الإعـــــراب ))

    جزم تهتدوا على الجواب للأمر و معنى الشرط قائم في الكلمة أي إن تكونوا على هذه الملة تهتدوا فإنما انجزم تهتدوا على الحقيقة بالجزاء و قوله « ملة إبراهيم » في انتصابه وجوه ( أحدها ) أن تقديره بل اتبعوا ملة إبراهيم لأن قولهم « كونوا هودا أو نصارى » تتضمن معنى اتبعوا اليهودية أو النصرانية و تقديره قالوا اتبعوا اليهودية أو النصرانية قل بل اتبعوا ملة إبراهيم فهذا عطف على المعنى ( و الثاني ) أن يكون على الحذف كأنه قيل بل نتبع ملة إبراهيم فالأول عطف و الثاني حذف ( و الثالث ) أن ينتصب على تقدير بل نكون أهل ملة إبراهيم فحذف المضاف و أقيم المضاف إليه مقامه كقوله تعالى و اسئل القرية فهذا عطف على اللفظ و هو قول الكوفيين و حنيفا نصب على الحال أي في حال حنيفيته .

    (( النــــزول ))

    عن ابن عباس أن عبد الله بن صوريا و كعب بن الأشرف و مالك بن الضيف و جماعة من اليهود و نصارى أهل نجران خاصموا أهل الإسلام كل فرقة تزعم أنها

    أحق بدين الله من غيرها فقالت اليهود نبينا موسى أفضل الأنبياء و كتابنا التوراة أفضل الكتب و قالت النصارى نبينا عيسى أفضل الأنبياء و كتابنا الإنجيل أفضل الكتب و كل فريق منهما قالوا للمؤمنين كونوا على ديننا فأنزل الله تعالى هذه الآية و قيل إن ابن صوريا قال لرسول الله (صلى الله عليه آله سلّم) ما الهدى إلا ما نحن عليه فاتبعنا يا محمد تهتد و قالت النصارى مثل ذلك فأنزل الله هذه الآية .

    (( المعــــــــنى ))

    « و قالوا » الضمير يرجع إلى اليهود و النصارى أي قالت اليهود « كونوا هودا » و قالت النصارى كونوا « نصارى » كل فريق منهم دعا إلى ما هو عليه و معنى « تهتدوا » أي تصيبوا طريق الحق كأنهم قالوا تهتدوا إلى الحق أي إذا فعلتم ذلك كنتم قد اهتديتم و صرتم على سنن الاستقامة « قل » يا محمد « بل ملة إبراهيم » أي بل نتبع دين إبراهيم و على الوجه الآخر بل اتبعوا دين إبراهيم و قد عرفت الوجوه الثلاثة في الإعراب فلا معنى لإعادتها « حنيفا » مستقيما و قيل مائلا إلى دين الإسلام و في الحنيفية أربعة أقوال

    ( أحدها ) أنها حج البيت عن ابن عباس و الحسن و مجاهد
    ( و ثانيها ) أنها اتباع الحق عن مجاهد
    ( و ثالثها ) أنها اتباع إبراهيم فيما أتى به من الشريعة التي صار بها إماما للناس بعده من الحج و الختان و غير ذلك من شرائع الإسلام
    ( و الرابع ) أنها الإخلاص لله وحده في الإقرار بالربوبية و الإذعان للعبودية و كل هذه الأقوال ترجع إلى ما قلناه من معنى الاستقامة و الميل إلى ما أتى به إبراهيم (عليه السلام) من الملة « و ما كان من المشركين » أي و ما كان إبراهيم من المشركين نفى الشرك عن ملته و أثبته في اليهود و النصارى حيث قالوا عزير ابن الله و المسيح ابن الله و في قوله سبحانه « بل ملة إبراهيم » حجة على وجوب اتباع ملة إبراهيم (عليه السلام) لسلامتها من التناقض و لوجود التناقض في اليهودية و النصرانية فلذلك صارت ملة إبراهيم أحرى بالإتباع من غيرها فمن التناقض في اليهودية منعهم من جواز النسخ مع ما في التوراة من الدلالة على جوازه و امتناعهم من العمل بما تقدمت به البشارة في التوراة من اتباع النبي الأمي مع إظهارهم التمسك بها و امتناعهم من الإذعان لما دلت عليه الآيات الظاهرة و المعجزات الباهرة من نبوة عيسى و محمد (صلى الله عليه آله سلّم) مع إقرارهم بنبوة عيسى بدلالة المعجزات عليها إلى غير ذلك من أنواع التناقض و من التناقض في قول النصارى قولهم الأب و الابن و روح القدس إله واحد مع زعمهم أن الأب ليس هو الابن و أن الأب إله و الابن إله و روح القدس إله و امتناعهم من أن يقولوا ثلاثة آلهة إلى غير ذلك من تناقضاتهم المذكورة في الكتب .




    مجمع البيان ج : 1 ص : 403
    التعديل الأخير تم بواسطة أنصار المذبوح; الساعة 01-01-2014, 12:03 PM. سبب آخر: صغر الحجم


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    احسنت بارك الله فيك
    جزيت خيـــــــــــــرا
    في ميزان حسناتك
    حسين منجل العكيلي

    تعليق


    • #3
      أعاذكم الله شر النصارى واليهود بمحمد وال محمد .

      تعليق


      • #4
        عظم الله أجرك
        sigpic
        إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
        ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
        ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
        لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خير

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            احسنت بارك الله فيك
            جزيت خيـــــــــــــرا
            في ميزان حسناتك

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ابو امنة مشاهدة المشاركة
              أعاذكم الله شر النصارى واليهود بمحمد وال محمد .

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
                عظم الله أجرك

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سيف الطائي مشاهدة المشاركة
                  جزاكم الله خير

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    اللهم صل على محمد وال محمد

                    احسنت طرح قيم في ميزان حسناتك

                    وفقك
                    الرحمن لكل خير وعطاء

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X