إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشعائر الحسينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشعائر الحسينية

    إذا كان قدرُ كربلاء أن تكون مهداً لحركة الحسين عليه السلام ونهضته وجهاده وتضحيته في سبيل الإنسانية، وكرامتها المذبوحة على قارعة الظلم الطغيان... كان قدرُ قلوبنا أن تكون وعاءً لمحبة كربلاء، وثراها المخضّب بالفداء... لنظل نستلهم من الحسين عليه السلام ما نقوى به على عاديات الدهور... وندور في فلكه النابض بالمكارم والفضيلة، وقيم الثبات على العقيدة، لعلنا نحظى بولاية أبيه أمير المؤمنين عليه السلام، وشفاعة أمه الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وشفاعة جده النبي الخاتم صلى الله عليه وآله...
    ونحن في خضم الدراسات المهدوية، لإستقراء أساليب التعبئة والإستعداد، وفهم النمط الحي والأقرب، نجد هناك أنماطا عنت بالجانب التعبوي قبل الظهور المقدس، وكيفية الإعداد لنيل حظوة الإنضمام لحركة الإنقاذ المهدوية، والتي ستملأ الأرض قسطا وعدلا...
    وهنا يبرز دور الشعائر الحسينية في مضمار التعبئة والتحشيد لنصرة الإمام المنتظر جليا وواضحا، فضلا عن العشق الفطري للإمام الحسين عليه السلام، وذلك الدور ليس بحاجة فعلا إلى أدلة أو براهين، لإثبات أن الولوج في عوالم القضية الحسينية العالمية في مدياتها وتبنيها الإصلاحي، لهو أيضا ثابت من ثوابت النهضة المهدوية الإصلاحية... فالشعائر الحسينية أضحت المحفّز والمحرّك الحقيقي للحركة الثورية الطامحة للتغيير، وخير مثال عاشته أجيالنا؛ هو مقارعة النظام الدموي البعثي، بالتمسك بالحسين عليه السلام وطقوس عاشوراء، وصرخة الحق الحسينية... فراح على مذبح التلبية والنداء على طريق الحرية الملايين ممن شربوا معاني شعار: (هيهات منا الذلة)... فترسّخت في جباههم سيماء الشهداء، على طريقة ونهج الأتقياء في بدر وحنين... عيونهم ترنو صوب الشريعة، وراية أبي الفضل ع لاتزال خفاقة بالإباء... وتحدي الظالمين إلى قيام يوم الدين...
    فمن ذا يجيرُ الدهورَ من صولات الحسينيين الرابضين حول سفر الكرامة... الراضعين من مهد الرضيع عبد الله، المتلقين بصدورهم ونحورهم سهام الغدر الأموية والعباسية والصدامية أبد الآبدين... فمن ذا يقف حائلا دون الزحف الهادر لعزاء ركضة طويريج... ذلك العزاء النابض في شرايين الأرض... يصكّون به مسامع الطغاة من الأولين والآخرين... أبد والله ما ننسى حسيناه... فالحسين عليه السلام وشيعته الميامين، قد اختاروا الحياة الأبية، لشتى ألوان الضيم... بعدما ركز الطغيان بين اثنتين بين السلة والذلة... فسارت بحور من دماء الموالين الحسينيين؛ لأنهم رفضوا الذلة وباعوا الحياة الفانية، واختاروا الخلود مع الحسين ع وأهل بيته الطاهرين... أرواحنا لهم الفداء... فالشعائر الحسينية ستبقى روافد عطاء وتضحيات، فرعتها أوعية القلوب عناقيد تقى ورجاء:
    {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}...
    لنيل الرضا والقرب الإلهي...مسار خطه القرآن الكريم... ليترجمه الحسين ع تضحية ظلت تمطر الإسلام غيثا على مر الدهور... وهي ترفده بأسباب الديمومة والثبات...الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء... شعارات ظل يحملها المؤمنون، عقيدة لن تزحزحها الخطوب والعاديات مهما حاول الظالمون والعتاة... وتمسكوا بالشعائر الحسينية باعتبارها ترويضا عمليا للسلوك القويم، وتربية روحية تسمو بالشيعي الحسيني إلى أعلى درجات الصبر والتحمل والأخلاق العالية... مع مراعاة الجانب الأهم وهو عدم جعلها تصل مستوى الغلو والإفراط، لتخليصها من كل ما يشوبها أو يسيء إلى روحها وفلسفتها الحقيقية، كي لا تصبح عبارة عن ممارسات لا حياة فيها... فكما الحسين عليه السلام قد بعث الحياة في إسلام ميت، لم يبقَ منه سوى إسمه... كذلك شعائره المقدسة تبعث الروح والحياة في إسلامنا وعقائدنا...
    فشعيرة الولائم... موائد تصطف معانقة محبي أهل البيت ع وهم يستنشقون اثيرا ظل عبر التواريخ، يحمل أصداء كرم الطاهرين: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا). موائد من السماء على ربى الضيافة المحمدية، بركات ونفحات من جود المولى عز وجل.
    وهي شعيرة تعبّر عن كرم الضيافة الإسلامية، وقِرىً يحمل صفات مكارم في ضيافة الله تبارك وتعالى، وهي تطعم الزائرين الوافدين لمرقد سيد الشهداء عليه السلام... لكي لا يبقى جائع في حرم الواهب المعطاء... وهم يستذكرون عطش الصابرين الذين قدموا التضحيات رواء وشفاعة لشيعتهم يوم الظمأ الأكبر، فصارت القرابين لأعز الوجوه شكرا وامتنانا لأنعمه وإحسانه على نعمة الولاية العظمى لأهل البيت عليهم السلام.
    أما شعيرة المشي فهي مشعل وضّاء، وفرض من فروض الطاعة والولاء، وإستذكار لمسيرة الثائرين ضد الطغاة، مسيرة تكتحل عناء وأقداما مدماة... لتصوغ من الضمائر نداء عشق وولاء: لبيك داعي الله... سعي حثيث لورود النبع الطاهر، وهي ترتمي بأحضان ملهمها ومنار عشقها أبي عبد الله الحسين عليه السلام... ركب يسير في الفيافي والقفار... يحمل اليقين قناديل تنير الدرب ضياء يعانق ملائكة تطوف بدعاء هدى من وحي إمام:
    (اللهم إرحمْ تلك الوجوهَ التي غيّرتها الشمس...).
    ولشعيرة المآتم أصداء تملأ الخافقين سنا العقيدة النابض بأمواج اليقين... دموع من مآقي الموالين، ترجمتها شعيرة مقدسة، رسائل ولاء تحملها الملائكة عناوين محبة ومودة لعترة طهّرها اللهُ واصطفاها على الخلق أجمعين، وخلق لهم من فاضل طينتهم من يقيمون العزاء لمصابهم... هي شعيرة تحاول بلسمة الجرح الدامي معنى من معاني الوفاء والإخلاص، لتتحد القلوب جسورا... آلمَها أنينُ الطفوف... هي مودة جُبلت على سكب الدمع مواجع تؤرق مضاجع الظالمين... شعيرة مقدسة تحمل الآهات جلبابا... وهي تستذكر نزيف الجرح الذي صار هوية للولاء.

  • #2
    سلمت اناملك الولائية على الموضوع الجميل والكلمات الاجمل
    وتستمر سلسلة ابداعاتك المتميزة
    تحياتي ودعواتي

    تعليق


    • #3
      الأخ الكريم السيد الحسيني


      ردودكم الطيبة تضفي التميز لتواصل لاينضب


      فالمنتدى لراعي الوفاء والإخوة أبي الفضل عليه السلام

      فحقيق علينا أن لا ندخر وسعا أو نفوت فرصة أو مناسبة

      إلا وندلي دلونا في سبيل إثراء منتدانا ومكتبتنا الإسلامية على وجه العموم

      بما نقدر عليه من إمكانات متواضعة...


      نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم إنه سميع مجيب


      والله من وراء القصد

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X