بســـم الله الرحــــــمن الرحيــــــــم
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، وآله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
سلام من السلام عليكم
بيان معنىالحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، وآله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
سلام من السلام عليكم
(، والجهل والمقت، والغضب والعسر والضيق، .)في
دعاءالنبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم
جاء في كتب اللغة
ان الجهل كما في كتاب مقاييس اللغة يرجع الى اصلين احدهما خلاف العلم والآخر خلاف السكينة والطمأنينة،
ويبدو أن الثاني هو نتيجة للاول بمعنى أن فقدان العلم بشيء ما يسلب الانسان الموقف المطمئن تجاهد ويوقعه في الاضطراب، وقد جاء في حكم امير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغه قوله: (الناس اعداء ما جهلوا) وقيل ان الجهالة تعني اختيار اللذة الفانية على اللذة الباقية، وهذا من اثر الجهل بحقيقة كل منهما؛ وجاء في كتاب مجمع البحرين، انه جاء في الاحاديث: (ان من العلم جهلاً)، وقيل ان ذلك فيمن يتعلم ما لا يحتاجه من العلوم ويترك ما يحتاجه من العلوم التي يحصل بها على السعادة الحقيقية كالمعارف الدينية.
وقد ذم القرآن الكريم الافكار والسلوكيات المنحرفة واعتبر ان الجهل هو منشؤها ولذلك وصفها (بالْجَاهِلِيَّةِ)، فقال في الآية ۱٥٤ من سورة آل عمران وهو يذكر طوائف الذين فروا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في معركة أحد وتزعزع ايمانهم لما رأوا هزيمة المسلمين فيها، قال عزوجل: «وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ».
وواضحٌ من هذه الآية ان من مصاديق الجهل الخطيرة ما يمكن ان يصيب المؤمنين ايضاً اذا لم ينتبهوا الى ايصال الحقائق الايمانية الى قلوبهم ولم يجتهدوا في الحصول من النصوص الشريفة والبراهين العقلية بالمعرفة الصحيحة بالله تبارك وتعالى؛ وبسننه في تدبير شؤون خلقه وتربية عبادة بالسراء والضراء والشدة والرخاء وسائر انواع الابتلاء الالهي.
وقال تبارك وتعالى في الآية ۳۳ من سورة الاحزاب وهو يأمر نساء النبي (صلى الله عليه وآله) بلزوم بيوتهن وبالعفة: «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى، ...».
وفي ذلك اشارة الى ان عدم رعاية الاصول الاخلاقية هو من الْجَاهِلِيَّةِ فهو يرجع الى الجهل بأهمية حفظ هذه الاصول واثره في توفير الحياة الطيبة الكريمة للانسان.
ان في
صفات عِبَادُ الرَّحْمَنِ الذين أثنى الله عزوجل عليهم قوله: في الآية ٦۳ من سورة الفرقان: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً»، وقال جل جلاله في الآية (۱۹۹) من سورة الاعراف: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ».
ففي هذه الآيات اشارة لطيفة الى أن جهل الانسان بمنازل أولياء الله عزوجل يجعله يتجرأ عليهم فيعرضون عنه حلماً وبذلك يحرم نفسه من بركات مجالستهم او يوقع نفسه في شقاء ايذائهم ومعاداتهم لان الله غيور على اوليائه وأحبائه لا يغفر لمن ارصد لهم بالاذى والمحاربة كما اشارت لذلك عدة من الاحاديث القدسية والاحاديث الشريفة.
ويقول تبارك وتعالى في الآية الرابعة والستين من آية الزمر: «قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ».
وفي ذلك اشارة الى ان الجهل يوقع صاحبه في الشرك وعبادة غير الله عزوجل، وجاء في الآية (۳۳) من سورة يوسف حكاية الله عزوجل قول هذا النبي (عليه السلام): «قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ».
والآية تصرح بان اتباع الشهوات المحرمة هو نتيجة للجهل، وكذلك الحال مع القيام بكل سلوك لا فائدة منه كما يشير لذلك قوله عزوجل في وصف طائفة من عباده الصابرين في الآيتين ٥٤ و٥٥ من سورة القصص: «أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ».
وتتضح من الآيات الكريمة المتقدمة جملة من الآثار المدمرة للجهل بالمعارف الالهية، ولذلك جعلت النصوص الشريفة الجهل ضداً للعقل وظلمة في مقابل نور العقل
تعليق