يترك الآباء والأمهات أبناءهم وبناتهم لساعات طويلة أمام أجهزة التلفاز دون الإكتراث لنوعيه البرامج التي يشاهدونها ومدى ملاءمتها لهم. أثبتت الدراسات التي نشرت في مجلة طب الأطفال , أن الأطفال الذين يشاهدون برامج تحث على التعاون والتسامح يميلون عاده للتصرّف بهذه الصفات في حياتهم اليومية بشكل طبيعي وبعكس الأطفال الذين يشاهدون المشاهد العنيفة ومشاهد القتال والمصارعه حيث تظهر العدوانيه والعنف في تصرفاتهم.
وقد قام الباحثين بالتعاون مع 600 أسره في التحقق من مدى تأثير البرامج التلفزيونيه على الأطفال , قام الباحثين بتقسيم العائلات إلى مجموعتين وجعلوا المجموعه الأولى تهتم بالبرامج التلفزيونيه لأطفالهم بحيث يبعدوهم كل البعد عن البرامج التي يتخللها العنف والعدوانيه , كما شجّعوا الأهالي على مشاركه أبناءهم مشاهده التلفاز والبرامج الهادفة.
وأما المجموعه الثانيه فقد جعل الباحثين الأطفال يشاهدون البرامج المختلفه ودون قيود دون تدخّل الأهل في ضبطها وعدم مشاركتهم مشاهده التلفاز.
استمرت التجربة لمده عام كامل ومن ثم تم جمع أطفال الـ 600 عائلة وأخضعوهم لإختبارات عديده تحدد معايير التعاون والمشاركه والإيثار واختبارات قياس العدوانيه وغيرها من الاختبارات , واتضح أن أطفال المجموعه الأولى حصلوا على درجات عاليه في اختبارات قياس درجه التعاون والروح الاجتماعيه والتسامح ومشاركه الآخرين , كما تم رصد معدلات منخفضة جدا من الصفات العدوانية , وأما المجموعه الثانيه فكانت نتائجها سلبيه وبعكس المجموعه الأولى خصوصا في قياس الصفات العدوانيه والتي تلعب مشاهد الضرب والعنف والقتال والمصارعه الدور الرئيسي في نموها.
تعليق