تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبنا سابقا حول اشخاص ملؤهم الازدواجية والكيل بمكيالين فتجدهم اشد الناس عداوة لاهل البيت عليهم السلام مع اعترافهم بفضلهم واحقيتهم وقد ذكرنا لذلك أنموذجا وهو (ابن المجدر) واليوم نأتيكم بمثال اخر وهو العالم الشهير (ابن الزهري) واليك بعض ما قيل عن فقد ذكر العلامة الميلاني عنه وقال:وأمّا ابن شهاب الزهري فقد ذكر القوم له قوادح كثيرة جدا ، ذكر جملة منها في ( تشييد المطاعن ) ، وإليك بعضها :
١ ـ كونه من المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السلام ـ قال ابن أبي الحديد : « وكان الزهري من المنحرفين عنه. وروى جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال : شهدت مسجد المدينة ، فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليّا ، فنالا منه ، فبلغ ذلك علي بن الحسين ـ عليهماالسلام ـ فجاء حتى وقف عليهما فقال : أما أنت يا عروة فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي علي أبيك. وأما أنت يا زهري فلو كنت بمكة لأريتك كير أبيك ».(1)
ومن انحرافه ما ذكره ابن عبد البر بترجمة زيد بن حارثة إنّه « قال : ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة. قال عبد الرزاق : وما أعلم أحدا ذكره غير الزهري » ((2)
٢ ـ روايته عن عمر بن سعد قاتل الحسين عليهالسلام ـ ذكر ذلك علماء الرجال بترجمة عمر بن سعد ... قال الذهبي : « عنه الزهري وقتادة. قال ابن معين : كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟ » ((3)
٣ ـ مجالسته لبني أميّة وعمله لهم ـ وحكم من خالط الظالمين وجالسهم ، وعمل لهم وأخذ جوائزهم ـ واضح. قال الذهبي : « قال سعيد بن عبد العزيز : أدّى هشام عن الزهري سبعة آلاف دينار دينا ، وكان يؤدّب ولده ويجالسه ، قلت : وفد في حدود سنة ٨٠ على الخليفة عبد الملك ، فأعجب بعلمه ووصله وقضى دينه » ((4)
وقال ابن حجر بترجمة الأعمش : « حكى الحاكم عن ابن معين أنّه قال : أجود الأسانيد : الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. فقال له إنسان : الأعمش مثل الزهري. فقال : تريد من الأعمش أن يكون مثل الزهري! الزهري يرى العرض والإجازة ، ويعمل لبني أمية. والأعمش فقير صبور مجانب للسلطان ، ورع عالم بالقرآن » ((5)
وقال عبد الحق الدهلوي : « ويقال : إنه قد ابتلي بصحبة الأمراء بقلّة الديانة ، لضرورات عرضت له ، وكان أقرانه من العلماء والزهّاد يأخذون عليه وينكرون ذلك منه ، وكان يقول : أنا شريك في خيرهم دون شرّهم ، فيقولون : ألا ترى ما هم فيه وتسكت » ((6)
هذا حال الرجل فتعال لنقرأ هذه الرواية:
قال أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود ابن بشكوا ال الاندلسي في كتابه المستغيثين بالله تعالى عند المهمات والحاجات:
43 – قصة حسنة للزهري رحمه الله.
اخبرنا أبو محمد بن محسن: انا أبو محمد المجاور: انا أبو ذر الهروي، قال: انا محمد بن عبد الرحمن بن العباس، قال: ثنا أبو العباس بن المارستاني، قال: انا أبو سعيد الاشج والقاسم بن محمد الوراق، قالا: ثنا وكيع عن صالح بن ابي الأخضر، قال: سمعت الزهري يقول:
اعتللت غلة أشرفت منها على لقاء ربي، فضاق بذلك ذرعيفلم اجد احداً اتوسل به بقلبي غير علي بن الحسين رضي الله عنه فاتيته فسألته الدعاء فقال لي: ايما احب اليك، ادعوا انا وتؤمن انت؟
فقلت: دعاؤك افضل وتتبع دعاءك تأمينا منك ومني.
فرفع يديه وقال: اللهم ان ابن شهاب قد فزع اليّ بالوسيلة اليك بأبائي فيما تعلم بالاخلاص من ابائي وامهاتي الا جدت علينا بما قد امر ببركة دعائي واسكب له من الرزق وارفع له من القدر وغيّره ما يُصيره كهفا لما علمته من العلم.
قال الزهري: فوالذي نفسي بيده ما اعتللت وما مر بي ضيق ولا بؤس منذ دعا بهذه الدعوات واني لفي دعة من العيش الى وقتي هذا ما اؤمله من مغفرة الله ورحمته اكثر من ذلك بدعاء علي بن الحسين رضي الله عنه.(7)انتهى.
فلاحظ ان الرجل رغم معرفته التامة بمقام اهل البيت عليهم السلام لكنه ينصب العداء لهم.
__________________
(1) شرح نهج البلاغة ٩ / ٦٩٠.
(2) الاستيعاب ٢ / ٥٤٦.
(3) الكاشف ٢ / ٣١١. وأنظر تهذيب التهذيب ٧ / ٣٩٦. وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال ٢ / ٢٧٠.
(4) تذكرة الحفاظ ١ / ١٠٨.
(5) تهذيب التهذيب ٤ / ١٩٧.
(6) رجال المشكاة ـ ترجمة الزهري.
(7) المستغيثين بالله تعالى عند المهمات والحاجات صفحة 34.
حسين منجل العكيلي
تعليق