بـهذا هو حبيب النجار لم يكن له شأن سوى أنّه صدق المرسلين ولقى من قومه أذىً شديداً حتى قضى نحبه شهيداً. فنرى أنّه بعد موته خوطب بقوله سبحانه: { قيل ادخل الجنة } ثم إنّه بعد دخوله الجنة يتمنّى عرفان قومه مقامه ومصيره بعد الموت فيقول: { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين } فهو يتمنّى في ذلك الحال لو أنّ قومه الموجودين في الدنيا علموا أنّه سبحانه غفر له وجعله من المكرمين، يتمنّى ذلك لأجلأن يرغب قومه في مثله وليؤمنوا لينالوا ذلك.فمن المعلوم أنّ الجنة التي حلّ فيها حبيب النجار كانت قبل يوم القيامة، بشهادة أنّه تمنّى عرفان أهله مقامه وكرامة الله عليه وهم على قيد الحياة الدنيوية، وإن لحقهم العذاب بعد ذلك، قال{ وماأنزلنا على قومه من بعده من جند من السّماء وما كنّا منزلين * إن كانت إلاّ صيحة واحدة فإذا هم خامدون}([1]) فإذا كان الشهداء والصالحون ـ أمثال حبيب النجار المصدِّق للرسل ـ أحياءً يرزقونفما ظنّك بالأنبياء والصدّيقين المتقدّمين على الشهداء، قال سبحانه } ومن يطع الله والرَّسول فأُولئك معالَّذين أنعم الله عليهم من النَّبيّين والصِّدّيقين والشُّهداء والصّالحين وحسنأُولئك رفيقاً }([2])فلو كان الشهيد حياً يرزق فالرسول الأكرم الذي ربّى الشهداءَ واستوجب لهم تلك المنزلة العليا،أولى بالحياة بعد الوفاة وبعدهم الصدّيقون.
جـ دلّت الآيات الكريمة والبراهين العقلية على أنّ الموت ليس فناء الإنسان ونفاذه،وإنّما هو انتقال من عالم إلى آخر، نعم الماديون المنكرون لعالمِ الأرواح،والنافون لما وراء الطبيعة يعتقدون بأنّ الموت فناء الإنسان وضلاله في الأرض بحيث لا يبقى شيء من بعد ذلك إلاّ الذرّات المادية المبعثرة في الأرض، ولهذا كانواينكرون إمكان إعادة الشخصية البشرية، إذ ليس هناك شيء متوسط بين المبتدأ والمعاد.جاء الوحي يندد بتلك الفكرة ويفنِّد دليلهم المبني على قولهم {أ إذا ضللنا في الأرض أإنّا لفي خلق جديد}فردّهم بقوله { قل يتوفّاكم ملك الموت الَّذي وكّل بكم ثم إلى ربّكم ترجعون }([3])وتوضيح الردّ أنّ الموت ليس ضلالا في الأرض وأنّ شخصية الإنسان ليست هي الضالة الضائعة فيثنايا التراب، وإنّما الضال في الأرض هو أجزاء البدن المادّي، فهذه الأجزاء هي التي تتبعثر في الأجواء والأرض، ولكن هذه لا تشكّل شخصية الإنسان، بل شخصيته شيءآخر هو الذي يأخذه ملك الموت، وهو عند الله محفوظ، كما يقول }يتوفّاكم ملك الموت الَّذي وكّل بكمثم إلى ربِّكم ترجعون{فإذاً لا معنى للتوفّي إلاّ الأخذ وهوأخذ الأرواح والأنفس ونزعها من الأبدان وحفظها عند الله.
[1]- يس/28 ـ 29
[2]- النساء/69
[3] - السجدة/10 ـ 11
D
جـ دلّت الآيات الكريمة والبراهين العقلية على أنّ الموت ليس فناء الإنسان ونفاذه،وإنّما هو انتقال من عالم إلى آخر، نعم الماديون المنكرون لعالمِ الأرواح،والنافون لما وراء الطبيعة يعتقدون بأنّ الموت فناء الإنسان وضلاله في الأرض بحيث لا يبقى شيء من بعد ذلك إلاّ الذرّات المادية المبعثرة في الأرض، ولهذا كانواينكرون إمكان إعادة الشخصية البشرية، إذ ليس هناك شيء متوسط بين المبتدأ والمعاد.جاء الوحي يندد بتلك الفكرة ويفنِّد دليلهم المبني على قولهم {أ إذا ضللنا في الأرض أإنّا لفي خلق جديد}فردّهم بقوله { قل يتوفّاكم ملك الموت الَّذي وكّل بكم ثم إلى ربّكم ترجعون }([3])وتوضيح الردّ أنّ الموت ليس ضلالا في الأرض وأنّ شخصية الإنسان ليست هي الضالة الضائعة فيثنايا التراب، وإنّما الضال في الأرض هو أجزاء البدن المادّي، فهذه الأجزاء هي التي تتبعثر في الأجواء والأرض، ولكن هذه لا تشكّل شخصية الإنسان، بل شخصيته شيءآخر هو الذي يأخذه ملك الموت، وهو عند الله محفوظ، كما يقول }يتوفّاكم ملك الموت الَّذي وكّل بكمثم إلى ربِّكم ترجعون{فإذاً لا معنى للتوفّي إلاّ الأخذ وهوأخذ الأرواح والأنفس ونزعها من الأبدان وحفظها عند الله.
[1]- يس/28 ـ 29
[2]- النساء/69
[3] - السجدة/10 ـ 11
D
تعليق