. يتناول الكتاب بالدراسة والتحليل موضوعة الغياب في أعمق صورها في مجاميع أديب كمال الدين الشعرية الحروفيّة ال 13 مع مقدمة كتبها الأديب سعد محمد رحيم، وجاء فيها: كل كتابة جيدة هي اختراق، هي إزاحة عن مركز وسياق وتقاليد، وتخطي عتبة إلى منطقة بكر، وقارة وجودية لم يسبق لأحد ولوجها. ولقد أراد أديب كمال الدين، بطريقته الخاصة، أن يحقق هذا مطلاً على مديات الإبداع من نافذة الحرف، لتصبح قصائده تجربة ذات ملمح صوفي عرفاني بطاقة شعرية خلاقة. صحيح أنه ليس الوحيد الذي فعل ذلك، من بين الشعراء، لكن فرادة تلك التجربة وسعتها والتي غطّت معظم مساحة منجزه أسّست لمشروع إبداعي ثري ومميّز. فما كتبه ليس كشوفات مجردة في عالم الحرف، أو تقليداً مفتعلاً لبعض نصوص المتصوفة التي جعلت من الحروف مفاتيح لفك ألغاز الخلق، وإنما مغامرة دخول على صهوة الحروف إلى متون العالم واستجلاء قوة الحروف وجمالياتها في علاقتها بالكائن والماوراء والزمان والمكان والجسد والروح والحرية والحب والموت. هذا الكتاب احتفالية سارّة يقيمها مبدع اسمه صباح الأنباري على شرف نصوص مبدع آخر اسمه أديب كمال الدين. وهو كذلك ليس نصاً اعتباطياً شاحباً عن نص آخر، ولا حتى نصاً على نص. إنه نص متولِّد من نص آخر ـ هو نص أديب كمال الدين ـ يقرأه ويضيئه، يكشف معانيه وظلال معانيه. يصل إلى قيعانه، وإلى عتماته، ويستنطق ما أخفاه، ما أضمره وحجبه، ما سكت عنه. نص يحفّ بالنص المقروء ويحتضنه أكثر مما يتقدم عليه أو يعقبه. يتماهى معه، يعكسه وينعكس فيه.
صدر الكتاب ب 152 صفحة من القطع المتوسط.
صدر الكتاب ب 152 صفحة من القطع المتوسط.
تعليق