إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حق الله الأكبر وحق نفسك عليك

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حق الله الأكبر وحق نفسك عليك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

    حق الله الأكبر وحق نفسك عليك
    فأما حق الله الأكبر
    فإنك تعبده لا تشرك به شيئا ، فإذا فعلت ذلك بإخلاص ؛ جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا و الآخرة ، و يحفظ لك ما تحب منها [1].
    و أما حق نفسك عليك
    فأن تستوفيها في طاعة الله :
    لسانك حقه ، و إلى سمعك حقه ، و إلى بصرك حقه ، و إلى يدك حقها ، و إلى رجلك حقها ، و إلى بطنك حقه ، و إلى فرجك حقه ، و تستعين بالله على ذلك .
    و أما حق اللسان : فإكرامه عن الخنا[2] ، و تعويده على الخير ، و حمله على الأدب ، و إجمامه إلا لموضع الحاجة و المنفعة للدين و الدنيا ، و إعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلة الفائدة ؛ التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها ، و يعد شاهد العقل و الدليل عليه ، و تزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه ، و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
    و أما حق السمع : فتنزيهه عن أن تجعله طريقا إلى قلبك ؛ إلا لفوهة كريمة تحدث في قلبك خيرا ، أو تكسب خلقا كريما ، فإنه باب الكلام إلى القلب يؤدي إليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر ، و لا قوة إلا بالله .
    و أما حق بصرك : فغضه عما لا يحل لك ، و ترك ابتذاله إلا لموضع عبرة تستقبل بها بصرا أو تستفيد بها علما ، فإن البصر باب الاعتبار .
    و أما حق رجليك : فأن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك ، و لا تجعلهما مطيتك في الطريق المستخفة بأهلها فيها ؛ فإنها حاملتك و سالكة بك مسلك الدين ، و السبق لك ، و لا قوة إلا بالله .
    و أما حق يدك : فأن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك ، فتنال بما تبسطها إليه من الله العقوبة في الأجل ، و من الناس بلسان اللائمة في العاجل ، و لا تقبضها مما افترض الله عليها ، و لكن توقرها بقبضها عن كثير مما يحل لها ، و بسطها إلى كثير مما ليس عليها ، فإذا هي قد عقلت و شرفت في العاجل ، وجب لها حسن الثواب في الآجل .
    و أما حق بطنك : فأن لا تجعله وعاء لقليل من الحرام و لا لكثير ، و أن تقتصد له في الحلال ، و لا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين و ذهاب المروة ، و ضبطه إذا هم بالجوع و الظمأ ، فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم : مكسلة ، و مثبطة و مقطعة عن كل بر و كرم . و إن الري المنتهي بصاحبه إلى السكر : مسخفة ، و مجهلة ، و مذهبة للمروة .
    و أما حق فرجك : فحفظه مما لا يحل لك و الاستعانة عليه بغض البصر فإنه من أعون الأعوان و كثرة ذكر الموت و التهدد لنفسك بالله و التخويف لها به و بالله العصمة و التأييد و لا حول و لا قوة إلا به[3] .

    فأما حق الصلاة : فأن تعلم أنها وفادة إلى الله ، و أنك قائم بها بين يدي الله ؛ فإذا علمت ذلك ؛ كنت خليقا أن تقوم فيها مقام : الذليل الراغب ، الراهب الخائف ، الراجي المسكين ، المتضرع ، المعظم من قام بين يديه : بالسكون و الإطراق ، و خشوع الأطراف و لين الجناح ، و حسن المناجاة له في نفسه ، و الطلب إليه في فكاك رقبتك التي أحاطت به خطيئتك ، و استهلكتها ذنوبك ، و لا قوة إلا بالله .
    و أما حق الصوم : فأن تعلم أنه حجاب ضربه الله على : لسانك ، و سمعك ، و بصرك ، و فرجك ، و بطنك ليسترك به من النار ، و هكذا جاء في الحديث : الصوم جنة من النار ، فإن سكنت أطرافك في حجبتها ؛ رجوت أن تكون محجوبا ، و إن أنت تركتها تضطرب في حجابها و ترفع جنبات الحجاب فتطلع إلى ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة و القوة الخارجة عن حد التقية لله ؛ لم تأمن أن تخرق الحجاب و تخرج منه ، و لا قوة إلا بالله .
    و أما حق الصدقة : فأن تعلم أنها ذخرك عند ربك ، و وديعتك التي لا تحتاج إلى إشهاد ، فإذا علمت ذلك كنت بما استودعته سرا أوثق بما استودعته علانية ، و كنت جديرا أن تكون أسررت إليه أمرا أعلنته ، و كان الأمر بينك و بينه فيها سرا على كل حال ، و لم تستظهر عليه فيما استودعته منها بإشهاد الأسماع و الأبصار عليه بها ، كأنها أوثق في نفسك لا كأنك لا تثق به في تأدية وديعتك إليك ، ثم لم تمتن بها على أحد ؛ لأنها لك ، فإذا امتننت بها لم تأمن أن تكون بها مثل تهجين حالك منها إلى من مننت بها عليه ؛ لأن في ذلك دليلا على أنك لم ترد نفسك بها ، و لو أردت نفسك بها لم تمتن بها على أحد ، و لا قوة إلا بالله .
    و أما حق الهدي : فأن تخلص بها الإرادة إلى ربك ، و التعرض لرحمته ، و قبوله ، و لا تريد عيون الناظرين دونه ، فإذا كنت كذلك لم تكن متكلفا و لا متصنعا ، و كنت إنما تقصد إلى الله . و اعلم : أن الله يراد باليسير ، و لا يراد بالعسير ، كما أراد بخلقه التيسير ، و لم يرد بهم التعسير ، و كذلك التذلل أولى بك من التدهقن ؛ لأن الكلفة و المئونة في المتدهقنين . فأما التذلل و التمسكن فلا كلفة فيهما و لا مئونة عليهما ؛ لأنهما الخلقة ، و هما موجودان في الطبيعة ، و لا قوة إلا بالله [3].


    ---------------------------------
    [1]الحق الاول .
    [2] الخنى: الفحش من الكلام
    [3]فهذه تسعة حقوق حق الله والنفس والجوارح سبعة .
    [4]كانت تسعة حقوق وحقوق الأفعال أربعة صارت ثلاثة عشر .

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    احسنت بارك الله فيك ............جزيت خيرا
    حسين منجل العكيلي

    تعليق


    • #3

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X