تويت
الفكر التكفيري.. دواء أم وباء؟
بُتنا في زمن يُقتل فيه الناس بإسم الدين، ويبرر فيه سفك الدماء وقطع الرؤوس وأكل الأكباد تحت عنوان "الجهاد"، ويُستباح فيه أعراض الناس و ...
الفكر التكفيري.. دواء أم وباء؟
بُتنا في زمن يُقتل فيه الناس بإسم الدين، ويبرر فيه سفك الدماء وقطع الرؤوس وأكل الأكباد تحت عنوان "الجهاد"، ويُستباح فيه أعراض الناس وممتلاكاتهم تحت مظلة "الإسلام"، والإسلام بريء منهم ومن أعمالهم الإجرامية، حتى أصبحنا في حيرة من معرفة ما هو أخطر الإرهاب أم السكوت عنه؟!.
المشروع التكفيري يتنقل في البلدان العربية والإسلامية كإمتداد النار في الهشيم، لا بل إمتدت شظاياه لتطال بلدانا غربية، وهو يعمل تحت غطاء بعض الدول العربية والأوروبية بل حتى أميركي، والهدف منه هو فرض السيطرة الكاملة لمشروع اسرائيل الكبرى عبر ضرب الإقتصاد العربي من ناحية وضرب الجيوش العربية والإسلامية من ناحية أخرى لتتمكن اسرائيل من إضعاف محيطها وتبسط سيطرتها على المنطقة، وليس كما يدعي هؤلاء بأنه مشروع لإقامة الدولة الإسلامية الكبرى، فهم يعلمون علم اليقين بأن خلق الصراعات الدموية التي يخوضونها لن تجلب سوى الدمار والدماء على حد سواء.
ولكن للأسف وبدعم بعض الدول إستطاع هؤلاء التكفيريون أن يستميلوا اليهم أعداداً كبيرة من الناس مستغلين لديهم عدة أمور، منها على سبيل التعداد وليس الحصر، فقرهم ومعاناتهم الإجتماعية فيبدأون بدفع المال لهم والتصوير لهم بأن حل مشاكلهم سيكون عبر مبايعتهم وأنهم بذلك سيكسبون الدنيا والآخرة، فهم على حد زعمهم يشكلون الحل الأمثل للشعوب الإسلامية وبمجيئهم سيتحقق العدل الكامل لهم، وبأنهم سيكسبون الآخرة عبر تقديمهم الفتاوى المحرفة كذباً وتضليلاً والتي تتضمن أن الجهاد في سبيل هذا المشروع سوف يدخلهم الجنة، فكذبوا على الله ورسوله وألبسوا "الإسلام" عباءة هو براء منها.
وهم للأسف أيضاً استطاعوا أن يقنعوا الكثيرين من أن الدول التي لا تحكم بالإسلام هي دول كافرة وبأن من يقبل ويخضع لحكمهم هو كافر أيضاً، وإستباحوا دمه وروحه وعرضه وبرروا قتله معلنين أنه واجب شرعي!.
فهل قتل الشيوخ والنساء والأطفال اصبح واجباً؟! وهل تعذيب المدنيين والتنكيل بجثثهم هو واجب اسلامي؟!! ألم يقل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا "، او لم يقل رسوله عن المعاهدين والمستأمنين الذين يدخلون بلاد المسلمين: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه"؟، وقال أيضاً: "لا تمثلوا بالجثث ولو بالكلب العقور"، لقد أمر النبي تابعيه بأن لا يمثلوا بجيفة كلب (ميت) فكيف اذا كان إنساناً؟! وهل أصبح الكلب بنظر هؤلاء المزورين للتاريخ الإسلامي ذو شأن أكبر من شأن الإنسان؟!.
لا شك ان هؤلاء التكفيريين يريدون أن يرجعوا عقارب الساعة الى الوراء لا بل الى زمن الجاهلية، وهم تناسوا أن نشر الإسلام يكون بالفكر وليس بالسيف وجز الرقاب، فأي مثال يعطونه في سبيل دعوتهم؟ القتل؟ الترهيب؟ الوعيد؟ وهم يعلمون أن "لا إكراه في الدين"، وهم بفكرهم الشاذ هذا يعملون على تأجيج الصراعات الدينية والطائفية، فمن المستفيد من ذلك؟ ولصالح من يرتكبون تلك الفظائع؟ ومن يُحركهم؟.
لمعرفة ذلك لا بد من التذكير بما أوردته إحدى الصحف الأجنبية حول هذا الموضوع، ففي تقرير أعدته صحيفة "الإندبندت" البريطانية بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير قالت فيه "إن هناك جهاديون يتحدثون الإنكليزية وذو ملامح أوروبية شوهدوا في مالي وهم متورطون بعمليات خطف وقتل ومهاجمة منشآت حكومية"، وتساءلت الصحيفة اذا إذا كان الغرب يحرك الإرهاب سرا في شمال إفريقيا!.
وكلنا يعلم كيف مولت أميركا تنظيم القاعدة "التكفيري" في أفغانستان أيام الإتحاد السوفياتي لمحاربة الروس هناك، فهي أنشأت تلك الشبكات ودربتها ووجهتها الى حيث تُريد هي لتستغلهم في مخططها الإستعماري ولمصلحتها، لتعود وتستغل وجودهم لتبرر إحتلالها لتلك الدولة تحت حجة مكافحة الإرهاب، وما يدعو الى الإستغراب أن التكفيريون لا يظهرون ولا يكون لهم وجود سوى في الدول التي تحتلها أميركا أو تعادي الولايات المتحدة سياسة أنظمتها! ومثال على ذلك، أفغانستان، العراق، ليبيا وسوريا اليوم.
أفلا يدعي هذا الامر الى التساؤل عن مدى ارتباط التكفيريين بالسياسة الأميركية؟
الا يدعو للشك حينما نرى أن هؤلاء لا يمارسون إجرامهم أو جهادهم الذي يدّعونه سوى في بلاد المسلمين؟ فمنذ نشأتهم لم نرى لهم أي عملية جهادية أو غيرها ضد الكيان الإسرائيلي، أو ليس الجهاد هناك أوجب؟!، أم أن ارتباطاتهم المشبوهة وهدفهم غير المعلن والحقيقي هو حماية هذا الكيان المصطنع وإعطائه التبريرات امام شعوب العالم وصك براءة على شرعية وجوده كدولة عنصرية؟.
إن الحركة التكفيرية هي آفة هذا العصر ومصيبة المصائب في مجتمعاتنا وهو مرض يجب إستئصاله وبأسرع وقت من النفوس أولاً عبر تصدي رجال الدين لتلك الظاهرة الموبوءة والتحذير الدائم من إتباع أصحاب تلك الأفكار الشاذة، وعبر تشجيع الناس الى التعاون مع أجهزة دولها للقضاء عليهم والتنبيه حول فكرة إحتضانهم لما سيؤثر ذلك على أمنهم ومستقبلهم ثانياً.
لقد بات الصمت على بشاعة هذه الحركات الاجرامية جريمة اخرى بحق العروبة والاسلام، لا بل بحق الإنسانية جمعاء، جريمة سيحاسب عليها عاجلا أم آجلا كل من اختار الصمت امام تلك الحركات التكفيرية المدعومة اميركيا، التي شوهت صورة الاسلام والمسلمين، ويجب على كافة المستويات الإجتماعية في أوطاننا إعلان النفير العام بوجه تلك الحركات، فهي كالفايروس إن لم نقضي عليه سينتشر ويتغلغل سريعا داخل أوطاننا وسيقضي على ما تبقى من حضارة لنا لينقلنا الى عصر الإنحطاط الفكري والأخلاقي والإنساني.
منقــــــــــــــــــــــول
بُتنا في زمن يُقتل فيه الناس بإسم الدين، ويبرر فيه سفك الدماء وقطع الرؤوس وأكل الأكباد تحت عنوان "الجهاد"، ويُستباح فيه أعراض الناس و ...
الفكر التكفيري.. دواء أم وباء؟
بُتنا في زمن يُقتل فيه الناس بإسم الدين، ويبرر فيه سفك الدماء وقطع الرؤوس وأكل الأكباد تحت عنوان "الجهاد"، ويُستباح فيه أعراض الناس وممتلاكاتهم تحت مظلة "الإسلام"، والإسلام بريء منهم ومن أعمالهم الإجرامية، حتى أصبحنا في حيرة من معرفة ما هو أخطر الإرهاب أم السكوت عنه؟!.
المشروع التكفيري يتنقل في البلدان العربية والإسلامية كإمتداد النار في الهشيم، لا بل إمتدت شظاياه لتطال بلدانا غربية، وهو يعمل تحت غطاء بعض الدول العربية والأوروبية بل حتى أميركي، والهدف منه هو فرض السيطرة الكاملة لمشروع اسرائيل الكبرى عبر ضرب الإقتصاد العربي من ناحية وضرب الجيوش العربية والإسلامية من ناحية أخرى لتتمكن اسرائيل من إضعاف محيطها وتبسط سيطرتها على المنطقة، وليس كما يدعي هؤلاء بأنه مشروع لإقامة الدولة الإسلامية الكبرى، فهم يعلمون علم اليقين بأن خلق الصراعات الدموية التي يخوضونها لن تجلب سوى الدمار والدماء على حد سواء.
ولكن للأسف وبدعم بعض الدول إستطاع هؤلاء التكفيريون أن يستميلوا اليهم أعداداً كبيرة من الناس مستغلين لديهم عدة أمور، منها على سبيل التعداد وليس الحصر، فقرهم ومعاناتهم الإجتماعية فيبدأون بدفع المال لهم والتصوير لهم بأن حل مشاكلهم سيكون عبر مبايعتهم وأنهم بذلك سيكسبون الدنيا والآخرة، فهم على حد زعمهم يشكلون الحل الأمثل للشعوب الإسلامية وبمجيئهم سيتحقق العدل الكامل لهم، وبأنهم سيكسبون الآخرة عبر تقديمهم الفتاوى المحرفة كذباً وتضليلاً والتي تتضمن أن الجهاد في سبيل هذا المشروع سوف يدخلهم الجنة، فكذبوا على الله ورسوله وألبسوا "الإسلام" عباءة هو براء منها.
وهم للأسف أيضاً استطاعوا أن يقنعوا الكثيرين من أن الدول التي لا تحكم بالإسلام هي دول كافرة وبأن من يقبل ويخضع لحكمهم هو كافر أيضاً، وإستباحوا دمه وروحه وعرضه وبرروا قتله معلنين أنه واجب شرعي!.
فهل قتل الشيوخ والنساء والأطفال اصبح واجباً؟! وهل تعذيب المدنيين والتنكيل بجثثهم هو واجب اسلامي؟!! ألم يقل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا "، او لم يقل رسوله عن المعاهدين والمستأمنين الذين يدخلون بلاد المسلمين: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه"؟، وقال أيضاً: "لا تمثلوا بالجثث ولو بالكلب العقور"، لقد أمر النبي تابعيه بأن لا يمثلوا بجيفة كلب (ميت) فكيف اذا كان إنساناً؟! وهل أصبح الكلب بنظر هؤلاء المزورين للتاريخ الإسلامي ذو شأن أكبر من شأن الإنسان؟!.
لا شك ان هؤلاء التكفيريين يريدون أن يرجعوا عقارب الساعة الى الوراء لا بل الى زمن الجاهلية، وهم تناسوا أن نشر الإسلام يكون بالفكر وليس بالسيف وجز الرقاب، فأي مثال يعطونه في سبيل دعوتهم؟ القتل؟ الترهيب؟ الوعيد؟ وهم يعلمون أن "لا إكراه في الدين"، وهم بفكرهم الشاذ هذا يعملون على تأجيج الصراعات الدينية والطائفية، فمن المستفيد من ذلك؟ ولصالح من يرتكبون تلك الفظائع؟ ومن يُحركهم؟.
لمعرفة ذلك لا بد من التذكير بما أوردته إحدى الصحف الأجنبية حول هذا الموضوع، ففي تقرير أعدته صحيفة "الإندبندت" البريطانية بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير قالت فيه "إن هناك جهاديون يتحدثون الإنكليزية وذو ملامح أوروبية شوهدوا في مالي وهم متورطون بعمليات خطف وقتل ومهاجمة منشآت حكومية"، وتساءلت الصحيفة اذا إذا كان الغرب يحرك الإرهاب سرا في شمال إفريقيا!.
وكلنا يعلم كيف مولت أميركا تنظيم القاعدة "التكفيري" في أفغانستان أيام الإتحاد السوفياتي لمحاربة الروس هناك، فهي أنشأت تلك الشبكات ودربتها ووجهتها الى حيث تُريد هي لتستغلهم في مخططها الإستعماري ولمصلحتها، لتعود وتستغل وجودهم لتبرر إحتلالها لتلك الدولة تحت حجة مكافحة الإرهاب، وما يدعو الى الإستغراب أن التكفيريون لا يظهرون ولا يكون لهم وجود سوى في الدول التي تحتلها أميركا أو تعادي الولايات المتحدة سياسة أنظمتها! ومثال على ذلك، أفغانستان، العراق، ليبيا وسوريا اليوم.
أفلا يدعي هذا الامر الى التساؤل عن مدى ارتباط التكفيريين بالسياسة الأميركية؟
الا يدعو للشك حينما نرى أن هؤلاء لا يمارسون إجرامهم أو جهادهم الذي يدّعونه سوى في بلاد المسلمين؟ فمنذ نشأتهم لم نرى لهم أي عملية جهادية أو غيرها ضد الكيان الإسرائيلي، أو ليس الجهاد هناك أوجب؟!، أم أن ارتباطاتهم المشبوهة وهدفهم غير المعلن والحقيقي هو حماية هذا الكيان المصطنع وإعطائه التبريرات امام شعوب العالم وصك براءة على شرعية وجوده كدولة عنصرية؟.
إن الحركة التكفيرية هي آفة هذا العصر ومصيبة المصائب في مجتمعاتنا وهو مرض يجب إستئصاله وبأسرع وقت من النفوس أولاً عبر تصدي رجال الدين لتلك الظاهرة الموبوءة والتحذير الدائم من إتباع أصحاب تلك الأفكار الشاذة، وعبر تشجيع الناس الى التعاون مع أجهزة دولها للقضاء عليهم والتنبيه حول فكرة إحتضانهم لما سيؤثر ذلك على أمنهم ومستقبلهم ثانياً.
لقد بات الصمت على بشاعة هذه الحركات الاجرامية جريمة اخرى بحق العروبة والاسلام، لا بل بحق الإنسانية جمعاء، جريمة سيحاسب عليها عاجلا أم آجلا كل من اختار الصمت امام تلك الحركات التكفيرية المدعومة اميركيا، التي شوهت صورة الاسلام والمسلمين، ويجب على كافة المستويات الإجتماعية في أوطاننا إعلان النفير العام بوجه تلك الحركات، فهي كالفايروس إن لم نقضي عليه سينتشر ويتغلغل سريعا داخل أوطاننا وسيقضي على ما تبقى من حضارة لنا لينقلنا الى عصر الإنحطاط الفكري والأخلاقي والإنساني.
منقــــــــــــــــــــــول
حسين منجل العكيلي
تعليق