إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وتركع دونك العشر العقول

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وتركع دونك العشر العقول


    إنّ نظرية المثل والممثول تُعدُّ الحجر الاَساس لِعامّة عقائد الاِسماعيليّة ، التي جعلت لكلِّ ظاهر باطناً ،

    وسمّوا الاَوّل مثلاً ، والثاني ممثولاً.وعليه تبتني نظرية التأويل الدينيّة الفلسفية ، فتذهب إلى أنّ اللّه تعالى

    جعل كلَّ معاني الدّين في الموجودات ، لذا يجب أن يُستدل بما في الطبيعة على إدراك حقيقةَ الدين ، فما

    ظهر من أُمور الدين من العبادة العمليّة ، التي بيّنها القرآن معاني يفهمها العامّة ، ولكن لكلّ فريضة من فرائض

    الدين تأويلاً باطناً ، لا يعلمه إلاّ الاَئمّة ، وكبار حججهم وأبوابهم ودعاتهم.
    (1)

    يقول الداعي الموَيد في الدين الشيرازي : خلق اللّه أمثالاً وممثولات ، فجسم الاِنسان مثل ، ونفسه

    ممثول ، والدنيا مثَل والآخرة ممثول ، وانَّ هذه الاَعلام التي خلقها اللّه تعالى ، وجعل قُوام الحياة بها ، من

    الشمس والقمر ، و النجوم ، لها ذوات قائمة ، يحل منها محل المثل وانّقواها الباطنة التي توَثر في المصنوعات

    ، هي ممثول تلك الاَمثال.

    وقال صاحب المجالس المستنصرية : معشر الموَمنين انّ اللّه تعالى ضرب لكم الاَمثال جملاً وتفصيلاً ، ولم

    يستح من صغر المثال إذا بيّن به ممثولاً ، وجعل ظاهر القرآن على باطنه دليلاً ، ومن قصيدة الموَيد للدين يقول فيها :
    أقصد حمى ممثوله دون المَثل ذا أبرُ النحل (2) وهذا كالعسل

    1 ـ مصطفى غالب : في مقدمة الينابيع : 13.
    2 ـ ابر النحل : لذعته.

    واستناداً إلى نظرية المثل والممثول يجب أن يكون في العالم الاَرضي عالم جسماني ظاهر يماثل العالم الروحانيّ الباطن. (1)

    1 ـ العقول العشرة
    إنّ الاِسماعيليّة استخدمت في تطبيق تلك النظرية ، على ما تتبناه من تطبيق الدعوة الدينيّة على عالم

    التكوين نظرية الفلسفة اليونانية في كيفيّة حصول الكثرة في العالم ، ولم يكن الهدف في استخدام نظريتهم ،

    في بيان صدور الكثرات من الواحد البسيط ، إلاّ تطبيقها على الدعوة الدينيّة ، حتى يكون لكلِّ ظاهر باطن.

    توضيحه : أثبتت البراهين الفلسفيّة أنّه سبحانه واحد ، بسيط من جميع الجهات ، لا كثرةَ فيه ، لا خارجاً

    ولا عقلاً ، ولا وهماً

    ثمّ إنّهم بعد البرهنة على تلك القاعدة ، وقعوا في مأزق وهو أنّه كيف صدرت من الواحد البسيط ـ الذي لا

    يصدر عنه إلاّ الواحد ـ هذه الكثرات في عالم العقول ، والاَفلاك ، والاَجسام؟

    ذهب أرسطو وتلاميذه ، ومن تبعهم من المسلمين كالفارابي والشيخ الرئيس ، إلى أنّ الصادر منه سبحانه

    واحد ، وهو : العقل الاَوّل ، وهو مشتمل على جهتين :


    جهة لعقله لمبدئه ، وجهة إضافته إلى ماهيته.

    فبالنظر إلى الجهة الاَُولى صدر العقل الثاني ، وبالنظر إلى الجهة الثانية صدر الفلك الاَوّل ونفسه ، الذي

    هو الفلك الاَقصى.

    وصدر من العقل الثاني لهاتين الجهتين ، العقل الثالث ، والفلك الثاني مع نفسه ، الذي هو فلك الثوابت.

    1 ـ مصطفى غالب : في مقدمة الينابيع : 13.

    ثمّ صدر من العقل الثالث لهاتين الجهتين ، العقل الرابع ، والفلك الثالث مع نفسه ، الذي هو فلك زحل.

    وبهذا الترتيب ، صدر العقل الخامس والفلك الرابع ، الذي هو فلك المشتري ، إلى أن وصل عدد العقول إلى

    عشرة ، وعدد الاَفلاك مع نفوسها تسعة.

    و تبنّى المذهب الاِسماعيلي ، الذي هو مذهب ذو صبغة فلسفيّة يونانيّة هذه النظرية مع اختلاف يسير

    في التعبير لا غير ، والفكرة الرئيسيّة عندهم واحدة.

    فمثلاً يعبّر الداعي الكرماني عن العقل الاَوّل بالمبدع ، كما يعبّر عن العقل الثاني بالمنبعث الاَوّل ، وكلا

    المسلكين يشتركان في أنّه يبتدىَ الصدور بالعقل الاَوّل ، الذي تسمّيه فلسفةُ المشاء بالعقل الاَوّل ،

    والمذهب الاِسماعيليّ بالمبدع الاَوّل ، وتنتهي بالعقل الفعّال ، ويتوسط بين العقل الاَوّل والعقل الفعّال

    سلسلة العقول ، والاَفلاك الاَُخرى.

    يقول الداعي الكرماني :

    والعقل الاَوّل مركز لعالم العقول إلى العقل الفعّال ، والعقل الفعّال عاقل للكل ، وهو مركز لعالم الجسم ،

    من الاَجسام العالية الثابتة (الاَفلاك) إلى الاَجسام المستحيلة المسمّاة عالم الكون والفساد (العناصر

    الاَربعة).
    (1)

    يقول الحكيم السبزواري في بيان تلك النظرية :

    فالعقل الأول لدى المشاء .........وجوبه مبدأ ثان جاء

    وعقله لذاته للفلك ................دان لدان سامك لسامك

    وهكذا حتى لعاشر وصل .........والفيض منه في العناصر حصل

    بالفقر معط لهيولي العنصر..........وبالوجوب لنفوس صور

    فللهيولي بكثرة إستعداد.......بحركات السبع الشداد


    1 ـ راحة العقول 127ـ
    2 ـ السبزواري : شرح المنظومة : 185.



    ثمّ إنّ المهم تطبيق هذه الدرجات الكونية على درجات الدعوة الدينيّة عند الاِسماعيليّة ، فقد جعلوا لكل

    ظاهر باطناً ، ولكلّ درجة كونيّة درجة دينيّة ، و إليك جدولاً يوضح ذلك :

    1 ـ العقل الاَوّل = الناطق.

    2 ـ العقل الثاني = الفلك الاَقصى = الاَساس.

    3 ـ العقل الثالث = فلك الثوابت = الاِمام.

    4 ـ العقل الرابع = فلك زحل = الباب.

    5 ـ العقل الخامس = فلك المشتري = الحجّة.

    6 ـ العقل السادس = فلك المريخ = داعي البلاغ.

    7 ـ العقل السابع= فلك الشمس = الداعي المطلق.

    8 ـ العقل الثامن= فلك زهرة = الداعي المحدود.

    9 ـ العقل التاسع= فلك عطارد = المأذون المطلق.

    10 ـ العقل العاشر= فلك القمر = المأذون المحدود ، وربّما يُطلق عليه المكاسر والمكالب. (1)


    هذا عرض موجز عن الدرجات الدينيّة للدعوة ، وأمّا تفسيرها فإليك بيانها إجمالاً :

    1 ـ الناطق : وله رتبة التنزيل.

    2 ـ الاَساس : وله رتبة التأويل.

    3 ـ الاِمام : وله رتبة الاَمر.

    4 ـ الباب : وله رتبة فصل الخطاب.

    1 ـ إنّ محقّقي كتاب راحة العقل لم يذكروا فلك الثوابت ، ولهذا صار العقل ممثولاً لما دون القمر ، وجعلوا فلك الاَفلاك والمحيط. فلكين مستقلين ، مع أنّهما في هيئة بطليموس ، فلك واحد ، إلاّ أن يخلتف ترتيب العوالم العلوية عند الاِسماعيليّة مع ما هو الثابت في علم الهيئة (لاحظ راحة العقل ، ص 25).


    5 ـ الحجّة : وله رتبة الحكم فيما كان حقّاً أو باطلاً.

    6 ـ داعي البلاغ : و له رتبة الاحتجاج ، وتعريف المعاد.

    7 ـ الداعي المطلق : وله رتبة تعريف الحدود العلوية والعبادة الباطنية.

    8 ـ الداعي المحصور ، أو المحدود : وله رتبة تعريف الحدود السفليّة والعبادة الظاهرة.

    9 ـ المأذون المطلق : وله رتبة أخذ العهد والميثاق.

    10 ـ المأذون المحدود : وله رتبة جذب الاَنفس المستجيبة ، وهو المكاسر. (1

    ((الملل والنحل للشيخ جعفر السبحاني ))



    هذا ما وجدته حينما بحثت عن معنى(العقول العشرة )

    التي وردت في قصيدة الحاج (مهدي جناح الكاظمي)

    حينما قرأتها البارحة

    ( وتركع دونك العشر العقول )

    ولا أعلم هل هي فعلا ما عناه الشاعر أم لا


    لو تعلمون رأيا آخر ((أفيدوني ))


























  • #2
    احسنت ان شاء الله عطاء اكثر
    أبا الفضل عشقي الازلي
    sigpic

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
      لا أظن اختي ان الشاعر قصد من (( العشر العقول )) ، غير ما توصلت اليه ببحثك و مجهودك القيم ، على الاقل هذا حسب معرفتي ! ،

      و لقد اجاد الشاعر بالتعبير ، و كما جاء في زيارة الجامعه المقدسه « وَ ذَلَّ كُلُّ شَيٓءٍ لَكُم » .
      sigpic
      عن الامام المهدي صلوات الله عليه قال { نحن صنائع ربنا والخلق بعد صنائعنا }(( الأنوار البهية - ص293 ))

      تعليق


      • #4

        اللهم العن قاتلي فاطمة عليها السلام وغاصبي حقها من الاولين والاخرين
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        احسنت بارك الله فيك وجزيت خيرا

        حسين منجل العكيلي

        تعليق


        • #5
          مشكووووورة أختي محبة العباس

          وعليكما السلام (أبو علاء العكيلي )

          والأخ الكريم (هذب يراعك)

          لكم وافر الشكر والتقدير لردكم ووفقكم الله للخير والسداد


          هكذا يجب أن يكون شعراء أهل البيت واعيين لكل ما يقولون

          وتستبطن قصائدهم معان بعيدة

          وفق الله الحاج (مهدي جناح الكاظمي ) وحفظه لنا ذخرا ونفعا


          التعديل الأخير تم بواسطة ~ أين صاحب يوم الفتح ~; الساعة 15-03-2014, 01:40 PM.
























          تعليق


          • #6
            عظم الله أجرك
            sigpic
            إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
            ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
            ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
            لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

            تعليق


            • #7
              وأجرك عظيم أختي العزيزة

              مرورك فخر لي (من نسل عبيدك إحسبني ...ياحسين )
























              تعليق


              • #8
                ​جزاك الله كل خير وعاشت يداك على النقل يا روعة

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X