إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علاقة التوسل بالدعاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علاقة التوسل بالدعاء

    علاقة التوسل بالدعاء
    إن التوسل برسول الله (ص) بالروايات الصحيحة لا تتنافى مع منطوق الآيات القرآنية التي تحدد مسار دعاء الداعي وتجعله مرتبطا بالله تعالى فقط لآنه القادر في استجابة دعوة الداعي وغيره فقير لا يستطيع ذلك مهما كانت منزلته ذاتيا . قال تعالى{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}([1]) . وقال تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }([2])لأن مفهوم التوسل برسول الله (ص) لا يعني أن الطلب منه مباشرة وبصورة مستقلة من دون الله تعالى بل يعتبر شرط من شروط تحقق الدعاء أو من آداب الدعاء وهذا ما دل عليه الدليل من السنة المشرفة {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }([3]) ونحن نعلم ان جميع العبادات في الدين الإسلامي تحتوي في مقدمتها على آداب وشروط تحقق صحتها وقبولها من الله جل وعلا , وعلى سبيل المثال لا الحصر آداب وشروط السفر والمائدة والتخلي وهذه الآداب والشروط حددها المشرع وجعله ضمن ميزان الوجوب والاستحباب والحرمة والكراهة حتى يضفي على تلك العبادة درجة انضباط ترتقي من خلالها مرتبة إلى الصحة والقبول والكمال وكذلك باقي العبادات مثل الصلاة والصيام والخمس والحج .... الخ .لذلك لا يوجد تنافي أو تعارض بين ما جاء في الآيات القرآنية التي تربي المسلم على ثقافة الطلب من الله وحده دون سواه والاتكال علية والاستعانة به في كل عمل وحاجة وبين السنة النبويةا لتي تبين للداعي شروط وآداب الدعاء كي تتحقق الاستجابة منه تعالى ضمن ضوابط وشروط وآداب حددها الرسول (ص) لأنه المبين لذلك كله وهذا ما أكدته الآية المباركة {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ تَفَكَّرُونَ}([4]) . وهذا بدا واضحا في حديث الأعمى الذي طلب منه الدعاء حتى تشفى عينيه . فما كان منه (ص) إلا علمه شروط وآداب الدعاء الذي من خلاله يتحقق القرب الإلهي الذي تنصهر معه كل العوارض في تحقيق المراد الذي يقصده العمى . - حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِى. قَالَ « إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ وَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَاكَ فَهُوُ خَيْرٌ ». فَقَالَ ادْعُهُ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيُصَلِّىَ رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّد ٍنَبِىِّ الرَّحْمَةِ يَا مُحَمَّدُ إِنِّى تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّى فِى حَاجَتِى هَذِهِ فَتُقْضَى لِى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِىَّ ». وعلى ما تقدم أن الدعاء يكون طلب من الله تعالى اسمه وحده لا شريك له لأنه هو الغني والقادر على استجابة طلب الداعي تفضلا منه على عبادة يعطيهم دون استحقاق منهم بل تفضل منه ونعمة .ولكن ضمن ما جاء بالسنة من آداب وشروط للدعاء كما جاء في متن الرواية الصحيحة السند عند جميع المسلمين أن الوسيلة أو التوسل بذات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) هو الطريق الصحيح لتحقيق المراد من الدعاء وبعكسه يكون مخالف لقوله تعالى في الآية (7) من سورة الحشر المتقدمة , وكذلك بقية العبادات التي تعتمد في صحتها على تلك الأمور لأنها هي المدخل في صحة العمل العبادي وبدونها تكون العبادة فارغة وناقصة المحتوى ولا تحقق المراد أو المطلوب من الدعاء. قال تعالى:{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }([5]) الإسراء57والوسيلة هنا تعني الواسطة ما بين العبد وربه وخير تلك الوسائط هو محمد وآله عليهم أفضل الصلاة والسلام . ولو تأملنا جيدا في البعد التكويني والتشريعي للدين وخلق السموات والأرض نجد أن الوسيلة لها وجود تلازمي في كل أبعاده ومن هنا نستطيع أن نقول أن الوسيلة نظام تكويني جُبلَ عليه الوجود العام في عالم الإمكان بما فيها قوس النزول والصعود ومن مصاديقها النبوة والإمامة والدليل على هذا واضح من خلال أحاديث كثيرة نصت عليها السنة الشريفة ومنها ما قاله الرسول الأكرم إلى جابر بن عبد الله الأنصار عندما سأله عن أول خلق الله فأجابه صلى الله عليه وآله بقوله (نور نبيكم ثم خلق منه كل خير (( بالمعنى )) وكذلك عندما قال لأحد سائليه فأجاب(صلى الله عليه وآله))كنت نبيا عندما كان آدم بين الروح والجسد(([6])والأمر ألآخر قول المعصوم عليه السلام لولا الحجة لساخت الأرض .

    [1]- سورة غافر60

    [2]- سورة البقرة186

    [3]- سورة الحشر7

    [4]- سورة النحل44

    [5]- سورة الاسراء -57

    [6]- شرح أصول الكافي – ج 7 – ص 165- بحار الأنوار ج 16 – ص402

  • #2
    وفقك الباري كاتبنا بحق آل محمد
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
      وفقك الباري كاتبنا بحق آل محمد
      شكرا لمروركم المتوصل معنا نسأل الله ان نكون عند حسن ظنكم

      تعليق


      • #4

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        احسنت بارك الله فيك واعظم لك الاجر
        حسين منجل العكيلي

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



          انّ الله سبحانه وتعالى قد جعل قبول الدعاء وردّه بيده وحده، ولكن في نفس الوقت جعل هذا الكون يقوم على جملة من الأسباب والعلل التي تأتمر بأمره وتستمد قدرتها منه، أي انّها بمثابة الفرع، فلو توجّه وتوسّل أحد بأحد هذه الأسباب التي أقامها الله سبحانه وتعالى فهي بمثابة التوجّه الى الله تعالى لأنّها مجعولة من قبله ((أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ))الإسراء : 57، وهذا يعني انّ المسألة طولية لا عرضية، وبعبارة أخرى لا استقلالية بالأمر..
          اذن التفويض يكون من قبل الله تعالى لأوليائه، لذا لا يكون توجّهنا اليهم والتوسّل بهم هو مناف لمراد الله تعالى بل هو عين طاعته والالتزام بأمره وهو قوله تعالى ((وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ))المائدة : 35، وخير الوسائل وأفضلها هم محمد وآل محمد عليهم السلام..
          ومثال تفويضه تعالى لهؤلاء الوسطاء والسبل ليكونوا وجهاً من وجوهه، تفويضه تعالى لنبيه عيسى عليه السلام باحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وذلك بقوله تعالى ((وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي))المائدة : 110، فعند توجّه المريض لعيسى عليه السلام بطلب الشفاء يعلم تمام العلم بأنّ الأمر أولاً وآخراً بيد الله تعالى وما عيسى إلاّ ولي من أوليائه..


          الأخ القدير أبو محمد السيلاوي..
          جزاكم الله كلّ خير وأفضله وجعلكم من اللائذين تحت ظل محمد وآل محمد عليهم السلام...




          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركة

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            احسنت بارك الله فيك واعظم لك الاجر
            وعليكم السلام شكرا لمروركم الكريم وتقبل الله دعائكم

            تعليق


            • #7
              الشكر الجزيل للأخ مشرف القسم لهذه الإضافة المباركة جعلها الله في ميزان حسناتك وأدخلك في شفاعة محمد وال محمد عليهم الصلاة والسلام

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X