** البستاني العجوز ** القصة الرابع :
كان البرد شديدا في الغابة ،
والريح تصفر من بين أغصان الشجر .
وعلى الرغم من ذلك كانت هناك حركة غير عادية بالجو ،
فالطيور على اختلاف أنواعها كانت تنادي على بعضها بعضا ،
فالعصفورة السمراء تنادي العصفورة الزرقاء ،
والعصفورة الزرقاء تهمس بشيء ما في أذن الشحرور
والشحرور يهمس بكلام كثير إلى ( أبو الزريق )
الذي يعلن بصوت مرتفع خبرا خطير لسكان الغابة :
أيها الطيور والحيوانات ...
يا سكان الغابة ....
إن صديقنا البستاني العجوز الذي يعيش وحده
مريض جدا تعالوا بسرعة .
وهرع الجميع من دون استثناء :
الثعلب والثور البري والآيل ذو القرون الخشبية والظبي والغزال .
ورأى الجميع البستاني العجوز ،
وهو ينتفض من البرد والحمى في فراشه المنكوب غير المرتب .
وبسرعة أخذ الثور البري يشق قطعا صغيرة من الخشب ،
وفي الحال توهجت نار جميلة ملأت البيت الصغير دفئا .
وأخذ الثعلب يرفع الماء بالدلو من البئر .
وأعدت الظبية طبخة من أوراق الكافور والأعشاب العطرية .
أما ذو القرون الخشبية فقد كان يعد القربة الساخنة ،
ويصنع مشروبا دافئا من ورق الريحان .
وملأت الطيور فراش البستاني العجوز بالزغب الناعم
وأوراق الشجر الطرية .
وفي فراشه الذي أصبح وثيرا دافئا ،
تناول المريض العجوز الشراب الساخن رشفة رشفة ،
بينما الطيور تغرد له بأصواته العذبة ،
وهي تقول مشجعة : سوف تشفى بسرعة ،
نحن على يقين من ذلك .
رد البستاني العجوز الذي بدأ بالفعل يشعر بالتحسن وقال :
شكرا ، شكرا لكم يا أصدقائي .
إن رعايتكم ووفائكم لي هما أفضل من جميع الأدوية .
وبالحب والوفاء أجمل الصفات
ودمتم سالمين
تعليق