كيف نفهم تعجل الفرج

[الباحث الطائي]

السلام عليكم ، اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
* موضوع للبحث : وهو انه نعلم هناك حث للمؤمنين بالدعاء في تعجيل الفرج ، وهذا ما لا اشكال عليه يطرح في اصله، ولكن لما نأتي الى فهمه وفي ظل كل ما اخبرنا به من علامات الظهور ومرافقاتها وحتمياتها واشخاصها الذي ورد عن ال البيت بخصوص الظهور ونحاول ربطه بفهم تعجيل الفرج الوارد في صحيح تراثنا ودعائنا نجد انه من الناحية المنطقية للفهم الاولي لتعجيل الفرج انه سيكون هناك نوع استلزام لتغير مصاحبات الظهور بأجمعها تقريبا اذا افترضنا حصول التعجيل فكيف نفهم ونفلسف هذا التداخل ، واضف لذالك اننا نعلم ان امر الظهور هو من امور الله وسر من اسراره المحفوظة في اللوح المحفوظ ، وهو علم لا يتغير واقعه بل ثابت ،


ومن هنا نحتاج الى عمق فهم وفلسفة لمفهومي : التعجيل والفرج ، هل التعجيل هو تغيير كما هو ظاهر ام هو تعجيل كشف ما في اللوح المحفوظ دون تغير العلم الثابت ، ام لا هذا ولا ذاك والقضية متعلقة بفهم الفرج مثلا ،
وكما ترون هي مسئلة لعلها دقيقة في فهم الدعاء بتعجيل الفرج ، لا من حيث الامكان بل من حيث الملابسات والاستشكالات المرافقة لها بخصوص ما ترتبط القضية من علامات واحوال مختلفة اخبرنا عنها ونؤمن بها ، ونكمل لاحقا

[الباحث الطائي]

السلام عليكم . اللهم صل على محمد وال محمد . وعجل فرجهم .

واقول : تعجيل الفرج هو تعجيل الظهور المبارك للامام المهدي عج
وحيث انّ الظهور قائم / مرتكز على حسب ما فهمنا على اكتمال شرائط الظهور
واكتمال شرائط الظهور المؤدية للظهور لها علامات ذكرها ال البيت منها عامة ومنا خاصة حتمية تنبه المنتضرين لذالك كعلامة اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف
هذه العلامات الحتمية الخمسة في سنة الظهور المقدس.
وحيث انّ شرائط الظهور من اسرار الله وغيبه . الله يعلم متى تكتمل هذه الشرائط وما هي . وإنْ وصل الى علمنا وفهمنا عناوين وعلم بعضها .
وبالتالي يكون ' تعجيل الفرج هو تعجيل لاكتمال الشرائط '

وقسم من هذه الشرائط التي نعلم بها ونفهمها هو موجود كامل ( كالاطروحة الكاملة والتشريع الامثل الذي يدير حياة الناس الى يوم القيامة والمتمثل بالقرآن . ووجود القائد المعصوم الذي يطبق الاطروحة الكاملة ويقود عملية التغيير ) . ومثل هذه الشرائط لا مدخلية لها في التأثير والتأثر في محل بحثنا كيفية تعجيل الفرج لانها اصلا موجودة ومثبته .
ولكن الشرائط الاخرى التي مثلا قد تكون لم تكتمل مثل وجود العدد الكافي من المخلصين الخلص لفتح العالم بالحق وهم ال ٣١٣ اصحاب الامام عج .
وغيره من الشرائط الاخرى .

وهنا سيكون من المنطقي التدخل في مقادير الامور وتغيير وقت الظهور المفترض اذا تم وتحقق التعجيل بالفرج على ما لم يكتمل من الشرائط او ما لم يوجد بعد منها وله مدخلية في صنع الظهور
وهو بدوره لعله فيه مرونة زمنية في العصر الذي يكون الظهور فيه في علم الله . وهذا خارج عن العلامات التي ذكرنها من الحتميات الخمسة تحديدا واولا المرافقة للظهور
لان العلامة هي اشارة / دليل على اكتمال للشرط وليست هي الشرط المؤدي والصانع للظهور .
وبالتالي ما قد ربما استشكلناه من كيف يتم التوفيق بين تعجيل الفرج وبين العلامات المذكورة في الروايات المرافقة للظهور وخاصة الخمسة الحتمية منها
سيكون خارج ان يمسه التغيير ويتحرك مع مرونة الظهور وتعجيل الفرج الثابت في تراثنا المهدوي . اذا شاء الله لوليه التعجيل بفرجه رحمة بالامة .
وبذالك وعلى فرض صحة هذا الاستدلال والفهم امكننا فهم فلسفة تعجيل الفرج .
وتبقى ما ذكر من علامات حتمية خاصة على اساسها العام وان تحقق تعجيل الفرج في الواقع الخارجي لان محل تأثيره في الشرائط وليس العلامات . والله اعلم

[الباحث الطائي]

يتبع المطلب

بسمه تعالى

السلام عليكم ، الدعاء بتعجيل الفرج من الامور المؤكدة في ادعيتنا نحن الشيعة وقد كان لها اهتمام وحث من قبل ال البيت لشيعتهم في زمن الغيبة ، وهذا متفق عليه الجميع ، ولكن على ما يبدوا ان هناك اشكال قد ظهر للبعض في فهم المعنى او فلسفة الغاية من الدعاء بتعجيل فرج الامام ، ومقدما نقول ان الاصل والظاهر من الدعاء بتعجيل الفرج هو كما يفهم عامتا اي نطلب من الله بالدعاء ان يعجل / يقرب ظهور الامام بلا حاجة الى التكلف في تأويل المعنى والغاية التي ذهب اليها من استشكل ذالك لاحقا بما فهم من أنّ الظهور له عند الله وقت معلوم ثابت لا يتغير وذالك في اللوح المحفوظ وان الظهور له شرائط متى ما اكتملت تحقق الظهور على اثرها،

وبالتالي وعلى اساس هذا الفهم كان اعتقاد البعض ان ما ورد من الدعاء بتعجيل الفرج هو لا يفهم على ما هو ظاهره وينتظر من رجاء تغيره نحو الاسراع بتعجيل فرجه من الله رحمتا للعالمين ،

وهنا وعلى اساس الفهم اعلاه لمن وجد واعتقد بعد ذالك بان الدعاء بتعجيل الفرج هو يفهم على انه يعمل على زرع روح الامل وتقوية الصبر او اي معنى مؤولا ومناسب لفهم المعنى هذا ،،،

ولكن نسي من توهم وذهب بهذا الاتجاه وان كان له اصل وحق فيما ذكر من ثبات العلم في اللوح المحفوظ بخصوص توقيت الوعد الالهي بظهور الامام الحجة ع ولكن هذا ليس من مختصات موعد الظهور فقط بل ان كل شيء في عالم التكوين له اصل وتفاصيل ووجود ثابت في مرتبة علم الله التي لا تتغير ولا تتبدل والتي يسميها القران باللوح المحفوظ ،

ونحن وارجوا الانتباه لهذه الحيثية المهمة اخوتي الكرام - نحن غير مكلفون بالعمل على اساس علم الله في اللوح المحفوظ ، لانه لا علم لنا به اولا ، وان وصل الينا منه طرف ذكر لامر ما فهو ايضا له حكمة وغاية من الله لتنبيهنا لامر او حكمة او وعد او وعيد ذكر منه لان الاصل والحكمة والسنة الالهية جارية على اساس العمل في طريق بلوغ الكمال منذ ان وجد الموجود والى يوم القيامة يفعل ويتفاعل في سيره وهذا يقتضي التغيير الدائم
ومن هنا كان هناك مرتبة لعلم الله التي يسميها القران لوح المحو والاثبات ومنه يترتب القضاء والقدر وهذه المراتب هي محل تكليفنا في سنة الله وبالتالي ومن هذا سوف اضرب لكم مثال سوف يفقأء عين الشبهة في فهم تعجيل الفرج واقول مثل تعجيل الفرج عند الله كمثل احدكم لما علم من قول رسول الله انّ صلة الرحم تطيل العمر ، وهو يعلم ان عند الله في لوحه المحفوظ عمر ثابت له لا يتغير ولا يتبدل ولكن لا يعلمه ، وبالنتيجة يعمل بقول ونصيحة الرسول الذي لا ينطق عن الهوى لان ما قاله له حق وهو محل تكليفه وابتلائه اي في مرتبة علم الله المسماة لوح المحو والاثبات ومقام الاقدار والقضاء حيث ان هناك ليس بالشرط له عمر محدد بل هو خاضع للتغيير فاذا وصل رحمه اطال الله اذا اراد له عمره الابتدائي الى اجل اخر ونفس الحال في الكثير من الامور كالرزق والصحة والجاه وطلب الولد وكل ما يخطر في بالك له مرتبة قابة لتغير وله مرتبة غيبية وثابته لا تغير هي خاتمة علم الله بذالك الشيء ،

ومن هنا نحن لما اخبرنا بان للظهور وقت معلوم عند الله في لوحه المحفوظ الذي لا يتغير ، فهو اولا يتصل باصل موضوع العلم لا تفاصيله اي لم تذكر لنا هذه السنة المحددة الثابته في اللوح المحفوظ ( وكما هي الحال مثلا في مقدار طول العمر لاي انسان ) ، والثانية هي هنا لتاكيد الوعد الالهي للناس بحقيقة ظهور وليه في يوم ما يعلمه الله حتى يثبت الامل في قلوب اتباع الرسل حتى ياتي ذالك اليوم ولما طلب من المؤمنين بالدعاء بتعجيل الفرج لامامهم فهو في محله لانه محل تكليفهم في دار صنع قدرهم الذي هم مخيرون فيه كما اقتضت سنة الله وحكمته في خلقه وبالتالي كثرة الدعاء المخلص والعمل الصالح في طريق انتضار الفرج لا بد لها اثر ومدخل في تغيير المقادير التي تصنع اذا اكتملت اصبحت قضاء ثم قضاء مبرما ، وخاتمة الامر ونهاية علمه عند الله في لوحه المحفوظ ،
وعليه نحن ندعوا كما امرنا في الطلب من الله بتعجيل فرج الامام ونعمل كل ما هو يصب في انجاح ظهوره وتقريبه ومنها حسن الانتضار فلعل الله يرحمنا ويتقبل دعائنا فيتعجل بذالك اكتمال شرائط الظهور ويرتفع موانع ومعرقلات ومؤخرات الظهور ولا طريق لنا لنعلم انه قد تغيير ذالك في لوح المحو والاثبات الا ان يخبرنا المعصوم مثلا به ويبقى علم الله الثابت في توقيت الظهور في اللوح المحفوظ لا يتغير وان تغيرة بعض مقادير الظهور في شرائطه او بعض علائمه لا اصله الثابت كوعد ولا توقيته . ولذالك الفهم الخاطئ لتعجيل الفرج هو احباط لمنتضرين وخارج مالوف سنة الله ، وبهذا القدر ارجوا ان تكون اتضحت الصورة لمن استشكل في فهم الدعاء بتعجيل الفرج ...


كلام في مراتب علم الله ،

اللوح المحفوظ هو لعله اعلى مرتبة من مرتب علم الله في عالم التكوين ( الذي ظهر من فيض علمه اللامتناهي في عالم الامكان ) كما يذكرها العرفانيون وبٌحاث علم التوحيد وحسب فهمي العام واطلاعي ، ولعله لا يوجد فوقها الا القلم والنون ( نون والقلم وما يسطرون ) وهنا يسطرون هو مقام الوح المحفوظ الذي ياخذ من القلم ( وهو مقام الائمة المعصومين وعلى راسهم امير المؤمنين علي ع ) والنون هو مقام مظهر اسم الله الاعظم والصادر الاول الرسول الخاتم محمد ص .
ودون مقام اللوح المحفوظ مقام العرش ودونه مقام الكرسي الذي وسع السموات السبع ودونه مرتبة لوح المحو والاثبات ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ) .
وفي هذه المرتبة تدخل وتتفاعل المقادير الالهية والمسببات لتنتج عنها الاسباب والقضاء ، وهي محل ابتلاء الموجودات في سنة الله ، فنحن في نشاة الحياة الدنيا والتي يسميها القرآن ب الملك او الخلق ( والتي تقابل الملكوت وعالم الامر ) نخضع الى قوانين هذه النشأة فلا نتيجة او غاية تكون دون ان تمر باسبابها التكوينية التي تؤلف مقاديرها وشروطها ، فأذا تمت تحققت النتيجة ،

لذالك تكون هذه المرتبة هي الحاكمة على نشاة الدنيا والتي هي سنتها ، ومحل ابتلائنا قابلة للتغيير ومتحركة دائما لان كل موجود تحتها يسير باتجاه تحقيق كماله وقابل ان تتغير خاتمة كل امر بمقدار تحقق شرائطه ايجابا او سلبا ، ومن هنا يدخل علينا محل فهم كيف يفعل الدعاء اثره ، والصدقة وصلة الرحم في اطالة العمر ، وغيرها وكل ما في هذه المرتبة فان خاتمته ونتيجته الاخيرة موجودة في علم الله الازلي ومحفوظة في لوحه المحفوظ الذي لا يمسه إلا المطهرون ولا يتغير فهو الثابت ، وهو الحاكم المهيمن والمحيط بما دونه من مراتب ومن ضمنها لوح المحو والاثبات محل تكليفنا .

ولكن هنا يجب الانتباه وهو إنّ علم الله الثابت في لوحه المحفوظ لا يعني الجبر او الالزام المسبق على ما في مرتبة المحو والاثبات بل هو بمقام النتيجة النهائية التي يختم عليها ما هو قابل لتغير في مرتبة المحو والاثبات والقضاء والقدر - وبالتالي فمن الخطاء الكبير في فهم مراتب علم الله وفلسفة عالم الوجود بفرض نتائج علم الله الازلي الثابت مسبقا على مرتبة ابتلاء وامتحان موجواته وصراط تكاملها

لان الاولى غيب الغيب ولا سبيل للوصول الى معرفته وما سيكون فيه من سعادة او شقاء وان اشير عنه شيئ فهو ليس حتم على ما هو كان دونه بل هو خاتمة ومحصلة الادنى التي علمها الله ولم يجبرها ويفرضها على موجود لان ذالك خلاف العدل والحكمة ،
لهذ لو فرض وقيل لاحد ما من الناس انك في اللوح المحفوظ عند الله من اهل الفردوس الاعلى فهل يقبل فهمنا الاسلامي بان يتوقف هذا العبد عن العبادات والتكاليف بسبب ما علم من خاتمة امره - والجواب لا لان خاتمة امره هي ثبتت بما كان من نتيجة خواتيم عمله لا مفروضة عليه
لذالك لما نقول ان للظهور المبارك وقت معلوم عند الله في لوحه المحفوظ لا يتغير وهو ثابت من الازل فهذا لا يعني ان ننزل في فهمنا ونبداء منه باتجاه مرتبة لوح المحو والاثبات فنعطلها ونقول انتهى لان الله قد حدد وقت بما لا يتغير موعد ظهور وليه وبالتالي لا دعاء ينفع ولا شرائط تتغير ذالك ان اصل مافي اللوح المحفوظ هو مما اذن الله له بالاختيار والتغير في لوح المحو والاثبات

والفهم الصحيح يجب ان تكون الحركة صعودا ومن دار الاسباب والتغير والمحو والاثبات الى ما هو اعلى صعودا - وكلما صعدنا زاد الغيب غيبا ، فلذالك نحن نعمل وندعوا مخلصين بتعجيل الفرج لعل الله يرحمنا فيعجل في اكتمال شرائط الظهور التي هي قسم منها من صنعنا وبارادتنا وما سيؤال عملنا في محل هذا الابتلاء والتمحيص والانتضار، وخاتمته عند الله لا يعلمها الا هو وهو وقت الظهور ،

فأذا فهمنا هذا ينفتح لنا لغله الطريق في فهم قول الرسول ص لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم لطول الله هذا اليوم حتى يظهر قائمنا ال البيت / المعنى ... حيث هنا في هذا الحديث ليس القصد فقط على تأكيد وعد الله بالظهور وهو لا يخلف الميعاد ، بل ليؤكد سنة الله في نشأة الدنيا ودار الاسباب والاقدار والمحو والاثبات بان البشرية تضل تعمل حتى تحقق شرائط اليوم الموعود وان تاخر حتى ولو بيوم واحد قبل يوم القيامة ولكن لا بد ولها ان تحققه لان الحق هو الاصل والباطل لا اصل له ولا بقاء وان طال ( كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ) ، هذا ما يمكن اضافته لتوسيع الفهم في هذه الحيثية والله اعلم وشكرا

الباحث الطائي

[العقيلة زينب]

اللهم عجل لوليك الفرج

اللهم عجل لوليك الفرج

اللهم عجل لوليك الفرج

اللهم عجل لوليك الفرج

[ابوعلاء العكيلي]

اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنت بارك الله فيك واعظم لك الاجر