بسم الله الرحمن الرحيم ، نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
تأملات في القران ، قصة يوسف ع
القصة القرآنية وان تكون تحمل في بعض خصائصها مشابهة للقصة العرفية المتداولة بين الناس ، الا انها في القرآن تذهب الى مدى ابعد في الحكمة والعبرة والاهم من ذالك ايضا تقريب الحقائق والحكم بصورة المثل ، والامثال كما يصفها القرآن ، وتلك الامثال نضربها للناس ولا يعقلها الا العالمون ،
اي الغاية منها حصول التعقل للعالم بها ، وهنا المدار للعقل لا للعلم ، اي حصول الايمان المترتب على التعقل بعد العلم والا فالعلم وحده لا قيمة يؤدي بصاحبه اذا لم ينتج التعقل ( الايمان ) ، لذالك لا قيمة هنا للعلم وحده ، والا لعل ابليس اللعين من اعلم العلماء ولكن لا قيمة لعلمه عند الله ولا فائدة له من علمه في الاخرة ،
اذن كل ما في الامر يكون ان الجهلاء على نوعين ، فهناك جاهل بلا علم ، وهناك جاهل ذو علم ( حيث هنا الجهل مقابل العقل ) ، وعلى كل حال هذه المقدمة قد تفيد في الدخول والتأمل في قصة يوسف واخذ العبر منها وكشف بعض الحقائق وراء الامثال وبالتالي حصول التعقل بأذن الله وهدايته ،
نعود للاية والسورة بشكل عام ، ونتأمل فيها ... وهنا مقدما انا لست في محل تفسير القران ولكن محل المتأمل والمتدبر في القرآن والمقارن بين حوادثه فأرجوا الانتباه لذالك .
الاية : نحن نقص عليك ، فيها اشارة لحضرة الرسول محمد ص وهذه الالتفاته في الحديث لشخص الرسول جائت بلحاض العبارة التي بعدها وهي : احسن القصص ،
وما سوف يترتب عليه بعد ذالك من اشارات فهي هنا في محل تأملنا مقصودة ولها محل في تدبر الاية وكما سوف يتبين لاحقا انشاء الله ،
والا يكفي ان يقول الله مثلا : نحن نقص احسن القصص ، او نحن نقص عليكم احسن القصص . ولكن التعبير القرآني هنا اتى بصيغة : نحن نقص عليك ( يا محمد ) احسن القصص ، اي له قضية متعلقة بالرسول محمد ص بشكل خاص ، وبالناس عامة برتبة ثانية او ظاهرة ان شأت القول فافهم ذالك !
ثم نعود ونتأمل في قول الله : احسن القصص ، اولا ، نحن نعلم ان كل قصص القرآن ليست حسنة وحسب بل هي بمرتبة احسن على الاطلاق لان القاص لها هو الله جل وعلا ،
وهذا مفهوم عام ولكن في سورة يوسف جاء توكيد على انها احسن القصص فأما هي احسن الاحسن ، او قل ان شأت تاكيد الاحسن فيها . لما في السورة المباركة من الدلالات لقضية تخص المخاطب بها اولا ( الرسول ) .
وثانيا : لنتأمل الاحسن ونتدبر المعنى المراد منه والذي قصده الله تعلى في هذه القصة
حيث ان كلمة احسن القصص لا بد ان يكون موضوع القصة احسن المواضيع او الحكمة والعبرة المتوخات منها هي الاحسن لنا نحن البشر الذين قصت لهم القصة في طريق هدايتنا وتكاملنا ،
لذالك لما تقرأء السورة وتدخل في تفاصيل قصة النبي يوسف مع اخوته وابيه النبي يعقوب وما جرى معهم جميعاالى آخر احداث القصة ، تجد في الظاهر موضوعا انسانيا مهما في حياة البشر وحياة الانسان في عائلته واهله ، ولكن تبقى القضية في حدود هذه المعارف والامور التي تناولتها ليست لعلها الاهم المطلق او المميز على بقية قصص القرآن والانبياء ، ولعل أمر اخر في قصة يوسف كان بالنسبة لها كالباطن بالنسبة لظاهر الاشياء تجعلها احسن القصص ، والا مثلا لو قايسنا قصة النبي ابراهيم ع والتوحيد وابتلائاته ، وقصة موسى ع وقومه مع فرعون والطاغوت ، وقصة عيسى ع وغيره من الانبياء لنرى امورا تبدو اهم او لا تقل عن موضوع قصة النبي يوسف ، ولكن القرآن رغم ذالك يقول لنا نحن نقص عليك احسن القصص ، وهذا ما يدفعنا للتأمل في باطن ومغزى هذه السورة التي كان يخاطب بها الله رسوله خاصة ويواسيه وكذالك يخاطب الناس من امته . لذالك التأمل في باطن ومغزى السورة يكشف لنا سر من اسرارها التي جعلها الله احسن القصص وفي المقدمة اقول واعطي النتيجة ثم نشرح بعد ذالك : وهي ان قصة يوسف ع كانت بمحل الاشارة اذا صح التعبير الى قصة امامنا الغائب المهدي ع .! وكيف هو حالهم من قبل ان يغيب ، ثم من بعد ان يغيب ، ثم حتى يظهر لهم في آخر الامر ،
لذالك فهل نجد في امة الرسول وقصته اليوم قضية اهم منها ، بل هي الاهم على الاطلاق منذ ادم ع والى يوم الظهور بل والى يوم القيامة ، لانه الوعد الالهي بانتصار الحق وذهاب الباطل ، وغاية وجهود كل الانبياء على مر العصور ، وهذا ما اريد ان استنتجه من التأمل والتدبر من معاني السورة والاشارة الباطنية فيها والتي تخص الرسول وتخصنا نحن المنتضرين في زمن غيبته الكبرى ،
*** لذالك الرؤيا التي رأها يوسف ع حددة من البداية ما سيؤل اليه الامر ، ولخصت كل قصته ، وهو انه رأى احد عشر كوكبا والشمس والقمر ( رأيتهم لي ساجدين ) ، اي سوف يخضع وينطاع له اخوته وابويه والناس من بعد ذالك بعد ان يتولى الامر وتكون له امر ولايتهم الربانية الحق عليهم ،
وهنا لعل اخوة يوسف في الباطن للمتأمل ليس كما هم في الظاهر ، حيث انها هنا تعني امته واصحابه الذين يتنازعون في امره ويبتلون به ويبتلى بهم ، وقد ادى هذا الامر بهم انهم ارادوا قتله او التخلص منه ، وفي المقابل هو نفسه وكما حصل مع امامنا الحجة ع
لما اردوا ان يتخلصوا منه في اول امره وهو طفل ، فنجاه الله من كيدهم وقد نجى الله كذالك من قبل يوسف من اخوته فتأمل في هذا اولا ايها المنتضر للغائب
*** ثم بعد ذالك لما نجى الله يوسف من اخوته وكيدهم وهم لا يعلمون ما يفعلون ، ضل يوسف غائب عنهم وقد اصطفاه الله ولا يعلم احد ما جرى عليه واين هو الا ابيه النبي يعقوب ع ، وكذالك امر امامنا المهدي ع لما غاب عن الناس لم يكن في غيبته الصغرى يعلم به احد الا القليل وهم سفرائه ثم لما كانت الغيبة الكبرى لعله انقطع الا من هم من لا يعلم بهم الا الله والامام من بعض المخلصين ،
وضل اخوة يوسف يحملون معهم ذنب ما فعلوا باخيهم وينكرون ذالك لابيهم انهم كانوا السبب في ضياع وغياب يوسف ولم يتوبوا عن فعلتهم ، ونفس الشيئ مع الامام الحجة كذبت الامة بأمامته وامامة من قبله ممن اصطفى الله حسدا وجحودا ، وادعوا في امره انه لم يولد اصلا وليس بمعصوم حاملين الضلم على اكتافهم جيلا بعد جيل ،
وكان في قصة يوسف ان ابيه النبي يعقوب ع لم يصدق ما ادعى اخوته من فرية ان الذئب اكله فكانت حجة واهية في ظاهرها فلم تكن تقنع اباهم ، وباطنا كان يعلم بعلم الله ان يوسف غاب وابتعد عنهم وهم له ظالمون ، وكذالك امر قائم ال محمد ع انكره الجميع الا من ثبت الله قلبه من شيعته الذين بقوا على هذا الامر الى ان يظهر لهم يوما
** وتمر الايام وأخوة يوسف ضلوا يحملون ذنبهم معهم ولم يتوبوا ولم يصارحوا اباهم الذي مازال يرجوا لهم الخير ويتمنى لهم ان يندموا على فعلتهم حتى يعود اليهم من غاب عنهم وغيبوه بسوء عملهم ، وابوهم يعلم في قلبه ان يوسف حي يرزق
موجود ولا يستطيع ان يكشف لهم امر يوسف لانهم غير مؤهلين لذالك الا ان يندموا ويستغفروا الله ويتوبوا ،. وكذالك ضلت الناس في زمن غيبة امامنا امام الناس اجمعين البقية من ال البيت يموج بعضهم في بعض تأهين حيارى بسوء عملهم وافعالهم الا من رحم ربي ،
** وبعد ذالك لما طال امر غيبة يوسف وعانى ما عانى اخوته وقومه وبداء الندم يبدوا عليهم طلب ابوهم منهم ان يتحسسوا من امر اخيهم رحمتا بهم وليتبينوا من امره لعل الله يجعل لهم فرجا ويرجع لهم يوسفهم ، وكان لسان قولهم مع ابيهم نحن لم نفعل سوء بيوسف ولم نضيعه وضمائرهم ولسان حالهم يكذبهم ، ،، وشاء الله لهم بعد طول المدة وشدة المحنه ان يجلب اخوته اليه وهم له منكرون ، فهو في غير الحال التي تركوه فيها فقد كبر ومن اللهعليه وجعله من ذوي السلطة والمكانه العالية في قومه وهم به جاهلون وهو بهم عارف ، وعرف نفسه لاخيه الاصغر لانه لم يكن يحمل ذنب في غيبته عنهم وكان من الصادقين ، وكذالك في قضية امامنا ع ، لما تحس الامة من اتباعه وامته والناس اجمعين بضرورة وجوده وتستعد له بعد ان ندمت على ما فرطت في امره ورأت كيف الباطل قد دمر حياتهم ومستقبلهم يظهر يوم يظهر لهم ولكن لا يصرح الا لبعض اوليائه الصادقين وكما كان في غيبته .
ثم بعد ذالك تستمر القصة حتى ينكشف لهم امر اخيهم ويتبين لهم ما فعلوا من خطاء عظيم في حقه ويظهر لهم ولابيه تأويل رؤيته التي اراه الله وما جرى عليهم وكذالك يفعل انشاء الله امامنا والحمد لله رب العالمين
هذا ما نستطيع ان نستوحي من روح قصة يوسف النبي ع ونتدبر في امر غيبته وعودته بما يشابه غيبة وعودة امامنا المهدي ع ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الباحث الطائي
تأملات في القران ، قصة يوسف ع
القصة القرآنية وان تكون تحمل في بعض خصائصها مشابهة للقصة العرفية المتداولة بين الناس ، الا انها في القرآن تذهب الى مدى ابعد في الحكمة والعبرة والاهم من ذالك ايضا تقريب الحقائق والحكم بصورة المثل ، والامثال كما يصفها القرآن ، وتلك الامثال نضربها للناس ولا يعقلها الا العالمون ،
اي الغاية منها حصول التعقل للعالم بها ، وهنا المدار للعقل لا للعلم ، اي حصول الايمان المترتب على التعقل بعد العلم والا فالعلم وحده لا قيمة يؤدي بصاحبه اذا لم ينتج التعقل ( الايمان ) ، لذالك لا قيمة هنا للعلم وحده ، والا لعل ابليس اللعين من اعلم العلماء ولكن لا قيمة لعلمه عند الله ولا فائدة له من علمه في الاخرة ،
اذن كل ما في الامر يكون ان الجهلاء على نوعين ، فهناك جاهل بلا علم ، وهناك جاهل ذو علم ( حيث هنا الجهل مقابل العقل ) ، وعلى كل حال هذه المقدمة قد تفيد في الدخول والتأمل في قصة يوسف واخذ العبر منها وكشف بعض الحقائق وراء الامثال وبالتالي حصول التعقل بأذن الله وهدايته ،
نعود للاية والسورة بشكل عام ، ونتأمل فيها ... وهنا مقدما انا لست في محل تفسير القران ولكن محل المتأمل والمتدبر في القرآن والمقارن بين حوادثه فأرجوا الانتباه لذالك .
الاية : نحن نقص عليك ، فيها اشارة لحضرة الرسول محمد ص وهذه الالتفاته في الحديث لشخص الرسول جائت بلحاض العبارة التي بعدها وهي : احسن القصص ،
وما سوف يترتب عليه بعد ذالك من اشارات فهي هنا في محل تأملنا مقصودة ولها محل في تدبر الاية وكما سوف يتبين لاحقا انشاء الله ،
والا يكفي ان يقول الله مثلا : نحن نقص احسن القصص ، او نحن نقص عليكم احسن القصص . ولكن التعبير القرآني هنا اتى بصيغة : نحن نقص عليك ( يا محمد ) احسن القصص ، اي له قضية متعلقة بالرسول محمد ص بشكل خاص ، وبالناس عامة برتبة ثانية او ظاهرة ان شأت القول فافهم ذالك !
ثم نعود ونتأمل في قول الله : احسن القصص ، اولا ، نحن نعلم ان كل قصص القرآن ليست حسنة وحسب بل هي بمرتبة احسن على الاطلاق لان القاص لها هو الله جل وعلا ،
وهذا مفهوم عام ولكن في سورة يوسف جاء توكيد على انها احسن القصص فأما هي احسن الاحسن ، او قل ان شأت تاكيد الاحسن فيها . لما في السورة المباركة من الدلالات لقضية تخص المخاطب بها اولا ( الرسول ) .
وثانيا : لنتأمل الاحسن ونتدبر المعنى المراد منه والذي قصده الله تعلى في هذه القصة
حيث ان كلمة احسن القصص لا بد ان يكون موضوع القصة احسن المواضيع او الحكمة والعبرة المتوخات منها هي الاحسن لنا نحن البشر الذين قصت لهم القصة في طريق هدايتنا وتكاملنا ،
لذالك لما تقرأء السورة وتدخل في تفاصيل قصة النبي يوسف مع اخوته وابيه النبي يعقوب وما جرى معهم جميعاالى آخر احداث القصة ، تجد في الظاهر موضوعا انسانيا مهما في حياة البشر وحياة الانسان في عائلته واهله ، ولكن تبقى القضية في حدود هذه المعارف والامور التي تناولتها ليست لعلها الاهم المطلق او المميز على بقية قصص القرآن والانبياء ، ولعل أمر اخر في قصة يوسف كان بالنسبة لها كالباطن بالنسبة لظاهر الاشياء تجعلها احسن القصص ، والا مثلا لو قايسنا قصة النبي ابراهيم ع والتوحيد وابتلائاته ، وقصة موسى ع وقومه مع فرعون والطاغوت ، وقصة عيسى ع وغيره من الانبياء لنرى امورا تبدو اهم او لا تقل عن موضوع قصة النبي يوسف ، ولكن القرآن رغم ذالك يقول لنا نحن نقص عليك احسن القصص ، وهذا ما يدفعنا للتأمل في باطن ومغزى هذه السورة التي كان يخاطب بها الله رسوله خاصة ويواسيه وكذالك يخاطب الناس من امته . لذالك التأمل في باطن ومغزى السورة يكشف لنا سر من اسرارها التي جعلها الله احسن القصص وفي المقدمة اقول واعطي النتيجة ثم نشرح بعد ذالك : وهي ان قصة يوسف ع كانت بمحل الاشارة اذا صح التعبير الى قصة امامنا الغائب المهدي ع .! وكيف هو حالهم من قبل ان يغيب ، ثم من بعد ان يغيب ، ثم حتى يظهر لهم في آخر الامر ،
لذالك فهل نجد في امة الرسول وقصته اليوم قضية اهم منها ، بل هي الاهم على الاطلاق منذ ادم ع والى يوم الظهور بل والى يوم القيامة ، لانه الوعد الالهي بانتصار الحق وذهاب الباطل ، وغاية وجهود كل الانبياء على مر العصور ، وهذا ما اريد ان استنتجه من التأمل والتدبر من معاني السورة والاشارة الباطنية فيها والتي تخص الرسول وتخصنا نحن المنتضرين في زمن غيبته الكبرى ،
*** لذالك الرؤيا التي رأها يوسف ع حددة من البداية ما سيؤل اليه الامر ، ولخصت كل قصته ، وهو انه رأى احد عشر كوكبا والشمس والقمر ( رأيتهم لي ساجدين ) ، اي سوف يخضع وينطاع له اخوته وابويه والناس من بعد ذالك بعد ان يتولى الامر وتكون له امر ولايتهم الربانية الحق عليهم ،
وهنا لعل اخوة يوسف في الباطن للمتأمل ليس كما هم في الظاهر ، حيث انها هنا تعني امته واصحابه الذين يتنازعون في امره ويبتلون به ويبتلى بهم ، وقد ادى هذا الامر بهم انهم ارادوا قتله او التخلص منه ، وفي المقابل هو نفسه وكما حصل مع امامنا الحجة ع
لما اردوا ان يتخلصوا منه في اول امره وهو طفل ، فنجاه الله من كيدهم وقد نجى الله كذالك من قبل يوسف من اخوته فتأمل في هذا اولا ايها المنتضر للغائب
*** ثم بعد ذالك لما نجى الله يوسف من اخوته وكيدهم وهم لا يعلمون ما يفعلون ، ضل يوسف غائب عنهم وقد اصطفاه الله ولا يعلم احد ما جرى عليه واين هو الا ابيه النبي يعقوب ع ، وكذالك امر امامنا المهدي ع لما غاب عن الناس لم يكن في غيبته الصغرى يعلم به احد الا القليل وهم سفرائه ثم لما كانت الغيبة الكبرى لعله انقطع الا من هم من لا يعلم بهم الا الله والامام من بعض المخلصين ،
وضل اخوة يوسف يحملون معهم ذنب ما فعلوا باخيهم وينكرون ذالك لابيهم انهم كانوا السبب في ضياع وغياب يوسف ولم يتوبوا عن فعلتهم ، ونفس الشيئ مع الامام الحجة كذبت الامة بأمامته وامامة من قبله ممن اصطفى الله حسدا وجحودا ، وادعوا في امره انه لم يولد اصلا وليس بمعصوم حاملين الضلم على اكتافهم جيلا بعد جيل ،
وكان في قصة يوسف ان ابيه النبي يعقوب ع لم يصدق ما ادعى اخوته من فرية ان الذئب اكله فكانت حجة واهية في ظاهرها فلم تكن تقنع اباهم ، وباطنا كان يعلم بعلم الله ان يوسف غاب وابتعد عنهم وهم له ظالمون ، وكذالك امر قائم ال محمد ع انكره الجميع الا من ثبت الله قلبه من شيعته الذين بقوا على هذا الامر الى ان يظهر لهم يوما
** وتمر الايام وأخوة يوسف ضلوا يحملون ذنبهم معهم ولم يتوبوا ولم يصارحوا اباهم الذي مازال يرجوا لهم الخير ويتمنى لهم ان يندموا على فعلتهم حتى يعود اليهم من غاب عنهم وغيبوه بسوء عملهم ، وابوهم يعلم في قلبه ان يوسف حي يرزق
موجود ولا يستطيع ان يكشف لهم امر يوسف لانهم غير مؤهلين لذالك الا ان يندموا ويستغفروا الله ويتوبوا ،. وكذالك ضلت الناس في زمن غيبة امامنا امام الناس اجمعين البقية من ال البيت يموج بعضهم في بعض تأهين حيارى بسوء عملهم وافعالهم الا من رحم ربي ،
** وبعد ذالك لما طال امر غيبة يوسف وعانى ما عانى اخوته وقومه وبداء الندم يبدوا عليهم طلب ابوهم منهم ان يتحسسوا من امر اخيهم رحمتا بهم وليتبينوا من امره لعل الله يجعل لهم فرجا ويرجع لهم يوسفهم ، وكان لسان قولهم مع ابيهم نحن لم نفعل سوء بيوسف ولم نضيعه وضمائرهم ولسان حالهم يكذبهم ، ،، وشاء الله لهم بعد طول المدة وشدة المحنه ان يجلب اخوته اليه وهم له منكرون ، فهو في غير الحال التي تركوه فيها فقد كبر ومن اللهعليه وجعله من ذوي السلطة والمكانه العالية في قومه وهم به جاهلون وهو بهم عارف ، وعرف نفسه لاخيه الاصغر لانه لم يكن يحمل ذنب في غيبته عنهم وكان من الصادقين ، وكذالك في قضية امامنا ع ، لما تحس الامة من اتباعه وامته والناس اجمعين بضرورة وجوده وتستعد له بعد ان ندمت على ما فرطت في امره ورأت كيف الباطل قد دمر حياتهم ومستقبلهم يظهر يوم يظهر لهم ولكن لا يصرح الا لبعض اوليائه الصادقين وكما كان في غيبته .
ثم بعد ذالك تستمر القصة حتى ينكشف لهم امر اخيهم ويتبين لهم ما فعلوا من خطاء عظيم في حقه ويظهر لهم ولابيه تأويل رؤيته التي اراه الله وما جرى عليهم وكذالك يفعل انشاء الله امامنا والحمد لله رب العالمين
هذا ما نستطيع ان نستوحي من روح قصة يوسف النبي ع ونتدبر في امر غيبته وعودته بما يشابه غيبة وعودة امامنا المهدي ع ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الباحث الطائي
تعليق