إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطرق العلمية لمعرفة الله تعالى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطرق العلمية لمعرفة الله تعالى

    الطرق العلمية لمعرفة الله تعالى



    توجد ثلاث طرق لمعرفة الله تعالى والمعرفة الإنسانية عموماً :
    1 ـ طريق الكشف الذاتي : فإن خاصة أولياء الله تعالى يعرفونه به : ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ 1 .
    وفي دعاء أمير المؤمنين عليه السلام : (يامن دلَّ على ذاته بذاته) 2 . وفي دعاء الإمام الحسين عليه السلام : (متى غبتَ حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ، ومتى بَعُدْتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ؟! عَمِيَتْ عينٌ لا تراك عليها رقيباً) 3 .
    وفي دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام : (بك عرفتُك وأنت دللتني عليك ودعوتني اليك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت ) 4 .
    2 ـ دليل العِلِّيَّة : فكل إنسان إذا نظر إلى نفسه وما حوله ، يدرك أن عدم وجود هذا الشئ أي شئ ليس محالاً ، بل وجوده وعدمه ممكن ، فذات الشئ لا تتضمن ضرورة وجوده أو ضرورة عدمه ، وهو يحتاج إلى سبب من يوجده ، وبما أن كل جزء من أجزاء العالم يحتاج إلى من يعطيه وجوده، فمن الذي أعطاه الوجود ؟!
    إن قيل إنه خلق نفسه ، فيقال : إنه لا يتضمن وجود نفسه ، فكيف يمكن أن يكون سبباً وفاقد الشئ لا يعطيه . وإن قيل أعطاه الوجود موجودٌ آخر مثله، يقال : هذا الآخر المماثل عاجزٌ عن إعطاء الوجود لنفسه أيضاً فكيف يعطي الوجود لغيره ؟ ! وهذا الحكم يجري على كل جزء في العالم ، فعندما نرى فضاء مضيئاً لا نور له من ذاته ، نحكم بوجود مصدر لهذا النور يكون نوره بذاته لا بغيره ، وإلا لكان أصلُ وجود فضاء منير مستحيلاً ! لأن المظلم بنفسه محال أن يضئ نفسه ، فضلاً عن أن يضئ غيره !
    من هنا كان نفس وجود هذه الموجودات دليلاً على وجود مصدر لا يحتاج إلى غيره ، وهو الدليل العلمي الذي قال عنه تعالى : ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ 5 .
    وقد سأل رجل الإمام الرضا عليه السلام : ( يا ابن رسول الله ما الدليل على حدوث العالم ؟ فقال : أنت لم تكن ثم كنت ، وقد علمت أنك لم تُكوِّنْ نفسك ولا كوَّنك من هو مثلك ) 6 .
    3 ـ دليل النظم الكوني : فكل ما في الكون مخلوق على قواعد وأصول بعلم وحكمة ، من أصغر ذراته الى أكبر مجراته !
    ونأخذ مثالاً من النبات : فلو وجدت ورقة ملقاة في برية ، مكتوباً عليها حروف الأبجدية مرتبةً من الألف إلى الياء ، فإن ضميرك يشهد بأن كتابة هذه الحروف ناتجٌ عن فهم وإدراك . وإذا رأيت جملةً مؤلفةً من تلك الحروف والكلمات فستؤمن بعلم الكاتب ، وتستدل بنظم الكلمات ودقتها على علمه وحكمته .
    فهل أن تكوين نبتة في البرية من عناصرها الأولية ، أقل من سطر في كتاب ؟ ! فلماذا نستدل بالسطر على علم كاتبه ، ولا نستدل بالنبتة على خالقها عز وجل ؟ !
    فأي علم وحكمة أعطى الماء والتراب سراً يبعث الحبة من يبسها وموتها نباتاً حياً سوياً ؟ وأعطى لجذرها قدرة تشق بها الأرض وتحصل على قوتها وغذائها في ظلمة التراب ، وهيأ في مائدة التراب الغنية أقوات النباتات والأشجار، كل يجد فيها غذاءه ؟ !
    وأي قدرة وحكمة خلقت الجذور واعيةً لعملها، ضاربةً في أعماق التربة . والجذوع والفروع باسقةً الى أعلى الفضاء ! يكافح كل منهما قانوناً يضاده ويمضي في مساره،هذه في الأعماق وهذه في الآفاق ؟!
    إن التأمل في شجرة واحدة وأنظمتها ، من عروقها الى آلاف أوراقها، يبعث في الإنسان الدهشة والذهول أمام علم الخالق وقدرته اللامتناهية : ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴾ 7 8 .
    ***
    من استدلالات أهل البيت الطاهرين عليهم السلام
    1 ـ جاء رجل من الزنادقة الى الإمام الرضا عليه السلام فقال له : (رحمك الله أوجدني كيف هو وأين هو ؟ فقال : ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط ، هو أيَّنَ الأيْنَ بلا أين ، وكيَّفَ الكيفَ بلا كيف ، فلا يُعرف بكيفوفية ولا بأينونية ، ولا يُدرك بحاسة ، ولا يُقاس بشئ ! فقال الرجل : فإذاً إنه لا شئ ، إذا لم يدرك بحاسة من الحواس !
    فقال أبو الحسن عليه السلام : ويلك ! لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته ؟ ! ونحن إذ عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا بخلاف شئ من الأشياء ! قال الرجل : فأخبرني متى كان ؟ قال أبو الحسن : أخبرني متى لم يكن فأخبرك متى كان ! قال الرجل : فما الدليل عليه ؟ فقال أبو الحسن : إني لما نظرت إلى جسدي ولم يمكني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول ، ودفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه ، علمت أن لهذا البنيان بانياً فأقررت به . مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته ، وإنشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم ، وغير ذلك من الآيات العجيبات المبينات ، علمتُ أن لهذا مقدراً ومنشئاً) 9 .
    2 ـ عن أحمد بن محسن الميثمي قال : كنت عند أبي منصور المتطبب فقال : أخبرني رجل من أصحابي قال : كنت أنا وابن أبي العوجاء وعبد الله بن المقفع في المسجد الحرام فقال ابن المقفع ، ترون هذا الخلق ، وأومأ بيده إلى موضع الطواف ، ما منهم أحد أُوجبُ له إسم الإنسانية إلا ذلك الشيخ الجالس ، يعني أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام . فأما الباقون فرعاع وبهائم ! فقال له ابن أبي العوجاء : وكيف أوجبتَ هذا الإسم لهذا الشيخ ، دون هؤلاء ؟ قال : لأني رأيت عنده ما لم أره عندهم ! فقال له ابن أبي العوجاء : لابد من اختبار ما قلت فيه منه . قال فقال ابن المقفع : لا تفعل فإني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك . فقال : ليس ذا رأيك ، ولكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إياه المحل الذي وصفت ! فقال ابن المقفع : أما إذا توهمت عليَّ هذا فقم إليه ، وتحفظ ما استطعت من الزلل ، ولا تثني عنانك إلى استرسال فيسلمك إلى عقال . وسِمْهُ مالك أو عليك . قال : فقام ابن أبي العوجاء وبقيت أنا وابن المقفع جالسين ، فلما رجع إلينا ابن أبي العوجاء قال : ويلك يا ابن المقفع ما هذا ببشر! وإن كان في الدنيا روحانيٌّ يتجسد إذا شاء ظاهراً ، ويتروَّح إذا شاء باطناً ، فهو هذا ! فقال له : وكيف ذلك ؟ قال : جلست إليه فلما لم يبق عنده غيري ابتدأني فقال : إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء ، وهو على ما يقولون ، يعني أهل الطواف ، فقد سلموا وعطبتم ، وإن يكن الأمر على ما تقولون ، وليس كما تقولون ، فقد استويتم وهم ! فقلت له : يرحمك الله وأي شئ نقول وأي شئ يقولون ؟ ما قولي وقولهم إلا واحداً ! فقال : وكيف يكون قولك وقولهم واحداً ؟ وهم يقولون : إن لهم معاداً وثواباً وعقاباً ، ويدينون بأن في السماء إلهاً ، وأنها عمران . وأنتم تزعمون أن السماء خراب ليس فيها أحد ؟ قال : فاغتنمتها منه فقلت له : ما منعه إن كان الأمر كما يقولون أن يظهر لخلقه ويدعوهم إلى عبادته حتى لا يختلف منهم اثنان ! ولم احتجب عنهم وأرسل إليهم الرسل ؟ ولو باشرهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به ؟ فقال لي : ويلك وكيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك : نُشوءك ولم تكن ، وكبرك بعد صغرك ، وقوتك بعد ضعفك ، وضعفك بعد قوتك ، وسقمك بعد صحتك ، وصحتك بعد سقمك ، ورضاك بعد غضبك ، وغضبك بعد رضاك، وحزنك بعد فرحك ، وفرحك بعد حزنك وحبك بعد بغضك ، وبغضك بعد حبك ، وعزمك بعد أناتك ، وأناتك بعد عزمك ، وشهوتك بعد كراهتك وكراهتك بعد شهوتك ، ورغبتك بعد رهبتك ورهبتك بعد رغبتك ، ورجاءك بعد يأسك ويأسك بعد رجائك ، وخاطرك بما لم يكن في وهمك ، وعزوب ما أنت معتقده عن ذهنك .
    وما زال يُعدِّد عليَّ قدرته التي هي في نفسي التي لا أدفعها حتى ظننت أنه سيظهر فيما بيني وبينه!) 10 .
    3 ـ قال محمد بن إسحاق : إن عبد الله الديصاني ( ملحد معروف ) سأل هشام بن الحكم فقال له : ألك رب ؟ فقال : بلى ، قال : أقادرٌ هو ؟ قال : نعم قادر قاهر . قال : يقدر أن يدخل الدنيا كلها البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا ؟ قال هشام : النظرة ( أي أمهلني ) فقال له : قد أنظرتك حولاً ، ثم خرج عنه فركب هشام إلى أبي عبد الله ( الإمام الصادق عليه السلام ) فاستأذن عليه فأذن له فقال له : يا ابن رسول الله أتاني عبد الله الديصاني بمسألة ليس المعول فيها إلا على الله وعليك ، فقال له أبو عبدالله عليه السلام : عن ماذا سألك ؟ فقال قال لي : كيت وكيت ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : يا هشام كم حواسك ؟ قال خمس . قال : أيها أصغر ؟ قال الناظر ، قال : وكم قدر الناظر قال : مثل العدسة أو أقل منها . فقال له : يا هشام ! فانظر أمامك وفوقك وأخبرني بما ترى ، فقال : أرى سماء وأرضاً ودوراً وقصوراً وبراري وجبالاً وأنهاراً . فقال له أبو عبد الله عليه السلام : إن الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة ، لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة ! فأكب هشام عليه وقبل يديه ورأسه ورجليه وقال : حسبي يا ابن رسول الله ، وانصرف إلى منزله . وغدا عليه الديصاني فقال له : يا هشام إني جئتك مسلِّماً ولم أجئك متقاضياً للجواب ، فقال له هشام : إن كنت جئت متقاضياً فهاك الجواب ، فخرج الديصاني عنه حتى أتى باب أبي عبد الله عليه السلام فاستأذن عليه فأذن له ، فلما قعد قال له : يا جعفر بن محمد دُلَّني على معبودي ؟ فقال له أبو عبد الله : ما اسمك ؟ فخرج عنه ولم يخبره باسمه فقال له أصحابه : كيف لم تخبره باسمك ؟ قال : لو كنت قلت له : عبد الله ، كان يقول : من هذا الذي أنت له عبد ؟ فقالوا له : عد إليه وقل له يدلك على معبودك ولا يسألك عن اسمك . فرجع إليه فقال له : يا جعفر بن محمد دلني على معبودي ولا تسألني عن إسمي ؟ فقال له أبو عبدالله عليه السلام : أجلس ، وإذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها فقال له أبو عبد الله : ناولني يا غلام البيضة فناوله إياها ، فقال له أبو عبدالله عليه السلام : يا ديصاني ، هذا حصن مكنون له جلد غليظ ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة ، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة ، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة ، فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها ، ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها ، لا يدري للذكر خلقت أم للأنثى تنفلق عن مثل ألوان الطواويس ، أترى لها مدبراً ؟! قال : فأطرق ملياً ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأنك إمام وحجة من الله على خلقه ، وأنا تائب مما كنت فيه) 11 12 .

    1. القران الكريم : سورة فصلت ( 41 ) ، الآية : 53 ، الصفحة : 482 .
    2. البحار : 84 / 339 .
    3. البحار : 64 / 142 .
    4. البحار : 95 / 82 .
    5. القران الكريم : سورة الطور ( 52 ) ، الآية : 35 ، الصفحة : 525 .

    6. البحار : 3 / 36 .
    7. القران الكريم : سورة النمل ( 27 ) ، الآية : 60 ، الصفحة : 382 .
    8. راجع مقدمة منهاج الصالحين للوحيد الخراساني .
    9. الكافي : 1 / 78 .
    10. الكافي : 1 / 74 .
    11. الكافي : 1 / 79 .
    12. معرفة الله ، العلامة الشيخ علي الكوراني العاملي ، مركز المصطفى للدراسات الإسلامية ، برعاية المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني ، الطبعة الأولى 1427 ، الناشر دار الهدى ـ قم ، ص 16 ـ 24 .
    حسين منجل العكيلي

  • #2
    حفظك الباري أستاذنا
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #3
      احسنت ان شاء الله عطاء اكثر
      أبا الفضل عشقي الازلي
      sigpic

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
        حفظك الباري أستاذنا
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اشكر مرورك الكريم

        حسين منجل العكيلي

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محبه العباس مشاهدة المشاركة
          احسنت ان شاء الله عطاء اكثر
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اشكر مرورك المبارك جزيت خيرا

          حسين منجل العكيلي

          تعليق


          • #6


            بوركت موفق على الطرح

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الكف الذهبي مشاهدة المشاركة


              بوركت موفق على الطرح
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اخي الفاضل الكف الذهبي
              اشكر مرورك المبارك
              لك تحياتي ودعائي
              حسين منجل العكيلي

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X